جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..

جـوهـرة الـونشريس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جـوهـرة الـونشريس

حـيث يلتـقي الـحلم بالـواقع


    الدرس التونسي..إذا الشعب يوماً أراد الحياة.

    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    الدرس التونسي..إذا الشعب يوماً أراد الحياة.  7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    هام الدرس التونسي..إذا الشعب يوماً أراد الحياة.

    مُساهمة من طرف In The Zone الجمعة يناير 21, 2011 11:00 pm

    الدرس التونسي..إذا الشعب يوماً أراد الحياة.
    * علي بدوان.

    .........
    قبل أكثر من ربع قرن مضى،و إبان خدمتي الوطنية العسكرية كضابط مجند في صفوف قوات أجنادين التابعة لجيش التحرير الفلسطيني،و في موقع متقدم على جبهة الجولان،و على بعد أمتار قليلة من قوات الإحتلال الإسرائيلية-الصهيونية،و تحديداً في المرتفع (2814) و المعروف بقمة جبل الشيخ أو قمة جبل حرمون،كتب أحد الجنود و بقلم (الفلوماستر) العريض على جدار إحدى (البركسات) تحت
    الأرضية المخصصة لمبيتنا،بيتاً من الشعر قاله شاعر تونس أبو القاسم الشابي قبل عقود خلت:
    إذا الشعب يوماً أراد الحياة** فلابدّ أن يستجيب القدر.
    في تلك الأثناء كان البيت الشعري إياه،الذي بتنا نقرأه طوال ساعات اليوم الواحد كلما وقعت أنظارنا عليه،يلخص درساً يومياً لنا،في عبره و مغازيه،و عامل تحفيز لنا في جهوزيتنا العسكرية، و في تحملنا أصقاع و ثلوج جبل الشيخ،كما في إيماننا الراسخ بأن إرادة الشعب تصنع المستحيل، و تستطيع أن تزيح عن صدر أي شعب كل أشكال المظالم،و أن تعيد تسطير حياته بطريقة ثانية من جديد،فأين نحن الآن من الدرس التونسي،و قد قال ابن تونس أبو القاسم الشابي قبل عقود طويلة: إن إرادة الشعب تفرض نفسها في نهاية المطاف؟
    .........
    - في الأسباب البعيدة للانتفاضة:
    من نافلة القول بأن الحدث التونسي لم يأت دون مقدمات و ارتسامات و حراكات مستديمة على الأرض و في المجتمع و بناه المختلفة،لكنه جاء (صاعقاً و مفاجئاً) للعديد من الأطراف الدولية و خصوصاً منها فرنسا التي تحتفظ بعلاقات مميزة مع نظام بن علي،كما جاء (صاعقاً و مفاجئاً) لأركان النظام و قمة هرمه السياسي و الأمني الذين كانوا في رحلة الإطمئنان على استقرار النظام و حاله
    بالرغم من تفشي الفساد و طغيان القمع و سوء الحال الإقتصادية لسواد الشعب على امتداد الأرض التونسية.
    فقد كانت أجهزة الأمن التونسية تفرض سطوتها بقوة فولاذية على عموم تونس،و تكتم أنفاس الناس و تحصيها،و تكمم أفواه الجميع،و منها القوى السياسية على امتداد البلاد،و بكافة تلاوينها الفكرية و الأيديولوجية،من القوى و الإتجاهات الإسلامية إلى القوى اليسارية الديمقراطية المحسوبة على الصف العلماني،حيث باتت أعداد كبيرة من منتسبيها و مناصريها و قياداتها إما في السجون و المعتقلات داخل تونس أو في المنافي البعيدة خارج الأرض التونسية.
