21 مليون مشترك عربي غالبيتهم من الشباب..
الفيسبوك..من يسيطر على العالم؟!
.......
من يتحكّم بالعالم الإفتراضي يتحكّم بالعالم الواقعي..هذه هي العقيدة الإستراتيجية التي تحكم لعبة القوة في الإعلام الرقمي الجديد،و بصفة خاصة مواقع التواصل الإجتماعي و في مقدمتها موقع الفيسبوك.
و من المؤكد أنّ الشباب العربي استفاد من التطور الذي طال تكنولوجيا الإتصالات و إستخدم العالم الإفتراضي لهز بعض الأنظمة العربية و تهديد غيرها،عبر تحركات شعبية فرضت واقعاً جديداً غير واضح المعالم.
يرى البعض أن مواقع التواصل ساهمت بشكل حاسم في إنجاح هذه التحركات،و لكن ذلك لا ينفي الدور السلبي أو الوهمي الذي لعبه الفيسبوك في هذه التحركات،و الذي يمكن أن يلعبه من خلال وجود إدارات سياسية تستخدمه كوسيط مؤثر بشكل خاص في الشباب الذين يقودون عمليات التغيير من أجل حرف مسار التحول السياسي و الإجتماعي.
و يشهد العالم العربي منذ بداية العام الجاري تحركات شعبية بقيادة مجموعات شابة أو ما يطلق عليه اسم "مجموعات الفيسبوك" مدفوعة بقناعة و رغبة قوية في التغيير،أصحابها متأثرون بثقافة العصر،و قيم الديمقراطية و الحرِّية التي ساهم الإنفتاح على الثقافات العالمية بتشكيلها لديهم.
و يعتبر بعض الباحثين أن تأثير العالم الإفتراضي في شعوب العالم سوف يكون كبيراً جدّاً في القادم من الزمان لأن من يتحكم بالعالم الإفتراضي سوف يتمكن من السيطرة على العالم الواقعي.
و يقول الدكتور نديم منصوري أستاذ علم الإجتماع السياسي في الجامعة اللبنانية إنّ الفيسبوك محرك للثورة و التحركات الشعبية،و ليس مسبباً لها،و قد ساهم في تواصل الناشطين في هذه التحركات الشعبية مع بعضهم بعضاً بسبب العديد من الخصائص و الميزات التي يمتلكها.
و يعتبر اختصاصيون اجتماعيون أنّه لا يجوز أن نخضع ظاهرة التغيير الذي يشهده العالم العربي للدراسة السوسيولوجية قبل إكتمال مسار هذا التغيير و معرفة إتجاهاته،و بالرغم من ذلك يرجع البعض أسبابه إلى التراكم المزمن للقمع و حرمان شعوب العالم العربي أبسط حقوقها المتمثلة في الحرية و العيش الكريم.
و يؤكد منصوري أنّ الفيسبوك نجح في تحريك هذه التحركات الشعبية التي يشهدها العالم العربي لأسباب عدة،أهمها القدرة على تأمين الإتصال السريع بأقل تكلفة ممكنة و نقل الأفكار و الأخبار بسرعة تختصر الزمان،و سهولة إستخدامه من قِبَل الفئة العمرية الشابة على الأخص حيث سُجل إستخدامه في مصر مثلاً من قبل 90% ممن تتراوح أعمارهم بين 13 و34 سنة.
و يضيف منصوري: "كان للفيسبوك دور مهم بسبب حضوره الدائم،حيث تم إستخدامه من خلال أجهزة الهاتف المحمول و ليس فقط من خلال الحواسيب،و هذا ما جعله حاضراً لنقل وقائع ما يحصل خلال هذه التحركات الشعبية،حيث اعتمدت عليه بعض وسائل الإعلام التقليدية مثل التلفزيون،و هذا أمر لم يكن مألوفاً من قبل."
