نشاطات تربوية مغيبة مطلوب تجديدها.
.....................................
شبكة النبأ: التربية والتعليم لا ينحصر بجانب محدد، فحين يرسل الآباء أطفالهم الى المدارس الابتدائية يأملون أن يتعلم صغارهم القراءة والكتابة في أول الامر ثم ما يلبث أن يشتد عودهم وهم لا يزالون في هذه المرحلة فيطمح هؤلاء الآباء الى توسع الاهداف التربوية والتعليمية لتتجاوز مسألة القراءة والكتابة الى تطوير مهاراتهم الاخرى سواء عملية او علمية.
وبالتعاضد مع ادارات المدارس وبالتشاور مع الجهات الرسمية ذات العلاقة اصبح دور المرشد التعليمي في معظم المراحل التدريسية ذا طابع أوسع حتى شمل المنافسات الرياضية والفن والدورات التدريبية الجماعية والدخول في ورشات عمل وتدريب متنوعة وكذلك ثمة أنشطة تدخل في اطار تطوير القدرات المسرحية.
فحتى اللحظة لا أزال أتذكر على مستوى التجربة الشخصية حين كنت في المرحلة المتوسطة كيف تم اختيار مجموعة من الطلاب -وأنا واحد بينهم- من المتوسطة التي كنت أدرس فيها لتمثيل مسرحية عن مأثرة الامام الحسين واستمر التمرين والبروفات أكثر من شهر تم خلالها تطوير القدرات الفنية المسرحة لمجموعة من الطلبة كان بعظهم بعيدا جدا عن المسرح.
ولا ينحصر البحث عن المواهب وتطويرها في هذا المجال الفني او ذاك، مثلما أن الأنشطة كانت متنوعة وتهتم بها مؤسسات رسمية وغيرها تقيم الدورات الصيفية في هذا المجال العملي او ذاك حرصا على تطوير مهارات الطلبة من دون أن ينحصر هذا الاهتمام بهذه المرحلة الدراسية او تلك.
فهل غابت مثل هذه الانشطة عن مدارسنا ومؤسساتنا التعليمية المعنية ؟ سؤال يجيب عنه واقع الحال، فحتى معارض الرسم والانشطة الفنية التي تقيمها بعض المؤسسات التعليمية المسؤولة عن النشاط المدرسي او غيره تكاد تكون غير فعالة بل ربما تنشط في هذا الاتجاه او ذاك تحت البند الرسمي الذي يتطلب من هذه المؤسسات ان تقدم أنشطتها أمام الملأ، ولهذا ربما تأتي هذه الانشطة من باب انجاز العمل الوظيفي الذي قد يكون ذا طابع شكلي بالدرجة الاولى.
لذا مطلوب تفعيل البرنامج التربوي العملي الذي يُعنى بالطاقات والمواهب المتعددة للمراحل الدراسية كافة، وكما اكدت التجارب الكثيرة لدى الامم والشعوب الاخرى فإن التزام هذه الطاقات وتطوير مهاراتها المتنوعة ستبني ركيزة أساسية لتطوير البنى التحتية للمجتمع في مجالات الفنون والرياضة والثقافة والمهارات في المجالات العملية الاخرى.
وثمة مدارس لمراحل متعددة استطاعت أن توظف طاقات طلابها في مجال الزراعة على سبيل المثال حيث تمكنت من زرع ساحات بعض المدراس وفق اسلوب زراعي علمي، وحققت امور عدة في هذا المجال منها صنع خبرات زراعية لدى الطلاب وشجعتهم على تكرار التجربة في بيوتهم وحدائقهم الخاصة ناهيك عن تحويل الساحات القاحلة في المدارس الى مساحات خضراء تسر الناظر وتلطف الجو وتجمّل منظر المدرسة نفسها، كما انها استطاعت أن تخلق لدى لطلاب رغبة في اتقان الزراعة وحب متواصل للعمل والانتاج.
