العولمة...بحسب وجهة نظر أمريكية.
حمزة اللامي.
......
العولمة بالمفهوم و المنظور الأمريكي..تعرف العولمة بالمفهوم الأمريكي من إنها "هيمنة" الهيمنة الأمريكية للمنطقة و العالم بأسره،فهي تعني تعميم نمط حضاري معين،و من الناحية الأيديولوجية تعني إرادة الهيمنة على العالم أي أمركة العالم،و العمل على تعميم نمط حضاري يخص بلداً بعينه، و هو الولايات المتحدة الأمريكية بالذات،على بلدان العالم أجمع،فهي بهذا التعريف تكون العولمة دعوة إلى تبنى إيديولوجية معينة تعبر عن إرادة الهيمنة الأمريكية على العالم.
و لعل المفكر الأمريكي "فرانسيس فوكوياما" صاحب كتاب "نهاية التاريخ" يعبر عن هذا الاتجاه فهو يرى أن نهاية الحرب الباردة تمثل المحصلة النهائية للمعركة الإيديولوجية التي بدأت بعد الحرب العالمية الثانية بين الاتحاد السوفيتي و الولايات المتحدة الأمريكية و هي الحقبة التي تم فيها هيمنة التكنولوجيا الأمريكية على عموم المنطقة و أخذت هذه الهيمنة تتوسع يوما بعد أخر لتمكن الولايات المتحدة الأمريكية من جعل العالم بقبضتها و خصوصا من الجانب الاقتصادي.
ففي جوانب أخرى نجد أن العولمة هي بحد ذاتها ظاهرة اقتصادية فريدة من نوعها،فقد عرفها الصندوق الدولي بأنها:
(التعاون الاقتصادي المتنامي لمجموع دول العالم و الذي يحتّمه ازدياد حجم التعامل بالسلع و الخدمات و تنوعها عبر الحدود إضافة إلى رؤوس الأموال الدولية و الانتشار المتسارع للتقنية في أرجاء العالم كله)..و كذلك عرفها "روبنز ريكابيرو" الأمين العام لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة و النمو بأنها:
(العملية التي تملي على المنتجين و المستثمرين التصرف و كأن الاقتصاد العالمي يتكون من سوق واحدة و منطقة إنتاج واحدة مقسمة إلى مناطق اقتصادية و ليس إلى اقتصاديات وطنية مرتبطة بعلاقات تجارية و استثمارية)..كما عرفها احد المختصين الأمريكيين من إنها:
(اندماج أسواق العالم في سوق التجارة و الاستثمارات المباشرة،و انتقال الأموال و القوى العاملة و الثقافات ضمن إطار من رأسمالية حرية الأسواق،مع خضوع العالم لقوى السوق العالمية، مما يؤدي إلى اختراق الحدود القومية و إلى الانحسار الكبير في سيادة الدولة،و أن العنصر الأساسي في هذه الظاهرة هي الشركات الرأسمالية الضخمة متخطية القوميات).
و يقول عنها "جيمس روزناو":
العولمة علاقة بين مستويات متعددة للتحليل الاقتصاد،السياسة،الثقافة،الايديولوجيا،و تشمل إعادة تنظيم الإنتاج،تداخل الصناعات عبر الحدود،انتشار أسواق التويل،تماثل السلع المستهلكة لمختلف الدول،نتائج الصراع بين المجموعات المهاجرة و المجموعات المقيمة و عرفها بعض المختصين من إنها الاتجاه المتنامي الذي يصبح به العالم نسبياً كرة اجتماعية بلا حدود،أي أن الحدود الجغرافية لا يعتبر بها حيث يصبح العالم أكثر اتصالاً مما يجعل الحياة الاجتماعية متداخلة بين الأمم..
فهم يرونَ أن العولمة شكلا جديدا من أشكال النشاط،فهي امتداد طبيعي لانسياب المعارف و يسر تداولها تم فيه الانتقال بشكل حاسم من الرأسمالية الصناعية إلى المفهوم ما بعد الصناعي للعلاقات الصناعية..بينما تجد آخرون يقولون عنها..زيادة درجة الارتباط المتبادل بين المجتمعات الإنسانية من خلال عمليات انتقال السلع و رؤوس الأموال و تقنيات الإنتاج و الأشخاص و المعلومات..
