واشنطن و موسكو...سباق هيمنة و مصالح متبادلة.
....
تموج العلاقات الروسية الأمريكية ما بين المصالح الإستراتجية وسباق النفوذ على النظام العالمي الجديد بمتغيراته ومستجداته كافة، وذلك لضمان تحقيق مصالحهما السياسية والاقتصادية والإستراتيجية في البلدان العالمية الأخرى.
ففي الوقت الذي تبدي فيه روسيا التودد لتعزيز العلاقات مع غريمتها التقليدية الولايات المتحدة، وذلك من خلال شجبها لتفجيرات بوسطن الاخيرة، وإبداء نية التعاون في مكافحة الارهاب، تقف امام تحسن هذه العلاقات، عدة قضايا إستراتجية ساخنة تمنع الصداقة الحميمة بين البلدين، ومن ابرز هذه القضايا التي تُأجج الصراع السياسي بين روسيا وامريكا، وان كانت اقل حدة من ذي قبل، هي الخلافات حول نشر الدرع الصاروخي الامريكي قرب روسيا بهدف الحماية، الامر الذي يثير مخاوف روسيا وتعتبره تهديدا صارخا لأمنها واستقرارها خصوصا مع تنامي حدة الخلاف في المنطقة واتساع لغة التهديد بين بعض البلدان كإيران وكوريا الشمالية، كما ساهمت الانتقادات المتكررة التي صدرت عن ادارة اوباما لاوضاع حقوق الانسان في روسيا في تدهور العلاقات بين البلدين، وقانون التبني الروسي الذي أثار انزعاج جماعات دولية مدافعة عن حقوق الإنسان، فضلا عن القضية السورية الحليف الاوحد لروسيا في منطقة الشرق الاوسط.
و تلقي الخلافات آنفة الذكر بين الدولتين بظلاله على جهود الرامية لتحسين العلاقات بينهما خاصة في الاونة الاخيرة، لذا يرى بعض المحللين ان الخصام جيوسياسي القديم الجديد بين الدب الروسي والولايات المتحدة يطلق إنذار دولي لا تحمد عقباه في حال استمرت هوة الخلافات بالاتساع دون ايجاد توافقات ترضي الجانبين.
بينما يرى محللون آخرون انه على الرغم من إختلاف الرأي بشأن المسائل الجيوسياسية، لا يُستبعد حصول اتفاقات تكتيكية بين موسكو وواشنطن على مسائل معينة في الأجندة والمسائل الدولية الراهنة.
......
التعاون لمكافحة الإرهاب.
في سياق متصل أعلن الكرملين ان الرئيسين الروسي والامريكي اتفقا في محادثة هاتفية على تعزيز التعاون في مجال مكافحة الارهاب عقب تفجيرات ماراثون بوسطن.
وشكر البيت الابيض والرئيس باراك اوباما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تعاون روسيا الوثيق في مكافحة الارهاب عقب التفجيرات التي يشتبه مسؤولون امريكيون بان مرتكبيها من اصول شيشانية وعاشا لفترة في روسيا، وذكر البيت الابيض في بيان "الرئيس بوتين قدم تعازيه باسم الشعب الروسي في الخسارة الفادحة في الارواح في بوسطن"، وأضاف أن أوباما أشاد بالتعاون الوطيد مع روسيا في مكافحة الارهاب بما في ذلك في عقب تفجيرات، وذهب الكرملين إلى ابعد من ذلك قائلا إن الزعيمين اتفقا على توثيق التعاون بينهما في هذا المجال.
وذكر الكرملين دون ابداء تفاصيل "ابرز الجانبان اهتمامها بتعميق التعاون الوثيق بين الاجهزة الخاصة في روسيا والولايات المتحدة في مكافحة الارهاب الدولي."
ولم يعلق بوتين على هوية المشتبه بهما وهما شقيقان من اصل شيشاني انتقلا للولايات المتحدة منذ ما يزيد عن عقد وكانا يعيشان من قبل في منطقة داغتسان الجنوبية المضطربة، وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف صرح أن بوتين اوضح مرارا أن روسيا تدين جميع أعمال الارهاب أيا كان مرتكبها.
........
خلاف الدرع الصاروخي.