    فالنظام التونسي هو الأشرس بوليسياً و الأكثر فساداً في المنطقة ضمن منظومة عائلات و أقارب أكلت الأخضر قبل اليابس.
    و ساعده على ذلك ارتباط أجهزة الأمن التي يمتلكها بعلاقات مباشرة مع العديد من أنظمة القمع في العالم و مع أجهزة الغرب الإستخبارية،بل و تذهب العديد من المصادر لتأكيد مسألة الإختراق
    المباشر لأجهزة أمن النظام من قبل جهاز (المخابرات الخارجية الإسرائيلية) المعروف بـ (موساد)، و هو ما بان واضحاً في اغتيال الشهيد خليل الوزير (أبو جهاد) في أبريل/ نيسان عام 1988 في منزله بالقرب من حمامات الشط في العاصمة تونس.
    لقد بلغت جهود و حدود القمع الأمني في تونس مداها في أكثر من مناسبة مرت على البلاد طوال السنوات التي تلت من وجود زين العابدين بن علي،و وصلت إلى حد التعدي على النقابات و الأطر الشعبية و الصحفيين و الزج بهم في زنازين الإعتقال.
    كما وصلت الجهود الأمنية إلى حد تفاخر الرئيس بن علي بأن تونس استطاعت أن تخمد نشاط و وجود حركات "التطرف الأصولي الإسلامي الإرهابي" و ذلك في سياق تسويق نظامه أمام الغرب الأوروبي و الولايات المتحدة.
    و ذلك على الرغم من نفي الجميع لوجود أي ظاهرة من مظاهر التطرف الإسلامي في تونس،فحركة النهضة التي تمثل التيار الإسلامي العريض في تونس،تتسم بالإعتدال و الوسطية،و لم يسجل عليها ارتكاب أي أعمال تطرف خلال العقود الماضية،قبل و بعد فزاعة (القاعدة) و التطرف الأصولي التي أصبحت الشماعة التي تلقى عليها آثام القمع السلطوي الفاشي المسلط على رقاب الناس في العديد من بلداننا العربية و عموم بلدان العالم الثالث خصوصاً البلدان الإسلامية منها،بل و وصلت الأمور في تونس إلى حد تقييد حركة ارتياد الناس للمساجد عبر تخصيص مسجد محدد لكل مواطن،بحيث لا يمكنه الصلاة في مسجد آخر.
    إن سمة الإعتدال و الوسطية،لم تشفع لحركة النهضة في تونس على سبيل المثال،و لم تنجها من سيف الملاحقة و العقاب،فتعرضت لعملية قمع شديدة،دفعت بقائدها راشد الغنوشي للإقامة في المنافي،و هو ما وقع بحق باقي القوى التونسية بما فيها القوى الديمقراطية اليسارية العلمانية التي تعرضت بدورها اما إلى القمع المباشر كما حصل مع بعض منها،أو إلى المحاصرة و التضييق المستمر في
    سياق السعي لتدجينها وراء يافطة النظام.
    و عليه،فإن غياب الديمقراطية الحقيقية،و غياب الحريات السياسية و النقابية،و طغيان و تغول أجهزة الأمن،و امتداد أذرعتها الأخطبوطية في عموم المجتمع و حياة الناس،كانت بمثابة أسباب بعيدة للانتفاضة التونسية.
    ............
    - الأسباب المباشرة و الفرز الطبقي:
    إن هبّة و انتفاضة شعب تونس الخضراء،جاءت في أسبابها المباشرة،في سياقات التململ الكبير الذي بدأ بالغليان في مرجل المثالب الكبرى التي باتت تدمغ ببصماتها أركان النظام هناك،و على رأسها انتشار الفساد و المحسوبية،و ازدياد حدة الفرز الطبقي في المجتمع التونسي بين من يبسطون يدهم على مصدر القرار السياسي و يمتلكون الثروة الوطنية و يستولون و يتحكمون بمصادرها و هم قلة،و بين عامة الناس الذين يشكلون البنية التحتية لعموم المجتمع التونسي.
