خلفيات متباينة لتزايد نظرة الشباب التونسي السلبية عن السلفيين
26.06.2013
.........
يرصد خبراء ملامح صورة سلبية بدأت تتشكل عند الشباب التونسي عن السلفيين زادت من قتامتها الأحداث العنيفة التي شهدتها مناطق جبلية حدودية مع الجزائر و غذتها وسائل الإعلام.السلفيون بدورهم يحملون صورة سلبية عن المشهد السياسي.
خلّفت الأحداث الأخيرة التي عاشتها تونس و التي انطلقت منذ ديسمبركانون الأول 2012 و المرتبطة بمقاومة بعض خلايا الجماعات الإرهابية و مجابهة العنف الذي تمارسه أطراف متشددة محسوبة على التيار السلفي غضب شعبي كبير و خوف من هذه التيارات العنيفة.
و أصبح الملتحي و من يلبس القميص الطويل في شوارع تونس محل شبهة في المحلات التجارية و وسائل النقل العمومي.
فهل تغيرت نظرة التونسي إلى المتدينين و هل أصبح هؤلاء ضحية تمييز متنامي و عدم فهم في مجتمعهم؟
يرى اليوم عديد الشبان التونسيين أن السلفيين يمثلون الخطر الأكبر على تونس الحديثة و يهددون مشروع الدولة المدنية التي يطمح التونسيون إلى بنائها بعد الثورة.
إذ يعتبر زياد عون الله،طالب،في حديث لـ DW عربية "أن مشروع السلفيين المجتمعي غير ملائم للعصر و لا لروح الإسلام".
و يؤكد أن قراءتهم للإسلام و للتاريخ مشوهة و أن التونسي البسيط لم يعد يستصيغ خطابهم و لا طريقة تفكيرهم و تصرفاتهم".
و يؤكد عون الله "أنه يصل الأمر ببعض الشباب حد نبذهم ".و يقول زياد "أن السلفيين و ما جاؤوا به من بدع هي قراءة لا تأخذ بعين الاعتبار التطور الحاصل في الحياة الإنسانية".
..........
صورة السلفيين لدى الشباب التونسي
و يحمل عديد الشبان التونسيين اليوم فكرة نمطية عن السلفيين تصورهم على أنهم يميلون إلى العنف و تكفير مخالفيهم و ينشرون أفكارا رجعية.
و تغذي هذه الصورة وسائل الإعلام التي تصور السلفيين على أنهم متشددون و ميالون للعنف و يحملون أفكارا غريبة على المجتمع التونسي "السنِي المالكي" المذهب.
و تعتبر ايمان غانمي،طالبة،في حوار مع DW عربية "أن السلفيين يحاولون اليوم فرض نمط من التفكير و إيديولوجيا غريبة على الناس و يطمحون إلى إرساء مشروع مجتمعي ليس له مكان في تونس متناسين تاريخها و بأنها ليست صحراء قاحلة."
و تقول ايمان "أن التونسيين الذين يريدون بناء دولة مدنية تكفل الحقوق و الحريات و يطبق فيها القانون على كل المواطنين لا يريدون دولة دينية مبنية على العنف الفكري و تكفير الآخر و إلغاء دور العقل".
و رغم الصورة السلبية التي تحملها ايمان عن السلفيين إلا أنها تدافع عن حريتهم في اختيار نمط لباسهم و تفكيرهم و لكنها تؤكد أن هذه الحرية تقف عندما تبدأ حرية الآخرين.
.........
رؤية السلفيين للمشهد السياسي في تونس
و يرى بعض المتعاطفين مع التيار السلفي أن صورة هؤلاء شوهها الإعلام و التجاذب السياسي بين أطراف الحكم و المعارضة في البلاد.فكلما وقع حدث في شرق البلاد أو غربها إلا و زج بالسلفيين فيه.
و يعتبر بعض الشباب السلفي الذي تحدثنا إليهم أمام أحد المساجد بالضاحية الجنوبية لتونس أن الاعلام ساهم في تشويه صورة السلفيين لدى عامة الناس.