و تكمن أهمية الفيسبوك في أن 213 دولة تستخدمه على مستوى العالم،إضافة إلى 600 مليون مشترك، و هذا ما يوفر التعبئة بسرعة فائقة،لأنّ التواصل يتم مع أعداد هائلة من البشر في العالم، كما أنّ الفيسبوك يوفر مركزية للعمل،لتحريك النشطاء الإلكترونيين.
...........
- 21 مليون عربي:
تشير بعض الدراسات إلى تنامي العدد الإجمالي لمستخدمي الفيسبوك في العالم العربي بنسبة 78% من 11.9 مليون مستخدم في يناير/ كانون الثاني 2010 إلى 21.3 مليون مستخدم في ديسمبر/ كانون الأوّل من العام نفسه،علما أنّ الشباب يشكّلون 75% من مستخدمي هذا الموقع في العالم العربي.
و يتميّز الفيسبوك بالقدرة على تحقيق التفاعل بين مختلف النشطاء،إضافة إلى التوقع المسبق للحركة،بسبب ما يوفره من إمكانية التعليق على الأحداث،من دون أن تتمكن السلطات السياسية في البلد من السيطرة عليه،كما أنّه يوفر التواصل بين عامة الشعب و رؤساء دولهم و حكوماتهم و كافة المؤسسات و الإدارات الرسمية و الخاصة فضلاً عن الأحزاب و المؤسسات السياسية.
و يمكن إستخدام الفيسبوك بأساليب مختلفة عن طريق تصوير أحداث فعلية حدثت على أرض الواقع أو من خلال "فبركة" أحداث وهمية لم تحدث أصلاً،أو من خلال تزوير الوقائع،و لا توجد اليوم أي إمكانية لضبط هذه الوسيلة الإعلامية التي تنتمي إلى فئة "النيوميديا" التي تسمى "السلطة الخامسة" و التي غيرت الكثير من المفاهيم الإعلامية.
و تكمن خطورة الفيسبوك في وجود إدارات سياسية و مصالح سياسية تستخدمه كوسيط مؤثر بشكل خاص في الشباب الذين يقودون عمليات التغيير،حيث بالإمكان حرف مسارات التغيير بشكل كبير.
و يرى البعض أن خطورة الفيسبوك تكمن في إمكانية التجسس عبره و قراءة و تحليل كل المعطيات المتوافرة من خلاله،لمعرفة طبائع الأشخاص و الجماعات و مواطن ضعفهم،و رسم الخطط الكفيلة بإحكام السيطرة عليهم و على مقدرات بلدانهم و جرهم للتبعية،و إستعمارهم بطرق حديثة.
و تشير بعض التقارير إلى إزدياد عدد مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي في العالم العربي الذي بلغ حدّه الأقصى لدى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة،الذين يشكلون نحو ثلث التعداد السكاني في العالم العربي.
و يرى خبراء المعلومات أنّ الثورة المعلوماتية حولت الكرة الأرضية إلى ما يشبه البلد الواحد عبر الفيسبوك الذي صنع ثورة الشعوب في العالم العربي،و لكن الخطورة تكمن في أن مواقع التواصل الإجتماعي لا يوجد لها نظام أو أدبيات أو هيكلية،و كل شيء فيها مسموح باسم الديمقراطية،و هي بعيدة كل البعد عن معيار الموضوعية،و بالتالي يمكن وصفها بالفوضوية.
يضيف الخبراء أنّ الفيسبوك هو أوّل وسيلة إعلامية اعتمدت في معلوماتها على "مواطن مجهول" أو بمعنى أدق "شاهد عيان"،و شرّعت أقواله دون التمكن من التأكد من صحة المعلومات التي يطرحها،و ربّما كان للفيسبوك بهذا المعنى دور وهمي و "مفبرك" أحياناً.