    و بالتالي،فإن تلك المعادلة ذات الفرز الطبقي الحاد و الصارخ،أدت تلقائياً لبروز اصطفافات طبقية (أو لنقل اقتصادية) تبلورت رويداً رويداً،و هي إصطفافات لا مكان لسواد الناس فيها سوى القاع و القعر الإقتصادي في السلّم العام لمعيشة التوانسة و أحوالهم،من الفاقة و العوز و العيش ما دون خط الفقر،و فقدان الرعاية الصحية و خدمات الإغاثة الإجتماعية المفترضة من قبل الدولة.
    حتى أصبحت حياة الناس في الشارع و المجتمع،تسير من سيئ إلى أسوأ لأسباب تتعلق بحالة الفساد المستشرية و المترافقة مع تدهور الوضع المعيشي و انفلات الرشاوى و سرقة المال العام،و انتفاخ دور مراكز قوى عسكرتاريا الأمن و المخابرات،في مشهد متكرر يُذكر بنماذج القمع و الإرهاب و الفساد المستشري في العديد من دول العالم الثالث.
    لقد أشعلت حالة العوز و الفاقة،و الفقر المدقع لقطاعات غالبية الناس الشرارة الأولية التي أدت لاندلاع اللهيب في عموم الأرض التونسية من شمالها إلى جنوبها و من شرقها إلى غربها،في مشهد يُذكرنا بما وقع في أكثر من بلد في العالم،من الفلبين التي غادرها الدكتاتور فرديناند ماركوس هرباً من شعبه الذي نهض بالرغم من وطأة الضغط و الإجهاد المثقل عليه،إلى إيران التي هز
    شعبها و دحر ركيزة أساسية من ركائز التبعية للغرب الإستعماري في ثورة حملت مضامين إجتماعية إقتصادية جذرية،و مضامين سياسية عميقة انتقلت بإيران من موقع إلى موقع آخر في التشكيلة السياسية الإقليمية و الدولية.
    و من جانب آخر،فإن أسباباً سياسية إضافية اختمرت و ساعدت على تكدس و تراكم الإحتقان اليومي في المجتمع التونسي و عند عموم الناس و الأحزاب و مؤسسات المجتمع المدني،فما جرى في انتفاضة تونس الخضراء ليس فقط حركة اجتماعية من أجل لقمة الخبز و حياة الناس الإقتصادية (و هي أهداف نبيلة و مشروعة و عادلة و هامة و مباشرة بلا شك)،بل هي أيضاً ثورة شعبية عارمة لها مطالبها السياسية بعد أن باتت تونس و منذ عقود خلت تدور في فلك بعيد عن مطامح و مشاعر و مواقف غالبية الشعب التونسي و قواه السياسية و الوطنية بالنسبة للقضايا السياسية
    الداخلية و القضايا العربية الجامعة،و في القلب منها القضية الفلسطينية.
    و أكثر من ذلك،فقد تحولت تونس في العقدين الأخيرين إلى بلد حيادي (في أحسن الأحوال) بالنسبة للصراع العربي و الفلسطيني مع العدو الإسرائيلي،و باتت الوفود الإسرائيلية إليها ذهاباً و إياباً تحت عناوين مختلفة.
    إن القوى التونسية معنية الآن بأخذ زمام المبادرة،و أن تعلن على الملأ عن المطالب السياسية للشعب التونسي،بالنسبة للداخل و الخارج و لمستقبل تونس،و أن تصيغها بطريقة برنامجية واضحة تمهد للانتقال بتونس من وضع إلى وضع آخر،يؤسس لحالة ديمقراطية حقيقية تستمد روحيتها من خيارات الناس،و من أهدافهم المطلبية الإجتماعية و السياسية التي رفعوها تباعاً و كل يوم خلال الأسبوعين الماضيين.
