In The Zone- Admin
عدد المساهمات : 4732
تاريخ التسجيل : 21/11/2010
الموقع : الأردن
من طرف In The Zone الجمعة أكتوبر 04, 2013 12:41 pm
العنف في العراق و خيارات الحل...التقسيم أمرا واقعا
محمد حميد الصواف
..........
تقف الحكومة العراقية عاجزة امام اعمال العنف المتفاقمة في البلاد،فيما دب الضعف في مفاصل المؤسسة الامنية و العسكرية بشكل لافت مع اتساع دائرة الاقتتال الاهلي في سوريا و بروز تنظيم القاعدة كقوة محركة لطبيعة الحرب غي الداخل السوري.
و غالبا ما يلقي المسؤولون العراقيون باللائمة على تدخلات دول الجوار في اذكاء الحرب الاهلية مجددا،سيما في اتهام بغداد للرياض و قطر بدعم و تمويل العمليات الانتحارية المؤثرة،و تأليب بعض اطراف السنة على الحكومة التي يقودها الشيعة.
فعلى مدار اكثر من عام شنت التنظيمات المسلحة هجمات بالسيارات و العبوات الناسفة في عمق المدن الشيعية و اكثرها تحصينا،سواء في العاصمة بغداد الذي يشكل الشيعة فيها ما نسبته 70% من سكانها،او المدن الجنوبية ذات الاغلبية الشيعية المطلقة،فضلا عن استهداف التجمعات الشيعية في المناطق ذات الاغلبية السنية في شمال و غرب العراق.
و كان العراق قد خصص ميزانيات للقطاع الامني هو الأضخم في الشرق الاوسط،اذ حظي القطاع الأمني و التسليحي بتخصيصات بلغ مقدارها حوالى 14 مليار دولار،الا ان ذلك لم يؤت أثره على الواقع الميداني،و يعزو خبراء الفشل الامني الى عمليات فساد واسعة الانتشار في المؤسسات الامنية و العسكرية.
و يرجح معظم المراقبين ان التقسيم بات اقرب مما يكون في حال استمرار اعمال العنف الدامية التي تستهدف شيعة العراق،خصوصا ان ضبط النفس و الحيلولة دون وقوع حرب اهلية واسعة النطاق لن يصمد طويلا امام الضربات الموجعة التي تستهدف المدنيين،و على الاغلب ان الانهيار سيكون نصيب الحكومة الائتلافية التي يقودها خليط من الشيعة و السنة و الاكراد.
فالجماعات الدينية و الطائفية في جنوب العراق و وسطه،الى جانب بعض القوى الليبرالية ستكون مجبرة على قبول الامر الواقع المتمثل في انسلاخ وسط و جنوب العراق عن بقية أجزائه،بعد تنامي المطالب الشعبية بالتقسيم،و انفلات زمام المبادرة من يد الحكومة المركزية،و هو ما يراه الكثير من المحللين السياسيين وسيلة ناجعة ما يتعرض له الشيعة من عمليات ابادة جماعية تنفذها الجماعات المتطرفة.
و تعد عمليات التهجير المتبادلة التي يتعرض لها الآلاف من العراقيين مؤشرا قويا على انعزال و عدائية المجتمعات العراقية التي باتت تحركها الخلفيات الطائفية و تحدد اهدافها،مما يمهد بقوة للتقسيم.
و يتهم السنة حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي بالاستئثار بالسلطة،و تهميش السنة و معاداة قياداتها،حيث تشهد العديد من المدن السنية احتجاجات منذ اشهر تطالب بإسقاط النظام،في اعقاب اعتقال حماية نائب رئيس الوزراء ذو الخلفية السنية رافع العيساوي و ما سبق ذلك من صدور حكما بالإعدام على نائب رئيس الجمهورية الهارب طارق الهاشمي بعد اتهامه بقيادة عمليات ارهابية ذهب ضحيتها العشرات من المدنيين بين قتيل و جريح.
و سبق ان اعترف الهاشمي في تصريح صحفي محاولاته المتكررة في قلب نظام الحكم و اغتيال رئيس الوزراء نوري المالكي على الرغم من تولي الهاشمي منصب نائب الرئيس الغائب لدواعي صحية جلال الدين الطالباني.
من جانب آخر تخشى الولايات المتحدة من سيناريو التقسيم خسارة نفوذها لدى الشيعة،خصوصا ان المناطق الجنوبية تعد مصدرا ضخما لمنابع الطاقة و النفط،و ستكون لقمة سائغة لإيران كما يرى ذلك معظم الساسة الامريكان،و يتمتع الاقليم الشيعي المحتمل بمنفذ يشارك الدول العربية في الخليج.
اذ تظهر السياسة الامريكية ازاء العراق حذرا شديدا يخلو من أي ضغوط على حكومة المالكي،كاظمة في علاقاتها مع بغداد غيضها من سياسات العراق الفاشلة في الداخل و الخارج،أملا في الحفاظ على ما تبقى من اشلاء واحتها الديمقراطية المفترضة.
بدورها ترى دول الجوار في تقسيم مصلحة استراتيجية نظرا لانهيار قوة اقتصادية و عسكرية صاعدة بعد عقدين من التغييب القسري،الى جانب تفتت حليف ايران الى اجزاء لن تكون مؤثرة بشكل فاعل في المنطقة،بالإضافة انكشاف الجبهة الشرقية لسوريا بشكل اكبر امام مخططات قطر و السعودية الطامحتان بإسقاط نظام الاسد.
........
شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 1/تشرين الاول/2013
العراق الفيدرالي