أوروبا لم تعد فردوس المغاربة و غربة جديدة في انتظار من غادرها
المغرب ليس لديه أي رؤية واضحة للتعامل مع الكفاءات العائدة من الخارج
......
العودة إلى المغرب هدف أصبح يراود الكثير من المغاربة المقيمين بالخارج،بعد الأزمة الاقتصادية بأوروبا،لكن العودة بعد العيش سنوات في أوروبا لا تكون سهلة و تواجهها العديد من العوائق سواء في سوق العمل أو الحياة اليومية.
المغاربة لم تعد تغريهم الهجرة إلى أوروبا،هذا ما توصلت إليه آخر دراسة قامت بها الجمعية المغربية للدراسات و الأبحاث حول الهجرة.
الدراسة ركزت على رصد موقف المغاربة من الهجرة و كذلك ظاهرة عودة المغاربة من المهجر و الاستقرار في المغرب،و ”كشفت عن تغير كبير في نظرة المغاربة للهجرة إلى أوروبا حيث عبر 42 في المائة من المستجوبين عن رغبتهم في الهجرة،و لكن فقط 9 في المائة من عبروا عن رغبة قوية في ذلك و هذا تطور كبير بعد أن كان الشباب مستعدون للتضحية بأرواحهم في قوارب الموت للوصول إلى أوروبا" .
و "الآن نسبة قليلة من المغاربة لهم رغبة في الهجرة ”يقول محمد الخشاني الكاتب العام للجمعية المغربية للدراسات و الأبحاث حول الهجرة،عزوف المغاربة عن الهجرة مرده بالأساس إلى الأزمة الاقتصادية التي تمر منها أوروبا،و عودة الآلاف من المغاربة بسبب فقدان الوظيفة أو من أجل الاستفادة من الخبرة و الكفاءة من أجل بدء حياتهم من جديد في المغرب.
......
أوروبا لم تعد تغري المغاربة
″هناك ظاهرتان في موضوع هجرة المغاربة،الظاهرة الأولى هي الهجرة الاحتمالية أي المغاربة المحتمل هجرتهم إلى أوروبا و هؤلاء انخفضت نسبتهم بشكل كبير حسب الدراسة التي قام بها المركز.
و هناك ظاهرة العودة و هي في ارتفاع مستمر،هذا تحول نوعي في ظاهرة الهجرة المغربية إلى أوروبا،الآن نحن نشهد هجرة عكسية″،يقول محمد خشاني في تعليقه على قرار العديد من المغاربة العودة من المهجر.
العودة إلى المغرب لم تملها الأزمة الاقتصادية فقط،و لكن تداخلت فيها مجموعة من العوامل الاقتصادية و السياسية و في هذا الإطار يقول محمد خشاني ″العديد من المغاربة قرروا العودة ليس بسبب الأزمة فقط و لكن نظرا للوضعية الاقتصادية التي يعرفها المغرب،و الاصلاحات و المشاريع الكثيرة المفتوحة في البلاد و التي تتطلب يدا عاملة و كفاءات على أعلى مستوى و هذا ما أغرى بعض المغاربة بالعودة من أوروبا" و أضاف بأن التغيرات السياسية التي شهدها البلاد بدورها "حفزت البعض على الاستثمار في المغرب″.
هذه الأسباب أكدت عليها خديجة الراوضي و هي مغربية خبيرة في التسويق عاشت في ألمانيا و اشتغلت بها لسنوات قبل أن تقرر العودة للمغرب ″قرار العودة كان بعد أن زرت المغرب و رأيت الأجواء المشجعة على العيش في المغرب و لاحظت بأنني يمكن أن أجد عملا جيدا بسهولة و كنت أود التعرف على ثقافة بلادي أكثر″،لكن المغرب الذي وجد نفسه أمام تدفق عدد كبير من الكفاءات التي كانت مقيمة في الخارج لم يستطع لحد الآن وضع سياسة ناجعة للإستفادة من هذه الكفاءات.
...........
عدم جاهزية المغرب لاستقبال كفاءاته
الدراسة التي قامت بها الجمعية المغربية للدراسات و الأبحاث حول الهجرة أظهرت أن 64 في المائة من المغاربة تقل أعمارهم عن 40 سنة أي أنهم من فئة الشباب،و هي من الفئة المتعلمة و التي تتوفر على خبرة في مجالات متعددة،الأمر الذي طرح على المغرب تحدي استيعاب هذه الكفاءات،لكن أمين بلامين و هو رجل أعمال مغربي قرر العودة من ألمانيا و الاستقرار في المغرب،يقول في تصريح لـ DW عربية أن ″المغرب ليس لديه أي رؤية واضحة للتعامل مع الكفاءات العائدة من الخارج و خاصة من ألمانيا،لأن الأولوية تعطى دائما للعائدين من فرنسا،كما أن الدولة لا تساعد على اندماج الكفاءات في سوق الشغل و لا تمنح لهم أي مساعدة″.
