التمرد في مالي و حرب النفس الطويل.
........
لا تزال التحركات الإفريقية و الدولية تجاه مالي دون المستوى المطلوب في سبيل إنقاذ البلاد من سيطرة بعض الجماعات المتمردة التي تمكنت من السيطرة على بعض المناطق و المدن المهمة بسب الفوضى التي خلفها الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس امادو توماني توري.
و يرى بعض المراقبين ان تدهور الأوضاع الأمنية في هذه البلاد سيسهم بزعزعة الأمن في المنطقة خصوصا و أنها منطقة ملتهبة تعاني الكثير من المشاكل الأمنية و هو ما قد يسهم بتأسيس دولة إسلامية متطرفة بقيادة مجاميع تنظيم القاعدة،التي بدأت بجمع أنصارها بهدف تعزيز قوتها و سيطرتها و الاستعداد للحرب الطويلة القادمة التي قد تنفذ من اجل تحرير مالي،التي لا تزال تعج بالكثير من المتغيرات السياسية بسبب عدم وجود هدف مشترك يجمع قادتها و هو ما قد يسهم بتفاقم الأزمة.
و في هذا الشأن لا تزال هناك حالة من الغموض بشأن من يدير شئون الدولة الواقعة في غرب إفريقيا و المنقسمة إلى شطرين بسبب استيلاء المعارضين الإسلاميين على المنطقة الشمالية التي تغلب عليها الأراضي الصحراوية.
و قال دبلوماسي يقيم في باماكو طلب عدم ذكر اسمه "لا يوجد أحد على رأس الدولة" مشيرا إلى وجود صراع داخل الحكومة المدنية المؤقتة و خلافات علنية بينها و بين معسكر سانوجو حول سياسات رئيسية.
و يصيب المأزق السياسي في باماكو المؤيدين الدوليين لمالي بخيبة الأمل في الوقت الذي تسعى فيه المستعمرة الفرنسية السابقة حثيثا لتجاوز أشد أزماتها منذ الاستقلال و التي تتمثل في تعثر مسار الديمقراطية و التمرد في الشمال الذي أتاح لمسلحين على صلة بتنظيم القاعدة السيطرة على ثلثي أراضي البلاد.
........
انتخابات مؤجلة.
و أصبحت القوى الغربية و الإقليمية الآن على اقتناع بضرورة إجراء انتخابات في مالي لتغيير قادتها المنقسمين قبل دعم أي تحرك عسكري دولي يعتبرونه حتميا لاستعادة الشمال.
غير أن إجراء انتخابات قد يؤجل أي تدخل إلى العام المقبل و يفسح المجال للمتمردين الإسلاميين لترسيخ أقدامهم و زيادة عددهم بخليط من المجندين المحليين و الأجانب.
و قال مسؤولون أمريكيون إنه يجب إجراء الانتخابات في مالي قبل شن أي حرب لاستعادة الشمال. و قال رئيس بوركينا فاسو و الوسيط في أزمة مالي بليز كومباوري في مقابلة مع إحدى وسائل الإعلام الفرنسية مؤخرا إنه ليس هناك اي قيادة في باماكو.
و قال دبلوماسي بارز آخر في باماكو "كان كومباوري يعبر عن بواعث القلق لدى المجتمع الدولي. "النظام السياسي يحتاج إلى التعزيز و إجراء انتخابات لاستعادة الشرعية.لن يستطيع استعادة الشمال سوى حكومة شرعية."
و قال متحدث باسم قائد الانقلاب السابق سانوجو إن المعارضة الغربية لأي تحرك من أجل إعادة السيطرة على الشمال قبل إجراء الانتخابات "ليست موضع ترحيب" مشيرا إلى أن المتمردين يشكلون تهديدا عالميا.
و يواجه رئيس مالي المؤقت ديوكوندا تراوري اتهامات من معارضيه بالضعف و العجز عن العمل مع رئيس الوزراء شيخ موديبو ديارا - الذي يتطلع إلى بناء قاعدة سياسية له - و يقولون إن ذلك يطيل أمد الأزمة السياسية في باماكو.
و تطغي شخصية سانوجو على شخصيتي هذين المسؤولين المدنيين حيث لا يزال يتمتع بنفوذ و شعبية في باماكو و يشتبه الكثيرون في انه لا يريد التنازل عن السلطة بالكامل.
و ليس هناك قضية تبرز تعقيد هذه الأزمة أفضل من الجدل المحتدم بشأن مدى الدعم الذي يجب أن تقدمه المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) للعملية العسكرية المتوقعة لمواجهة المتمردين في الشمال.
لقد استغرق الأمر شهورا كي يقنع رؤساء دول المنطقة قادة مالي بالتقدم بطلب رسمي بالمساعدة العسكرية التي تضمن إرسال قوات و أموال و أسلحة و إمدادات لوجستية إلى جانب المساعدة المخابراتية.
و لكن حتى بعد التقدم بالطلب اعترض جيش مالي على عناصر خطة التدخل العسكري قبل جولة من المحادثات أعادت الأمور الى نصابها على الأقل جزئيا.
و قال تيبيلي درامي و هو قيادي سياسي مناهض للانقلاب في باماكو "ليس مقبولا أن يقول الرئيس شيئا و يقول الجنود شيئا آخر...هذا يظهر أن الانقلاب لم ينته بعد و أن الجنود ليسوا مستعدين لقبول السلطة المدنية حتى الآن."
..........