على الصعيد نفسه قال مساعد بارز للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان الخلافات ما زالت مستمرة بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن خطط واشنطن لإقامة درع مضاد للصواريخ في أوروبا بعد محادثات جرت في موسكومع مستشار الأمن القومي الأمريكي، ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مساعد بوتين للسياسة الخارجية يوري أوشاكوف قوله "لا تقدم بشأن قضية الدفاع الصاروخي". بحسب رويترز.
والتقى مستشار البيت الأبيض للأمن القومي توم دونيلون مع بوتين وكبار المسؤولين الروس في محادثات مباشرة هي الأعلى مستوى من نوعها منذ أن بدأ الرئيس الأمريكي باراك اوباما فترته الرئاسية الثانية في يناير كانون الثاني وسط توتر في العلاقات مع موسكو.
في سياق متصل قال نائب الامين العام لحلف شمال الاطلسي الكسندر فيرشبو في مقابلة إن الحلف يتعشم أن يؤدي تغيير تجريه الولايات المتحدة في أنظمة الدفاع الصاروخي على مستوى العالم الى تبديد مخاوف روسيا وتعزيز التعاون في قضية تسبب توترا في العلاقات منذ فترة طويلة.
كانت روسيا قد قالت إن خطط الولايات المتحدة المتعلقة بإقامة دروع صاروخية يمكن أن تقوض الرادع النووي الذي تملكه موسكو. وخففت من حدة انتقادها منذ أعلنت واشنطن في 16 مارس آذار أنها ستنشر 14 صاروخا اعتراضيا في الاسكا وذلك ردا على التهديدات النووية من كوريا الشمالية وفي نفس الوقت تتخلى عن نوع جديد من الصواريخ الاعتراضية كانت ستنشره في اوروبا.
لكن موسكو كانت قد قالت إنها تريد إجراء مشاورات بشأن تركيبة الدرع الجديدة ومن المتوقع أن يجري مسؤولون دفاعيون أمريكيون وروس محادثات بهذا الشأن في الأسابيع القادمة.
وقال فيرشبو لرويترز "التغيير في الخطط الأمريكية... يجعل الموقف اقل غموضا بكثير... لا يوجد سبب للقلق الآن من أن يكون للنظام الذي سينشر في اوروبا اي أثر من اي نوع على الرادع الاستراتيجي الروسي"، وأضاف "نعتقد أن هناك فرصة حقيقية ونتمنى ان يستغلها الروس"، وكان فيرشبو قد اجرى محادثات مع مسؤولين كبار من وزارتي الخارجية والدفاع الروسيتين الى جانب الكرملين.
وكان الهدف من نشر الصواريخ الاعتراضية التي تم التراجع عن نشرها التمكن من استهداف الصواريخ طويلة المدى مما أثار قلقا في موسكو من احتمال استخدامها ضد صواريخها البالستية العابرة للقارات.
وقال فيرشبو وهو سفير سابق للولايات المتحدة في روسيا "على مساري حلف الاطلسي-روسيا وامريكا-روسيا نتمنى أن يتسارع الحوار حتى نستطيع على الاقل الاقتراب من نوع من الاتفاق بشأن التعاون في مجال الدفاع الصاروخي"، وأضاف "الى مدى يمكننا من إحراز بعض التقدم في مجال الدفاع الصاروخي وقد يسهل هذا ايضا الحوار المتجدد بشأن خفض الاسلحة الى المستويين الاستراتيجي وغير الاستراتيجي."
وتابع أن العلاقات الأوسع نطاقا بين الحلف وروسيا ستتحسن اذا تم إحراز تقدم في مجال الدروع الصاروخية، وكانت موسكو قد قالت مرارا إن من غير المرجح ان تجري مزيدا من التخفيضات لترسانتها النووية ما لم تبدأ واشنطن في معالجة مخاوفها بشأن نظام الدفاع الصاروخي الذي كانت الولايات المتحدة قد بدأت نشره في اوروبا بالتعاون مع شركاء في الحلف وقالت إن هذا يجب أن يتم بصورة ترضيها.
قال أليكسي بوشكوف رئيس لجنة الشئون الخارجية في مجلس النواب الروسي (الدوما) قال إن هذا التغيير لن يبدد مخاوف موسكو من الدرع الصاروخية التي تطورها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في أوروبا.
