معادلة الحرب في مالي و المتغير العشوائي.
محمدن ولد محمد أحمد ولد عبد القادر.
.......
تكتسي الأحداث في العصر الحالي بطابع من السرعة و التلاحق،يجعل من الصعوبة بمكان تخيل مسار حدث معين،أو تصور نهايته أو مآلاته.
فكثيرا ما ينظر إلى الأحداث في إطار محدود،و يتعامل معها من خلال ظاهر الحدث،و ما يقال عنه علنا من طرف الفاعلين الأساسيين فيه مما يؤدي في النهاية إلى قراءة سطحية جدا لمجمل الأحداث.
و التعامل معها بكثير من عدم الفهم و الذي يصل في أحيان كثيرة إلي حد السذاجة.
و ربما يكون هذا التعامل السطحي مع الأحداث و فهمها فهما قاصرا ناجما عن " صياغة العقول" و التحكم فى طرق فهمها للأشياء من خلال إمطار المتلقي عموما بسيل من المعلومات فى كل جزء من الثانية و بمختلف السبل و الوسائل مما يجعله غير قادر على فهم أي حدث بشكل صحيح،و هناك مكمن الخطر حيث تقع أحداث يمكن أن تؤدى إلى محو دول عن الخريطة و تغيير تركيبتها الديمغرافية،و ينظر إليها في الوقت على أنها أحداث محدودة و عابرة لا تتطلب أي فهم أو تحليل معمق...
........
التدخل العسكري الفرنسي فى مالي.
و ليس التدخل العسكري الفرنسي فى مالي ببعيد عن هذه " القاعدة" فجل المتتبعين تقريبا ينظر إليه على أنه عمل محدود الأهداف،واضح المعالم،يستهدف القضاء على الجماعات المسلحة فى شمال مالي و العمل على الشمال إلى "سيادة الدولة المالية" في حين أن الواقع يثبت عكس هذا تماما.
فالتدخل العسكري الفرنسي فى مالي عند النظر إليه بشيء من التحليل المعمق يتضح أن لديه دوافع بعيدة كل البعد عن ما هو معلن من أهداف،و بالتالي ستتغير احتمالات نهايته التي بنيت على ما هو معلن من أهداف و هي احتمالات مرعبة أصلا.
أما إذا كان التدخل العسكري الفرنسي في مالي تحركه أهداف أكبر و غير معلنة فإن تداعيات هذا التدخل لن تكون أقل من إزالة معظم دول المنطقة عن الخريطة،و ما سيرافق ذلك من حروب عرقية متنقلة،تأتي علي الأخضر و اليابس.
.........
دوافع التدخل الفرنسي..خلق مجال من الفوضى الشاملة.
و بعيدا عن الدوافع المعلنة للتدخل يمكن بشيء من التحليل فهم دوافع التدخل الفرنسي من خلال بعض المعطيات التي قد تبدو غير مترابطة في الظاهر إلا أنه عندما ينظر إلى الأحداث الجارية الآن في المنطقة بنظرة أكثر شمولية تتجاوز الحدث ـ زمانا و مكاناـ فإن سيتضح بكل جلاء أن الدافع الحقيقي و الوحيد تقريبا لكل ما يجرى في المنطقة هو الثروات الطبيعية الموجودة فيها (النفط و الغاز و اليورانيوم،و الذهب )و هذه الثروات تبرز الحاجة إليها كل في زمان و مكان إلا أن الحاجة إليها فى الوقت الحالي بالنسبة لفرنسا و الدولة الصناعية عموما أكثر إلحاحا خصوصا في ظل الأزمة المالية و التى عصفت بأوربا و أثرت على نمط الحياة الفردية "الذي يعتبر أقدس المقدسات بالنسبة لسكان الدول الصناعية عموما و الأوربية خصوصا".
فقد اضطرت الأزمة المالية بعض الدول الأوربية إلى انتهاج أساليب قاسية من التقشف،ظهرت تجلياتها بكل وضوح في اليونان رغم ما لها من رمزية ثقافية و تاريخية،و التي أقدم فيها مسن تجاوز السبعين من العمر قبل ما يقارب من السنة على الانتحار بعد أن أطلق النار على نفسه أمام البرلمان اليوناني،تاركا رسالة قصيرة مفادها أنه لا يمكنه بعد هذا العمر أن يجد نفسه مضطرا للبحث في القمامة عما يقتات به بعد أن قطعت الدولة عنه معونة كانت اجتماعية مخصصة و ذلك بفعل الأزمة المالية،و التي مست كل سكان أوربا تقريبا.