و يصر الجيش المالي على أن أي حل للأزمة يجب أن يكون من الداخل و لن يسمح بدخول قوات قتالية إلى باماكو.
و أشار المعسكر المناوئ للتدخل أيضا الى المهمتين العسكريتين السابقتين في غرب إفريقيا في ليبيريا و سيراليون حيث تواجه القوات الإقليمية اتهامات بارتكاب انتهاكات.
و قال ضابط بالجيش المالي إن العديد من أفراد الجيش تساورهم بعض الشكوك التي تزداد يوما بعد يوم.
و يشير مؤيدو التدخل السريع في الشمال إلى أن الانتخابات قد تكون صعبة من الناحية السياسية و من ناحية الإمداد و التموين في ظل سيطرة المتمردين على ثلثي أراضي مالي.
و قال أسواماني مايجا أحد سكان مدينة تمبكتو التاريخية التي تخضع حاليا لسيطرة المقاتلين المتمردين المرتبطين بالقاعدة "إجراء أي انتخابات بدون الشمال سيكون بمثابة طريقة أخرى لقبول انقسام البلاد."
و رغم ذلك يقول دبلوماسيون إن العديد من سكان المنطقة الشمالية في مالي البالغ عددهم 400 ألف نسمة و الذين نزحوا من ديارهم سيستطيعون التصويت سواء في مخيمات اللاجئين بالدول المجاورة أو في الجنوب.و يقيم الكثيرون مع أقاربهم و أصدقائهم.
.......
و لعل الجهود الغربية الرامية إلى تأجيل التدخل إلى ما بعد الانتخابات لا تحظى بشعبية بين مواطني مالي الذين يتوقون بشدة الى إعادة توحيد بلادهم و ستتعارض مع النداءات العاجلة لاتخاذ إجراء بالجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
و كان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قال إن الحكومة المؤقتة في مالي تريد من الأمم المتحدة الموافقة على منح تفويض "مباشر" لقوة دولية لاستعادة الشمال مشيرا إلى "الأزمة الأمنية غير المسبوقة" التي تشهدها البلاد.
و رغم ذلك فإن تصاعد التطرف الإسلامي في منطقة الصحراء دفع بمالي إلى قمة الملف الأمني.
و قال مسؤول فرنسي إن هذه القضية باتت أكثر أهمية في باريس من القضية السورية و وصف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بأنه يشكل "تهديدا مباشرا."
أما ما يبعث على القلق الآن فهو أن يؤدي تأجيل التعامل مع الإسلاميين إلى السماح لهم بترسيخ أقدامهم في مالي و تعزيز صفوفهم و هو ما قد يؤدي بدوره إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة في ظل وجود عشرات الآلاف من اللاجئين و انعدام للأمن الغذائي على نطاق واسع.
و في الأشهر الست التي أعقبت الانقلاب لم يبد جيش مالي رغبة تذكر في التعامل مع المتمردين بمفرده.
و نتيجة لذلك يبدو أن سكان الشمال يزدادون تقبلا لحياتهم في ظل الحكام الجدد الذين يطبقون الشريعة.
و قال موسى مايجا أحد سكان مدينة جاو في شمال شرق مالي "تغيرت حياتنا و تقاليدنا معهم... نعيش الآن وفقا لنهج المحتلين...ليس لدينا أي خيار آخر."
..........
قضية الرهائن.
و هدد إسلاميون في مالي على صلة بتنظيم القاعدة "بفتح أبواب الجحيم" على مواطنين فرنسيين إذا استمرت باريس في السعى نحو تدخل مسلح لاستعادة السيطرة على شمال مالي الخاضع لسيطرة المتمردين. و قال عمر ولد حماها المتحدث باسم جماعة حركة التوحيد و الجهاد في غرب أفريقيا "إذا واصل سكب الزيت على النار فسنرسل له صور رهائن فرنسيين مقتولين في الأيام المقبلة" في إشارة على ما يبدو إلى أربعة مواطنين فرنسيين خطفوا في شمال النيجر المجاورة عام 2010.
و قال حماها "لن يستطيع إحصاء جثث المغتربين الفرنسيين في أنحاء منطقة غرب أفريقيا و غيرها."
و رفض أولوند تهديد حركة التوحيد و الجهاد في غرب أفريقيا قائلا إنه لا يغير موقف فرنسا من مالي.
و قال لمؤتمر صحفي في كينشاسا "قلنا دائما إننا سنفعل دائما كل شيء لضمان الإفراج عن مواطنينا الرهائن."
و تابع قائلا "هل يجب أن نخفف حدة رسالتنا بخصوص سلامة أراضي مالي و الحرب على الإرهاب بسبب هذه التهديدات؟ أظن أننا سنفعل العكس تماما."
و أضاف "بإظهار تصميمنا على الالتزام بموقفنا لمحاربة الإرهاب نستطيع إقناع الخاطفين بأن الوقت حان لإطلاق سراح مواطنينا الرهائن." بحسب فرنس برس.
و هدد جناح تنظيم القاعدة في شمال إفريقيا مرارا بقتل رهائن فرنسيين إذا حاولت باريس التدخل العسكري في مالي.
و اختطف سبعة من عمال شركة أريفا الفرنسية في شمال النيجر عام 2010 و أطلق سراح ثلاثة منهم.
و قال حماها إن الفدى التي تدفعها فرنسا و دول غربية أخرى تشكل مصدر التمويل الرئيسي للإسلاميين في الصحراء الأفريقية.