و يرون أن "أصحاب الأجندات الخارجية" من السياسيين يقفون وراء هذه الحملات و يذهبون حد اتهام الإعلام بالمغالطة و يبرؤون التيار السلفي من المشاركة في أحداث العنف التي تشهدها تونس بين الفينة و الأخرى.و يقدم الشباب السلفي رؤية مغايرة للمشهد التونسي و يعتبرون أن ما يحدث مؤامرة لضرب الصحوة الإسلامية التي تعيشها البلاد.
و يقسم فريد سعد،إمام خطيب بإحدى مدن الجريد التونسي في تصريح لـ DW نظرة الشباب التونسي للسلفيين إلى ثلاثة أقسام،"قسم يرى فيهم شباب متدين يحترمهم و يطمئن إليهم كما هو الحال بالقرى و المدن التي يعرف فيها الناس بعضهم بعضا.و القسم الثاني الشباب غير المتدين الذي يحمل فكرة نمطية عن السلفيين يصفهم بالمتعصبين و يخاف منهم.
و القسم الثالث،"شباب ملحد يحارب الفكر الإسلامي عموما و يشوهه ويعادي كل ملتحي أو لابس قميص".
و يدعو فريد إلى "عدم الاحتكام إلى المظهر" و يرى ضرورة "أن تبني الدولة جسور التواصل و الحوار مع التيارات الدينية المختلفة و أن يتم نشر العلم بين صفوف الشباب السلفي الذي يبقى حسب رأيه ناقص علم و يحمل فهما خاطئا للمشروع الإسلامي" على حد تعبيره.
و يتفق أغلب الشباب الذين حاورهم موقع DW أن واقع الحال في تونس و قناعة الناس تبين أن التيار السلفي المتشدد يقف وراء عديد أحداث العنف.
و بدورها كشفت وزارة الداخلية التونسية أن التيار الديني المتشدد يسعى لإنشاء موطن قدم في بعض المناطق الجبلية الوعرة عبر إنشاء بعض المعسكرات السرية،كما يقف وراء أحداث السفارة الأمريكية و اغتيال السياسي المعارض شكري بلعيد،و عمليات تهريب السلاح إلى الداخل التونسي انطلاقا من الحدود الليبية. بينما ينفي نشطاء سلفيون هذه الاتهامات.
........
هل تؤدي حركات الاسلام السياسي الثمن؟
و يرى المتتبعون للأوضاع السيالسية في تونس أن تراجع حركة النهضة الإسلامية الحاكمة في تونس في استطلاعات الرأي الأخيرة يعود إلى مدى قربها من التيار الديني العنيف إضافة إلى الأخطاء التقديرية الكبيرة التي وقعت فيها بشهادة أمينها العام حمادي الجبالي في مجال إدارة الشأن العام و تأخر انجاز الاستحقاقات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية للثورة.
و يذهب كثيرون إلى أن التصدي الأمني في الأسابيع الأخيرة لمحاولات السلفيين إقامة خيام دعوية و مهرجانات خطابية في الساحات العامة و بدون أذون من السلطات المحلية يعد مؤشرا على تغيير العلاقة بين حركة النهضة بالسلفيين.
و رغم محاولات القيادات التاريخية للحركة استمالة هؤلاء و إدماجهم في الحياة السياسية و رأب الصدع داخل التيار الإسلامي إلا أن الصورة السلبية للتيار السلفي في الساحة العامة ساهمت في وأد هذه المحاولات.
و رغم تباعد زوايا الصورة التي يحملها التونسي عن السلفيين،يبدو أن الموقف منهم سيشكل المشهد السياسي القادم في تونس و يساهم في صعود أحزاب و أفول أخرى.فالظاهرة السلفية سيكون دورها مؤثرا في تشكيل مستقبل تونس التي تجتاز مرحلة إنتقالية صعبة.
..........
خالد بن بلقاسم - تونس
موقع صوت ألمانيا
مؤامرة لضرب الصحوة الإسلامية التي تعيشها تونس
26.06.2013
.........