و هذه الأزمة تؤثر في كل نواحي الحياة الاقتصادية و الاجتماعية في أوربا و فرنسا خصوصا،و بما أن فرنسا و غيرها من الدول الأوربية تعتمد في سياساتها على نظرة استشرافية بعيدة جدا فلا يمكن بحال من الأحوال أن تهمل هذه المنطقة الحيوية خاصة بعد تزايد النفوذ الصيني في إفريقيا و الذي يعتمد على سياسة واضحة جدا تتمثل في استثمارات غير مشروطة بأي شرط سياسي و تحترم سيادة الدول و تقوم على المصلحة المتبادلة و بعيدة كل البعد عن فرض الثقافة و القيم الصينية عكس فرنسا تماما.
كل هذه العوامل تدفع بفرنسا إلى وضع يدها على المنطقة مهما كلفها من ثمن لأن العائد من سيطرتها على المنطقة يفوق في مردوديته كل خسارة محتملة.
و أقصر الطرق التي تؤدي إلى سيطرة فرنسا على المنطقة هو خلق مجال من الفوضى الشاملة في المنطقة،و ربما تكون نواته الأولى هي السماح بتدفق السلاح الليبي بعد انهيار نظام القذافي إلى الصحراء الكبرى،و هذه الفوضى ستؤدي إلى خلط الأمور خصوصا بعد التدخل العسكري الإفريقي الداعم لفرنسا و الذي يمثل في 5800 جنديا من ثمان دول إفريقية مختلفة.
و التى تدفع حتما إلى الشمال المالي (تمبكتو،غاو،كيدال)،و هذا التماس المباشر مع سكان المنطقة من طرق و عرب ستنجم عنه مخاطر تفوق الخيال،لأن الصدام بين القوات ذات الخلفيات المتعددة دينيا و عرقيا و الطوارق و العرب سيكون صداما مدمرا لأن القوات الإفريقية مهما بلغت من الانضباط فهي قادمة من دول تعاني أصلا من مشاكل داخلية ذات طابع ديني و عرقي(ساحل العاج،نيجيريا) و لم تجد الفرصة لتصفية الحسابات داخليا و ستكون فرصتها النادرة لتحقق في الشمال المالي ما عجزت عنه في دولها(الجيش النيجيري بوكو حرام ) و هذه القوات الإفريقية التي يبدو أنها أرسلت إلى ميدان المعركة بشكل مرتجل،و من شاهد طليعة القوات النيجيرية في مطار باماكو و بعض أفرادها يحملون قدرا متوسط الحجم يتصور أنهم قدموا من أجل افتتاح مطعم في كيدال.
و كأن هذه القوات الإفريقية أرسلت في مهمة عبثية يراد منها فقط مقتل أكبر عدد ممكن منهم و هذا الاحتمال ليس مستبعدا لأن سكان الشمال المالي من طوارق و عرب سيجدون أنفسهم مضطرين لخوض المعركة جنبا إلى جنب مع الحركات الجهادية لأن القوات الإفريقية لا تمتلك من التأهيل و الإعداد المعرفي و الثقافي ما يمكنها من التمييز بين سكان المنطقة و الحركات الجهادية و التى حتما يوجد من سكان الشمال المالي من لا يأخذ بطرحها،بل يعاديها.
و القوات الإفريقية إذا دخلت مدن الشمال المالي ستعامل الكل على أنهم "إرهابيون" و هذا ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة القوات الإفريقية التي يبدو أنها تمتلك روحا معنوية عالية جدا ربما مردها إلى أنها يقاتلون جنبا إلى جنبا مع القوات الفرنسية،و هو شرف ربما يحصل مرة واحدة في العمر.
و عند حصول خسائر فادحة في صفوف القوات الإفريقية ستكون لها انعكاسات خطيرة على الجاليات العربية فى إفريقيا عموما و الموريتانية خصوصا،و التي يمارس كثيرا من أفرادها نشاطات ذات طابع تجارية في إفريقيا عموما و البعض منهم يمتلكون ثروات طائلة.