و أضاف "أكثر الدول تمويلا للجهاديين هي فرنسا" مشيرا إلى أن حركة التوحيد و الجهاد في غرب إفريقيا قد تحاول خطف أولوند نفسه."
و تابع "أتساءل ماذا سيقول المجتمع الدولي إذا أخذنا الرئيس الفرنسي رهينة."
.........
ضرب الإسلاميين.
في السياق ذاته قالت وزارة الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة لا تستبعد شن ضربة احادية ضد المسلحين الاسلاميين في شمال مالي،الا انها تدعم المساعي التي تقودها افريقيا للقضاء على هؤلاء المسلحين.
و صرحت المتحدثة باسم الوزارة فكتوريا نولاند ردا على سؤال حول احتمال قيام واشنطن بشن ضربة احادية ضد المسلحين الاسلاميين في مالي "لا استبعد أو اؤكد اي شيء،و لكن تركيزنا في مالي هو على جهود" المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.
و اعادت تاكيد قلق واشنطن بشان نشر المسلحين الارهاب في المنطقة،و اضافت ان واشنطن تتشاور كذلك مع حكومة مالي حول كيفية احتواء تهديد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.
و اضافت "لدينا مخاوف متزايدة..حول القاعدة في المغرب الاسلامي و استغلالهم للمنطقة التي يغيب عنها القانون او المناطق التي سيطر عليها المتطرفون مثلما حدث في شمال مالي،و قدرتهم على استخدام مثل هذه المنصات للقيام بمزيد من الاعمال السيئة التي يمكن ان يكون هدفها زعزعة الاستقرار في بعض الديموقراطيات الهشة". بحسب فرنس برس.
و اكدت نولاند للصحافيين ان واشنطن تتعاون مع المجموعة الافريقية من كثب "لوضع خطة حفظ سلام قوية بالتعاون مع الحكومة الانتقالية الجديدة في مالي لضمان امن العاصمة و للتوجه شمالا".
و قالت انه اضافة الى ذلك "نعمل في انحاء المنطقة مع شركائنا في جهود مكافحة الارهاب،بما في ذلك تقاسم المعلومات الاستخباراتية و الجهود المحلية لملاحقة المسلحين".
.........
الأحكام الإسلامية.
على صعيد متصل يقول أهالي شمال مالي الذين فروا من ديارهم ان الاسلاميين الذين يسيطرون على هذه المنطقة الصحراوية يزدادون وحشية في طريقة فرضهم للشريعة رغم انهم ينتهكون هم نفسهم الأحكام الإسلامية الصارمة.
و مالي التي كانت في فترة ما من اكثر الدول استقرارا في افريقيا،اصبحت غارقة في الفوضى منذ الانقلاب العسكري الذي اطاح في 22 آذار/مارس الماضي الرئيس امادو توماني توري.
و استغل عدد من المجموعات الاسلامية من بينها تنظيم القاعدة في شمال افريقيا فراغ السلطة للسيطرة على الشمال الصحراوي الشاسع الذي يشكل ثلثي مساحة البلاد و يتجاوز مساحة فرنسا.
و منذ اكثر من ستة اشهر يفرض الاسلاميون احكام الشريعة في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.
و اوقفت الحافلات خدمتها الى تمبكتو،المدينة الاثرية المعروفة بانها مركز للتعليم الاسلامي،بعد ان قام الاسلاميون بتدمير اضرحة الاولياء و وصفوا تلك المواقع المصنفة على لائحة التراث العالمي لليونسكو بالبدع.بحسب فرنس برس.
و قال مسؤول كبير في الامم المتحدة إن الإسلاميين المتشددين الذين يسيطرون على جزء من مالي يجمعون أموالا طائلة من الفدية و تجارة المخدرات بينما يفرضون ما يقولون إنها الشريعة الإسلامية.
و قال إيفان سايمونفيتش،مبعوث الأمم المتحدة بعد زيارة لتقصي الحقائق إلى مالي،إن هؤلاء الإسلاميين "يشترون أيضا الجنود الأطفال و يدفعون لأسرهم 600 دولار عن كل طفل".
.........
هدم الأضرحة.
من جانب اخر هدم الاسلاميون المسلحون الذين يحتلون شمال مالي اضرحة اضافية تعود الى اولياء صالحين الخميس في تمبكتو،عشية اجتماع دولي في باماكو حول تدخل عسكري في البلاد،الامر الذي عارضه مئات المتظاهرين صباحا.
و قال شهود في تمبكتو (شمال غرب) ان الاسلاميين بدأوا "بتدمير الاضرحة في كبارة"،الحي الواقع في جنوب المدينة التاريخية في شمال مالي حيث سبق ان دمروا أضرحة مماثلة في تموز/يوليو.
و اكد هذه المعلومة شاهد آخر،مشيرا الى ان الاسلاميين "وصلوا الى الحي على متن ثلاث سيارات و كان بعضهم مسلحا".
و في تموز/يوليو قام اسلاميو حركة انصار الدين الذين يسيطرون على تمبكتو منذ اذار/مارس بهدم سبعة اضرحة لاولياء من اصل 16 في تمبكتو و حطموا "الباب المقدس" لجامع ثم هدموا ضريحين في الجامع الكبير في هذه المدينة المصنفة ضمن قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر،ما اثار استنكارا في مالي و في الخارج.
و يسيطر "انصار الدين و القاعدة" في بلاد المغرب الاسلامي و "حركة التوحيد و الجهاد" في غرب افريقيا على شمال مالي منذ اكثر من ستة اشهر ساعين لفرض الشريعة.
