جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..

جـوهـرة الـونشريس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جـوهـرة الـونشريس

حـيث يلتـقي الـحلم بالـواقع


    بحــوث حـول العـولمة: العولـمة تتسلل إعـلاميا

    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    بحــوث حـول العـولمة: العولـمة تتسلل إعـلاميا 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    هام بحــوث حـول العـولمة: العولـمة تتسلل إعـلاميا

    مُساهمة من طرف In The Zone السبت نوفمبر 27, 2010 5:33 pm

    العولـمة تتسلل إعـلاميا.
    سعد محمد رحيم.

    .......
    العولمة في المعنى المعجمي هو أن يتخذ شيئا ما بعدا عالميا,إلى هنا يبدو الأمر بريئا و شرعيا, غير أننا عندما نذهب إلى معناها الإصطلاحي المتعارف عليه في حقول السياسة و الإقتصاد و الثقافة و الإعلام فإن هذه البراءة ستتلاشى,و ستكشف تلك الشرعية عن زيفها,و لا سيما إذا أخضعناها للمعايير الإنسانية و الأخلاقية العامة و لكن هل تستطيع عملية الإخضاع هذه المجردة إيقاف زحف العولمة و تأثيراتها الواسعة؟
    الجواب هو بالتأكيد لا...ذلك لأن العولمة تتحول اليوم إلى قوة شبحية هائلة تسيرها مصالح و استراتيجيات و أطماع..و تستغل على الأصعدة كافة..فهي تسعى إلى تغيير صورة العالم و الإطاحة بتوازناتها القديمة,و التأثير في دقائق حياة الأفراد و المجتمعات,و لذلك فإن لها آلياتها العاملة في حقول الإقتصاد و السياسة و الثقافة و الإعلام...فالعالم مع العولمة يتحول في علاقاته و أشكال مؤسساته و أنساق مفاهيمه و أنظمة قيمه و اتجاهات السلوك في مجتمعاته,و هويات هذه المجتمعات,و كذلك في إهتمامات البشر و أذواقهم و حسهم الجمالي,و ثقافتهم و أخلاقهم,و في كل هذا تلجأ العولمة من خلال إستثمار التطورات الحاصلة في مجال الإتصالات و تقنيات المعلوماتية و الإعلام إلى تهيئة الأرضية النفسية و الثقافية في المجتمعات الأخرى,و لا سيما في دول العالم الثالث,لقبول طروحاتها و الإنجذاب إلى النموذج الحياتي الذي يترغب في تعميمه,و لذلك فإن الخطوة الأولى في التصدي لهذا الطوفان العارم هو أن نفهم ماهية هذه العولمة و استراتيجيتها و أهدافها و المؤسسات و الحكومات التي تروجج لها,و كيف تعمل؟ و ماذا تريد على وجه الدقة ؟
    و إذ ذاك علينا أن نطرح السؤال الضروري و الخطير : ما العمل ؟ و في أثناء الإجابة علينا أن نقتنع في البدء أن هذه العولمة ليست قدرا نهائيا على العالم الإستسلام له,فهي ظاهرة تاريخية شاذة,كما الإستعمار و إن كانت تمتلك وسائل و أساليب و آليات أكثر حذاقة و خطورة و فاعلية,و علينا ثانيا أن نفهم أن هذه العولمة لا تنطوي على حلول سحرية لمشاكل العالم المتخلف و النامي,و لن تقودنا إلى الفردوس المفقود على الأرض,كما تدعي.
    و علينا ثالثا أن نؤمن بأن الإنسانية في جانبها الخير تحوي من الممكنات ما تجعلها,إذا ما توفرت لها الإرادة و التصميم و شروط الفعل,أن تواجه هذا المقترح الإمبريالي /الرأسمالي المرعب,و توقفه عند حده.
    و إذا كانت العولمة من خلال الشركات عابرات القارات,و المؤسسات و المنظمات المالية و التجارية الكبرى التي تسيطر عليها امريكا بخاصة قد عولمت أسواق كثيرة انفتحت أمام منتجاتها و رساميلها فإن العوملة في الجانب الآخر تروم غزو العقول و تفتيت الثقافات و إشاعة النمط الحضاري الغربي / الأمريكي ليسهل عليها,من ثم إحكام سيطرتها على العالم بأسره,و في هذا فهي تعمل على عولمة الإعلام في خدمة العولمة ظاهرة و أيديولوجيا.