و عندما تعم الفوضى ستخلق المزيد من المبررات لوضع اليد على المنطقة لما لها من بعد إستراتيجي يتمثل في الثروات الطبيعية و قربها الشديد من الحدود الجنوبية لفرنسا خصوصا و أوربا عموما، و وضع اليد على يؤدى إلى التحكم في ثروات كل الدول حتى و لو تطلب الأمر تمزيق تلك الدول و حتى إزالتها عن الخريطة.
و لا أظن أحدا نسي ما وقع للعراق فقد دفع إلى الدخول فى مجال من الفوضى أدى إلى زوال دولة العراق و نهب ثرواته فما المانع من تجريب نفس السيناريو مع الجزائر عبر دفعها إلى مجال من الفوضى المتدرجة قد يكون المناخ له وجد منذ إلغاء نتيجة الانتخابات التى فازت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ و حتى عملية عين أمناس يوم الأربعاء الماضي 16/01/13،تلك العملية التى لم تنل حظها من الفهم الصحيح لما شابها من غموض،و ما خلفته من أسئلة قد لا تجد أجوبة في الوقت الحالي،و إن كان يوجد رابط خفي بينها و بين الحادي من سبتمبر من خلال أن تاريخ الأربعاء السادس عشر من يناير 2013 يختلف عما بعده كما أن الرقم 11 يبرز من خلال خسارة الجزائر اليومية جراء توقف مجمع عين أمناس عن العمل و التى تقدر ب11 مليون دولار يوميا، إضافة إلى ما ستخلفه العملية على الاقتصاد عموما لأن النفط و الغاز يشكلان العمود الفقري للصادرات الجزائرية.
........
و في ظل هذه الأجواء المشحونة بالترقب و المفتوحة على كل احتمال يمكن لأي حدث أن يقع و أن تكون تبعاته تفوق كل تصور فما هو المنقذ يا ترى للمنطقة عموما من كل هذه الاحتمالات؟ و التي نرجو من الله أن لا تقع،و أن تمتلك شعوب هذه المنطقة زمام أمرها،و أن تستشار على الأقل في أمور يمكن أن تؤدى إلى زوال كل هذه الدول.
.........
25.01.2013
الأخبار أول وكالة أنباء موريتانية مستقلة.
محمدن ولد محمد أحمد ولد عبد القادر.
.......
تكتسي الأحداث في العصر الحالي بطابع من السرعة و التلاحق،يجعل من الصعوبة بمكان تخيل مسار حدث معين،أو تصور نهايته أو مآلاته.
فكثيرا ما ينظر إلى الأحداث في إطار محدود،و يتعامل معها من خلال ظاهر الحدث،و ما يقال عنه علنا من طرف الفاعلين الأساسيين فيه مما يؤدي في النهاية إلى قراءة سطحية جدا لمجمل الأحداث.
و التعامل معها بكثير من عدم الفهم و الذي يصل في أحيان كثيرة إلي حد السذاجة.
و ربما يكون هذا التعامل السطحي مع الأحداث و فهمها فهما قاصرا ناجما عن " صياغة العقول" و التحكم فى طرق فهمها للأشياء من خلال إمطار المتلقي عموما بسيل من المعلومات فى كل جزء من الثانية و بمختلف السبل و الوسائل مما يجعله غير قادر على فهم أي حدث بشكل صحيح،و هناك مكمن الخطر حيث تقع أحداث يمكن أن تؤدى إلى محو دول عن الخريطة و تغيير تركيبتها الديمغرافية،و ينظر إليها في الوقت على أنها أحداث محدودة و عابرة لا تتطلب أي فهم أو تحليل معمق...
........
التدخل العسكري الفرنسي فى مالي.
و ليس التدخل العسكري الفرنسي فى مالي ببعيد عن هذه " القاعدة" فجل المتتبعين تقريبا ينظر إليه على أنه عمل محدود الأهداف،واضح المعالم،يستهدف القضاء على الجماعات المسلحة فى شمال مالي و العمل على الشمال إلى "سيادة الدولة المالية" في حين أن الواقع يثبت عكس هذا تماما.
فالتدخل العسكري الفرنسي فى مالي عند النظر إليه بشيء من التحليل المعمق يتضح أن لديه دوافع بعيدة كل البعد عن ما هو معلن من أهداف،و بالتالي ستتغير احتمالات نهايته التي بنيت على ما هو معلن من أهداف و هي احتمالات مرعبة أصلا.