و أتت اعمال التدمير هذه عشية اجتماع دولي رفيع المستوى في باماكو يخصص لوضع اللمسات الاخيرة على استراتيجية اعادة السيطرة العسكرية على شمال مالي،التي تم الاتفاق عليها مبدئيا.
و في 12 تشرين الاول/اكتوبر اقر مجلس الامن الدولي قرارا يمهد لنشر قوة عسكرية دولية قوامها حوالى 3000 عنصر في مالي و يمنح المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا 45 يوما لتوضح خططها.
و يفترض ان تبدأ دول المجموعة المخولة وحدها ارسال قوات الى مالي بتقديم "خطوطها الاستراتيجية العريضة" استعدادا للتدخل الذي دعمته الامم المتحدة و الاتحاد الاوروبي و الاتحاد الافريقي و دعمته لوجستيا دول على غرار فرنسا و الولايات المتحدة بحسب مصادر دبلوماسية غربية.
و من المشاركين في الاجتماع الرئيسة الجديدة لمفوضية الاتحاد الافريقي نكوسازانا دلاميني-زوما و المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى الساحل رومانو برودي و الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان اضافة الى الرئيس المالي بالوكالة ديونكوندا تراوري.
و تأمل فرنسا في ان يتيح اللقاء "التقدم في التخطيط لتدخل افريقي في مالي" على ما اكدت خارجيتها الخميس.
و لبى نحو الفي شخص دعوة ائتلاف مؤيد لمنفذي الانقلاب العسكري في 22 اذار/مارس في مالي، ونفذوا مسيرة في باماكو تعبيرا عن دعم الجيش المالي و احتجاجا على ارسال قوة اجنبية الى مالي.
و هتف المتظاهرون "لا لمصادرة سيادتنا الوطنية" و "يعيش الجيش المالي" علما ان اغلبيتهم من انصار رجل الدين المالي المسلم محمدو ولد شيخ حمالله حيدرة.
و دعا نواب متحدرون من شمال مالي يزورون باريس الى تدخل عسكري "عاجل" الامر الذي طالب به نحو عشرة الاف متظاهر في باماكو قبل اسبوع.
و دعا رئيس جمعية نواب شمال مالي الحاج بابا حيدرة الى تدخل عسكري دولي "عاجل" ضد المجموعات الاسلامية المتشددة التي تسيطر على المنطقة "قبل ان يفوت الاوان"،مؤكدا ان الاسلاميين المتشددين سينجحون اذا ما تأخر هذا التدخل في جعل المجتمع في هذه المنطقة على شاكلتهم سواء "بالترهيب او بالاقناع او بالقوة او بالمال".
محذرا من تأخر المجتمع الدولي في تلبية هذا النداء لان "الناس ينضمون الى صفوف الارهابيين".
و في نيامي اتفق رئيس النيجر محمد يوسف و نظيره النيجيري غودلاك جوناثان على "ضرورة مساعدة مالي على استعادة وحدة اراضيها" و رحبا بقرار مجلس الامن الدولي الذي صدر في 12 تشرين الاول/اكتوبر و اعتبرا انه "مرحلة مهمة من اجل تشكيل قوة عسكرية دولية قبل مساعدة مالي على استعادة المناطق المحتلة في شمال البلاد". بحسب فرنس برس.
و في كوناكري اكد وزير غينيا المكلف شؤون الدفاع عبد الكابيليه كامارا ان غينيا مستعدة لان تعيد الى السلطات المالية اسلحة اشترتها من نظام الرئيس امادو توماني توري قبل الاطاحة به في 22 اذار/مارس لا تزال محجوزة في غينيا.
و تدارك "لكننا ما زلنا ننتظر الضوء الاخضر من المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا".
............
جماعة انصار الدين الاسلامية.
و جماعة انصار الدين الاسلامية هي المسؤولة رسميا في البلدة و هي جماعة ذات صلة بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي منذ طرد متمردون علمانيون و اسلاميون قوات حكومة مالي و سيطروا على شمال البلاد قبل ستة اشهر.
و تغلب الاسلاميون بعد ذلك على الطوارق من غير الاسلاميين و اصبحوا القوة الوحيدة المسيطرة على الشمال.
و ادى فرض الاسلاميين للشريعة الاسلامية إلى خروج احتجاجات صغيرة لمواطنين اعتادوا لقرون على فهم اكثر تسامحا للاسلام.
............
وصول مئات الجهاديين.
من جانب أخر وصل "مئات" الجهاديين من السودان و الصحراء الغربية في نهاية الى شمال مالي الذي يحتله اسلاميون مسلحون للقتال الى جانبهم في حال ارسلت قوة مسلحة اجنبية الى المنطقة،كما افاد شهود عيان.و اكد مصدر امني مالي ان "مئات الجهاديين،و خصوصا من الجنسية السودانية و من اصول صحراوية،وصلوا كتعزيزات الى منطقة تمبكتو (شمال غرب) و غاو (شمال شرق) لمواجهة هجوم للقوات المالية و حلفائها".
و اكد مصدر اخر قريب من منظمة غير حكومية وصول سودانيين الى تمبكتو و منطقتها،كما وصل اسلاميون "من جنسيات اخرى".
و تسيطر جماعة انصار الدين الاسلامية المسلحة و تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي على تمبكتو. بحسب فرنس برس.
...........
شبكة النبأ المعلوماتية-الأربعاء 24/تشرين الأول/2012
........
