ليبيا...بين خيار الفيدرالية و الاقتتال الداخلي
يخشى الكثير من ابناء ليبيا اليوم من تقسيم البلاد بسبب دعوات البعض الى الانفصال و اقامة اقاليم ادارية مستقله تلك الدعوات وصفت بالمتسرعة خصوصا و ان ليبيا لاتزال في بداية التحرر و تواجه الكثير من التحديات التأمريه التي تسعى لإفشال نتائج تلك الثورة، و يرجح الكثير من المراقبين ان مثل تلك الدعوات قد تسهم في حرب اهلية قد تؤدي الى دمار البلاد و تعيدها الى نقطة الصفر، تلك التكهنات اتت بعد ان أعلنت مجموعة من السياسيين الليبيين عن تأسيس "مجلس إقليم برقة الانتقالي"، في خطوة باتجاه إعلان الفيدرالية في المنطقة الشرقية، و عقد السياسيون، الذين قالت وكالة الأنباء الليبية "وال"، إنهم "من دعاة الفيدرالية بالمنطقة الشرقية"، مؤتمراً في مدينة بنغازي، لمناقشة "النظام الفيدرالي كخيار للنظام الإداري في ليبيا الجديدة،" أعلنوا فيه أن "نظام الاتحاد الفيدرالي يُعد خياراً لإقليم برقة، في إطار دولة ليبية مدنية و دستورية تكون شريعتها الإسلام."
و قررت هذه الشخصيات، في بيان صدر عن المؤتمر، تأسيس "مجلس إقليم برقة الانتقالي"، برئاسة أحمد الزبير السنوسي، مؤكدين تمسكهم بدستور عام 1951، رافضين كل التعديلات التي صدرت بشأنه منذ تعديل عام 1963، كما أعلنوا رفضهم للإعلان الدستوري الصادر عن المجلس الوطني الانتقالي.
و أكدت المجموعة، في بيانها، التمسك بقيم و مبادئ ثورة 17 فبراير/ شباط من العام الماضي، و حماية كافة حقوق الإنسان و الديمقراطية و العدالة و المساواة، كما أعلنوا رفضهم قانون الانتخابات، و توزيع مقاعد المؤتمر الوطني، و كافة القوانين و القرارات التي يعتبرون أنها تتعارض مع "صفة السلطة القائمة كسلطة انتقالية."
و يرى بعض المحللين ان اعلان شرق ليبيا اقليما فدراليا يتمتع بحكم ذاتي يمكن ان يفتح الطريق امام تقسيم هذا البلد، محذرين من تطبيق نظام فدرالي بشكل متسرع.
و قالو ان "المشكلة ليست مع الفدرالية التي تم اقتراحها بل تكمن في اعلانها في مدينة بنغازي من جانب واحد عبر حركة سياسية تسعى لاقامة منطقة حكم ذاتي" في هذا الاقليم الغني بالنفط.
و كان عدد من زعماء القبائل و السياسيين الليبيين اعلنوا في مدينة بنغازي، برقة "اقليما فدراليا" يستمد شرعيته من دستور 1951 الذي وضع إبان حكم ملك ليبيا الراحل إدريس السنوسي.
و اوضحت هذه المجموعة ان مدن الاقليم و مناطقه ستخضع للحكم الذاتي، لكنها اكدت ان المجلس الوطني الانتقالي الليبي هو الممثل الشرعي الوحيد في ليبيا في الأمور السيادية و الشؤون الخارجية.
و قال الأستاذ الجامعي الصديق بودوارة "قد يتفق الكثير على أن الفيدرالية هي أنسب شكل للحكم في ليبيا و أن ذلك ليس بالضرورة أن يمهد الطريق لتقسيم البلد".
و اضاف "لكن المسألة أصبحت مختلفة تماما عندما تم اتخاذ هذا القرار (الفيدرالية) من جانب واحد في هذه المنطقة دون أن يتم التشاور مع سكانها أو سكان الأقاليم الأخرى لليبيا، و هذا قد يتسبب في تقسيم البلاد". بحسب فرانس برس.