أما إذا كان التدخل العسكري الفرنسي في مالي تحركه أهداف أكبر و غير معلنة فإن تداعيات هذا التدخل لن تكون أقل من إزالة معظم دول المنطقة عن الخريطة،و ما سيرافق ذلك من حروب عرقية متنقلة،تأتي علي الأخضر و اليابس.
.........
دوافع التدخل الفرنسي..خلق مجال من الفوضى الشاملة.
و بعيدا عن الدوافع المعلنة للتدخل يمكن بشيء من التحليل فهم دوافع التدخل الفرنسي من خلال بعض المعطيات التي قد تبدو غير مترابطة في الظاهر إلا أنه عندما ينظر إلى الأحداث الجارية الآن في المنطقة بنظرة أكثر شمولية تتجاوز الحدث ـ زمانا و مكاناـ فإن سيتضح بكل جلاء أن الدافع الحقيقي و الوحيد تقريبا لكل ما يجرى في المنطقة هو الثروات الطبيعية الموجودة فيها (النفط و الغاز و اليورانيوم،و الذهب )و هذه الثروات تبرز الحاجة إليها كل في زمان و مكان إلا أن الحاجة إليها فى الوقت الحالي بالنسبة لفرنسا و الدولة الصناعية عموما أكثر إلحاحا خصوصا في ظل الأزمة المالية و التى عصفت بأوربا و أثرت على نمط الحياة الفردية "الذي يعتبر أقدس المقدسات بالنسبة لسكان الدول الصناعية عموما و الأوربية خصوصا".
فقد اضطرت الأزمة المالية بعض الدول الأوربية إلى انتهاج أساليب قاسية من التقشف،ظهرت تجلياتها بكل وضوح في اليونان رغم ما لها من رمزية ثقافية و تاريخية،و التي أقدم فيها مسن تجاوز السبعين من العمر قبل ما يقارب من السنة على الانتحار بعد أن أطلق النار على نفسه أمام البرلمان اليوناني،تاركا رسالة قصيرة مفادها أنه لا يمكنه بعد هذا العمر أن يجد نفسه مضطرا للبحث في القمامة عما يقتات به بعد أن قطعت الدولة عنه معونة كانت اجتماعية مخصصة و ذلك بفعل الأزمة المالية،و التي مست كل سكان أوربا تقريبا.
و هذه الأزمة تؤثر في كل نواحي الحياة الاقتصادية و الاجتماعية في أوربا و فرنسا خصوصا،و بما أن فرنسا و غيرها من الدول الأوربية تعتمد في سياساتها على نظرة استشرافية بعيدة جدا فلا يمكن بحال من الأحوال أن تهمل هذه المنطقة الحيوية خاصة بعد تزايد النفوذ الصيني في إفريقيا و الذي يعتمد على سياسة واضحة جدا تتمثل في استثمارات غير مشروطة بأي شرط سياسي و تحترم سيادة الدول و تقوم على المصلحة المتبادلة و بعيدة كل البعد عن فرض الثقافة و القيم الصينية عكس فرنسا تماما.
كل هذه العوامل تدفع بفرنسا إلى وضع يدها على المنطقة مهما كلفها من ثمن لأن العائد من سيطرتها على المنطقة يفوق في مردوديته كل خسارة محتملة.
و أقصر الطرق التي تؤدي إلى سيطرة فرنسا على المنطقة هو خلق مجال من الفوضى الشاملة في المنطقة،و ربما تكون نواته الأولى هي السماح بتدفق السلاح الليبي بعد انهيار نظام القذافي إلى الصحراء الكبرى،و هذه الفوضى ستؤدي إلى خلط الأمور خصوصا بعد التدخل العسكري الإفريقي الداعم لفرنسا و الذي يمثل في 5800 جنديا من ثمان دول إفريقية مختلفة.