لا تزال التحركات الإفريقية و الدولية تجاه مالي دون المستوى المطلوب في سبيل إنقاذ البلاد من سيطرة بعض الجماعات المتمردة التي تمكنت من السيطرة على بعض المناطق و المدن المهمة بسب الفوضى التي خلفها الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس امادو توماني توري.
و يرى بعض المراقبين ان تدهور الأوضاع الأمنية في هذه البلاد سيسهم بزعزعة الأمن في المنطقة خصوصا و أنها منطقة ملتهبة تعاني الكثير من المشاكل الأمنية و هو ما قد يسهم بتأسيس دولة إسلامية متطرفة بقيادة مجاميع تنظيم القاعدة،التي بدأت بجمع أنصارها بهدف تعزيز قوتها و سيطرتها و الاستعداد للحرب الطويلة القادمة التي قد تنفذ من اجل تحرير مالي،التي لا تزال تعج بالكثير من المتغيرات السياسية بسبب عدم وجود هدف مشترك يجمع قادتها و هو ما قد يسهم بتفاقم الأزمة.
و في هذا الشأن لا تزال هناك حالة من الغموض بشأن من يدير شئون الدولة الواقعة في غرب إفريقيا و المنقسمة إلى شطرين بسبب استيلاء المعارضين الإسلاميين على المنطقة الشمالية التي تغلب عليها الأراضي الصحراوية.
و قال دبلوماسي يقيم في باماكو طلب عدم ذكر اسمه "لا يوجد أحد على رأس الدولة" مشيرا إلى وجود صراع داخل الحكومة المدنية المؤقتة و خلافات علنية بينها و بين معسكر سانوجو حول سياسات رئيسية.
و يصيب المأزق السياسي في باماكو المؤيدين الدوليين لمالي بخيبة الأمل في الوقت الذي تسعى فيه المستعمرة الفرنسية السابقة حثيثا لتجاوز أشد أزماتها منذ الاستقلال و التي تتمثل في تعثر مسار الديمقراطية و التمرد في الشمال الذي أتاح لمسلحين على صلة بتنظيم القاعدة السيطرة على ثلثي أراضي البلاد.
........
انتخابات مؤجلة.
و أصبحت القوى الغربية و الإقليمية الآن على اقتناع بضرورة إجراء انتخابات في مالي لتغيير قادتها المنقسمين قبل دعم أي تحرك عسكري دولي يعتبرونه حتميا لاستعادة الشمال.
غير أن إجراء انتخابات قد يؤجل أي تدخل إلى العام المقبل و يفسح المجال للمتمردين الإسلاميين لترسيخ أقدامهم و زيادة عددهم بخليط من المجندين المحليين و الأجانب.
و قال مسؤولون أمريكيون إنه يجب إجراء الانتخابات في مالي قبل شن أي حرب لاستعادة الشمال. و قال رئيس بوركينا فاسو و الوسيط في أزمة مالي بليز كومباوري في مقابلة مع إحدى وسائل الإعلام الفرنسية مؤخرا إنه ليس هناك اي قيادة في باماكو.
و قال دبلوماسي بارز آخر في باماكو "كان كومباوري يعبر عن بواعث القلق لدى المجتمع الدولي. "النظام السياسي يحتاج إلى التعزيز و إجراء انتخابات لاستعادة الشرعية.لن يستطيع استعادة الشمال سوى حكومة شرعية."
و قال متحدث باسم قائد الانقلاب السابق سانوجو إن المعارضة الغربية لأي تحرك من أجل إعادة السيطرة على الشمال قبل إجراء الانتخابات "ليست موضع ترحيب" مشيرا إلى أن المتمردين يشكلون تهديدا عالميا.
و يواجه رئيس مالي المؤقت ديوكوندا تراوري اتهامات من معارضيه بالضعف و العجز عن العمل مع رئيس الوزراء شيخ موديبو ديارا - الذي يتطلع إلى بناء قاعدة سياسية له - و يقولون إن ذلك يطيل أمد الأزمة السياسية في باماكو.
و تطغي شخصية سانوجو على شخصيتي هذين المسؤولين المدنيين حيث لا يزال يتمتع بنفوذ و شعبية في باماكو و يشتبه الكثيرون في انه لا يريد التنازل عن السلطة بالكامل.
و ليس هناك قضية تبرز تعقيد هذه الأزمة أفضل من الجدل المحتدم بشأن مدى الدعم الذي يجب أن تقدمه المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) للعملية العسكرية المتوقعة لمواجهة المتمردين في الشمال.
لقد استغرق الأمر شهورا كي يقنع رؤساء دول المنطقة قادة مالي بالتقدم بطلب رسمي بالمساعدة العسكرية التي تضمن إرسال قوات و أموال و أسلحة و إمدادات لوجستية إلى جانب المساعدة المخابراتية.
و لكن حتى بعد التقدم بالطلب اعترض جيش مالي على عناصر خطة التدخل العسكري قبل جولة من المحادثات أعادت الأمور الى نصابها على الأقل جزئيا.
و قال تيبيلي درامي و هو قيادي سياسي مناهض للانقلاب في باماكو "ليس مقبولا أن يقول الرئيس شيئا و يقول الجنود شيئا آخر...هذا يظهر أن الانقلاب لم ينته بعد و أن الجنود ليسوا مستعدين لقبول السلطة المدنية حتى الآن."
..........