و كانت ليبيا اتحادا فدراليا من 1951 الى 1963 خلال حكم الملك إدريس السنوسي، و كانت مقسمة الى ثلاثة اقاليم هي برقة و طرابلس، و فزان.
و يقول انصار العودة الى الفدرالية انها ستمنع تهميش الشرق الليبي كما كان الحال منذ عقود و خاصة في فترة حكم الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، بينما يخشى المعارضون أن يشعل الصراع على السلطة قبل الانتخابات القادمة فتيل تقسيم البلاد فعليا.
و قال المحلل السياسي الليبي المقيم في بنغازي محمد بن حريز ان الفدرالية ستزيد من التوتر في ليبيا التي تسعى جاهدة لتحقيق المصالحة الوطنية بعد حرب العام الماضي، بدلا من تخفيفه.
و اضاف ان "المدافعين عن الفدرالية بالقول انها صمام امان للوحدة الوطنية مخطئون لأن الفدرالية و الوحدة تكون بين الفصائل المتناقضة التي لا يمكن أن تتعايش، على عكس الأمر في ليبيا".
و حذر من ان "توزيع الثروة النفطية قد يولد الصراع بين أقاليم ليبيا خاصة و أن معظم النفط موجود في اقليم برقة بينما يفتقر اقليما فزان و طرابلس اليه".
و ذكر "بالاحياء الفقيرة في العاصمة و في الجنوب الليبي اللتان يعانين من التهميش أيضا". و شبه الوضع الذي ستؤول اليه ليبيا اذا اعتماد هذا الخيار "بفدرالية العراق التي لم تتحقق".
من جهته، رأى جمال بن دردف عضو في الحملة الوطنية لزيادة الوعي السياسي في ليبيا، ان الاعلان هو رد فعل على المشاكل الناجمة عن "المركزية الحادة" في فترة حكم القذافي عندما كان انجاز كل الاعمال الرسمية اليومية للمواطن في العاصمة.
و قال ان هذا الامر مكلف للمواطنين و خاصة البسطاء منهم.
لكنه رأى في الوقت نفسه ان "تقسيم ليبيا الى ثلاث دول منفصلة يضمها اتحاد فيدرالي كما كان الحال في عهد النظام الملكي، قد لا يقدم افضل صيغة لان الظروف الحالية تختلف تماما عن تلك الأيام".
و اضاف ان "ليبيا بلد شاسع و المواصلات و الاتصالات لم تكن سهلة بينها" في الماضي ما يجعل الحكم الذاتي للاقاليم ضرورة. و اضاف "اليوم الاتصالات و المواصلات و شبكات الطرق سهلت الامر".
اما المحلل السياسي عبد السلام الرقيعي فرأى انه من الطبيعي لهذا البلد مناقشة ما هو نظام الحكم الذي يريدوه المواطنون، لكن اي قرارات او اجراءات لا بد ان تنتظر حتى انتخاب جمعية تأسيسية في حزيران/يونيو المقبل.
و قال ان "دعاة الفيدرالية من خلال (تكتل أو حزب) لهم الحق ديموقراطيا في ان يعبروا عن افكارهم و يبينوا نوع الحكم الذي يريدونه"، لكن "اذا كان المقصود هو انفصال هذه المنطقة (برقة) و إنشاء دولة مستقلة بها فهذه الخطوة لن تتحصل على الشرعية".
الفدرالية بداية للتقسيم
من جانب اخر حذر مفتي الديار الليبية الشيخ الصادق الغرياني من ان إعلان منطقة برقة "اقليما فدراليا اتحاديا" هو "بداية لتقسيم ليبيا" و"ابتعاد عن شرع الله"، محملا الفساد المستشري في البلاد المسؤولية عن مثل هذه الدعوات.