غياب سياسة واضحة لتعامل الدولة مع المهاجرين العائدين من أوروبا من ذوي الخبرة و الكفاءة،وافقت عليه خديجة الراوضي بقولها ″مع الأسف الدولة لا تستفيد من خبراتنا و كم مرة تحدثنا مع المسؤولين حتى يقوموا بإنشاء شبكة للخبرات المغربية عبر العالم و تكون فضاءا للتواصل لكن مع الأسف نحصل على وعود من دون أفعال″ و هذا ما دفع خديجة رفقة آخرين لتأسيس شبكة الأطر المغربية العائدين إلى المغرب من أجل التواصل فيما بينهم و تبادل الأفكار.
.....
طريق العودة إلى المغرب غير معبد
″مع الأسف المحسوبية و الزبونية هي ما يعيق نجاح بعض الأطر المغربية العائدة من المهجر″ يقول محمد الخشاني و هو يسترجع قصة شابين قدما من كندا يشتغلان في تأمين التجارة عبر الأنترنت،و بعد سنة و نصف من التحضير لمشروعهما في المغرب،رفضت مجموعة بنكية التعامل معهما ″و ذهب عمل السنة و نصف هباءا منثورا ليعودا بعد ذلك لكندا.
حدث كل ذلك لأن البنك قرر إعطاء المشروع لمقربين من مسؤولين فيه.لذلك،يقول الخشاني،"يجب التخلص من هذه السلوكات إن نحن أردنا الاستفادة من خبرات أبنائنا في الخارج″ .
هذه المشاكل و أخرى هي من بين العوائق التي تعترض اندماج المغاربة العائدين في سوق العمل المغربي،و هو الأمر الذي عبرت خديجة الراوضي بقولها ″بطبيعة الحال هناك اختلاف كبير في العقليات و طريقة التفكير و في طريقة العمل و هو ما يتطلب بعض الوقت و الصبر للتأقلم مع النظام الجديد في المغرب هذا إضافة على بعض التعقيدات في الإدارة المغربية″.
..........
14.07.2013
موقع صوت ألمانيا
وزير شؤون الجالية المغربية في الخارج،عبد اللطيف معزوز شارك في برلين في فعاليات الاحتفال بمرور 50 سنة على الهجرة المغربية في ألمانيا
خديجة الرواضي خبيرة مغربية في التسويق،و مواطنها أمين بنلامين،رجل أعمال
المغرب ليس لديه أي رؤية واضحة للتعامل مع الكفاءات العائدة من الخارج
......
العودة إلى المغرب هدف أصبح يراود الكثير من المغاربة المقيمين بالخارج،بعد الأزمة الاقتصادية بأوروبا،لكن العودة بعد العيش سنوات في أوروبا لا تكون سهلة و تواجهها العديد من العوائق سواء في سوق العمل أو الحياة اليومية.
المغاربة لم تعد تغريهم الهجرة إلى أوروبا،هذا ما توصلت إليه آخر دراسة قامت بها الجمعية المغربية للدراسات و الأبحاث حول الهجرة.
الدراسة ركزت على رصد موقف المغاربة من الهجرة و كذلك ظاهرة عودة المغاربة من المهجر و الاستقرار في المغرب،و ”كشفت عن تغير كبير في نظرة المغاربة للهجرة إلى أوروبا حيث عبر 42 في المائة من المستجوبين عن رغبتهم في الهجرة،و لكن فقط 9 في المائة من عبروا عن رغبة قوية في ذلك و هذا تطور كبير بعد أن كان الشباب مستعدون للتضحية بأرواحهم في قوارب الموت للوصول إلى أوروبا" .
و "الآن نسبة قليلة من المغاربة لهم رغبة في الهجرة ”يقول محمد الخشاني الكاتب العام للجمعية المغربية للدراسات و الأبحاث حول الهجرة،عزوف المغاربة عن الهجرة مرده بالأساس إلى الأزمة الاقتصادية التي تمر منها أوروبا،و عودة الآلاف من المغاربة بسبب فقدان الوظيفة أو من أجل الاستفادة من الخبرة و الكفاءة من أجل بدء حياتهم من جديد في المغرب.
......
أوروبا لم تعد تغري المغاربة
″هناك ظاهرتان في موضوع هجرة المغاربة،الظاهرة الأولى هي الهجرة الاحتمالية أي المغاربة المحتمل هجرتهم إلى أوروبا و هؤلاء انخفضت نسبتهم بشكل كبير حسب الدراسة التي قام بها المركز.
و هناك ظاهرة العودة و هي في ارتفاع مستمر،هذا تحول نوعي في ظاهرة الهجرة المغربية إلى أوروبا،الآن نحن نشهد هجرة عكسية″،يقول محمد خشاني في تعليقه على قرار العديد من المغاربة العودة من المهجر.