بدأ التفرد الأمريكي و الهيمنة الامريكية في الساحة الدولية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي،حيث نشأت العولمة الامريكية بانفراط عقد الاتحاد السوفيتي كقوة عظمى و وحيدة في العالم،و قد ولد هذا الانفراد لدى الإدارات الأمريكية،و دوائر صنع القرار في أروقتها،شعورا بالغطرسة و الهيمنة على دول العالم،بعد فقدان القوى العظمى في المنطقة قوتها،فشعرت الولايات المتحدة انها بلا منافس و بلا ند،لذا ترعرعت في ظل هذه الأوضاع نزعة العولمة،و رافقها مسعى أمريكي محموم، لفرض النموذج الأمريكي على العالم،من واقع وهم القوة،التي تمظهرت،في واقع الحال الأمريكي، القوة الاقتصادية و الترسانة العسكرية المتفوقة و التفوق العلمي و التكنولوجي و كذلك ثورة الاتصال و المعلوماتية،و قد أغرت عناصر القوة المذكورة،صانعي القرار في الإدارة الأمريكية،في مختلف قنوات و مراكز صنع القرار،على الاندفاع،في كل الاتجاهات،لفرض النموذج الأمريكي،على العالم،بذريعة الإصلاحات الديمقراطية،تارة،و بذريعة حقوق الإنسان،تارة أخرى.
و من الجدير بالذكر إن العولمة الأمريكية ليست وليدة اليوم أو الأمس..؟
بل هي عملية تاريخية قديمة مرت عبر الزمن بمراحل ترجع إلى بداية القرن الخامس عشر إلى زمن النهضة الأوروبية الحديثة حيث نشأت المجتمعات القومية،و حتى هتلر أيضا طمع بعولمة العالم من خلال خطابه أمام الرايخ الثالث سوف تستخدم الاشتراكية الدولية ثورتها لإقامة نظام عالمي جديد و ايضا نجدها في "كتابات الطبقة المستنيرة" في عام 1780: من الضروري أن نقيم إمبراطورية عالمية تحكم العالم كله.
فبدأت العولمة ببزوغ ظاهرة الدولة القومية عندما حلت الدولة محل الإقطاعية،مما زاد في توسيع نطاق السوق ليشمل الأمة بأسرها بعد أن كان محدوداً بحدود المقاطعة،و ذهب بعض الباحثين إلى أن نشأة العولمة كان في النصف الثاني من القرن التاسع عشر،و النصف الأول من القرن العشرين،إلا أنها في السنوات الأخيرة شهدت تنامياً سريعاً،فقد نشأت ظاهرة العولمة و تنامت في النصف الثاني من القرن العشرين،و هي حالياً في أوج الحركة فلا يكاد يمر يوم واحد دون أن نسمع أو نقرأ عن اندماج شركات كبرى،أو انتزاع شركة أمريكية كبرى على شركة أخرى،فان أمريكا لها دعوة لإقامة حكومة عالمية،و نظام مالي عالمي موحد و التخلص من السيادة القومية كما إنها بدأت في الخطاب السياسي الغربي منذ فترة طويلة..و من خلال ما تقدم يمكن أن يقال في مفهوم العولمة الأمريكية: أنها صياغة إيديولوجية للحضارة الأمريكية من فكر و ثقافة و سلوك و اقتصاد و سياسة للسيطرة على العالم أجمع باستخدام الوسائل الإعلامية و الوسائل الالكترونية الحديثة،و الشركات الرأسمالية الكبرى لتطبيق هذه الحضارة و تعميمها على العالم.
كما نجد إن العولمة الأمريكية قد ركزت على عدة نواحي منها التجارية و الاقتصادية و التي بطبيعة حالها تجاوزت حدود الدولة مما يتضمن زوال سيادة الدولة،حيث أن كل عامل من عوامل الإنتاج تقريباً ينتقل بدون جهد من إجراءات تصدير و استيراد أو حواجز جمركية،فهي سوق عولمة واحدة لا أحد يسيطر عليها كشبكة الإنترنت العالمية و شركات إنتاج البيتزا و الهامبرجر و البيبسي كولا،التي أصبحت عنوانا واحدا في جميع دول العالم.
