المهاجرون في ألمانيا و مشكلة الاختيار بين الجنسيتين.
.......
لا يزال الكثير من المهاجرين المقيمين في ألمانيا يواجهون مشكلة التنازل عن جنسيتهم الأصيلة، إذا رغبوا في الحصول على الجنسية الألمانية.أمر يسبب مشاكل جمة.المعارضة من الاشتراكيين و الخضر يعملون من أجل تغيير ذلك.
....
رغم أن عيد ميلاد شخص ما يعتبر عادة مناسبة تدعو إلى الاحتفال بها،إلا أن شابة تركية،تحمل الجنسية الألمانية في مدينة هانوا،تلقت في عيد ميلادها الثالث و العشرين من الإدارة الإقليمية المختصة في مدينة دارمشتادت رسالة عكرت أجواء الاحتفال بالمناسبة،إذ جاء في هذه الرسالة أنها فقدت لأسباب قانونية في يوم عيد ميلادها الثالث و العشرين جنسيتها الألمانية.
حملت ابنة زوجين تركيين،ترعرعت وتلقت تعليمها المدرسي في ألمانيا،حتى ذلك الحين الجنسيتين الألمانية و التركية.
إلا أن هناك قانونا ينص على أنه يجب على أطفال المهاجرين الأجانب أن يختاروا بين الجنسية الألمانية و جنسية والديهم الأصلية،و ذلك إلى أجل أقصاه تاريخ عيد ميلادهم الثالث و العشرين. و يعني ذلك أن هذا الاختيار إجباري.
رغم أن المرأة الشابة كانت قد رفعت طلبا للتخلي عن الجنسية التركية إلى القنصلية المختصة،إلا أنها لم ترفعه في الوقت المناسب،إذ أن مراجعة كل طلب بهذا الشأن تستغرق بضعة أشهر.
و بذلك تكون قد تجاوزت المهلة المحددة.
......
"قواعد ينبغي إلغاؤها".
هذا الحادث لا يشكل حالة استثنائية،كما يقول مارتين يونغنيكل،من الإدارة الإقليمية في دارمشتادت،فمنذ بداية السنة الجارية تجاوز 12 شابا في إقليم دارمشتادت وحده المهلة القانونية المثيرة للجدل.و لذلك فقدوا الجنسية الألمانية.
من حيث المبدأ لا تسمح ألمانيا بحمل جنسيتين مختلفتين دائما.إلا أن هناك العديد من الاستثناءات، فإذا كان آباء الشباب من مواطني إحدى دول الاتحاد الأوربي أو سويسرا،فيمكنهم الاحتفاظ بجوازي سفرهم الألمانية و الأصلية.
و ينطبق ذلك أيضا على الشباب الذين هاجر آبائهم من دول لا تسمح بالتخلي عن جنسيتها،مثل إيران و سوريا.
و علاوة على ذلك يجوز لكل شاب،يكون أحد والديه ألمانيا،أن يحتفظ بجوازي سفره.
و يرى مارتين يونغنيكل في ذلك انتهاكا لمبدأ المساواة."هذه قواعد ينبغي إلغاؤها"،كما يقول. و يؤيد يونغنيكل السماح بالجنسية المزدوجة في جميع الحالات.
......
"الاعتراف بثقافة المعنيين".
ينتمي معظم الشباب المعنيين إلى مجموعة الأتراك الألمان.
و يطالب رئيس الجالية التركية في ألمانيا،كينان كولات،بإزالة الاختيار الإجباري،مشيرا إلى أن ذلك سيشجع تطور هوية ألمانية لدى الشباب المعنيين أكثر من إجبارهم على الاختيار بين جنسيتيهم.
و يؤكد كولات أن قبول الجنسية المزدوجة يعني "الاعتراف بثقافة المعنيين"،إذ "من المهم عدم القبول بالتمييز بين مواطني الدولة،فالتمييز يضر بالشعور بالعدالة".
.....
يطالب غونترام شنايدر،وزير الاندماج في ولاية شمال رينانيا فيستفاليا،أيضا بإلغاء الاختيار الإجباري.
"لا نحتاج إلى جنسية ألمانية مؤقتة،و إنما نحتاج إلى قواعد قانونية واضحة توفر على الشباب المعنيين الاختيار الإجباري بين جوازي سفر"،كما يقول.
و هو موقف يتفق عليه معظم وزراء الاندماج في الولايات الألمانية التي يحكمها ائتلاف الحزبين،الحزب الاشتراكي الديمقراطي و حزب الخضر.
و من المقرر أن تتقدم الولايات التي تحكمها حكومات ائتلافية من هذين الحزبين،بمبادرة قانونية بهذا الشأن في مجلس الولايات.
........
"إزالة الاختيار الإجباري ليست مبررة".