وقال بوشكوف وهو أيضا عضو في الكتلة البرلمانية لحزب روسيا المتحدة "من السابق لأوانه القول إن تغييرا جوهريا قد حدث."
وأبلغ بوشكوف رويترز "تعدل الولايات المتحدة منظومة الدفاع الصاروخية لأسباب مالية وتقنية - أسباب لا علاقة لها بالموقف الروسي"، وقال مصدر دبلوماسي روسي إن موسكو تدرس تصريحات هاجل وستعقب عليه في الأيام المقبلة.
وقالت واشنطن إن منظومة الدفاع الصاروخية في أوروبا التي كان من المقرر استكمالها على أربع مراحل بحلول أوائل عشرينات القرن الحالي وتتضمن نشر صواريخ اعتراضية في بولندا ورومانيا تهدف إلى مواجهة أي تهديد محتمل من إيران ولا تشكل أي خطر على روسيا،غير أن موسكو قالت إن هذه المنظومة ستمكن الغرب في النهاية من إسقاط بعض الصواريخ الروسية متعددة المراحل والعابرة للقارات مما يهدد أمن روسيا.
......
توتر بسبب لائحة مانييتسكي.
من جانب آخر يقوم مستشار الرئيس الاميركي باراك اوباما للامن القومي بزيارة الى موسكو لاجراء محادثات مع مسؤولين روس على خلفية التوتر بين البلدين الناجم عن نشر الولايات المتحدة "لائحة مانييتسكي" التي تضمنت عقوبات على مسؤولين روس.
وتوم دونيلون اعلى مسؤول اميركي يزور روسيا منذ تنصيب اوباما رئيسا في ولايته الثانية في كانون الثاني/يناير، سيكون "اول شخص يلمس اثار نشر اللوائح السوداء من قبل الولايات المتحدة" كما اعتبر رئيس لجنة العلاقات الدولية في الدوما الكسي بوشكوف على تويتر، وقال "ليس هذا الوقت المناسب، لزيارتنا".
وتاتي زيارة دونيلون بعد يومين على اعلان واشنطن عقوبات اقتصادية بحق 16 روسيا للاشتباه بضلوعهم في وفاة الخبير القانوني سيرغي مانييتسكي في السجن في 2009 واثنين من الشيشان بتهمة ارتكاب انتهاكات اخرى لحقوق الانسان.
وردت روسيا بمنع 18 اميركيا من دخول اراضيها بينهم مسؤولون سابقون في سجن غوانتانامو. ووصف الكرملين قرار الولايات المتحدة بانه "ضربة" وجهة للعلاقات الثنائية، وفي هذا الاطار لم يتضح ما اذا سيجري دونيلون محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
واكتفى ديمتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين بالقول بشكل غير واضح ان الرئيس الروسي يمكن ان يشارك في لقاء بين دونيلون وباتروشيف "اذا كان ذلك ممكنا بحسب جدول اعماله"، وبحسب لافروف فان دونيلون يحمل رسالة الى بوتين من باراك اوباما حول افاق العلاقات الروسية-الاميركية التي توترت كثيرا في الاونة الاخيرة.
لكن على رغم التصريحات الحادة لم تتضمن القائمتان ايا من كبار المسؤولين الحاليين في مسعى على ما يبدو لاحتواء الضرر السياسي.
......
التدخل في الشؤون الداخلية.
كما اتهمت موسكو مسؤولة اميركية كبيرة بالتدخل في الشؤون الداخلية الروسية بعد تصريحات انتقدت فيها حملة تفتيش واسعة طالت نحو مئة منظمة روسية غير حكومية، وكانت وزارة الخارجية الروسية تشير الى تعليقات ادلت بها المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند التي اعلنت ايضا ان واشنطن تواصل تقديم الدعم المالي الى عدد من المنظمات الروسية غير الحكومية المدافعة عن حقوق الانسان.
وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش في بيان ان "تعليقات فيكتوريا نولاند (...) لا يمكن اعتبارها الا بمثابة استفزاز"، واضاف ان موسكو تعتبر ان ما قالته نولاند لجهة استمرار واشنطن في تمويل منظمات روسية حقوقية غير حكومية عبر وسطاء، بمثابة "تدخل مباشر" في الشؤون الداخلية الروسية، وتابع "انه في الواقع تحريض مباشر لبنى غير حكومية وعامة على انتهاك التشريع المتصل بانشطة منظمات غير حكومية داخل الاراضي الروسية".
