المجتمعات الالكترونية...بين التقريب والكذب وأفخاخ الغرباء.
باسم حسين الزيدي.
.....................
لتكنولوجيا الانترنت اثرها الواضح في المجتمعات وخصوصاً تلك التي تعنى بحاجات الشعوب وتلبي الحاجات الانسانية في التواصل والاطلاع والمعرفة والتي باتت تعرف في عصرنا الحالي بـ"المواقع الاجتماعية" على الشبكة العنكبوتية والتي تميز منها "الفيسبوك" بما يزيد عن (700) مليون مشترك، اضافة الى "تويتر وغوغل بلص وماي سبيس...الخ"، وقد تكاثرت المجتمعات الالكترونية بشكل واضح و كبير،كما ساهمت في احداث تغيرات عالمية مهمة لعل ابرزها الربيع العربي الذي غير خارطة الشرق الاوسط.
و مع هذه الامكانات الهائلة والمفيدة –اذا استخدمت بالشكل الصحيح- الا ان الامر لا يخلو من مشاكل ومعوقات تعيق من تقدم عجلة هذه التكنولوجيا بالشكل الصحيح، وتأتي في مقدمتها الدور التسلطي الذي تمارسه بعض الانظمة والدول على حرية التعبير وفرضها للقيود والتشدد في منح المواطنين لحقهم في النقد والتوجيه، اضافة الى المعوقات الاخلاقية التي تتعلق باستخدام الاطفال للانترنت ودور الرقابة الابوية في منع التأثيرات اللاأخلاقية التي قد تستهدف الاطفال وبالتعاون مع المنظمات والمؤسسات ذات الصلة.
........................
الفيسبوك و تقريب سكان العالم.
فيما يبدو أن موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الذي يجمع اليوم أكثر من 10% من سكان الأرض قد جعل العالم أصغر وخفض معدل درجات الانفصال بين أي شخصين إلى 4،74 درجات بدلا من الدرجات الست المعترف بها منذ العشرينيات، وفي دراسة شارك فيها "فيسبوك"، كتب خمسة باحثون هم لارس باكستروم وباولو بودلي وماركو روسا وجوهان أوغاندر وسيباستيانو فينيا أن "العالم أصغر مما نعتقد"، وبحسب فرضية ظهرت للمرة الأولى في العشرينات، فإن أي فرد يمكنه الاتصال بأي فرد آخر من خلال سلسلة علاقات فردية مؤلفة من ستة أشخاص، وتستند هذه النظرية إلى أعمال ستانلي ميلغرام وجيفري ترافرس اللذين طلبا في الستينيات من ثلاث مئة شخص يعيشون في نيبراسكا (وسط الولايات المتحدة) إيصال رسالة إلى شخص في بوسطن (ماساتشوستس، شمال شرق) من خلال معارفهم، على أن يمثل صديق درجة انفصال واحدة وصديق صديق درجتي انفصال وهكذا دواليك، ووصلت الرسائل إلى وجهتها بعدما قطعت ست درجات من الانفصال، ولم تعتبر نظرية الدرجات الست يوما صحيحة علميا ولكن مسرحية استوحيت منها وأنشئت جمعية خيرية باسمه، وسنة 1995، صدر فيلم "سيكس ديغريز أوف سيبيريشن" (ست درجات انفصال) من بطولة ويل سميث الذي لعب دور شاب يعرف عن نفسه على أنه صديق لأولاد تاجر تحف فنية ثري أدى دوره دونالد سوذرلاند. بحسب فرانس برس.