إلا أن الفرص المتاحة لإنجاح مثل هذه المبادرة قبل الانتخابات البرلمانية الاتحادية في الخريف القادم قليلة للغاية،إذ أن الحكومة الاتحادية من الحزبين المسيحيين و الحزب الديمقراطي الليبرالي منقسمة بهذا الشأن،فبينما يؤيد عدد من السياسيين الليبراليين القياديين المبادرة،إلا أن السياسيين من الحزبين المسيحيين متشائمون بهذا الشأن.
و أعربت مفوضة الحكومة الاتحادية لشؤون الهجرة،ماريا بيمر،عن وقوفها ضد إزالة الاختيار الإجباري،مشيرة إلى أنها تعتبر ذلك "غير مبرر".
و ترى وزيرة شؤون الاجتماعية في ولاية بافاريا،كريستينه هادرتاور،من الحزب الاجتماعي المسيحي أيضا أن "انتماءا داخليا إلى دولة معينة واحدة ضروري لإنجاح الاندماج فيها".
إلا أن هذا ليس رأي الباحثة النفسية،ديبورا مالر،التي تقوم منذ سنين في جامعة كولونيا بدراسات علمية حول موضوع الهجرة،تشمل أيضا قضية مدى شعور المهاجرين بالارتباط بألمانيا.
في هذا السياق تقول الباحثة "وضحت هذه الدراسات بكل جلاء أن أشخاصا يحملون جنسية دولتين، يشعرون بارتباطهم الوثيق بكلتا الدولتين،أي بكل من ألمانيا و الدولة الأجنبية"،كما تقول السيكولوجية.
و لذلك،فإن الجنسية المزدوجة لا تعرقل ارتباط المعنيين بالدولة الألمانية.
لم تطعن المرأة الألمانية التركية الشابة من مدينة هانوا بقرار فقدان جنسيتها الألمانية.
و رغم ذلك هناك مخرج،كما يقول مارتين يونغنيكل.
"يمكن للمعنيين أن يتقدموا بطلب لحصولهم على الجنسية الألمانية مجددا"،كما يوضح مارتين.
و رغم أن تكاليف ذلك تبلغ 255 يورو،إلا أن الفرصة كبيرة للحصول على الجنسية الألمانية مجددا.
........
31.03.2013
صوت ألمانيا.
بعد انتهاء المهلة المحدةة يفقد المعني جواز سفره الألماني..يجب الاختيار الإلزامي حتى عيد الميلاد الثالث و العشرين.
.......
لا يزال الكثير من المهاجرين المقيمين في ألمانيا يواجهون مشكلة التنازل عن جنسيتهم الأصيلة، إذا رغبوا في الحصول على الجنسية الألمانية.أمر يسبب مشاكل جمة.المعارضة من الاشتراكيين و الخضر يعملون من أجل تغيير ذلك.
....
رغم أن عيد ميلاد شخص ما يعتبر عادة مناسبة تدعو إلى الاحتفال بها،إلا أن شابة تركية،تحمل الجنسية الألمانية في مدينة هانوا،تلقت في عيد ميلادها الثالث و العشرين من الإدارة الإقليمية المختصة في مدينة دارمشتادت رسالة عكرت أجواء الاحتفال بالمناسبة،إذ جاء في هذه الرسالة أنها فقدت لأسباب قانونية في يوم عيد ميلادها الثالث و العشرين جنسيتها الألمانية.
حملت ابنة زوجين تركيين،ترعرعت وتلقت تعليمها المدرسي في ألمانيا،حتى ذلك الحين الجنسيتين الألمانية و التركية.
إلا أن هناك قانونا ينص على أنه يجب على أطفال المهاجرين الأجانب أن يختاروا بين الجنسية الألمانية و جنسية والديهم الأصلية،و ذلك إلى أجل أقصاه تاريخ عيد ميلادهم الثالث و العشرين. و يعني ذلك أن هذا الاختيار إجباري.
رغم أن المرأة الشابة كانت قد رفعت طلبا للتخلي عن الجنسية التركية إلى القنصلية المختصة،إلا أنها لم ترفعه في الوقت المناسب،إذ أن مراجعة كل طلب بهذا الشأن تستغرق بضعة أشهر.
و بذلك تكون قد تجاوزت المهلة المحددة.
......
"قواعد ينبغي إلغاؤها".
هذا الحادث لا يشكل حالة استثنائية،كما يقول مارتين يونغنيكل،من الإدارة الإقليمية في دارمشتادت،فمنذ بداية السنة الجارية تجاوز 12 شابا في إقليم دارمشتادت وحده المهلة القانونية المثيرة للجدل.و لذلك فقدوا الجنسية الألمانية.