    ............
    - سمات الإنتفاضة التونسية:
    إن من أروع سمات الإنتفاضة التونسية المجيدة،و التي تسجل لشعب تونس الخضراء،أن شرارات تلك الإنتفاضة اندلعت على يد الشعب و بسطائه و من قبل بأوسع إطاراته حضوراً،من سوق الخضار إلى عموم الميادين،و قد امتدت و انتشرت كالنار في الهشيم،و لم تطلقها القوى السياسية التي كانت منكفئة بشكل عام عن الفعل المباشر في مقارعة النظام تحت تأثير القمع و سياط الإستبداد
    السلطوي.
    فكان الشعب التونسي في انتفاضته العفوية مقداماً و سباقاً على أحزابه،فخرج الشعب عن بكرة أبيه بلا أوامر و لا توجيه و لا قيادة و لا معارضة مستنسخة أو هلامية أو شكلية،خرج بعفوية حقيقية متلمساً مصالحه المباشرة،و عاقداً العزم على انتزاع حقوقه من بين أنياب الطغاة.
    إن روعة انتفاضة الشعب التونسي تكمن أيضاً،في امتدادها اليومي طوال الأسبوعين الماضيين و دون برمجة أو قيادة حزبية من فصائل و أحزاب المعارضة،و كأنها حالة منظمة و مسيطر عليها،و هي في ذلك تؤشر على المدايات المتسعة و المترسخة من الإحتقان في صفوف الناس من النظام السياسي و الإجتماعي و الإقتصادي في عموم البلاد.
    إن انتفاضة تونس التي انطلقت من الشارع هي الآن أمانة بيد القوى السياسية التونسية التي سارت معها (و لا نقول التي ركبت موجتها) و ذلك للحفاظ على أهدافها و مساعيها،و تجنب أي صفقات قد تجري لوأدها أو لإحتوائها تحت عناوين الإصلاحات التي جاء بها الرئيس بن علي في خطابه الأخير قبل مغادرته تونس فاراً من شعبه،حين قدم التنازلات المتتالية و هو مرتعد عبر شاشات التلفاز بعد أن كان وسم الإنتفاضة و المنتفضين بالإرهابيين و الأصوليين في خطابه (الديماغوجي) الأول.
    فهناك محاولات للإلتفاف على إنجاز الشعب التونسي المعمد بدماء شهدائه الأبرار من أبناء سواد الناس،حتى بعيد مغادرة زين العابدين تونس هرباً بطائرة (هليوكبتر).
    إن الدرس التونسي،بليغ،و حاد،و قاطع،و على الطغاة استيعابه،فحركة الناس هي التي تكتب التاريخ في نهاية المطاف،مهما استبد الطغاة،و مهما طالت أيديهم و أجهزتهم القمعية رقاب الناس و العباد،و مهما امتلكوا من دعم و إسناد خارجي.
    فالذين كانوا مع الرئيس بن علي في الأمس القريب رفضوا استقباله اليوم،و تحفظوا على قدومه إليهم.
    لقد غادر بن علي تونس و انتهى على الأرجح إلى ركن مهمل خارج تونس كما كان مصير شاه إيران و هيلاسلاسي و فرديناند ماركوس..
    لكن النظام بمحتواه السياسي و بتركيبته و بنيته الإجتماعية و الإقتصادية التي (حلبت و امتصت) تونس و خيراتها حتى الجرعة الأخيرة لم يسقط بعد،و مازالت السدة الحاكمة و أجهزتها القمعية (هي هي) حتى الآن،قابعة هناك في أبراجها المهتزة تحت وطأة فعل الشارع التونسي.
    ...........
    موقع البلاغ.