يعتبر علماء الإجتماع،أنّ التغيُّر في المجتمعات يخضع لعوامل عديدة،يختلف تأثيرها بين مجتمع و آخر، أبرزها العامل الديموغرافي،حيث الكثافة السكانية تُحدث كثافة معنوية،ثمّ العامل الثقافي، المتمثل بالإيديولوجيات أو الدين إضافة إلى التغيُّر في البنية التحتية الإقتصادية التي تفرض تغييراً في بنية العلاقات الإجتماعية.
و يتوقع المراقبون أن تستمر مواقع التواصل الإجتماعي مثل الفيسبوك و تويتر و غيرها،في لعب دور أساس في تنظيم الحراك الإجتماعي و المدني و السياسي في العالم العربي في المدى المنظور،على أمل أن يكون أثرها إيجابياً في شعوب هذه المنطقة.
..........
- منصة فعّالة:
بعد النجاح المذهل الذي حققته شبكات التواصل الإجتماعي على شبكة الإنترنيت،جاء الدور على مواقع التواصل الإجتماعي هذه المرّة لتثبت براعتها في مواجهة الكوارث و الأزمات.
و وفقاً لدراسة أجراها "مركز جاهزية الطوارئ و الأزمات" بجامعة "ألاباما" الأمريكية فإنّ مواقع التواصل الإجتماعي يمكن أن توفر منصة فعالة للإتصال في قائمة طويلة من الكوارث و الأزمات بدءاً من الزلازل و الفيضانات و مروراً بسقوط الطائرات و تفشي الأمراض و الأوبئة و إنتهاءً بالهجمات الإرهابية.
و تشير الدراسة التي نشرت في دورية "إدارة الطوارئ" إلى أنّ مواقع التواصل الإجتماعي أصبحت بصورة متزايدة أداةً فعّالة لنقل الأخبار و التعليمات أسرع من وسائل الإعلام التقليدية،و تقديم مصادر معلومات فورية و تحقيق التواصل المباشر و غير المباشر بين الفئات المتأثرة بالكوارث.
و تقول البروفيسورة كوني وايت المشرفة على الدراسة إنّ مواقع التواصل الإجتماعي مثل فيسبوك و تويتر و ماي سبيس و أد هوك تسمح بتشكيل شبكات عالمية من العلاقات على أساس التخصص المهني و نقاط الإهتمام المشترك.
و أضافت وايت أن شبكات التواصل الإجتماعي تسمح للأفراد و المنظمات بالتعاون بصورة تعود بالنفع المتبادل على الطرفين في كافة مراحل الكوارث و الأزمات بدءاً من إختبار الجاهزية وصولاً إلى حشد الموارد و التعامل مع الأزمة.
و وفقاً للدراسة فإن سماح مواقع التواصل الإجتماعي للمجموعات المهنية ذات العلاقة بمختلف جوانب عملية إدارة الأزمة بالتحاور و التواصل و تبادل المعلومات يمكن أن يسهم في تعبئة الموارد اللازمة لمواجهة الأزمة و تحسين كفاءة إستخدامها و تقليص زمن الإستجابة و ترشيد عملية صنع القرار و التنسيق بين المجموعات المختلفة.
و تشير الدراسة إلى أن مواقع التواصل الإجتماعي يمكن أن تلعب دوراً مهماً في السماح لمجموعات العمل بتبادل الصور و الوثائق و سرعة البحث عن الخبراء و المختصين في مجالات معيّنة لطلب المشورة و النصيحة و تحديد مواقع المفقودين و المشردين.
و لفتت الدراسة إلى أن هناك عدداً من المشكلات التكنولوجية التي يتعين حلها لتمكين شبكات التواصل الإجتماعي من القيام بهذا الدور و في مقدمتها القرصنة و حجب الخدمات عن المواقع و الفيروسات و التصيد و المطاردة و اللصوصية.
و دعت الدراسة إلى تطوير الأدوات التي توفرها شبكات التواصل الإجتماعي لتناسب إحتياجات الطوارئ و التي تختلف عن إحتياجات التواصل الإجتماعي.
...........
موقع البلاغ.
الفيسبوك..من يسيطر على العالم؟!