    فالعولمة هي أيديولوجيا الرأسمالسة في ذروة إحتكار السلطة و الثروة...هي التصور الشمولي لتلك الفئة من البشر التي تركز عناصر القوة كلها بيدها,لتجعل من العالم رقعة شطرنج هائلة من خلال محاولة تدجين الإرادات تحت سيطرة الرأسمالية.
    إن مأزق الثقافة المعاصرة يكمن – و هو مأزق و مفارقة في آن معا - في أن تدفق المعلومات الحالي و التوسع في مجال المعلوماتية,و تطور صناعة الصور لم يؤد إلا إلى خلق إنسان مدمج في دائرة تأثير الإعلام العولمي,فقد نجح هذا الإعلام في نبذ أبعاد كلمات كثيرة من قاموس المجتمعات الغربية,و منها الثورة,الصراع الطبقي,التمرد,حق تقرير المصير,التحرير...إلخ – ملقيا على هذه الكلمات ظلا مريبا وجد إنعاكسه كذلك عند كثير من المجتمعات و الحركات السياسية في العالم الثالث,و هذا الإعلام يشيع كلمات بعينها لتحل محل كلمات أخرى,و هذه العملية تصيب الإنسانية بالتشويش و الإرتباك,فعلى سبيل المثال باتت كلمة إرهاب تتداول عبر وسائل الإعلام بديلا عن كلمة المقاومة و النضال من أجل التحرر,و صار الإعلام الغربي يطرح الكلمات هذه بصورة ملتبسة بحيث يكون معها اختطاف عصابة لشخص مقابل فدية مالية مثلا,مساوية لحالة طفل فلسطيني يقذف المحتلين الصهاينة بالحجارة,و الغريب أن هذا الأمر بات ينطلي على كثيرين,و حتى في العالم الثالث,فنراهم يحاولون خلق ذرائع شتى ليبعدوا عن انفسهم وصمة الإرهاب..فالصناعة الإعلامية العولمية جعلت تغير من أنساق الأفكار و القناعات و الآراء بوسائلها و طرائقها البراقة الحاذقة.
    و إذا كان بالإمكان المراوغة في صياغة الجمل عند التعبير عن حدث أو فكرة و السكوت عن تفاصيل و جوانب و أشياء,فإنه في حالة الصورة أيضا يمكن المراوغة,و لربما بشكل أكبر فاختيار صور بعينها و إخفاء أخرى و تحديد زاوية الرؤية عند تقديمها سيؤثر على وجهة نظر المتلقي.
    ناهيك عن ان الصور قد لا تعكس حالات العالم الداخلي / الباطني و ما تعتمل فيها من أفكار و هواجس و مشاعر,و تكون بحاجة إلى معونة الكلمات...هنا تغدو الكلمات في خدمة الصور المختارة , وليس العكس كما كان يجري سابقا في مجال الإعلام .
    و تهيئ ثقافة العولمة – إن جاز أن نطلق عليها إصطلاح ثقافة – مستلزمات و شروط الهروب من الواقع,أو التعامي عنه.
    إن كل شئ في عصر العولمة يتحول إلى لعبة و إثارة,بما في ذلك صور المآسي و الكوارث.
    إن القفزة الحاصلة في الفلك الإعلامي نتيجة ثورة الإتصالات و المعلوماتية باتت تسرع من إيقاع الحياة,فالتحولات الهائلة و المفاجئة في ما حول الإنسان جعلته يعاني من صعوبة التكيف,و الملائمة مع ما يجري و إستيعابه,و لم يعد هناك وقت كاف للتامل و التمحيص عند إتخاذ القرارات.
    و يقينا لن يكون الحل في صب اللعنات على هذه الثورة المعلوماتية,أو بالإنكفاء على الذات,و بناء السدود من حولها لدرئ مخاطر تلك الثورة,و إنما في إيجاد المؤسسات الكفوءة و وضع الإستراتيجيات الناجعة لإستثمار ممكناتها خارج ما ترتئيه إستراتيجيات العولمة..
    و إذا كانت العولمة تسعى إلى فرض النمط الحضاري الواحد فعلينا أن ندرك بإن تحقيق الذات و تأكيد الشخصية الحضارية لا يتأتى إلا من خلال الفعل الإبداعي الذي يجعل لنا مساهمة فعالة في صيرورة العالم المعاصر و تحولاته,و بهذا سنفرض منطق التنوع الثقافي و الذي هو منطق أكثر فعالية و خصوبة و فائدة لمستقبل البشرية من المنطق العقيم للعولمة..