وفي الاسابيع الاخيرة، بدأت السلطات الروسية حملات تفتيش شملت العديد من المنظمات غير الحكومية بينها منظمة ميموريال الروسية الحقوقية والفرع الروسي لمنظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش.
وترتبط هذه الحملات بقانون دخل حيز التطبيق نهاية 2012، بعد بضعة اشهر من عودة فلاديمير بوتين الى الكرملين، يجبر المنظمات غير الحكومية التي تتلقى تمويلا خارجيا ولديها نشاط سياسي على ان تسجل نفسها تحت اسم "عناصر اجنبية" وان تستخدم هذه الصفة للتعريف عن نفسها في اي نشاط عام، واعرب الاتحاد الاوروبي عن "قلقه" حيال الحملات الروسية وحذرت برلين من ان هذا الامر قد يؤدي الى "تدهور" العلاقة بين روسيا والمانيا.
وعزا المتحدث باسم الخارجية الروسية انتقادات واشنطن الى قرار موسكو في تشرين الاول/اكتوبر الفائت بوقف انشطة الوكالة الاميركية للتنمية الدولية (يو اس ايد) بعد اتهامها بالتدخل في السياسة الروسية، وقال لوكاشيفيتش "ليس هناك اي شك في ان محاولات التاثير الخارجية في العمليات الداخلية في بلادنا وفي تنمية المجتمع المدني، آيلة الى الفشل".
وهناك خلاف قديم بين موسكو وواشنطن -اللذين كان خصمين في عهد الحرب الباردة- بشأن الدرع الصاروخية التي بدأت واشنطن نشرها في اوروبا بالتعاون مع دول حلف شمال الاطلسي. وقلق روسيا الاساسي هو ان الدرع الاوروبية ستضعف قوتها للردع النووي.
........
شبكة النبأ المعلوماتية-السبت 27/نيسان/2013
....
تموج العلاقات الروسية الأمريكية ما بين المصالح الإستراتجية وسباق النفوذ على النظام العالمي الجديد بمتغيراته ومستجداته كافة، وذلك لضمان تحقيق مصالحهما السياسية والاقتصادية والإستراتيجية في البلدان العالمية الأخرى.
ففي الوقت الذي تبدي فيه روسيا التودد لتعزيز العلاقات مع غريمتها التقليدية الولايات المتحدة، وذلك من خلال شجبها لتفجيرات بوسطن الاخيرة، وإبداء نية التعاون في مكافحة الارهاب، تقف امام تحسن هذه العلاقات، عدة قضايا إستراتجية ساخنة تمنع الصداقة الحميمة بين البلدين، ومن ابرز هذه القضايا التي تُأجج الصراع السياسي بين روسيا وامريكا، وان كانت اقل حدة من ذي قبل، هي الخلافات حول نشر الدرع الصاروخي الامريكي قرب روسيا بهدف الحماية، الامر الذي يثير مخاوف روسيا وتعتبره تهديدا صارخا لأمنها واستقرارها خصوصا مع تنامي حدة الخلاف في المنطقة واتساع لغة التهديد بين بعض البلدان كإيران وكوريا الشمالية، كما ساهمت الانتقادات المتكررة التي صدرت عن ادارة اوباما لاوضاع حقوق الانسان في روسيا في تدهور العلاقات بين البلدين، وقانون التبني الروسي الذي أثار انزعاج جماعات دولية مدافعة عن حقوق الإنسان، فضلا عن القضية السورية الحليف الاوحد لروسيا في منطقة الشرق الاوسط.
و تلقي الخلافات آنفة الذكر بين الدولتين بظلاله على جهود الرامية لتحسين العلاقات بينهما خاصة في الاونة الاخيرة، لذا يرى بعض المحللين ان الخصام جيوسياسي القديم الجديد بين الدب الروسي والولايات المتحدة يطلق إنذار دولي لا تحمد عقباه في حال استمرت هوة الخلافات بالاتساع دون ايجاد توافقات ترضي الجانبين.