.......
من يتحكّم بالعالم الإفتراضي يتحكّم بالعالم الواقعي..هذه هي العقيدة الإستراتيجية التي تحكم لعبة القوة في الإعلام الرقمي الجديد،و بصفة خاصة مواقع التواصل الإجتماعي و في مقدمتها موقع الفيسبوك.
و من المؤكد أنّ الشباب العربي استفاد من التطور الذي طال تكنولوجيا الإتصالات و إستخدم العالم الإفتراضي لهز بعض الأنظمة العربية و تهديد غيرها،عبر تحركات شعبية فرضت واقعاً جديداً غير واضح المعالم.
يرى البعض أن مواقع التواصل ساهمت بشكل حاسم في إنجاح هذه التحركات،و لكن ذلك لا ينفي الدور السلبي أو الوهمي الذي لعبه الفيسبوك في هذه التحركات،و الذي يمكن أن يلعبه من خلال وجود إدارات سياسية تستخدمه كوسيط مؤثر بشكل خاص في الشباب الذين يقودون عمليات التغيير من أجل حرف مسار التحول السياسي و الإجتماعي.
و يشهد العالم العربي منذ بداية العام الجاري تحركات شعبية بقيادة مجموعات شابة أو ما يطلق عليه اسم "مجموعات الفيسبوك" مدفوعة بقناعة و رغبة قوية في التغيير،أصحابها متأثرون بثقافة العصر،و قيم الديمقراطية و الحرِّية التي ساهم الإنفتاح على الثقافات العالمية بتشكيلها لديهم.
و يعتبر بعض الباحثين أن تأثير العالم الإفتراضي في شعوب العالم سوف يكون كبيراً جدّاً في القادم من الزمان لأن من يتحكم بالعالم الإفتراضي سوف يتمكن من السيطرة على العالم الواقعي.
و يقول الدكتور نديم منصوري أستاذ علم الإجتماع السياسي في الجامعة اللبنانية إنّ الفيسبوك محرك للثورة و التحركات الشعبية،و ليس مسبباً لها،و قد ساهم في تواصل الناشطين في هذه التحركات الشعبية مع بعضهم بعضاً بسبب العديد من الخصائص و الميزات التي يمتلكها.
و يعتبر اختصاصيون اجتماعيون أنّه لا يجوز أن نخضع ظاهرة التغيير الذي يشهده العالم العربي للدراسة السوسيولوجية قبل إكتمال مسار هذا التغيير و معرفة إتجاهاته،و بالرغم من ذلك يرجع البعض أسبابه إلى التراكم المزمن للقمع و حرمان شعوب العالم العربي أبسط حقوقها المتمثلة في الحرية و العيش الكريم.
و يؤكد منصوري أنّ الفيسبوك نجح في تحريك هذه التحركات الشعبية التي يشهدها العالم العربي لأسباب عدة،أهمها القدرة على تأمين الإتصال السريع بأقل تكلفة ممكنة و نقل الأفكار و الأخبار بسرعة تختصر الزمان،و سهولة إستخدامه من قِبَل الفئة العمرية الشابة على الأخص حيث سُجل إستخدامه في مصر مثلاً من قبل 90% ممن تتراوح أعمارهم بين 13 و34 سنة.
و يضيف منصوري: "كان للفيسبوك دور مهم بسبب حضوره الدائم،حيث تم إستخدامه من خلال أجهزة الهاتف المحمول و ليس فقط من خلال الحواسيب،و هذا ما جعله حاضراً لنقل وقائع ما يحصل خلال هذه التحركات الشعبية،حيث اعتمدت عليه بعض وسائل الإعلام التقليدية مثل التلفزيون،و هذا أمر لم يكن مألوفاً من قبل."