العودة إلى المغرب لم تملها الأزمة الاقتصادية فقط،و لكن تداخلت فيها مجموعة من العوامل الاقتصادية و السياسية و في هذا الإطار يقول محمد خشاني ″العديد من المغاربة قرروا العودة ليس بسبب الأزمة فقط و لكن نظرا للوضعية الاقتصادية التي يعرفها المغرب،و الاصلاحات و المشاريع الكثيرة المفتوحة في البلاد و التي تتطلب يدا عاملة و كفاءات على أعلى مستوى و هذا ما أغرى بعض المغاربة بالعودة من أوروبا" و أضاف بأن التغيرات السياسية التي شهدها البلاد بدورها "حفزت البعض على الاستثمار في المغرب″.
هذه الأسباب أكدت عليها خديجة الراوضي و هي مغربية خبيرة في التسويق عاشت في ألمانيا و اشتغلت بها لسنوات قبل أن تقرر العودة للمغرب ″قرار العودة كان بعد أن زرت المغرب و رأيت الأجواء المشجعة على العيش في المغرب و لاحظت بأنني يمكن أن أجد عملا جيدا بسهولة و كنت أود التعرف على ثقافة بلادي أكثر″،لكن المغرب الذي وجد نفسه أمام تدفق عدد كبير من الكفاءات التي كانت مقيمة في الخارج لم يستطع لحد الآن وضع سياسة ناجعة للإستفادة من هذه الكفاءات.
...........
عدم جاهزية المغرب لاستقبال كفاءاته
الدراسة التي قامت بها الجمعية المغربية للدراسات و الأبحاث حول الهجرة أظهرت أن 64 في المائة من المغاربة تقل أعمارهم عن 40 سنة أي أنهم من فئة الشباب،و هي من الفئة المتعلمة و التي تتوفر على خبرة في مجالات متعددة،الأمر الذي طرح على المغرب تحدي استيعاب هذه الكفاءات،لكن أمين بلامين و هو رجل أعمال مغربي قرر العودة من ألمانيا و الاستقرار في المغرب،يقول في تصريح لـ DW عربية أن ″المغرب ليس لديه أي رؤية واضحة للتعامل مع الكفاءات العائدة من الخارج و خاصة من ألمانيا،لأن الأولوية تعطى دائما للعائدين من فرنسا،كما أن الدولة لا تساعد على اندماج الكفاءات في سوق الشغل و لا تمنح لهم أي مساعدة″.
غياب سياسة واضحة لتعامل الدولة مع المهاجرين العائدين من أوروبا من ذوي الخبرة و الكفاءة،وافقت عليه خديجة الراوضي بقولها ″مع الأسف الدولة لا تستفيد من خبراتنا و كم مرة تحدثنا مع المسؤولين حتى يقوموا بإنشاء شبكة للخبرات المغربية عبر العالم و تكون فضاءا للتواصل لكن مع الأسف نحصل على وعود من دون أفعال″ و هذا ما دفع خديجة رفقة آخرين لتأسيس شبكة الأطر المغربية العائدين إلى المغرب من أجل التواصل فيما بينهم و تبادل الأفكار.
.....
طريق العودة إلى المغرب غير معبد
″مع الأسف المحسوبية و الزبونية هي ما يعيق نجاح بعض الأطر المغربية العائدة من المهجر″ يقول محمد الخشاني و هو يسترجع قصة شابين قدما من كندا يشتغلان في تأمين التجارة عبر الأنترنت،و بعد سنة و نصف من التحضير لمشروعهما في المغرب،رفضت مجموعة بنكية التعامل معهما ″و ذهب عمل السنة و نصف هباءا منثورا ليعودا بعد ذلك لكندا.
حدث كل ذلك لأن البنك قرر إعطاء المشروع لمقربين من مسؤولين فيه.لذلك،يقول الخشاني،"يجب التخلص من هذه السلوكات إن نحن أردنا الاستفادة من خبرات أبنائنا في الخارج″ .
هذه المشاكل و أخرى هي من بين العوائق التي تعترض اندماج المغاربة العائدين في سوق العمل المغربي،و هو الأمر الذي عبرت خديجة الراوضي بقولها ″بطبيعة الحال هناك اختلاف كبير في العقليات و طريقة التفكير و في طريقة العمل و هو ما يتطلب بعض الوقت و الصبر للتأقلم مع النظام الجديد في المغرب هذا إضافة على بعض التعقيدات في الإدارة المغربية″.
..........
14.07.2013
موقع صوت ألمانيا
وزير شؤون الجالية المغربية في الخارج،عبد اللطيف معزوز شارك في برلين في فعاليات الاحتفال بمرور 50 سنة على الهجرة المغربية في ألمانيا
خديجة الرواضي خبيرة مغربية في التسويق،و مواطنها أمين بنلامين،رجل أعمال