بينما يرى محللون آخرون انه على الرغم من إختلاف الرأي بشأن المسائل الجيوسياسية، لا يُستبعد حصول اتفاقات تكتيكية بين موسكو وواشنطن على مسائل معينة في الأجندة والمسائل الدولية الراهنة.
......
التعاون لمكافحة الإرهاب.
في سياق متصل أعلن الكرملين ان الرئيسين الروسي والامريكي اتفقا في محادثة هاتفية على تعزيز التعاون في مجال مكافحة الارهاب عقب تفجيرات ماراثون بوسطن.
وشكر البيت الابيض والرئيس باراك اوباما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تعاون روسيا الوثيق في مكافحة الارهاب عقب التفجيرات التي يشتبه مسؤولون امريكيون بان مرتكبيها من اصول شيشانية وعاشا لفترة في روسيا، وذكر البيت الابيض في بيان "الرئيس بوتين قدم تعازيه باسم الشعب الروسي في الخسارة الفادحة في الارواح في بوسطن"، وأضاف أن أوباما أشاد بالتعاون الوطيد مع روسيا في مكافحة الارهاب بما في ذلك في عقب تفجيرات، وذهب الكرملين إلى ابعد من ذلك قائلا إن الزعيمين اتفقا على توثيق التعاون بينهما في هذا المجال.
وذكر الكرملين دون ابداء تفاصيل "ابرز الجانبان اهتمامها بتعميق التعاون الوثيق بين الاجهزة الخاصة في روسيا والولايات المتحدة في مكافحة الارهاب الدولي."
ولم يعلق بوتين على هوية المشتبه بهما وهما شقيقان من اصل شيشاني انتقلا للولايات المتحدة منذ ما يزيد عن عقد وكانا يعيشان من قبل في منطقة داغتسان الجنوبية المضطربة، وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف صرح أن بوتين اوضح مرارا أن روسيا تدين جميع أعمال الارهاب أيا كان مرتكبها.
........
خلاف الدرع الصاروخي.
على الصعيد نفسه قال مساعد بارز للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان الخلافات ما زالت مستمرة بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن خطط واشنطن لإقامة درع مضاد للصواريخ في أوروبا بعد محادثات جرت في موسكومع مستشار الأمن القومي الأمريكي، ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مساعد بوتين للسياسة الخارجية يوري أوشاكوف قوله "لا تقدم بشأن قضية الدفاع الصاروخي". بحسب رويترز.
والتقى مستشار البيت الأبيض للأمن القومي توم دونيلون مع بوتين وكبار المسؤولين الروس في محادثات مباشرة هي الأعلى مستوى من نوعها منذ أن بدأ الرئيس الأمريكي باراك اوباما فترته الرئاسية الثانية في يناير كانون الثاني وسط توتر في العلاقات مع موسكو.
في سياق متصل قال نائب الامين العام لحلف شمال الاطلسي الكسندر فيرشبو في مقابلة إن الحلف يتعشم أن يؤدي تغيير تجريه الولايات المتحدة في أنظمة الدفاع الصاروخي على مستوى العالم الى تبديد مخاوف روسيا وتعزيز التعاون في قضية تسبب توترا في العلاقات منذ فترة طويلة.
كانت روسيا قد قالت إن خطط الولايات المتحدة المتعلقة بإقامة دروع صاروخية يمكن أن تقوض الرادع النووي الذي تملكه موسكو. وخففت من حدة انتقادها منذ أعلنت واشنطن في 16 مارس آذار أنها ستنشر 14 صاروخا اعتراضيا في الاسكا وذلك ردا على التهديدات النووية من كوريا الشمالية وفي نفس الوقت تتخلى عن نوع جديد من الصواريخ الاعتراضية كانت ستنشره في اوروبا.
لكن موسكو كانت قد قالت إنها تريد إجراء مشاورات بشأن تركيبة الدرع الجديدة ومن المتوقع أن يجري مسؤولون دفاعيون أمريكيون وروس محادثات بهذا الشأن في الأسابيع القادمة.