    ......
    موقع البلاغ.


    بحــوث حـول العـولمة: العولـمة تتسلل إعـلاميا Desobeissance_by_x_tsila_x-d52rnxm


    عدل سابقا من قبل In The Zone في الثلاثاء يونيو 26, 2012 9:01 pm عدل 2 مرات
    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    بحــوث حـول العـولمة: العولـمة تتسلل إعـلاميا 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    هام بحــوث حـول العـولمة.

    مُساهمة من طرف In The Zone الأربعاء يونيو 06, 2012 3:52 pm


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


    عدل سابقا من قبل In The Zone في الثلاثاء يناير 15, 2013 12:14 am عدل 1 مرات
    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    بحــوث حـول العـولمة: العولـمة تتسلل إعـلاميا 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    هام بحــوث حـول العـولمة.

    مُساهمة من طرف In The Zone الأربعاء يونيو 06, 2012 4:49 pm

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    بحــوث حـول العـولمة: العولـمة تتسلل إعـلاميا 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    هام العولمة و زحف الثقافة الاستهلاكية !

    مُساهمة من طرف In The Zone السبت أكتوبر 27, 2012 3:26 pm

    العولمة و زحف الثقافة الاستهلاكية !
    السيد يسين.

    ........
    التجليات السياسية للعولمة تتمثل في الديمقراطية و التعددية و احترام حقوق الإنسان.و التجليات الاقتصادية تتمثل في قيام "منظمة التجارة العالمية" التي قامت لكي تحرس و تراقب مبدأ حرية التجارة و المعاملات الاقتصادية.
    و التجليات الاتصالية للعولمة تبدو في كون العالم كله أصبح متصلاً بفضل الثورة الاتصالية الكبرى و في مقدمتها شبكة الإنترنت،مما أدى إلى نتائج بالغة الأهمية في إشاعة مقولات الديمقراطية و حقوق الإنسان،و نشأة المجتمع المدني العالمي،و قدرة الجماعات السياسية المعارضة على عرض برامجها على شبكة الإنترنت،و تعميق الاتصال الحضاري بين البشر على كل المستويات.
    و نصل أخيراً إلى التجليات الثقافية للعولمة و التي تنزع إلى صياغة ثقافة كونية Global،تقوم على أساس نسق عالمي من القيم يؤثر على اتجاهات البشر و سلوكياتهم بشكل متشابه في كل مكان.
    و كأن الغرض من هذه الثقافة الكونية إعادة تشكيل الشخصية الإنسانية على هدى قيم مغايرة للبنية التي توارثتها عبر القرون حتى الآن و هنا نصل إلى صلب مشكلة العولمة.
    ذلك أنه يمكن قبول شعاراتها السياسية،و يمكن التفاعل الخلاق مع تجلياتها الاقتصادية،و من السهل التوافق مع إبداعاتها الاتصالية،إلا أن الثقافة الكونية باعتبارها إعادة تشكيل للشخصية الإنسانية قد تصطدم بالضرورة مع الخصوصية الثقافية للمجتمعات المتعددة و معنى ذلك أنه لو حاولت العولمة أن تقنن القيم و توحد ضروب السلوك وفق معايير عالمية (و قد تكون مجرد معايير غربية منغلقة على ذاتها) فمعنى ذلك أنها ستدخل في معارك شتى مع الخصوصيات الثقافية المتعددة و تبدو المشكلة في العقول المهيمنة على عملية العولمة و القيم التي تصدر عنها و إذا كانت هذه العقول هي نفسها المعبرة عن "الرأسمالية المعلوماتية" التي تهيمن عليها الشركات الاحتكارية العالمية الكبرى،فإننا سنواجه مشكلة كبرى.