أما فيما يتعلق بالإعلام الأمريكي فان أمريكا تتطلع إلى احتواء معظم الصحف و الفضائيات و الإذاعات المحلية ببوتقتها الأمريكية،و ذلك من خلال التفرد بمصادر المعلومات و تدفق المعلومات الهائل و حقها في التحكم في أجهزة البث القوية كيفما تشاء و بالصورة التي تراها مناسبة،مما يجعل وسائل الإعلام الضعيفة تتهاوى على أرض نظام العولمة الجديد،و ذلك لأن تلك الوسائل تحتضن جمهوراً ضئيلا بسبب ضعف إمكاناتها المادية و قدرتها على تغطية الأحداث الدولية بسرعة،الأمر الذي يجعل الجمهور العالمي الذهاب إلى التغطية العالمية السريعة و إلى التكنولوجيا الأمريكية المهيمنة على سواه من التكنولوجيا العربية المتخلفة.
و خلاصة القول في هذا الباب أن مصطلح العولمة او الهيمنة الأمريكية منشأه غربي أمريكي، و طبيعته غربية أمريكية،و القصد من هذه الهيمنة و العولمة هي تعميم فكره و ثقافته و منتوجاته على دول العالم،فهي ليست نتاج تفاعل حضاري بين الحضارة الأمريكية و الحضارة الشرقية و قد انصهرت في بوتقة واحدة،بل هي عملية سيطرة،سيطرة قطب واحد على العالم ينشر فكره و ثقافته مستخدمة قوته الرأسمالية لخدمة مصالحه و توجهاته و أيدلوجياته،فهذه النزعة كما اشرنا انها تاريخية تملكت العديد من الشخصيات و القادة و الدول للاستيلاء على العالم و لكن بطريقة نموذجيه متحضرة يرضى بها المُستـَعمَر و يهلل لها،بل و يتخذ من هذه الهيمنة الامريكية المتسترة بلباس العولمة مطلب للتقدم.و ختاما نستشهد بقول "بات روبرتسون":(لم يعد النظام العالمي الجديد مجرد نظرية،لقد أصبح و كأنه إنجيل).
.........
شبكة النبأ المعلوماتية-31/تشرين الأول/2011
حمزة اللامي.
......
العولمة بالمفهوم و المنظور الأمريكي..تعرف العولمة بالمفهوم الأمريكي من إنها "هيمنة" الهيمنة الأمريكية للمنطقة و العالم بأسره،فهي تعني تعميم نمط حضاري معين،و من الناحية الأيديولوجية تعني إرادة الهيمنة على العالم أي أمركة العالم،و العمل على تعميم نمط حضاري يخص بلداً بعينه، و هو الولايات المتحدة الأمريكية بالذات،على بلدان العالم أجمع،فهي بهذا التعريف تكون العولمة دعوة إلى تبنى إيديولوجية معينة تعبر عن إرادة الهيمنة الأمريكية على العالم.
و لعل المفكر الأمريكي "فرانسيس فوكوياما" صاحب كتاب "نهاية التاريخ" يعبر عن هذا الاتجاه فهو يرى أن نهاية الحرب الباردة تمثل المحصلة النهائية للمعركة الإيديولوجية التي بدأت بعد الحرب العالمية الثانية بين الاتحاد السوفيتي و الولايات المتحدة الأمريكية و هي الحقبة التي تم فيها هيمنة التكنولوجيا الأمريكية على عموم المنطقة و أخذت هذه الهيمنة تتوسع يوما بعد أخر لتمكن الولايات المتحدة الأمريكية من جعل العالم بقبضتها و خصوصا من الجانب الاقتصادي.
ففي جوانب أخرى نجد أن العولمة هي بحد ذاتها ظاهرة اقتصادية فريدة من نوعها،فقد عرفها الصندوق الدولي بأنها:
(التعاون الاقتصادي المتنامي لمجموع دول العالم و الذي يحتّمه ازدياد حجم التعامل بالسلع و الخدمات و تنوعها عبر الحدود إضافة إلى رؤوس الأموال الدولية و الانتشار المتسارع للتقنية في أرجاء العالم كله)..و كذلك عرفها "روبنز ريكابيرو" الأمين العام لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة و النمو بأنها:
(العملية التي تملي على المنتجين و المستثمرين التصرف و كأن الاقتصاد العالمي يتكون من سوق واحدة و منطقة إنتاج واحدة مقسمة إلى مناطق اقتصادية و ليس إلى اقتصاديات وطنية مرتبطة بعلاقات تجارية و استثمارية)..كما عرفها احد المختصين الأمريكيين من إنها:
(اندماج أسواق العالم في سوق التجارة و الاستثمارات المباشرة،و انتقال الأموال و القوى العاملة و الثقافات ضمن إطار من رأسمالية حرية الأسواق،مع خضوع العالم لقوى السوق العالمية، مما يؤدي إلى اختراق الحدود القومية و إلى الانحسار الكبير في سيادة الدولة،و أن العنصر الأساسي في هذه الظاهرة هي الشركات الرأسمالية الضخمة متخطية القوميات).