و تكمن أهمية الفيسبوك في أن 213 دولة تستخدمه على مستوى العالم،إضافة إلى 600 مليون مشترك، و هذا ما يوفر التعبئة بسرعة فائقة،لأنّ التواصل يتم مع أعداد هائلة من البشر في العالم، كما أنّ الفيسبوك يوفر مركزية للعمل،لتحريك النشطاء الإلكترونيين.
...........
- 21 مليون عربي:
تشير بعض الدراسات إلى تنامي العدد الإجمالي لمستخدمي الفيسبوك في العالم العربي بنسبة 78% من 11.9 مليون مستخدم في يناير/ كانون الثاني 2010 إلى 21.3 مليون مستخدم في ديسمبر/ كانون الأوّل من العام نفسه،علما أنّ الشباب يشكّلون 75% من مستخدمي هذا الموقع في العالم العربي.
و يتميّز الفيسبوك بالقدرة على تحقيق التفاعل بين مختلف النشطاء،إضافة إلى التوقع المسبق للحركة،بسبب ما يوفره من إمكانية التعليق على الأحداث،من دون أن تتمكن السلطات السياسية في البلد من السيطرة عليه،كما أنّه يوفر التواصل بين عامة الشعب و رؤساء دولهم و حكوماتهم و كافة المؤسسات و الإدارات الرسمية و الخاصة فضلاً عن الأحزاب و المؤسسات السياسية.
و يمكن إستخدام الفيسبوك بأساليب مختلفة عن طريق تصوير أحداث فعلية حدثت على أرض الواقع أو من خلال "فبركة" أحداث وهمية لم تحدث أصلاً،أو من خلال تزوير الوقائع،و لا توجد اليوم أي إمكانية لضبط هذه الوسيلة الإعلامية التي تنتمي إلى فئة "النيوميديا" التي تسمى "السلطة الخامسة" و التي غيرت الكثير من المفاهيم الإعلامية.
و تكمن خطورة الفيسبوك في وجود إدارات سياسية و مصالح سياسية تستخدمه كوسيط مؤثر بشكل خاص في الشباب الذين يقودون عمليات التغيير،حيث بالإمكان حرف مسارات التغيير بشكل كبير.
و يرى البعض أن خطورة الفيسبوك تكمن في إمكانية التجسس عبره و قراءة و تحليل كل المعطيات المتوافرة من خلاله،لمعرفة طبائع الأشخاص و الجماعات و مواطن ضعفهم،و رسم الخطط الكفيلة بإحكام السيطرة عليهم و على مقدرات بلدانهم و جرهم للتبعية،و إستعمارهم بطرق حديثة.
و تشير بعض التقارير إلى إزدياد عدد مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي في العالم العربي الذي بلغ حدّه الأقصى لدى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة،الذين يشكلون نحو ثلث التعداد السكاني في العالم العربي.
و يرى خبراء المعلومات أنّ الثورة المعلوماتية حولت الكرة الأرضية إلى ما يشبه البلد الواحد عبر الفيسبوك الذي صنع ثورة الشعوب في العالم العربي،و لكن الخطورة تكمن في أن مواقع التواصل الإجتماعي لا يوجد لها نظام أو أدبيات أو هيكلية،و كل شيء فيها مسموح باسم الديمقراطية،و هي بعيدة كل البعد عن معيار الموضوعية،و بالتالي يمكن وصفها بالفوضوية.
يضيف الخبراء أنّ الفيسبوك هو أوّل وسيلة إعلامية اعتمدت في معلوماتها على "مواطن مجهول" أو بمعنى أدق "شاهد عيان"،و شرّعت أقواله دون التمكن من التأكد من صحة المعلومات التي يطرحها،و ربّما كان للفيسبوك بهذا المعنى دور وهمي و "مفبرك" أحياناً.
يعتبر علماء الإجتماع،أنّ التغيُّر في المجتمعات يخضع لعوامل عديدة،يختلف تأثيرها بين مجتمع و آخر، أبرزها العامل الديموغرافي،حيث الكثافة السكانية تُحدث كثافة معنوية،ثمّ العامل الثقافي، المتمثل بالإيديولوجيات أو الدين إضافة إلى التغيُّر في البنية التحتية الإقتصادية التي تفرض تغييراً في بنية العلاقات الإجتماعية.