و قال الغرياني في بيان خاص ان "الفدرالية هي بداية التقسيم، و التقسيم يؤدي حتما إلى الخلاف، و يفتح الباب للنزاع على أشياء كثيرة، منها: مصادر الثروات، و هذا هو الذي يريده أعداء الاسلام لنا (فرق تسد)".
و اضاف المفتي "إذا استمر الفساد ضاربا أطنابه فالفدرالية لن تحل المشكلة، و الشعور بالتهميش سيستمر، و المطالبة بمزيد من الإقليمية لن يتوقف"، مؤكدا انه "كلما انقسمنا أحسسنا أننا بحاجة إلى مزيد من الانقسام، لان الفساد لا يمكن أن يتحقق معه عدل في تقسيم الثروات"، داعيا الجميع الى "الاعتصام بحبل الله".
و اعتبر الغرياني ان "الحل الحقيقي الذي يقضي على المركزية البغيضة التي هي سبب كل البلاء هو القضاء على الفساد الاداري المتفشي، و بفرض القانون، و إدارة صارمة عادلة تراقب كل مقصِّر في عمله و تعاقبه". بحسب فرانس برس.
و أشار المفتي الى أن قياس ليبيا على فدرالية الولايات المتحدة هو "مغالطة كبيرة، و خطأ فادح" لانهما "ليسا سواء لا من حيث الجغرافيا و لا تعداد السكان، فالمسافة بين بعض مدن الولايات المتحدة تصل إلى ست ساعات طيران، و تعداد سكانها يقرب من تعداد سكان العالم العربي".
و قال "لو طلبنا ولايات فديرالية تحت حكومة مركزية واحدة للوطن العربي من الرباط إلى أبو ظبي حينها يكون القياس صحيحا، لكنَّ ذلك حلم أنى لنا به".
و ناشد الغرياني الليبيين الحفاظ على وطنهم، و قال "يا أبناء ليبيا ارحموها، و لا تضيعوها بشعارات ظاهرها الرحمة و باطنها من قبله العذاب".
بدورها حذرت جماعة الاخوان المسلمين في ليبيا من ان "الفدرالية ستكون خطوة في اتجاه تمزيق ليبيا"، داعية الى التمسك ب"الوحدة الوطنية" لقيام "دولة مدنية".
و قالت الجماعة في بيان انها تعتبر "الوحدة الوطنية لليبيا هدفا اساسيا و رافدا حيويا من ثوابت ثورة 17 فبراير نحو إرساء دعائم دولة مدنية تتمتع بدرجة عالية من التجانس في إطار موحد".
و اكدت ان "المشكلة كانت مع النظام الشمولي، و الفوضوية الادارية لا يمكن أن تحل إلا بالبناء المتدرج لمؤسسات الدولة"، مشددة على ان "الادارة المحلية بمفهومها الصحيح هي البديل الامثل للفدرالية التي ستكون خطوة في اتجاه تمزيق ليبيا كما حدث في السودان".
و اعلنت رفضها "للمصالح الجهوية أو الطموحات الشخصية الضيقة التي تستهدف المراهنة على التوجه الفيدرالي كعامل ضعف للدولة الليبية".
و شددت الجماعة على ان الفدرالية "تجعل من ليبيا لقمة سائغة للتدخلات و الاختراقات الخارجية و خطوة رجعية نحو الانقسام و التشرذم"، داعية "جميع الاطراف للحوار من خلال تشكيل جماعات الضغط و الاحزاب السياسية و عرض الافكار على نطاق واسع يتيح التعرف على الفرق بين النظام السياسي للدولة و شكلها الاداري".
.......
شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 20/آذار/2012
لقي معمر القذافي مصرعه في عام 2011
ليبيا بعد التغيير...أزمات و تحديات بين الداخل و الخارج
يخشى الكثير من ابناء ليبيا اليوم من تقسيم البلاد بسبب دعوات البعض الى الانفصال و اقامة اقاليم ادارية مستقله تلك الدعوات وصفت بالمتسرعة خصوصا و ان ليبيا لاتزال في بداية التحرر و تواجه الكثير من التحديات التأمريه التي تسعى لإفشال نتائج تلك الثورة، و يرجح الكثير من المراقبين ان مثل تلك الدعوات قد تسهم في حرب اهلية قد تؤدي الى دمار البلاد و تعيدها الى نقطة الصفر، تلك التكهنات اتت بعد ان أعلنت مجموعة من السياسيين الليبيين عن تأسيس "مجلس إقليم برقة الانتقالي"، في خطوة باتجاه إعلان الفيدرالية في المنطقة الشرقية، و عقد السياسيون، الذين قالت وكالة الأنباء الليبية "وال"، إنهم "من دعاة الفيدرالية بالمنطقة الشرقية"، مؤتمراً في مدينة بنغازي، لمناقشة "النظام الفيدرالي كخيار للنظام الإداري في ليبيا الجديدة،" أعلنوا فيه أن "نظام الاتحاد الفيدرالي يُعد خياراً لإقليم برقة، في إطار دولة ليبية مدنية و دستورية تكون شريعتها الإسلام."
و قررت هذه الشخصيات، في بيان صدر عن المؤتمر، تأسيس "مجلس إقليم برقة الانتقالي"، برئاسة أحمد الزبير السنوسي، مؤكدين تمسكهم بدستور عام 1951، رافضين كل التعديلات التي صدرت بشأنه منذ تعديل عام 1963، كما أعلنوا رفضهم للإعلان الدستوري الصادر عن المجلس الوطني الانتقالي.
و أكدت المجموعة، في بيانها، التمسك بقيم و مبادئ ثورة 17 فبراير/ شباط من العام الماضي، و حماية كافة حقوق الإنسان و الديمقراطية و العدالة و المساواة، كما أعلنوا رفضهم قانون الانتخابات، و توزيع مقاعد المؤتمر الوطني، و كافة القوانين و القرارات التي يعتبرون أنها تتعارض مع "صفة السلطة القائمة كسلطة انتقالية."
و يرى بعض المحللين ان اعلان شرق ليبيا اقليما فدراليا يتمتع بحكم ذاتي يمكن ان يفتح الطريق امام تقسيم هذا البلد، محذرين من تطبيق نظام فدرالي بشكل متسرع.
و قالو ان "المشكلة ليست مع الفدرالية التي تم اقتراحها بل تكمن في اعلانها في مدينة بنغازي من جانب واحد عبر حركة سياسية تسعى لاقامة منطقة حكم ذاتي" في هذا الاقليم الغني بالنفط.
و كان عدد من زعماء القبائل و السياسيين الليبيين اعلنوا في مدينة بنغازي، برقة "اقليما فدراليا" يستمد شرعيته من دستور 1951 الذي وضع إبان حكم ملك ليبيا الراحل إدريس السنوسي.
و اوضحت هذه المجموعة ان مدن الاقليم و مناطقه ستخضع للحكم الذاتي، لكنها اكدت ان المجلس الوطني الانتقالي الليبي هو الممثل الشرعي الوحيد في ليبيا في الأمور السيادية و الشؤون الخارجية.
و قال الأستاذ الجامعي الصديق بودوارة "قد يتفق الكثير على أن الفيدرالية هي أنسب شكل للحكم في ليبيا و أن ذلك ليس بالضرورة أن يمهد الطريق لتقسيم البلد".
و اضاف "لكن المسألة أصبحت مختلفة تماما عندما تم اتخاذ هذا القرار (الفيدرالية) من جانب واحد في هذه المنطقة دون أن يتم التشاور مع سكانها أو سكان الأقاليم الأخرى لليبيا، و هذا قد يتسبب في تقسيم البلاد". بحسب فرانس برس.