و يقول عنها "جيمس روزناو":
العولمة علاقة بين مستويات متعددة للتحليل الاقتصاد،السياسة،الثقافة،الايديولوجيا،و تشمل إعادة تنظيم الإنتاج،تداخل الصناعات عبر الحدود،انتشار أسواق التويل،تماثل السلع المستهلكة لمختلف الدول،نتائج الصراع بين المجموعات المهاجرة و المجموعات المقيمة و عرفها بعض المختصين من إنها الاتجاه المتنامي الذي يصبح به العالم نسبياً كرة اجتماعية بلا حدود،أي أن الحدود الجغرافية لا يعتبر بها حيث يصبح العالم أكثر اتصالاً مما يجعل الحياة الاجتماعية متداخلة بين الأمم..
فهم يرونَ أن العولمة شكلا جديدا من أشكال النشاط،فهي امتداد طبيعي لانسياب المعارف و يسر تداولها تم فيه الانتقال بشكل حاسم من الرأسمالية الصناعية إلى المفهوم ما بعد الصناعي للعلاقات الصناعية..بينما تجد آخرون يقولون عنها..زيادة درجة الارتباط المتبادل بين المجتمعات الإنسانية من خلال عمليات انتقال السلع و رؤوس الأموال و تقنيات الإنتاج و الأشخاص و المعلومات..
بدأ التفرد الأمريكي و الهيمنة الامريكية في الساحة الدولية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي،حيث نشأت العولمة الامريكية بانفراط عقد الاتحاد السوفيتي كقوة عظمى و وحيدة في العالم،و قد ولد هذا الانفراد لدى الإدارات الأمريكية،و دوائر صنع القرار في أروقتها،شعورا بالغطرسة و الهيمنة على دول العالم،بعد فقدان القوى العظمى في المنطقة قوتها،فشعرت الولايات المتحدة انها بلا منافس و بلا ند،لذا ترعرعت في ظل هذه الأوضاع نزعة العولمة،و رافقها مسعى أمريكي محموم، لفرض النموذج الأمريكي على العالم،من واقع وهم القوة،التي تمظهرت،في واقع الحال الأمريكي، القوة الاقتصادية و الترسانة العسكرية المتفوقة و التفوق العلمي و التكنولوجي و كذلك ثورة الاتصال و المعلوماتية،و قد أغرت عناصر القوة المذكورة،صانعي القرار في الإدارة الأمريكية،في مختلف قنوات و مراكز صنع القرار،على الاندفاع،في كل الاتجاهات،لفرض النموذج الأمريكي،على العالم،بذريعة الإصلاحات الديمقراطية،تارة،و بذريعة حقوق الإنسان،تارة أخرى.
و من الجدير بالذكر إن العولمة الأمريكية ليست وليدة اليوم أو الأمس..؟
بل هي عملية تاريخية قديمة مرت عبر الزمن بمراحل ترجع إلى بداية القرن الخامس عشر إلى زمن النهضة الأوروبية الحديثة حيث نشأت المجتمعات القومية،و حتى هتلر أيضا طمع بعولمة العالم من خلال خطابه أمام الرايخ الثالث سوف تستخدم الاشتراكية الدولية ثورتها لإقامة نظام عالمي جديد و ايضا نجدها في "كتابات الطبقة المستنيرة" في عام 1780: من الضروري أن نقيم إمبراطورية عالمية تحكم العالم كله.