    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    الدرس التونسي..إذا الشعب يوماً أراد الحياة.  7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    هام أبو القاسم الشابي...إذا الشعب يوماً أراد الحياة.

    مُساهمة من طرف In The Zone الثلاثاء يوليو 10, 2012 10:34 am



    عدل سابقا من قبل In The Zone في الثلاثاء يناير 15, 2013 6:08 pm عدل 1 مرات
    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    الدرس التونسي..إذا الشعب يوماً أراد الحياة.  7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    هام تونس ما بعد الثورة...ديمقراطية تحت مشرط الاسلاميين.

    مُساهمة من طرف In The Zone الثلاثاء يناير 15, 2013 5:53 pm

    تونس ما بعد الثورة...ديمقراطية تحت مشرط الاسلاميين.
    ........
    شهدت تونس في الاشهر الاخيرة توترات حادة تصدرت المشهد السياسي الحديث بسبب خيبة التطلعات و الامال العريضة التي اثارتها ثورة الياسمين،و ما يسود ابناء تونس من شعور بالقلق بسبب تراجع الاقتصاد و الفساد و غياب العدالة الاجتماعية،اضافة الى ذلك بروز مجموعات اسلامية عنيفة قد تبدد منجزات الثورة.
    في حين لم تتمكن الطبقة السياسية حتى الان من صياغة دستور جديد للبلاد او تحديد جدول سياسي و انتخابي،و هذا بدوره زاد من الإحباط الشعبي على مستوى الشارع التونسي،فمازالت المسيرات و المظاهرات و الاعتصامات متواصلة بنفس شعار الثالوثي الذي حملته ثورة الياسمين "الكرامة و الشغل و الحرية".
    إذ يرى اغلب المحللين انه بات على الحكومة التونسية الجديدة أن تتعامل بجدية مع المظاهرات الغاضبة و المتزايدة قبل أن يولّد المشهد التونسي الحالي ثورة جديدة،حيث شكل صراع إثبات الوجود تهديدات و اضطرابات كبيرة،قد تفاقم من هشاشة الوضع السياسي في تونس.
    في حين يرى بعض المراقبين بأن تأسيس دولة مدنية الجديدة سيحتاج وقتا حتى تترسخ معايير الديمقراطية و يزول اللغط حول دور الحقوق و الحرية في الديمقراطية،لان تونس ما زالت تتعلم الديمقراطية و ان الأمر لا يقتصر على شريحة معينة من المجتمع،و إنما كل التونسيين اللذين يجب عليهم ان يتعلموا كيف تكون الديمقراطية حتى يمكنهم الحصول على الحقوق و الحريات المنشودة،لكي تستوعب ما ترتب على التغيير السياسي الذي حدث مؤخراً في هذه البلاد.