و يصر الجيش المالي على أن أي حل للأزمة يجب أن يكون من الداخل و لن يسمح بدخول قوات قتالية إلى باماكو.
و أشار المعسكر المناوئ للتدخل أيضا الى المهمتين العسكريتين السابقتين في غرب إفريقيا في ليبيريا و سيراليون حيث تواجه القوات الإقليمية اتهامات بارتكاب انتهاكات.
و قال ضابط بالجيش المالي إن العديد من أفراد الجيش تساورهم بعض الشكوك التي تزداد يوما بعد يوم.
و يشير مؤيدو التدخل السريع في الشمال إلى أن الانتخابات قد تكون صعبة من الناحية السياسية و من ناحية الإمداد و التموين في ظل سيطرة المتمردين على ثلثي أراضي مالي.
و قال أسواماني مايجا أحد سكان مدينة تمبكتو التاريخية التي تخضع حاليا لسيطرة المقاتلين المتمردين المرتبطين بالقاعدة "إجراء أي انتخابات بدون الشمال سيكون بمثابة طريقة أخرى لقبول انقسام البلاد."
و رغم ذلك يقول دبلوماسيون إن العديد من سكان المنطقة الشمالية في مالي البالغ عددهم 400 ألف نسمة و الذين نزحوا من ديارهم سيستطيعون التصويت سواء في مخيمات اللاجئين بالدول المجاورة أو في الجنوب.و يقيم الكثيرون مع أقاربهم و أصدقائهم.
.......
و لعل الجهود الغربية الرامية إلى تأجيل التدخل إلى ما بعد الانتخابات لا تحظى بشعبية بين مواطني مالي الذين يتوقون بشدة الى إعادة توحيد بلادهم و ستتعارض مع النداءات العاجلة لاتخاذ إجراء بالجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
و كان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قال إن الحكومة المؤقتة في مالي تريد من الأمم المتحدة الموافقة على منح تفويض "مباشر" لقوة دولية لاستعادة الشمال مشيرا إلى "الأزمة الأمنية غير المسبوقة" التي تشهدها البلاد.
و رغم ذلك فإن تصاعد التطرف الإسلامي في منطقة الصحراء دفع بمالي إلى قمة الملف الأمني.
و قال مسؤول فرنسي إن هذه القضية باتت أكثر أهمية في باريس من القضية السورية و وصف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بأنه يشكل "تهديدا مباشرا."
أما ما يبعث على القلق الآن فهو أن يؤدي تأجيل التعامل مع الإسلاميين إلى السماح لهم بترسيخ أقدامهم في مالي و تعزيز صفوفهم و هو ما قد يؤدي بدوره إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة في ظل وجود عشرات الآلاف من اللاجئين و انعدام للأمن الغذائي على نطاق واسع.
و في الأشهر الست التي أعقبت الانقلاب لم يبد جيش مالي رغبة تذكر في التعامل مع المتمردين بمفرده.
و نتيجة لذلك يبدو أن سكان الشمال يزدادون تقبلا لحياتهم في ظل الحكام الجدد الذين يطبقون الشريعة.
و قال موسى مايجا أحد سكان مدينة جاو في شمال شرق مالي "تغيرت حياتنا و تقاليدنا معهم... نعيش الآن وفقا لنهج المحتلين...ليس لدينا أي خيار آخر."
..........
قضية الرهائن.
و هدد إسلاميون في مالي على صلة بتنظيم القاعدة "بفتح أبواب الجحيم" على مواطنين فرنسيين إذا استمرت باريس في السعى نحو تدخل مسلح لاستعادة السيطرة على شمال مالي الخاضع لسيطرة المتمردين. و قال عمر ولد حماها المتحدث باسم جماعة حركة التوحيد و الجهاد في غرب أفريقيا "إذا واصل سكب الزيت على النار فسنرسل له صور رهائن فرنسيين مقتولين في الأيام المقبلة" في إشارة على ما يبدو إلى أربعة مواطنين فرنسيين خطفوا في شمال النيجر المجاورة عام 2010.
و قال حماها "لن يستطيع إحصاء جثث المغتربين الفرنسيين في أنحاء منطقة غرب أفريقيا و غيرها."
و رفض أولوند تهديد حركة التوحيد و الجهاد في غرب أفريقيا قائلا إنه لا يغير موقف فرنسا من مالي.
و قال لمؤتمر صحفي في كينشاسا "قلنا دائما إننا سنفعل دائما كل شيء لضمان الإفراج عن مواطنينا الرهائن."
و تابع قائلا "هل يجب أن نخفف حدة رسالتنا بخصوص سلامة أراضي مالي و الحرب على الإرهاب بسبب هذه التهديدات؟ أظن أننا سنفعل العكس تماما."
و أضاف "بإظهار تصميمنا على الالتزام بموقفنا لمحاربة الإرهاب نستطيع إقناع الخاطفين بأن الوقت حان لإطلاق سراح مواطنينا الرهائن." بحسب فرنس برس.
و هدد جناح تنظيم القاعدة في شمال إفريقيا مرارا بقتل رهائن فرنسيين إذا حاولت باريس التدخل العسكري في مالي.
و اختطف سبعة من عمال شركة أريفا الفرنسية في شمال النيجر عام 2010 و أطلق سراح ثلاثة منهم.
و قال حماها إن الفدى التي تدفعها فرنسا و دول غربية أخرى تشكل مصدر التمويل الرئيسي للإسلاميين في الصحراء الأفريقية.