و سنة 2008، قام فريق من العلماء يعمل لدى "مايكروسوفت" بدراسة ثلاثة مليار رسالة فورية بعثها 240 مليون شخص في حزيران/يونيو 2006، فاستنتج أنه يمكن لأي شخصين الاتصال ببعضهما البعض (واحدهما بالآخر) مرورا ب6،6 مراحل، وبعدما حظيت الدراسة هذه السنة بمساعدة "فيسبوك"، أظهرت أن 99،6% من مستخدمي هذا الموقع يمكنهم الاتصال بمستخدم آخر من خلال معارفهم ومرورا بستة مراحل ليس إلا، فيما يستطيع 92% منهم فعل ذلك مرورا بأربعة مراحل، وذكر القيمون على "فسيبوك" أنه "إذا نظرنا إلى المستخدم الأكثر عزلة والمقيم في سهوب سيبيريا أو في أدغال البيرو فسنرى أن صديق صديقنا يعرف على الأرجح صديق صديقه"، وأضافوا "عندما نحصر تحليلنا ببلد واحد أكان الولايات المتحدة أو السويد أو ايطاليا أو غيرها، نكتشف أن العالم أصغر مما نعتقد وأن معظم الناس منفصلون عن بعضهم البعض بثلاث درجات ليس إلا"، وشرحوا أنه "مع تطور فيسبوك على مر السنين وجمعه نسبة أكبر من سكان العالم، أصبح سكان العالم أكثر اتصالا ببعضهم البعض"، وارتكزت الدراسة التي أجريت في مطلع السنة على العلاقات بين 721 مليون عضو في "فيسبوك" وعلى 69 مليار صلة "صداقة"، ويساهم "فيسبوك" في تقريب سكان العالم من بعضهم البعض لأنه يقترح على مستخدميه الاتصال ببعضهم البعض بناء على معارفهم المشتركة وإن لم يكونوا أصدقاء فعلي، وفي الواقع، يقيم المستخدمون علاقات مع الناس الذين يعيشون بالقرب منهم أكثر مقارنة مع الذين يعيشون في الطرف الآخر من العالم، وما يجعل الموقع شاملا جدا وفي الوقت نفسه مركزا جدا هو أن 84% من صلات "الصداقة" هي بين المستخدمين الذين يقيمون في البلد نفسه.
شبكة النبأ المعلوماتية- 8/كانون الثاني/2012-14/صفر/1433
باسم حسين الزيدي.
.....................
لتكنولوجيا الانترنت اثرها الواضح في المجتمعات وخصوصاً تلك التي تعنى بحاجات الشعوب وتلبي الحاجات الانسانية في التواصل والاطلاع والمعرفة والتي باتت تعرف في عصرنا الحالي بـ"المواقع الاجتماعية" على الشبكة العنكبوتية والتي تميز منها "الفيسبوك" بما يزيد عن (700) مليون مشترك، اضافة الى "تويتر وغوغل بلص وماي سبيس...الخ"، وقد تكاثرت المجتمعات الالكترونية بشكل واضح و كبير،كما ساهمت في احداث تغيرات عالمية مهمة لعل ابرزها الربيع العربي الذي غير خارطة الشرق الاوسط.
و مع هذه الامكانات الهائلة والمفيدة –اذا استخدمت بالشكل الصحيح- الا ان الامر لا يخلو من مشاكل ومعوقات تعيق من تقدم عجلة هذه التكنولوجيا بالشكل الصحيح، وتأتي في مقدمتها الدور التسلطي الذي تمارسه بعض الانظمة والدول على حرية التعبير وفرضها للقيود والتشدد في منح المواطنين لحقهم في النقد والتوجيه، اضافة الى المعوقات الاخلاقية التي تتعلق باستخدام الاطفال للانترنت ودور الرقابة الابوية في منع التأثيرات اللاأخلاقية التي قد تستهدف الاطفال وبالتعاون مع المنظمات والمؤسسات ذات الصلة.
........................
الفيسبوك و تقريب سكان العالم.