من حيث المبدأ لا تسمح ألمانيا بحمل جنسيتين مختلفتين دائما.إلا أن هناك العديد من الاستثناءات، فإذا كان آباء الشباب من مواطني إحدى دول الاتحاد الأوربي أو سويسرا،فيمكنهم الاحتفاظ بجوازي سفرهم الألمانية و الأصلية.
و ينطبق ذلك أيضا على الشباب الذين هاجر آبائهم من دول لا تسمح بالتخلي عن جنسيتها،مثل إيران و سوريا.
و علاوة على ذلك يجوز لكل شاب،يكون أحد والديه ألمانيا،أن يحتفظ بجوازي سفره.
و يرى مارتين يونغنيكل في ذلك انتهاكا لمبدأ المساواة."هذه قواعد ينبغي إلغاؤها"،كما يقول. و يؤيد يونغنيكل السماح بالجنسية المزدوجة في جميع الحالات.
......
"الاعتراف بثقافة المعنيين".
ينتمي معظم الشباب المعنيين إلى مجموعة الأتراك الألمان.
و يطالب رئيس الجالية التركية في ألمانيا،كينان كولات،بإزالة الاختيار الإجباري،مشيرا إلى أن ذلك سيشجع تطور هوية ألمانية لدى الشباب المعنيين أكثر من إجبارهم على الاختيار بين جنسيتيهم.
و يؤكد كولات أن قبول الجنسية المزدوجة يعني "الاعتراف بثقافة المعنيين"،إذ "من المهم عدم القبول بالتمييز بين مواطني الدولة،فالتمييز يضر بالشعور بالعدالة".
.....
يطالب غونترام شنايدر،وزير الاندماج في ولاية شمال رينانيا فيستفاليا،أيضا بإلغاء الاختيار الإجباري.
"لا نحتاج إلى جنسية ألمانية مؤقتة،و إنما نحتاج إلى قواعد قانونية واضحة توفر على الشباب المعنيين الاختيار الإجباري بين جوازي سفر"،كما يقول.
و هو موقف يتفق عليه معظم وزراء الاندماج في الولايات الألمانية التي يحكمها ائتلاف الحزبين،الحزب الاشتراكي الديمقراطي و حزب الخضر.
و من المقرر أن تتقدم الولايات التي تحكمها حكومات ائتلافية من هذين الحزبين،بمبادرة قانونية بهذا الشأن في مجلس الولايات.
........
"إزالة الاختيار الإجباري ليست مبررة".
إلا أن الفرص المتاحة لإنجاح مثل هذه المبادرة قبل الانتخابات البرلمانية الاتحادية في الخريف القادم قليلة للغاية،إذ أن الحكومة الاتحادية من الحزبين المسيحيين و الحزب الديمقراطي الليبرالي منقسمة بهذا الشأن،فبينما يؤيد عدد من السياسيين الليبراليين القياديين المبادرة،إلا أن السياسيين من الحزبين المسيحيين متشائمون بهذا الشأن.
و أعربت مفوضة الحكومة الاتحادية لشؤون الهجرة،ماريا بيمر،عن وقوفها ضد إزالة الاختيار الإجباري،مشيرة إلى أنها تعتبر ذلك "غير مبرر".
و ترى وزيرة شؤون الاجتماعية في ولاية بافاريا،كريستينه هادرتاور،من الحزب الاجتماعي المسيحي أيضا أن "انتماءا داخليا إلى دولة معينة واحدة ضروري لإنجاح الاندماج فيها".
إلا أن هذا ليس رأي الباحثة النفسية،ديبورا مالر،التي تقوم منذ سنين في جامعة كولونيا بدراسات علمية حول موضوع الهجرة،تشمل أيضا قضية مدى شعور المهاجرين بالارتباط بألمانيا.
في هذا السياق تقول الباحثة "وضحت هذه الدراسات بكل جلاء أن أشخاصا يحملون جنسية دولتين، يشعرون بارتباطهم الوثيق بكلتا الدولتين،أي بكل من ألمانيا و الدولة الأجنبية"،كما تقول السيكولوجية.
و لذلك،فإن الجنسية المزدوجة لا تعرقل ارتباط المعنيين بالدولة الألمانية.
لم تطعن المرأة الألمانية التركية الشابة من مدينة هانوا بقرار فقدان جنسيتها الألمانية.
و رغم ذلك هناك مخرج،كما يقول مارتين يونغنيكل.
"يمكن للمعنيين أن يتقدموا بطلب لحصولهم على الجنسية الألمانية مجددا"،كما يوضح مارتين.
و رغم أن تكاليف ذلك تبلغ 255 يورو،إلا أن الفرصة كبيرة للحصول على الجنسية الألمانية مجددا.
........
31.03.2013
صوت ألمانيا.
بعد انتهاء المهلة المحدةة يفقد المعني جواز سفره الألماني..يجب الاختيار الإلزامي حتى عيد الميلاد الثالث و العشرين.