و أضاف "أكثر الدول تمويلا للجهاديين هي فرنسا" مشيرا إلى أن حركة التوحيد و الجهاد في غرب إفريقيا قد تحاول خطف أولوند نفسه."
و تابع "أتساءل ماذا سيقول المجتمع الدولي إذا أخذنا الرئيس الفرنسي رهينة."
.........
ضرب الإسلاميين.
في السياق ذاته قالت وزارة الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة لا تستبعد شن ضربة احادية ضد المسلحين الاسلاميين في شمال مالي،الا انها تدعم المساعي التي تقودها افريقيا للقضاء على هؤلاء المسلحين.
و صرحت المتحدثة باسم الوزارة فكتوريا نولاند ردا على سؤال حول احتمال قيام واشنطن بشن ضربة احادية ضد المسلحين الاسلاميين في مالي "لا استبعد أو اؤكد اي شيء،و لكن تركيزنا في مالي هو على جهود" المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.
و اعادت تاكيد قلق واشنطن بشان نشر المسلحين الارهاب في المنطقة،و اضافت ان واشنطن تتشاور كذلك مع حكومة مالي حول كيفية احتواء تهديد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.
و اضافت "لدينا مخاوف متزايدة..حول القاعدة في المغرب الاسلامي و استغلالهم للمنطقة التي يغيب عنها القانون او المناطق التي سيطر عليها المتطرفون مثلما حدث في شمال مالي،و قدرتهم على استخدام مثل هذه المنصات للقيام بمزيد من الاعمال السيئة التي يمكن ان يكون هدفها زعزعة الاستقرار في بعض الديموقراطيات الهشة". بحسب فرنس برس.
و اكدت نولاند للصحافيين ان واشنطن تتعاون مع المجموعة الافريقية من كثب "لوضع خطة حفظ سلام قوية بالتعاون مع الحكومة الانتقالية الجديدة في مالي لضمان امن العاصمة و للتوجه شمالا".
و قالت انه اضافة الى ذلك "نعمل في انحاء المنطقة مع شركائنا في جهود مكافحة الارهاب،بما في ذلك تقاسم المعلومات الاستخباراتية و الجهود المحلية لملاحقة المسلحين".
.........
الأحكام الإسلامية.
على صعيد متصل يقول أهالي شمال مالي الذين فروا من ديارهم ان الاسلاميين الذين يسيطرون على هذه المنطقة الصحراوية يزدادون وحشية في طريقة فرضهم للشريعة رغم انهم ينتهكون هم نفسهم الأحكام الإسلامية الصارمة.
و مالي التي كانت في فترة ما من اكثر الدول استقرارا في افريقيا،اصبحت غارقة في الفوضى منذ الانقلاب العسكري الذي اطاح في 22 آذار/مارس الماضي الرئيس امادو توماني توري.
و استغل عدد من المجموعات الاسلامية من بينها تنظيم القاعدة في شمال افريقيا فراغ السلطة للسيطرة على الشمال الصحراوي الشاسع الذي يشكل ثلثي مساحة البلاد و يتجاوز مساحة فرنسا.
و منذ اكثر من ستة اشهر يفرض الاسلاميون احكام الشريعة في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.
و اوقفت الحافلات خدمتها الى تمبكتو،المدينة الاثرية المعروفة بانها مركز للتعليم الاسلامي،بعد ان قام الاسلاميون بتدمير اضرحة الاولياء و وصفوا تلك المواقع المصنفة على لائحة التراث العالمي لليونسكو بالبدع.بحسب فرنس برس.
و قال مسؤول كبير في الامم المتحدة إن الإسلاميين المتشددين الذين يسيطرون على جزء من مالي يجمعون أموالا طائلة من الفدية و تجارة المخدرات بينما يفرضون ما يقولون إنها الشريعة الإسلامية.
و قال إيفان سايمونفيتش،مبعوث الأمم المتحدة بعد زيارة لتقصي الحقائق إلى مالي،إن هؤلاء الإسلاميين "يشترون أيضا الجنود الأطفال و يدفعون لأسرهم 600 دولار عن كل طفل".
.........
هدم الأضرحة.
من جانب اخر هدم الاسلاميون المسلحون الذين يحتلون شمال مالي اضرحة اضافية تعود الى اولياء صالحين الخميس في تمبكتو،عشية اجتماع دولي في باماكو حول تدخل عسكري في البلاد،الامر الذي عارضه مئات المتظاهرين صباحا.
و قال شهود في تمبكتو (شمال غرب) ان الاسلاميين بدأوا "بتدمير الاضرحة في كبارة"،الحي الواقع في جنوب المدينة التاريخية في شمال مالي حيث سبق ان دمروا أضرحة مماثلة في تموز/يوليو.
و اكد هذه المعلومة شاهد آخر،مشيرا الى ان الاسلاميين "وصلوا الى الحي على متن ثلاث سيارات و كان بعضهم مسلحا".
و في تموز/يوليو قام اسلاميو حركة انصار الدين الذين يسيطرون على تمبكتو منذ اذار/مارس بهدم سبعة اضرحة لاولياء من اصل 16 في تمبكتو و حطموا "الباب المقدس" لجامع ثم هدموا ضريحين في الجامع الكبير في هذه المدينة المصنفة ضمن قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر،ما اثار استنكارا في مالي و في الخارج.
و يسيطر "انصار الدين و القاعدة" في بلاد المغرب الاسلامي و "حركة التوحيد و الجهاد" في غرب افريقيا على شمال مالي منذ اكثر من ستة اشهر ساعين لفرض الشريعة.