و يتوقع المراقبون أن تستمر مواقع التواصل الإجتماعي مثل الفيسبوك و تويتر و غيرها،في لعب دور أساس في تنظيم الحراك الإجتماعي و المدني و السياسي في العالم العربي في المدى المنظور،على أمل أن يكون أثرها إيجابياً في شعوب هذه المنطقة.
..........
- منصة فعّالة:
بعد النجاح المذهل الذي حققته شبكات التواصل الإجتماعي على شبكة الإنترنيت،جاء الدور على مواقع التواصل الإجتماعي هذه المرّة لتثبت براعتها في مواجهة الكوارث و الأزمات.
و وفقاً لدراسة أجراها "مركز جاهزية الطوارئ و الأزمات" بجامعة "ألاباما" الأمريكية فإنّ مواقع التواصل الإجتماعي يمكن أن توفر منصة فعالة للإتصال في قائمة طويلة من الكوارث و الأزمات بدءاً من الزلازل و الفيضانات و مروراً بسقوط الطائرات و تفشي الأمراض و الأوبئة و إنتهاءً بالهجمات الإرهابية.
و تشير الدراسة التي نشرت في دورية "إدارة الطوارئ" إلى أنّ مواقع التواصل الإجتماعي أصبحت بصورة متزايدة أداةً فعّالة لنقل الأخبار و التعليمات أسرع من وسائل الإعلام التقليدية،و تقديم مصادر معلومات فورية و تحقيق التواصل المباشر و غير المباشر بين الفئات المتأثرة بالكوارث.
و تقول البروفيسورة كوني وايت المشرفة على الدراسة إنّ مواقع التواصل الإجتماعي مثل فيسبوك و تويتر و ماي سبيس و أد هوك تسمح بتشكيل شبكات عالمية من العلاقات على أساس التخصص المهني و نقاط الإهتمام المشترك.
و أضافت وايت أن شبكات التواصل الإجتماعي تسمح للأفراد و المنظمات بالتعاون بصورة تعود بالنفع المتبادل على الطرفين في كافة مراحل الكوارث و الأزمات بدءاً من إختبار الجاهزية وصولاً إلى حشد الموارد و التعامل مع الأزمة.
و وفقاً للدراسة فإن سماح مواقع التواصل الإجتماعي للمجموعات المهنية ذات العلاقة بمختلف جوانب عملية إدارة الأزمة بالتحاور و التواصل و تبادل المعلومات يمكن أن يسهم في تعبئة الموارد اللازمة لمواجهة الأزمة و تحسين كفاءة إستخدامها و تقليص زمن الإستجابة و ترشيد عملية صنع القرار و التنسيق بين المجموعات المختلفة.
و تشير الدراسة إلى أن مواقع التواصل الإجتماعي يمكن أن تلعب دوراً مهماً في السماح لمجموعات العمل بتبادل الصور و الوثائق و سرعة البحث عن الخبراء و المختصين في مجالات معيّنة لطلب المشورة و النصيحة و تحديد مواقع المفقودين و المشردين.
و لفتت الدراسة إلى أن هناك عدداً من المشكلات التكنولوجية التي يتعين حلها لتمكين شبكات التواصل الإجتماعي من القيام بهذا الدور و في مقدمتها القرصنة و حجب الخدمات عن المواقع و الفيروسات و التصيد و المطاردة و اللصوصية.
و دعت الدراسة إلى تطوير الأدوات التي توفرها شبكات التواصل الإجتماعي لتناسب إحتياجات الطوارئ و التي تختلف عن إحتياجات التواصل الإجتماعي.
...........
موقع البلاغ.
عدل سابقا من قبل In The Zone في الخميس سبتمبر 27, 2012 6:18 pm عدل 1 مرات