و التى تدفع حتما إلى الشمال المالي (تمبكتو،غاو،كيدال)،و هذا التماس المباشر مع سكان المنطقة من طرق و عرب ستنجم عنه مخاطر تفوق الخيال،لأن الصدام بين القوات ذات الخلفيات المتعددة دينيا و عرقيا و الطوارق و العرب سيكون صداما مدمرا لأن القوات الإفريقية مهما بلغت من الانضباط فهي قادمة من دول تعاني أصلا من مشاكل داخلية ذات طابع ديني و عرقي(ساحل العاج،نيجيريا) و لم تجد الفرصة لتصفية الحسابات داخليا و ستكون فرصتها النادرة لتحقق في الشمال المالي ما عجزت عنه في دولها(الجيش النيجيري بوكو حرام ) و هذه القوات الإفريقية التي يبدو أنها أرسلت إلى ميدان المعركة بشكل مرتجل،و من شاهد طليعة القوات النيجيرية في مطار باماكو و بعض أفرادها يحملون قدرا متوسط الحجم يتصور أنهم قدموا من أجل افتتاح مطعم في كيدال.
و كأن هذه القوات الإفريقية أرسلت في مهمة عبثية يراد منها فقط مقتل أكبر عدد ممكن منهم و هذا الاحتمال ليس مستبعدا لأن سكان الشمال المالي من طوارق و عرب سيجدون أنفسهم مضطرين لخوض المعركة جنبا إلى جنب مع الحركات الجهادية لأن القوات الإفريقية لا تمتلك من التأهيل و الإعداد المعرفي و الثقافي ما يمكنها من التمييز بين سكان المنطقة و الحركات الجهادية و التى حتما يوجد من سكان الشمال المالي من لا يأخذ بطرحها،بل يعاديها.
و القوات الإفريقية إذا دخلت مدن الشمال المالي ستعامل الكل على أنهم "إرهابيون" و هذا ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة القوات الإفريقية التي يبدو أنها تمتلك روحا معنوية عالية جدا ربما مردها إلى أنها يقاتلون جنبا إلى جنبا مع القوات الفرنسية،و هو شرف ربما يحصل مرة واحدة في العمر.
و عند حصول خسائر فادحة في صفوف القوات الإفريقية ستكون لها انعكاسات خطيرة على الجاليات العربية فى إفريقيا عموما و الموريتانية خصوصا،و التي يمارس كثيرا من أفرادها نشاطات ذات طابع تجارية في إفريقيا عموما و البعض منهم يمتلكون ثروات طائلة.
و عندما تعم الفوضى ستخلق المزيد من المبررات لوضع اليد على المنطقة لما لها من بعد إستراتيجي يتمثل في الثروات الطبيعية و قربها الشديد من الحدود الجنوبية لفرنسا خصوصا و أوربا عموما، و وضع اليد على يؤدى إلى التحكم في ثروات كل الدول حتى و لو تطلب الأمر تمزيق تلك الدول و حتى إزالتها عن الخريطة.
و لا أظن أحدا نسي ما وقع للعراق فقد دفع إلى الدخول فى مجال من الفوضى أدى إلى زوال دولة العراق و نهب ثرواته فما المانع من تجريب نفس السيناريو مع الجزائر عبر دفعها إلى مجال من الفوضى المتدرجة قد يكون المناخ له وجد منذ إلغاء نتيجة الانتخابات التى فازت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ و حتى عملية عين أمناس يوم الأربعاء الماضي 16/01/13،تلك العملية التى لم تنل حظها من الفهم الصحيح لما شابها من غموض،و ما خلفته من أسئلة قد لا تجد أجوبة في الوقت الحالي،و إن كان يوجد رابط خفي بينها و بين الحادي من سبتمبر من خلال أن تاريخ الأربعاء السادس عشر من يناير 2013 يختلف عما بعده كما أن الرقم 11 يبرز من خلال خسارة الجزائر اليومية جراء توقف مجمع عين أمناس عن العمل و التى تقدر ب11 مليون دولار يوميا، إضافة إلى ما ستخلفه العملية على الاقتصاد عموما لأن النفط و الغاز يشكلان العمود الفقري للصادرات الجزائرية.
........
و في ظل هذه الأجواء المشحونة بالترقب و المفتوحة على كل احتمال يمكن لأي حدث أن يقع و أن تكون تبعاته تفوق كل تصور فما هو المنقذ يا ترى للمنطقة عموما من كل هذه الاحتمالات؟ و التي نرجو من الله أن لا تقع،و أن تمتلك شعوب هذه المنطقة زمام أمرها،و أن تستشار على الأقل في أمور يمكن أن تؤدى إلى زوال كل هذه الدول.
.........
25.01.2013
الأخبار أول وكالة أنباء موريتانية مستقلة.