    بل إننا نواجه فعلاً هذه المشكلة في العالم الثالث،حيث تتمثل العولمة في جوانبها الاقتصادية في فتح أسواق البلاد النامية أمام الإنتاج الغزير و المتنوع لهذه الشركات،من خلال عمليات إعلانية و تسويقية جذابة،من شأنها إعادة صياغة شخصيات الأفراد في هذه المجتمعات لكي تدفعها للدخول في مجال الاستهلاك المتواصل،حتى و لو كان في هذا السلوك تجاوز للقدرات الاقتصادية و المالية المتواضعة لأعضاء الطبقات المتوسطة و الفقيرة.
    بعبارة أخرى تمارس العولمة في الوقت الراهن زحفها الاستهلاكي من خلال إعادة صياغة القيم السائدة في العالم عموماً و في العالم الثالث خصوصاً،حتى ينظر الفرد لنفسه باعتباره مستهلكاً في المقام الأول و ليس منتجاً.
    و لذلك آثار وخيمة على الاقتصادات القومية و على التوازن الطبقي،و على الاستقرار النفسي للأفراد و المجتمعات.
    و من هنا ضرورة الاهتمام بالفصل الغائب من فصول البحث العلمي الاجتماعي في العالم العربي،و نعني بذلك البحوث الاجتماعية للاستهلاك من الوجهة الثقافية و الاجتماعية و السياسية.
    .........
    مصر.
    و في هذا المجال يبرز كتاب بالغ الأهمية لعالمة الاجتماع المصرية الدكتورة منى أباظة أستاذة و رئيسة قسم علم الاجتماع بالجامعة الأميركية في القاهرة،و الذي نشرته الجامعة الأميركية عام 2006 بعنوان "ثقافات الاستهلاك المتغيرة في مصر الحديثة" و له عنوان فرعي هو "إعادة الصياغة الحضرية للقاهرة".
    و الدكتورة منى أباظة باحثة مرموقة على المستوى الدولي في علم الاجتماع،و قد سبق لها أن نشرت كتاباً يعتبر مرجعاً في موضوعه هو "مناظرات عن الإسلام و المعرفة في ماليزيا و مصر: عوالم متحولة".
    و كتاب منى أباظة عن ثقافات الاستهلاك في مصر يعتبر دراسة رائدة بكل المقاييس،لأنها طبقت فيه منهجية التحليل الثقافي بناء على خبرة نظرية عميقة بالنظريات الثقافية المتعددة،و خصوصاً عن الحداثة و ما بعد الحداثة بالإضافة إلى أنها قامت ببحوث ميدانية على أسواق الشراء الجديدة أو "المولات" (جمع مول) التي أصبحت تتردد عليها شرائح طبقة متعددة عليا و وسطى بل و بعض الشرائح الفقيرة،و إن كانت عادة تقنع بـ"الفرجة" على السلع المتنوعة بأثمانها الباهظة و مما يجعل لكتاب منى أباظة قيمة إضافية أنها عقدت مقارنة بين الاستهلاك المصري في الستينيات (عصر الاشتراكية و التقشف) بما حدث ابتداء من السبعينيات و هي لحظة الانفتاح الاقتصادي و العودة إلى الرأسمالية مرة أخرى،بالوضع الراهن حيث تعولمت القاهرة،و انفتح السوق بالكامل أمام التدفق السلعي القادم من كل البلاد الغربية و حتى من الصين،في سياق يتراجع فيه الإنتاج المصري بصورة خطيرة و مؤسفة.