    ........
    الفوضى و الحرب الاهلية.
    و في ذات الوقت قال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي ان بلاده التزمت طريق الديموقراطية و التوافق بين الاسلاميين و "الحداثيين" لتجنب "حرب اهلية".
    و اوضح الرئيس التونسي "لقد حققنا امرين استثنائيين تماما،الاول هو ثورة في العقلية حيث اصبح التونسيون اليوم مواطنين و لم يعودوا يخافون الشرطة و لا السلطة".
    و اضاف المرزوقي اليساري العلماني المتحالف مع حزب النهضة الاسلامي في الحكومة "و هناك ايضا ثورة سياسية حيث بات التونسيون يتمتعون بحرية التعبير و حرية التظاهر".
    و بعد ان اشار الى وجود فريقين هما "المحافظون و الحداثيون" حذر المرزوقي من مخاطر المواجهة بين هذين الفريقين مدافعا عن الائتلاف الذي يشارك فيه داخل الحكومة مع الاسلاميين.
    و اضاف "اما ان يتواجه الفريقان و نكون ازاء حرب اهلية باردة او ساخنة،او ان نتخذ موقفا مغايرا و هو موقفي : لا بد من ان نجعل من تونس المتعددة هذه واقعا موحدا و لا بد من دفع الناس الى التحاور".
    و تابع الرئيس التونسي "نحن في طريقنا للوصول الى توافق فريد في العالم العربي" رغم التأخير في كتابة الدستور،مؤكدا انه غير نادم على "الخيار الاستراتيجي" الذي اتخذه بالتحالف مع الاسلاميين. بحسب فرانس برس.
    و تتهم المعارضة مع قسم من المجتمع المدني،حزب النهضة بالعمل على اسلمة البلاد عبر الحد من حرية التعبير و من حقوق المرأة بشكل خاص.
    ......
    منظمة العفو الدولية.
    من جهتها،اعتبرت منظمة العفو الدولية ان مسودة الدستور التونسي الجديد تنطوي على نقاط بالغة الالتباس في مجال حقوق الانسان خصوصا بشان المراة و حرية التعبير.
    و قالت في بيان "ان منظمة العفو الدولية لا تزال قلقة ازاء واقع ان العديد من فصول المسودة صيغت بطريقة مبهمة و لعدم تحديد ضمانات بشان بعض حقوق الانسان".
    و اضافت "خلال العام الماضي تم استهداف حرية التعبير و تعرضت حقوق المراة للتهديد في تونس.و لذلك فانه من الاساسي ان يحمي الدستور الجديد هذه الحقوق بشكل كامل".
    و عبرت المنظمة في المقابل عن ارتياحها لسحب فصلين اثنين كان اقترحهما حزب النهضة الاسلامي الذي يراس الحكومة.
    و يشير احد المقترحين الى "التكامل" بين المراة و الرجل (بدلا من المساواة) في حين نص المقترح الثاني على "تجريم" المساس بالمقدسات.
    غير ان العفو الدولية عبرت عن الاسف لان النص المقترح ينص على "تساوي الفرص" بين الجنسين دون ان يعبر صراحة عن "الاعتراف بالمساواة بين النساء و الرجال (..) في كافة مجالات الحياة و دون تحديد في الميادين المدنية و الثقافية و الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية".
    و اشارت المنظمة ايضا الى الالتباس في مجال حرية التعبير و استقلال القضاء و الحق في المحاكمة العادلة و كذلك الى تعريف فضفاض للتعذيب.
    ........
    تسليح ميليشيات.."الرابطة الوطنية لحماية الثورة".
    فقد حذرت منظمة غير حكومية من ان مسودة الدستور التونسي الجديد الذي اعده المجلس الوطني التاسيسي (البرلمان) تفتح الباب امام "تسليح ميليشيات" لا تنتمي للجيش او لجهاز الامن الوطني، و قالت "الجمعية التونسية الاورومتوسطية للشباب" في بيان ان الفصل 95 من مسودة الدستور "يشرع بصفة صريحة تسليح مجموعات لا تنتمي لا لسلك الامن الوطني و لا لسلك الجيش أي بمعنى آخر ميليشيات مسلحة من شأنها ان تدخل تونس في دوامة عنف و نزاع مسلح".
    و اضافت "نرجو الا يكون ذلك تمهيدا لنهاية مريعة لتونس المدنية الحديثة المسالمة و المتمدنة"، و تهدف "الجمعية التونسية الاورومتوسطية للشباب" الى "توثيق علاقات تونس بالدول الأورومتوسطية" حسبما تقول في صفحتها الرسمية على فيسبوك.
    و تستعمل المعارضة و منظمات اهلية تونسية اليوم عبارة "ميليشيات" عند الحديث عن "الرابطة الوطنية لحماية الثورة" غير الحكومية التي لها فروع في مختلف مناطق البلاد،و المحسوبة على حركة النهضة الاسلامية الحاكمة.
    و تقول المعارضة ان رابطة حماية الثورة "ميليشيات اجرامية" تحركها حركة النهضة لضرب خصومها السياسيين فيما تنفي الحركة هذه الاتهامات باستمرار.
    و في كانون الاول/ديسمبر 2012،اعلن راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة رفضه مطالب المعارضة و منظمات اهلية بحل رابطة حماية الثورة و قال انها "ضمير الثورة" التي اطاحت في 14 كانون الثاني/يناير 2011 بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