يرصد خبراء ملامح صورة سلبية بدأت تتشكل عند الشباب التونسي عن السلفيين زادت من قتامتها الأحداث العنيفة التي شهدتها مناطق جبلية حدودية مع الجزائر و غذتها وسائل الإعلام.السلفيون بدورهم يحملون صورة سلبية عن المشهد السياسي.
خلّفت الأحداث الأخيرة التي عاشتها تونس و التي انطلقت منذ ديسمبركانون الأول 2012 و المرتبطة بمقاومة بعض خلايا الجماعات الإرهابية و مجابهة العنف الذي تمارسه أطراف متشددة محسوبة على التيار السلفي غضب شعبي كبير و خوف من هذه التيارات العنيفة.
و أصبح الملتحي و من يلبس القميص الطويل في شوارع تونس محل شبهة في المحلات التجارية و وسائل النقل العمومي.
فهل تغيرت نظرة التونسي إلى المتدينين و هل أصبح هؤلاء ضحية تمييز متنامي و عدم فهم في مجتمعهم؟
يرى اليوم عديد الشبان التونسيين أن السلفيين يمثلون الخطر الأكبر على تونس الحديثة و يهددون مشروع الدولة المدنية التي يطمح التونسيون إلى بنائها بعد الثورة.
إذ يعتبر زياد عون الله،طالب،في حديث لـ DW عربية "أن مشروع السلفيين المجتمعي غير ملائم للعصر و لا لروح الإسلام".
و يؤكد أن قراءتهم للإسلام و للتاريخ مشوهة و أن التونسي البسيط لم يعد يستصيغ خطابهم و لا طريقة تفكيرهم و تصرفاتهم".
و يؤكد عون الله "أنه يصل الأمر ببعض الشباب حد نبذهم ".و يقول زياد "أن السلفيين و ما جاؤوا به من بدع هي قراءة لا تأخذ بعين الاعتبار التطور الحاصل في الحياة الإنسانية".
..........
صورة السلفيين لدى الشباب التونسي
و يحمل عديد الشبان التونسيين اليوم فكرة نمطية عن السلفيين تصورهم على أنهم يميلون إلى العنف و تكفير مخالفيهم و ينشرون أفكارا رجعية.
و تغذي هذه الصورة وسائل الإعلام التي تصور السلفيين على أنهم متشددون و ميالون للعنف و يحملون أفكارا غريبة على المجتمع التونسي "السنِي المالكي" المذهب.
و تعتبر ايمان غانمي،طالبة،في حوار مع DW عربية "أن السلفيين يحاولون اليوم فرض نمط من التفكير و إيديولوجيا غريبة على الناس و يطمحون إلى إرساء مشروع مجتمعي ليس له مكان في تونس متناسين تاريخها و بأنها ليست صحراء قاحلة."
و تقول ايمان "أن التونسيين الذين يريدون بناء دولة مدنية تكفل الحقوق و الحريات و يطبق فيها القانون على كل المواطنين لا يريدون دولة دينية مبنية على العنف الفكري و تكفير الآخر و إلغاء دور العقل".
و رغم الصورة السلبية التي تحملها ايمان عن السلفيين إلا أنها تدافع عن حريتهم في اختيار نمط لباسهم و تفكيرهم و لكنها تؤكد أن هذه الحرية تقف عندما تبدأ حرية الآخرين.
.........
رؤية السلفيين للمشهد السياسي في تونس
و يرى بعض المتعاطفين مع التيار السلفي أن صورة هؤلاء شوهها الإعلام و التجاذب السياسي بين أطراف الحكم و المعارضة في البلاد.فكلما وقع حدث في شرق البلاد أو غربها إلا و زج بالسلفيين فيه.
و يعتبر بعض الشباب السلفي الذي تحدثنا إليهم أمام أحد المساجد بالضاحية الجنوبية لتونس أن الاعلام ساهم في تشويه صورة السلفيين لدى عامة الناس.