وهكذا يمكن تحويل طاقات الطلاب الى المسارات الصحيحة ليس في هذا المجال او ذاك بل ثمة تنوع وانتشار على عموم الاهتمامات، ويبقى الهدف الاساس هو زرع حب العمل والانتاج لدى الطلاب ثم تطوير مهاراتهم وتحويلها من حالة السكون الى حالة العمل والحركة والانتاج، ومن الاهداف الهامة التي تتحقق في هذا المجال هو القضاء على الفراغ السلبي تماما الذي يحوّل طاقات الطلاب في كثير من الاحيان الى اتجاهات الانحراف الاخلاقي وما شابه.
على أننا يجب أن نتفق بأن تطوير المهارات لا يتحقق بالقول والكلام وحده ولن تحققه التمنيات المحضة، لهذا نحن بحاجة الى برامج علمية مخطط لها من ذوي الاختصاص في هذا المجال، ويمكن تقديم المقترحات التالية في هذا المجال للجهات ذات العلاقة من اجل النهوض بواقع الطلبة عموما.
- أن تعي وتؤمن الجهات الرسمية أهمية صقل مهارات الطلبة ابتداءً من المرحلة الابتدائية صعودا الى المراحل التالية.
- أن يتحول هذا الايمان الى واقع عملي مخطط له من لدن الخبرات القادرة على النجاح في هذا المجال.
- أن تتوافر الآلية العملية الملزٍمة لتطبيق برامج تطوير المهارات.
- أن تتحمل الوزارات التعليمية والمعنية مسؤولية النهوض ببرامج تنمية مهارات الطلبة على اختلاف انواعها.
- أن تسهم المؤسسات الاهلية كمؤسسات المجتمع المدني في هذا التحشيد حتى لو اقتصر ذلك على المراقبة والتنبيه.
- أن يعي المسؤولون المعنيون ضرورة الانتباه لطاقات الطلبة وتوجيهها في المسار الذي يصب في خدمة الجميع.
إذن نحن بحاجة الى النظر لتجارب اخرى في مجال تنمية مهارات الطلبة وأن نتعامل مع هذا الامر بجدية لاسيما الجهات الرسمية التي يكون بمقدورها حتما تحويل البرامج الى اعمال، وهذا لا يعفي الجهات الاهلية من المساعدة في تحقيق هذا الهدف الهام، وبالتعاون بين الجميع يمكن قطعا تحقيق الطموحات الجيدة في هذا المجال.
.....................................
شبكة النبأ: التربية والتعليم لا ينحصر بجانب محدد، فحين يرسل الآباء أطفالهم الى المدارس الابتدائية يأملون أن يتعلم صغارهم القراءة والكتابة في أول الامر ثم ما يلبث أن يشتد عودهم وهم لا يزالون في هذه المرحلة فيطمح هؤلاء الآباء الى توسع الاهداف التربوية والتعليمية لتتجاوز مسألة القراءة والكتابة الى تطوير مهاراتهم الاخرى سواء عملية او علمية.
وبالتعاضد مع ادارات المدارس وبالتشاور مع الجهات الرسمية ذات العلاقة اصبح دور المرشد التعليمي في معظم المراحل التدريسية ذا طابع أوسع حتى شمل المنافسات الرياضية والفن والدورات التدريبية الجماعية والدخول في ورشات عمل وتدريب متنوعة وكذلك ثمة أنشطة تدخل في اطار تطوير القدرات المسرحية.
فحتى اللحظة لا أزال أتذكر على مستوى التجربة الشخصية حين كنت في المرحلة المتوسطة كيف تم اختيار مجموعة من الطلاب -وأنا واحد بينهم- من المتوسطة التي كنت أدرس فيها لتمثيل مسرحية عن مأثرة الامام الحسين واستمر التمرين والبروفات أكثر من شهر تم خلالها تطوير القدرات الفنية المسرحة لمجموعة من الطلبة كان بعظهم بعيدا جدا عن المسرح.
ولا ينحصر البحث عن المواهب وتطويرها في هذا المجال الفني او ذاك، مثلما أن الأنشطة كانت متنوعة وتهتم بها مؤسسات رسمية وغيرها تقيم الدورات الصيفية في هذا المجال العملي او ذاك حرصا على تطوير مهارات الطلبة من دون أن ينحصر هذا الاهتمام بهذه المرحلة الدراسية او تلك.