وقال فيرشبو لرويترز "التغيير في الخطط الأمريكية... يجعل الموقف اقل غموضا بكثير... لا يوجد سبب للقلق الآن من أن يكون للنظام الذي سينشر في اوروبا اي أثر من اي نوع على الرادع الاستراتيجي الروسي"، وأضاف "نعتقد أن هناك فرصة حقيقية ونتمنى ان يستغلها الروس"، وكان فيرشبو قد اجرى محادثات مع مسؤولين كبار من وزارتي الخارجية والدفاع الروسيتين الى جانب الكرملين.
وكان الهدف من نشر الصواريخ الاعتراضية التي تم التراجع عن نشرها التمكن من استهداف الصواريخ طويلة المدى مما أثار قلقا في موسكو من احتمال استخدامها ضد صواريخها البالستية العابرة للقارات.
وقال فيرشبو وهو سفير سابق للولايات المتحدة في روسيا "على مساري حلف الاطلسي-روسيا وامريكا-روسيا نتمنى أن يتسارع الحوار حتى نستطيع على الاقل الاقتراب من نوع من الاتفاق بشأن التعاون في مجال الدفاع الصاروخي"، وأضاف "الى مدى يمكننا من إحراز بعض التقدم في مجال الدفاع الصاروخي وقد يسهل هذا ايضا الحوار المتجدد بشأن خفض الاسلحة الى المستويين الاستراتيجي وغير الاستراتيجي."
وتابع أن العلاقات الأوسع نطاقا بين الحلف وروسيا ستتحسن اذا تم إحراز تقدم في مجال الدروع الصاروخية، وكانت موسكو قد قالت مرارا إن من غير المرجح ان تجري مزيدا من التخفيضات لترسانتها النووية ما لم تبدأ واشنطن في معالجة مخاوفها بشأن نظام الدفاع الصاروخي الذي كانت الولايات المتحدة قد بدأت نشره في اوروبا بالتعاون مع شركاء في الحلف وقالت إن هذا يجب أن يتم بصورة ترضيها.
قال أليكسي بوشكوف رئيس لجنة الشئون الخارجية في مجلس النواب الروسي (الدوما) قال إن هذا التغيير لن يبدد مخاوف موسكو من الدرع الصاروخية التي تطورها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في أوروبا.
وقال بوشكوف وهو أيضا عضو في الكتلة البرلمانية لحزب روسيا المتحدة "من السابق لأوانه القول إن تغييرا جوهريا قد حدث."
وأبلغ بوشكوف رويترز "تعدل الولايات المتحدة منظومة الدفاع الصاروخية لأسباب مالية وتقنية - أسباب لا علاقة لها بالموقف الروسي"، وقال مصدر دبلوماسي روسي إن موسكو تدرس تصريحات هاجل وستعقب عليه في الأيام المقبلة.
وقالت واشنطن إن منظومة الدفاع الصاروخية في أوروبا التي كان من المقرر استكمالها على أربع مراحل بحلول أوائل عشرينات القرن الحالي وتتضمن نشر صواريخ اعتراضية في بولندا ورومانيا تهدف إلى مواجهة أي تهديد محتمل من إيران ولا تشكل أي خطر على روسيا،غير أن موسكو قالت إن هذه المنظومة ستمكن الغرب في النهاية من إسقاط بعض الصواريخ الروسية متعددة المراحل والعابرة للقارات مما يهدد أمن روسيا.
......
توتر بسبب لائحة مانييتسكي.
من جانب آخر يقوم مستشار الرئيس الاميركي باراك اوباما للامن القومي بزيارة الى موسكو لاجراء محادثات مع مسؤولين روس على خلفية التوتر بين البلدين الناجم عن نشر الولايات المتحدة "لائحة مانييتسكي" التي تضمنت عقوبات على مسؤولين روس.
وتوم دونيلون اعلى مسؤول اميركي يزور روسيا منذ تنصيب اوباما رئيسا في ولايته الثانية في كانون الثاني/يناير، سيكون "اول شخص يلمس اثار نشر اللوائح السوداء من قبل الولايات المتحدة" كما اعتبر رئيس لجنة العلاقات الدولية في الدوما الكسي بوشكوف على تويتر، وقال "ليس هذا الوقت المناسب، لزيارتنا".