و أتت اعمال التدمير هذه عشية اجتماع دولي رفيع المستوى في باماكو يخصص لوضع اللمسات الاخيرة على استراتيجية اعادة السيطرة العسكرية على شمال مالي،التي تم الاتفاق عليها مبدئيا.
و في 12 تشرين الاول/اكتوبر اقر مجلس الامن الدولي قرارا يمهد لنشر قوة عسكرية دولية قوامها حوالى 3000 عنصر في مالي و يمنح المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا 45 يوما لتوضح خططها.
و يفترض ان تبدأ دول المجموعة المخولة وحدها ارسال قوات الى مالي بتقديم "خطوطها الاستراتيجية العريضة" استعدادا للتدخل الذي دعمته الامم المتحدة و الاتحاد الاوروبي و الاتحاد الافريقي و دعمته لوجستيا دول على غرار فرنسا و الولايات المتحدة بحسب مصادر دبلوماسية غربية.
و من المشاركين في الاجتماع الرئيسة الجديدة لمفوضية الاتحاد الافريقي نكوسازانا دلاميني-زوما و المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى الساحل رومانو برودي و الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان اضافة الى الرئيس المالي بالوكالة ديونكوندا تراوري.
و تأمل فرنسا في ان يتيح اللقاء "التقدم في التخطيط لتدخل افريقي في مالي" على ما اكدت خارجيتها الخميس.
و لبى نحو الفي شخص دعوة ائتلاف مؤيد لمنفذي الانقلاب العسكري في 22 اذار/مارس في مالي، ونفذوا مسيرة في باماكو تعبيرا عن دعم الجيش المالي و احتجاجا على ارسال قوة اجنبية الى مالي.
و هتف المتظاهرون "لا لمصادرة سيادتنا الوطنية" و "يعيش الجيش المالي" علما ان اغلبيتهم من انصار رجل الدين المالي المسلم محمدو ولد شيخ حمالله حيدرة.
و دعا نواب متحدرون من شمال مالي يزورون باريس الى تدخل عسكري "عاجل" الامر الذي طالب به نحو عشرة الاف متظاهر في باماكو قبل اسبوع.
و دعا رئيس جمعية نواب شمال مالي الحاج بابا حيدرة الى تدخل عسكري دولي "عاجل" ضد المجموعات الاسلامية المتشددة التي تسيطر على المنطقة "قبل ان يفوت الاوان"،مؤكدا ان الاسلاميين المتشددين سينجحون اذا ما تأخر هذا التدخل في جعل المجتمع في هذه المنطقة على شاكلتهم سواء "بالترهيب او بالاقناع او بالقوة او بالمال".
محذرا من تأخر المجتمع الدولي في تلبية هذا النداء لان "الناس ينضمون الى صفوف الارهابيين".
و في نيامي اتفق رئيس النيجر محمد يوسف و نظيره النيجيري غودلاك جوناثان على "ضرورة مساعدة مالي على استعادة وحدة اراضيها" و رحبا بقرار مجلس الامن الدولي الذي صدر في 12 تشرين الاول/اكتوبر و اعتبرا انه "مرحلة مهمة من اجل تشكيل قوة عسكرية دولية قبل مساعدة مالي على استعادة المناطق المحتلة في شمال البلاد". بحسب فرنس برس.
و في كوناكري اكد وزير غينيا المكلف شؤون الدفاع عبد الكابيليه كامارا ان غينيا مستعدة لان تعيد الى السلطات المالية اسلحة اشترتها من نظام الرئيس امادو توماني توري قبل الاطاحة به في 22 اذار/مارس لا تزال محجوزة في غينيا.
و تدارك "لكننا ما زلنا ننتظر الضوء الاخضر من المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا".
............
جماعة انصار الدين الاسلامية.
و جماعة انصار الدين الاسلامية هي المسؤولة رسميا في البلدة و هي جماعة ذات صلة بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي منذ طرد متمردون علمانيون و اسلاميون قوات حكومة مالي و سيطروا على شمال البلاد قبل ستة اشهر.
و تغلب الاسلاميون بعد ذلك على الطوارق من غير الاسلاميين و اصبحوا القوة الوحيدة المسيطرة على الشمال.
و ادى فرض الاسلاميين للشريعة الاسلامية إلى خروج احتجاجات صغيرة لمواطنين اعتادوا لقرون على فهم اكثر تسامحا للاسلام.
............
وصول مئات الجهاديين.
من جانب أخر وصل "مئات" الجهاديين من السودان و الصحراء الغربية في نهاية الى شمال مالي الذي يحتله اسلاميون مسلحون للقتال الى جانبهم في حال ارسلت قوة مسلحة اجنبية الى المنطقة،كما افاد شهود عيان.و اكد مصدر امني مالي ان "مئات الجهاديين،و خصوصا من الجنسية السودانية و من اصول صحراوية،وصلوا كتعزيزات الى منطقة تمبكتو (شمال غرب) و غاو (شمال شرق) لمواجهة هجوم للقوات المالية و حلفائها".
و اكد مصدر اخر قريب من منظمة غير حكومية وصول سودانيين الى تمبكتو و منطقتها،كما وصل اسلاميون "من جنسيات اخرى".
و تسيطر جماعة انصار الدين الاسلامية المسلحة و تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي على تمبكتو. بحسب فرنس برس.
...........
شبكة النبأ المعلوماتية-الأربعاء 24/تشرين الأول/2012