فيما يبدو أن موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الذي يجمع اليوم أكثر من 10% من سكان الأرض قد جعل العالم أصغر وخفض معدل درجات الانفصال بين أي شخصين إلى 4،74 درجات بدلا من الدرجات الست المعترف بها منذ العشرينيات، وفي دراسة شارك فيها "فيسبوك"، كتب خمسة باحثون هم لارس باكستروم وباولو بودلي وماركو روسا وجوهان أوغاندر وسيباستيانو فينيا أن "العالم أصغر مما نعتقد"، وبحسب فرضية ظهرت للمرة الأولى في العشرينات، فإن أي فرد يمكنه الاتصال بأي فرد آخر من خلال سلسلة علاقات فردية مؤلفة من ستة أشخاص، وتستند هذه النظرية إلى أعمال ستانلي ميلغرام وجيفري ترافرس اللذين طلبا في الستينيات من ثلاث مئة شخص يعيشون في نيبراسكا (وسط الولايات المتحدة) إيصال رسالة إلى شخص في بوسطن (ماساتشوستس، شمال شرق) من خلال معارفهم، على أن يمثل صديق درجة انفصال واحدة وصديق صديق درجتي انفصال وهكذا دواليك، ووصلت الرسائل إلى وجهتها بعدما قطعت ست درجات من الانفصال، ولم تعتبر نظرية الدرجات الست يوما صحيحة علميا ولكن مسرحية استوحيت منها وأنشئت جمعية خيرية باسمه، وسنة 1995، صدر فيلم "سيكس ديغريز أوف سيبيريشن" (ست درجات انفصال) من بطولة ويل سميث الذي لعب دور شاب يعرف عن نفسه على أنه صديق لأولاد تاجر تحف فنية ثري أدى دوره دونالد سوذرلاند. بحسب فرانس برس.
و سنة 2008، قام فريق من العلماء يعمل لدى "مايكروسوفت" بدراسة ثلاثة مليار رسالة فورية بعثها 240 مليون شخص في حزيران/يونيو 2006، فاستنتج أنه يمكن لأي شخصين الاتصال ببعضهما البعض (واحدهما بالآخر) مرورا ب6،6 مراحل، وبعدما حظيت الدراسة هذه السنة بمساعدة "فيسبوك"، أظهرت أن 99،6% من مستخدمي هذا الموقع يمكنهم الاتصال بمستخدم آخر من خلال معارفهم ومرورا بستة مراحل ليس إلا، فيما يستطيع 92% منهم فعل ذلك مرورا بأربعة مراحل، وذكر القيمون على "فسيبوك" أنه "إذا نظرنا إلى المستخدم الأكثر عزلة والمقيم في سهوب سيبيريا أو في أدغال البيرو فسنرى أن صديق صديقنا يعرف على الأرجح صديق صديقه"، وأضافوا "عندما نحصر تحليلنا ببلد واحد أكان الولايات المتحدة أو السويد أو ايطاليا أو غيرها، نكتشف أن العالم أصغر مما نعتقد وأن معظم الناس منفصلون عن بعضهم البعض بثلاث درجات ليس إلا"، وشرحوا أنه "مع تطور فيسبوك على مر السنين وجمعه نسبة أكبر من سكان العالم، أصبح سكان العالم أكثر اتصالا ببعضهم البعض"، وارتكزت الدراسة التي أجريت في مطلع السنة على العلاقات بين 721 مليون عضو في "فيسبوك" وعلى 69 مليار صلة "صداقة"، ويساهم "فيسبوك" في تقريب سكان العالم من بعضهم البعض لأنه يقترح على مستخدميه الاتصال ببعضهم البعض بناء على معارفهم المشتركة وإن لم يكونوا أصدقاء فعلي، وفي الواقع، يقيم المستخدمون علاقات مع الناس الذين يعيشون بالقرب منهم أكثر مقارنة مع الذين يعيشون في الطرف الآخر من العالم، وما يجعل الموقع شاملا جدا وفي الوقت نفسه مركزا جدا هو أن 84% من صلات "الصداقة" هي بين المستخدمين الذين يقيمون في البلد نفسه.
شبكة النبأ المعلوماتية- 8/كانون الثاني/2012-14/صفر/1433