وتاتي زيارة دونيلون بعد يومين على اعلان واشنطن عقوبات اقتصادية بحق 16 روسيا للاشتباه بضلوعهم في وفاة الخبير القانوني سيرغي مانييتسكي في السجن في 2009 واثنين من الشيشان بتهمة ارتكاب انتهاكات اخرى لحقوق الانسان.
وردت روسيا بمنع 18 اميركيا من دخول اراضيها بينهم مسؤولون سابقون في سجن غوانتانامو. ووصف الكرملين قرار الولايات المتحدة بانه "ضربة" وجهة للعلاقات الثنائية، وفي هذا الاطار لم يتضح ما اذا سيجري دونيلون محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
واكتفى ديمتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين بالقول بشكل غير واضح ان الرئيس الروسي يمكن ان يشارك في لقاء بين دونيلون وباتروشيف "اذا كان ذلك ممكنا بحسب جدول اعماله"، وبحسب لافروف فان دونيلون يحمل رسالة الى بوتين من باراك اوباما حول افاق العلاقات الروسية-الاميركية التي توترت كثيرا في الاونة الاخيرة.
لكن على رغم التصريحات الحادة لم تتضمن القائمتان ايا من كبار المسؤولين الحاليين في مسعى على ما يبدو لاحتواء الضرر السياسي.
......
التدخل في الشؤون الداخلية.
كما اتهمت موسكو مسؤولة اميركية كبيرة بالتدخل في الشؤون الداخلية الروسية بعد تصريحات انتقدت فيها حملة تفتيش واسعة طالت نحو مئة منظمة روسية غير حكومية، وكانت وزارة الخارجية الروسية تشير الى تعليقات ادلت بها المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند التي اعلنت ايضا ان واشنطن تواصل تقديم الدعم المالي الى عدد من المنظمات الروسية غير الحكومية المدافعة عن حقوق الانسان.
وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش في بيان ان "تعليقات فيكتوريا نولاند (...) لا يمكن اعتبارها الا بمثابة استفزاز"، واضاف ان موسكو تعتبر ان ما قالته نولاند لجهة استمرار واشنطن في تمويل منظمات روسية حقوقية غير حكومية عبر وسطاء، بمثابة "تدخل مباشر" في الشؤون الداخلية الروسية، وتابع "انه في الواقع تحريض مباشر لبنى غير حكومية وعامة على انتهاك التشريع المتصل بانشطة منظمات غير حكومية داخل الاراضي الروسية".
وفي الاسابيع الاخيرة، بدأت السلطات الروسية حملات تفتيش شملت العديد من المنظمات غير الحكومية بينها منظمة ميموريال الروسية الحقوقية والفرع الروسي لمنظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش.
وترتبط هذه الحملات بقانون دخل حيز التطبيق نهاية 2012، بعد بضعة اشهر من عودة فلاديمير بوتين الى الكرملين، يجبر المنظمات غير الحكومية التي تتلقى تمويلا خارجيا ولديها نشاط سياسي على ان تسجل نفسها تحت اسم "عناصر اجنبية" وان تستخدم هذه الصفة للتعريف عن نفسها في اي نشاط عام، واعرب الاتحاد الاوروبي عن "قلقه" حيال الحملات الروسية وحذرت برلين من ان هذا الامر قد يؤدي الى "تدهور" العلاقة بين روسيا والمانيا.
وعزا المتحدث باسم الخارجية الروسية انتقادات واشنطن الى قرار موسكو في تشرين الاول/اكتوبر الفائت بوقف انشطة الوكالة الاميركية للتنمية الدولية (يو اس ايد) بعد اتهامها بالتدخل في السياسة الروسية، وقال لوكاشيفيتش "ليس هناك اي شك في ان محاولات التاثير الخارجية في العمليات الداخلية في بلادنا وفي تنمية المجتمع المدني، آيلة الى الفشل".
وهناك خلاف قديم بين موسكو وواشنطن -اللذين كان خصمين في عهد الحرب الباردة- بشأن الدرع الصاروخية التي بدأت واشنطن نشرها في اوروبا بالتعاون مع دول حلف شمال الاطلسي. وقلق روسيا الاساسي هو ان الدرع الاوروبية ستضعف قوتها للردع النووي.
........
شبكة النبأ المعلوماتية-السبت 27/نيسان/2013