    و لعل السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما هو تأثير الزحف الاستهلاكي الذي أدت إليه العولمة على الاتجاهات و القيم و السلوك في مجتمع كالمجتمع المصري؟
    المجتمع المصري في الوقت الراهن يتميز بوجود فجوة طبقية كبرى بين من يملكون و من لا يملكون!
    و كأننا عدنا للموقف الطبقي الذي ساد المجتمع المصري قبل ثورة يوليو 1952 و الذي يعبر عنه المؤرخون بالمشكلة الاجتماعية التي سادت المجتمع منذ عام 1945 (تاريخ نهاية الحرب العالمية الثانية) إلى عام 1952 (تاريخ قيام ثورة يوليو 1952).
    كان الموقف الطبقي يتمثل في احتكار طبقة بالغة الضيق من كبار الملاك الثروة القومية،في حين انتشر الفقر بين الطبقات الفقيرة و المتوسطة،و انسد باب الأمل أمام أعضائها في الترقي الاجتماعي.
    و من هنا الأهمية التاريخية لثورة يوليو 1952 التي طبقت برنامجاً لتحقيق العدالة الاجتماعية من خلال تحديد الملكية الزراعية،و تعميم مجانية التعليم،و فك الحصار أمام الطبقة الوسطى و الطبقات الفقيرة و إحداث حراك اجتماعي صاعد عن طريق التعليم و تكافؤ الفرص و العمل في القطاع العام.
    غير أنه يمكن القول إنه منذ تحولت مصر إلى الرأسمالية من جديد في عصر الانفتاح الاقتصادي الذي دشنه الرئيس الراحل أنور السادات بدأت عملية "التدهور الطبقي" في الاتساع و التعمق حقبة بعد حقبة.
    و نقصد بالتدهور الطبقي على وجه التحديد الاتساع الضخم في الفجوة بين الأغنياء و الفقراء،و بروز آليات اقتصادية تسمح للأغنياء بأن يزدادوا غنى،و تدفع بالفقراء لكي يزدادوا فقراً.
    و أخطر من ذلك يأتي الزحف الاستهلاكي لكي يدفع بأعضاء الطبقات الفقيرة و المتوسطة لكي ينفقوا ما يفوق طاقتهم في مجالات الاستهلاك الكمالي،مما أحدث خللاً واضحاً في ميزانية الأسر.
    و يكفي أن نعرف أن المصريين ينفقون أكثر من 16 مليار جنيه سنوياً على مكالمات التليفون المحمول،الذي أصبح يستخدم للوجاهة الاجتماعية و ليس لتلبية الحاجات الضرورية للاتصال.
    هذا مثال بارز على السفه الاستهلاكي الذي تغذيه الشركات الكبرى حتى يعتقد الناس أن الحاجات الكمالية أصبحت حاجات ضرورية،و ذلك في مجتمع يعجز الآن عن سد الحاجات الضرورية لملايين البشر! هذه هي مفارقة العولمة و الزحف الاستهلاكي!
    ...........
    alitihaad-27-12-2007
    و كل ذلك بحسب رأي الكاتب في المصدر المذكور نصا و دون تعليق.
    معهد الإمام الشيرازي الدولي للدراسات-واشنطن.