فهل غابت مثل هذه الانشطة عن مدارسنا ومؤسساتنا التعليمية المعنية ؟ سؤال يجيب عنه واقع الحال، فحتى معارض الرسم والانشطة الفنية التي تقيمها بعض المؤسسات التعليمية المسؤولة عن النشاط المدرسي او غيره تكاد تكون غير فعالة بل ربما تنشط في هذا الاتجاه او ذاك تحت البند الرسمي الذي يتطلب من هذه المؤسسات ان تقدم أنشطتها أمام الملأ، ولهذا ربما تأتي هذه الانشطة من باب انجاز العمل الوظيفي الذي قد يكون ذا طابع شكلي بالدرجة الاولى.
لذا مطلوب تفعيل البرنامج التربوي العملي الذي يُعنى بالطاقات والمواهب المتعددة للمراحل الدراسية كافة، وكما اكدت التجارب الكثيرة لدى الامم والشعوب الاخرى فإن التزام هذه الطاقات وتطوير مهاراتها المتنوعة ستبني ركيزة أساسية لتطوير البنى التحتية للمجتمع في مجالات الفنون والرياضة والثقافة والمهارات في المجالات العملية الاخرى.
وثمة مدارس لمراحل متعددة استطاعت أن توظف طاقات طلابها في مجال الزراعة على سبيل المثال حيث تمكنت من زرع ساحات بعض المدراس وفق اسلوب زراعي علمي، وحققت امور عدة في هذا المجال منها صنع خبرات زراعية لدى الطلاب وشجعتهم على تكرار التجربة في بيوتهم وحدائقهم الخاصة ناهيك عن تحويل الساحات القاحلة في المدارس الى مساحات خضراء تسر الناظر وتلطف الجو وتجمّل منظر المدرسة نفسها، كما انها استطاعت أن تخلق لدى لطلاب رغبة في اتقان الزراعة وحب متواصل للعمل والانتاج.
وهكذا يمكن تحويل طاقات الطلاب الى المسارات الصحيحة ليس في هذا المجال او ذاك بل ثمة تنوع وانتشار على عموم الاهتمامات، ويبقى الهدف الاساس هو زرع حب العمل والانتاج لدى الطلاب ثم تطوير مهاراتهم وتحويلها من حالة السكون الى حالة العمل والحركة والانتاج، ومن الاهداف الهامة التي تتحقق في هذا المجال هو القضاء على الفراغ السلبي تماما الذي يحوّل طاقات الطلاب في كثير من الاحيان الى اتجاهات الانحراف الاخلاقي وما شابه.
على أننا يجب أن نتفق بأن تطوير المهارات لا يتحقق بالقول والكلام وحده ولن تحققه التمنيات المحضة، لهذا نحن بحاجة الى برامج علمية مخطط لها من ذوي الاختصاص في هذا المجال، ويمكن تقديم المقترحات التالية في هذا المجال للجهات ذات العلاقة من اجل النهوض بواقع الطلبة عموما.
- أن تعي وتؤمن الجهات الرسمية أهمية صقل مهارات الطلبة ابتداءً من المرحلة الابتدائية صعودا الى المراحل التالية.
- أن يتحول هذا الايمان الى واقع عملي مخطط له من لدن الخبرات القادرة على النجاح في هذا المجال.
- أن تتوافر الآلية العملية الملزٍمة لتطبيق برامج تطوير المهارات.
- أن تتحمل الوزارات التعليمية والمعنية مسؤولية النهوض ببرامج تنمية مهارات الطلبة على اختلاف انواعها.
- أن تسهم المؤسسات الاهلية كمؤسسات المجتمع المدني في هذا التحشيد حتى لو اقتصر ذلك على المراقبة والتنبيه.
- أن يعي المسؤولون المعنيون ضرورة الانتباه لطاقات الطلبة وتوجيهها في المسار الذي يصب في خدمة الجميع.
إذن نحن بحاجة الى النظر لتجارب اخرى في مجال تنمية مهارات الطلبة وأن نتعامل مع هذا الامر بجدية لاسيما الجهات الرسمية التي يكون بمقدورها حتما تحويل البرامج الى اعمال، وهذا لا يعفي الجهات الاهلية من المساعدة في تحقيق هذا الهدف الهام، وبالتعاون بين الجميع يمكن قطعا تحقيق الطموحات الجيدة في هذا المجال.