فبدأت العولمة ببزوغ ظاهرة الدولة القومية عندما حلت الدولة محل الإقطاعية،مما زاد في توسيع نطاق السوق ليشمل الأمة بأسرها بعد أن كان محدوداً بحدود المقاطعة،و ذهب بعض الباحثين إلى أن نشأة العولمة كان في النصف الثاني من القرن التاسع عشر،و النصف الأول من القرن العشرين،إلا أنها في السنوات الأخيرة شهدت تنامياً سريعاً،فقد نشأت ظاهرة العولمة و تنامت في النصف الثاني من القرن العشرين،و هي حالياً في أوج الحركة فلا يكاد يمر يوم واحد دون أن نسمع أو نقرأ عن اندماج شركات كبرى،أو انتزاع شركة أمريكية كبرى على شركة أخرى،فان أمريكا لها دعوة لإقامة حكومة عالمية،و نظام مالي عالمي موحد و التخلص من السيادة القومية كما إنها بدأت في الخطاب السياسي الغربي منذ فترة طويلة..و من خلال ما تقدم يمكن أن يقال في مفهوم العولمة الأمريكية: أنها صياغة إيديولوجية للحضارة الأمريكية من فكر و ثقافة و سلوك و اقتصاد و سياسة للسيطرة على العالم أجمع باستخدام الوسائل الإعلامية و الوسائل الالكترونية الحديثة،و الشركات الرأسمالية الكبرى لتطبيق هذه الحضارة و تعميمها على العالم.
كما نجد إن العولمة الأمريكية قد ركزت على عدة نواحي منها التجارية و الاقتصادية و التي بطبيعة حالها تجاوزت حدود الدولة مما يتضمن زوال سيادة الدولة،حيث أن كل عامل من عوامل الإنتاج تقريباً ينتقل بدون جهد من إجراءات تصدير و استيراد أو حواجز جمركية،فهي سوق عولمة واحدة لا أحد يسيطر عليها كشبكة الإنترنت العالمية و شركات إنتاج البيتزا و الهامبرجر و البيبسي كولا،التي أصبحت عنوانا واحدا في جميع دول العالم.
أما فيما يتعلق بالإعلام الأمريكي فان أمريكا تتطلع إلى احتواء معظم الصحف و الفضائيات و الإذاعات المحلية ببوتقتها الأمريكية،و ذلك من خلال التفرد بمصادر المعلومات و تدفق المعلومات الهائل و حقها في التحكم في أجهزة البث القوية كيفما تشاء و بالصورة التي تراها مناسبة،مما يجعل وسائل الإعلام الضعيفة تتهاوى على أرض نظام العولمة الجديد،و ذلك لأن تلك الوسائل تحتضن جمهوراً ضئيلا بسبب ضعف إمكاناتها المادية و قدرتها على تغطية الأحداث الدولية بسرعة،الأمر الذي يجعل الجمهور العالمي الذهاب إلى التغطية العالمية السريعة و إلى التكنولوجيا الأمريكية المهيمنة على سواه من التكنولوجيا العربية المتخلفة.
و خلاصة القول في هذا الباب أن مصطلح العولمة او الهيمنة الأمريكية منشأه غربي أمريكي، و طبيعته غربية أمريكية،و القصد من هذه الهيمنة و العولمة هي تعميم فكره و ثقافته و منتوجاته على دول العالم،فهي ليست نتاج تفاعل حضاري بين الحضارة الأمريكية و الحضارة الشرقية و قد انصهرت في بوتقة واحدة،بل هي عملية سيطرة،سيطرة قطب واحد على العالم ينشر فكره و ثقافته مستخدمة قوته الرأسمالية لخدمة مصالحه و توجهاته و أيدلوجياته،فهذه النزعة كما اشرنا انها تاريخية تملكت العديد من الشخصيات و القادة و الدول للاستيلاء على العالم و لكن بطريقة نموذجيه متحضرة يرضى بها المُستـَعمَر و يهلل لها،بل و يتخذ من هذه الهيمنة الامريكية المتسترة بلباس العولمة مطلب للتقدم.و ختاما نستشهد بقول "بات روبرتسون":(لم يعد النظام العالمي الجديد مجرد نظرية،لقد أصبح و كأنه إنجيل).
.........
شبكة النبأ المعلوماتية-31/تشرين الأول/2011
عدل سابقا من قبل In The Zone في الأربعاء يونيو 06, 2012 4:42 pm عدل 1 مرات