و يرون أن "أصحاب الأجندات الخارجية" من السياسيين يقفون وراء هذه الحملات و يذهبون حد اتهام الإعلام بالمغالطة و يبرؤون التيار السلفي من المشاركة في أحداث العنف التي تشهدها تونس بين الفينة و الأخرى.و يقدم الشباب السلفي رؤية مغايرة للمشهد التونسي و يعتبرون أن ما يحدث مؤامرة لضرب الصحوة الإسلامية التي تعيشها البلاد.
و يقسم فريد سعد،إمام خطيب بإحدى مدن الجريد التونسي في تصريح لـ DW نظرة الشباب التونسي للسلفيين إلى ثلاثة أقسام،"قسم يرى فيهم شباب متدين يحترمهم و يطمئن إليهم كما هو الحال بالقرى و المدن التي يعرف فيها الناس بعضهم بعضا.و القسم الثاني الشباب غير المتدين الذي يحمل فكرة نمطية عن السلفيين يصفهم بالمتعصبين و يخاف منهم.
و القسم الثالث،"شباب ملحد يحارب الفكر الإسلامي عموما و يشوهه ويعادي كل ملتحي أو لابس قميص".
و يدعو فريد إلى "عدم الاحتكام إلى المظهر" و يرى ضرورة "أن تبني الدولة جسور التواصل و الحوار مع التيارات الدينية المختلفة و أن يتم نشر العلم بين صفوف الشباب السلفي الذي يبقى حسب رأيه ناقص علم و يحمل فهما خاطئا للمشروع الإسلامي" على حد تعبيره.
و يتفق أغلب الشباب الذين حاورهم موقع DW أن واقع الحال في تونس و قناعة الناس تبين أن التيار السلفي المتشدد يقف وراء عديد أحداث العنف.
و بدورها كشفت وزارة الداخلية التونسية أن التيار الديني المتشدد يسعى لإنشاء موطن قدم في بعض المناطق الجبلية الوعرة عبر إنشاء بعض المعسكرات السرية،كما يقف وراء أحداث السفارة الأمريكية و اغتيال السياسي المعارض شكري بلعيد،و عمليات تهريب السلاح إلى الداخل التونسي انطلاقا من الحدود الليبية. بينما ينفي نشطاء سلفيون هذه الاتهامات.
........
هل تؤدي حركات الاسلام السياسي الثمن؟
و يرى المتتبعون للأوضاع السيالسية في تونس أن تراجع حركة النهضة الإسلامية الحاكمة في تونس في استطلاعات الرأي الأخيرة يعود إلى مدى قربها من التيار الديني العنيف إضافة إلى الأخطاء التقديرية الكبيرة التي وقعت فيها بشهادة أمينها العام حمادي الجبالي في مجال إدارة الشأن العام و تأخر انجاز الاستحقاقات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية للثورة.
و يذهب كثيرون إلى أن التصدي الأمني في الأسابيع الأخيرة لمحاولات السلفيين إقامة خيام دعوية و مهرجانات خطابية في الساحات العامة و بدون أذون من السلطات المحلية يعد مؤشرا على تغيير العلاقة بين حركة النهضة بالسلفيين.
و رغم محاولات القيادات التاريخية للحركة استمالة هؤلاء و إدماجهم في الحياة السياسية و رأب الصدع داخل التيار الإسلامي إلا أن الصورة السلبية للتيار السلفي في الساحة العامة ساهمت في وأد هذه المحاولات.
و رغم تباعد زوايا الصورة التي يحملها التونسي عن السلفيين،يبدو أن الموقف منهم سيشكل المشهد السياسي القادم في تونس و يساهم في صعود أحزاب و أفول أخرى.فالظاهرة السلفية سيكون دورها مؤثرا في تشكيل مستقبل تونس التي تجتاز مرحلة إنتقالية صعبة.
..........
خالد بن بلقاسم - تونس
موقع صوت ألمانيا
مؤامرة لضرب الصحوة الإسلامية التي تعيشها تونس