    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    بحــوث حـول العـولمة: العولـمة تتسلل إعـلاميا 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    هام الطريق الثالث..الرأسمالية رجل ميت و لو أنه ما زال يتحرك.

    مُساهمة من طرف In The Zone الجمعة نوفمبر 23, 2012 7:36 pm

    الرأسمالية رجل ميت و لو أنه ما زال يتحرك.
    محمد الباهلي.

    .......
    الطريق الثالث:
    لا أبالغ إذا قلت إن الكثير من الطروحات و التحليلات و المناقشات التي دارت في الفترة السابقة، و التي أشار إليها الباحثون و الأكاديميون على اختلاف مدارسهم،حول إشكالية "إفلاس" النظام الرأسمالي،كانت أقرب في تشخيصها و تصوراتها إلي الحقيقة من غيرها من الطروحات الأخرى التي لا ترى ذلك،و التي ذهبت إلى أن ما تعاني منه الرأسمالية هو مجرد أعراض شكلية يمكن تجاوزها و يعود النظام الاقتصادي أكثر قوة و فاعلية و ديناميكية.
    و آخر من كتب في هذا الاتجاه هو فريد زكريا،و ذلك في مقاله "البيان الرأسمالي".
    فرغم تأكيده الصريح على أن النظام الرأسمالي يمر بأزمة حادة و يعاني من خلل خطير و رغم إشارته الى ما قاله عميد المحللين الماليين "مارتن وولف" حول هذه الإشكالية و خطورتها و التي خلص فيها إلى القول: "ها قد سقط إله أيديولوجي آخر".
    إلا أنه أصر على أنه رغم هذه العيوب الذي يعاني منها النظام الرأسمالي،فهو لا يزال المحرك الاقتصادي الأكثر إنتاجية ضمن كل ما اخترعه الغرب.
    و هنا أتوقف لأعالج هذا الفكر التنظيري الذي لا يرى المشكلة إلا بعين واحدة،و الذي يعتبر في نظري أحد أسباب الأزمة المالية و مشكلة النظام الرأسمالي،حيث لعب دوراً مؤثراً في استمرار الأزمات المالية المتكررة،و أعني بذلك أنه عندما يتم تشخيص الحالة الاقتصادية و بخاصة إذا كانت هذه الحالة ناتجة عن خلل عميق فإن هذه العقلية تعتبر أن ما يجري فيها من خلل على أنه مجرد أعراض شكلية و ليست إشكالية في جوهر النظام نفسه يمكن حلها بمجموعة من المسكنات،حيث نجد ذلك عند كل أزمة اقتصادية حيث يتم بعدها تغيير جلد الرأسمالية و صورتها في لباس جديد رغم وجود "العلة و المرض" في داخل النظام نفسه.
    و يبدو هذا الأمر واضحاً عندما وصل "المحافظون الجدد" إلى السلطة في أميركا،حيث تم اعتماد فكرة الليبرالية الجديدة كمخرج مؤقت للأزمة التي أصابت الرأسمالية،و الاتجاه إلى تحرير السوق من القوانين التي كانت تضبطها،و زيادة نفوذ الشركات الاحتكارية و الأسواق المالية و لا شك أن ذلك التوجه فتح الباب أمام كبار المغامرين الماليين لكسب ثروات طائلة عن طريق المضاربات و المراهنات و أيضاً صناديق الاستثمار و تجار العملة لتحقيق مكاسب كبيرة على حساب الشعوب،و الأهم في هذا التوجه أن "الربا" (الفائدة) هو الذي يقود حركة الاقتصاد الرأسمالي بأكمله تقريباً،لذلك كانت النتيجة أزمات اقتصادية متلاحقة كانت أحدثها الأزمة المالية الحالية التي لا زالت آثارها واضحة و مع ذلك فإن الحل لا يزال بعيداً،فأصحاب الرأي المطالب بإيجاد بديل آخر عن الرأسمالية يدركون اليوم أن هذه النظرية وصلت إلى مرحلة الإفلاس،و هذا ما أشار إليه مفكرون كثيرون،منهم إيريك هوبسيوم و مارتن موريل و بول كروجمان (الفائز بجائزة نوبل في الاقتصاد) و الذي اعتبر الرأسمالية "رجلا ميتاً" و لو أنه ما زال يتحرك.
    و قد قال مارتن وولف في صحيفة "فاينانشال تايمز" عبارته المشهورة: "ها قد سقط إله أيديولوجي آخر".
    لذلك فإن أي إصلاح للنظام الرأسمالي قد لا يكون مفيداً،لأن المشكلة في جوهر النظام نفسه،أي في موضوع "الفائدة" التي تمثل النظام بأكمله،و هذا ما لفت نظر العالم للاقتصاد الإسلامي الذي يحرم نظامه التعامل بالربا،خاصة بعد نجاح تجربة الصيرفية الإسلامية في العالم و تميزها كتجربة مالية وحيدة في العالم كله لم تتأثر بالأزمة الحالية.
    و قد ذكر مسؤول ماليزي في الآونة الأخيرة أن الاقتصاد الإسلامي الذي تطبقه بلاده أنقذها من الأزمة العالمية،و أن رصيد البنوك الإسلامية في ماليزيا يتزايد سنوياً إن الاقتصاد الإسلامي لا يتوقف فقط عند تحريم الربا،بل يضع حركة الاقتصاد تحت نظر التشريعات الإسلامية التي تضبط القائمين عليه في سلوكهم مع المال و النفس و المجتمع.
    و هو يجعل عمليات الاستثمار للمصلحة العامة و ليس بمقدار العائد النقدي من الاستثمار،و ذلك بإظهار العمل الإنساني و اختلاطه بالجهد البشري و جوهر هذه العملية تتم على أساس المخاطر المنضبطة و المحسوبة من خلال التفاعل الحقيقي في العملية الاستثمارية.
    و الأهم من كل ذلك أنه اقتصاد رباني يقوم على قواعد من تعاليم الخالق جل و علا،و ليس من وضع الإنسان...فهل يكون هذا الاقتصاد هو البديل القادم بعد إفلاس الاشتراكية و الرأسمالية، راسماً الطريق الثالث الذي يبحث عنه العالم لحل مشكلاته و أزماته المالية و الاقتصادية.

    ..........
    معهد الإمام الشيرازي الدولي للدراسات..واشنطن.
    و كل ذلك حسب رأي الكاتب في المصدر المذكور نصاً و دون تعليق.
    المصدر: الاتحاد الاماراتية- 26-6-2009



      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 7:13 am