    و في 18 تشرين الاول/اكتوبر 2012 قتل محسوبون على الرابطة لطفي نقض منسق حزب "نداء تونس" العلماني المعارض خلال تظاهرة نظمتها رابطة حماية الثورة في تطاوين (جنوب)،كما شاركوا في اعمال عنف استهدفت صحافيين و نقابيين و فنانين و معارضين.بحسب فرانس برس.
    .........
    الفصل 95 من مسودة الدستور التونس.
    و ينص الفصل 95 من مسودة الدستور التونسي الجديد على ان "الدولة وحدها التي تنشئ القوات المسلحة (الجيش) و قوات الامن الوطني،و لا يجوز انشاء تنظيمات او اجهزة مسلحة غير منضوية تحت الجيش الوطني أو الامن الوطني الا بمقتضى القانون".
    و قالت الجمعية التونسية الاورومتوسطية للشباب "وجب منا جميعا التصدي لهذا الفصل و حصر التسلح للجيش و الامن الوطنيين لا غير و اعتبار تهمة حمل السلاح خارج اطارهما جريمة ترقى الى درجة الخيانة العظمى".
    .......
    حزب النداء.
    الى ذلك قرر حزب "نداء تونس" العلماني المعارض الذي يراسه الوزير الاول السابق الباجي قايد السبسي،رفع شكوى الى محكمة الجنايات الدولية ضد مسؤولين حكوميين و سياسيين تونسيين بينهم راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الاسلامية الحاكمة،بتهمة ارتكاب "جريمة ضد الانسانية"،يأتي ذلك على خلفية تكرر اعتداءات محسوبين على حركة النهضة على مقرات و اجتماعات الحزب و قتلهم احد قيادييه.
    و قال عبد الستار المسعودي محامي الحزب "انتهينا من اعداد ملف الشكوى الذي سنرفعه في الايام القليلة القادمة الى محكمة الجنايات الدولية" في لاهاي بهولندا لافتا الى ان الملف يتضمن "اثباتات و قرائن مكتوبة و مصورة و اشرطة فيديو على ارتكاب جريمة ضد الانسانية"،
    و انضمت تونس رسميا في 14 ايار/مايو 2011 الى هذه المحكمة التي تعتبر الذراع القضائي الاساسي للامم المتحدة.
    و اوضح المحامي ان الشكوى ستكون بالخصوص ضد علي العريض وزير الداخلية و القيادي في حركة النهضة،و راشد الغنوشي رئيس الحركة،و محد عبو أمين عام حزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" (يسار وسط) شريك النهضة في الائتلاف الحاكم،و محمد معالج رئيس "الرابطة الوطنية لحماية الثورة" (غير حكومية) المحسوبة على حركة النهضة.
    و تكررت في الاشهر الاخيرة من 2012 هجمات محسوبين على رابطة حماية الثورة على مقرات و اجتماعات عدة لحزب "نداء تونس" في مناطق عدة بالبلاد،و في 18 تشرين الاول/اكتوبر 2012 قتل اسلاميون لطفي نقض منسق حزب نداء تونس خلال تظاهرة نظمتها رابطة حماية الثورة في تطاوين (جنوب)،و اتهم حزب نداء تونس مؤخرا وزارة الداخلية ب "التواطؤ" مع مئات من المحسوبين على هذه الرابطة هاجموا في 23 كانون الاول/ديسمبر 2012 اجتماعا نظمه الحزب في جزيرة جربة (جنوب).
    و تقول أحزاب المعارضة إن الرابطة "ميليشيات اجرامية" تستعملها حركة النهضة لضرب خصومها السياسيين فيما تنفي الحركة هذه الاتهامات. بحسب فرانس برس.
    و رفض راشد الغنوشي و محمد عبو نهاية العام المنقضي مطالب المعارضة بحل رابطة حماية الثورة رغم تورطها في اعمال عنف.
    و قال الغنوشي ان الرابطة "ضمير الثورة" التونسية التي اطاحت في 14 كانون الثاني/يناير 2011 بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، وفي حزيران/يونيو 2012 حصلت الرابطة على تأشيرة (ترخيص) قانونية من الحكومة التي يرأسها حمادي الجبالي أمين عام حركة النهضة،و يعتبر راشد الغنوشي ان حزب نداء تونس الذي اظهرت استطلاعات راي حديثة انه اول منافس سياسي في تونس لحركة النهضة "اخطر على الثورة من السلفيين".
    و يرى الغنوشي ان هذا الحزب الذي اسسه الباجي قايد السبسي في حزيران/يونيو 2012 يمثل امتدادا لحزب "التجمع" الحاكم في عهد بن علي،و اظهرت استطلاعات راي حديثة ان السبسي (86 عاما) هو اول شخصية سياسية تحظى بثقة التونسيين،و قايد السبسي هو ثاني رئيس وزراء في تونس بعد "الثورة" و قد قادت حكومته المرحلة الانتقالية الأولى التي انتهت بتنظيم انتخابات فازت بها حركة النهضة.

    ........
    تونس تضطرب...ديمقراطية تحت مشرط الاسلاميين.
    شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 15/كانون الثاني/2013


    شارع الحبيب بورقيبة،معقل ثورة الياسمين تتجاذبه السلطة و شباب الثورة

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 10:00 pm