و كانت ليبيا اتحادا فدراليا من 1951 الى 1963 خلال حكم الملك إدريس السنوسي، و كانت مقسمة الى ثلاثة اقاليم هي برقة و طرابلس، و فزان.
و يقول انصار العودة الى الفدرالية انها ستمنع تهميش الشرق الليبي كما كان الحال منذ عقود و خاصة في فترة حكم الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، بينما يخشى المعارضون أن يشعل الصراع على السلطة قبل الانتخابات القادمة فتيل تقسيم البلاد فعليا.
و قال المحلل السياسي الليبي المقيم في بنغازي محمد بن حريز ان الفدرالية ستزيد من التوتر في ليبيا التي تسعى جاهدة لتحقيق المصالحة الوطنية بعد حرب العام الماضي، بدلا من تخفيفه.
و اضاف ان "المدافعين عن الفدرالية بالقول انها صمام امان للوحدة الوطنية مخطئون لأن الفدرالية و الوحدة تكون بين الفصائل المتناقضة التي لا يمكن أن تتعايش، على عكس الأمر في ليبيا".
و حذر من ان "توزيع الثروة النفطية قد يولد الصراع بين أقاليم ليبيا خاصة و أن معظم النفط موجود في اقليم برقة بينما يفتقر اقليما فزان و طرابلس اليه".
و ذكر "بالاحياء الفقيرة في العاصمة و في الجنوب الليبي اللتان يعانين من التهميش أيضا". و شبه الوضع الذي ستؤول اليه ليبيا اذا اعتماد هذا الخيار "بفدرالية العراق التي لم تتحقق".
من جهته، رأى جمال بن دردف عضو في الحملة الوطنية لزيادة الوعي السياسي في ليبيا، ان الاعلان هو رد فعل على المشاكل الناجمة عن "المركزية الحادة" في فترة حكم القذافي عندما كان انجاز كل الاعمال الرسمية اليومية للمواطن في العاصمة.
و قال ان هذا الامر مكلف للمواطنين و خاصة البسطاء منهم.
لكنه رأى في الوقت نفسه ان "تقسيم ليبيا الى ثلاث دول منفصلة يضمها اتحاد فيدرالي كما كان الحال في عهد النظام الملكي، قد لا يقدم افضل صيغة لان الظروف الحالية تختلف تماما عن تلك الأيام".
و اضاف ان "ليبيا بلد شاسع و المواصلات و الاتصالات لم تكن سهلة بينها" في الماضي ما يجعل الحكم الذاتي للاقاليم ضرورة. و اضاف "اليوم الاتصالات و المواصلات و شبكات الطرق سهلت الامر".
اما المحلل السياسي عبد السلام الرقيعي فرأى انه من الطبيعي لهذا البلد مناقشة ما هو نظام الحكم الذي يريدوه المواطنون، لكن اي قرارات او اجراءات لا بد ان تنتظر حتى انتخاب جمعية تأسيسية في حزيران/يونيو المقبل.
و قال ان "دعاة الفيدرالية من خلال (تكتل أو حزب) لهم الحق ديموقراطيا في ان يعبروا عن افكارهم و يبينوا نوع الحكم الذي يريدونه"، لكن "اذا كان المقصود هو انفصال هذه المنطقة (برقة) و إنشاء دولة مستقلة بها فهذه الخطوة لن تتحصل على الشرعية".
الفدرالية بداية للتقسيم
من جانب اخر حذر مفتي الديار الليبية الشيخ الصادق الغرياني من ان إعلان منطقة برقة "اقليما فدراليا اتحاديا" هو "بداية لتقسيم ليبيا" و"ابتعاد عن شرع الله"، محملا الفساد المستشري في البلاد المسؤولية عن مثل هذه الدعوات.
و قال الغرياني في بيان خاص ان "الفدرالية هي بداية التقسيم، و التقسيم يؤدي حتما إلى الخلاف، و يفتح الباب للنزاع على أشياء كثيرة، منها: مصادر الثروات، و هذا هو الذي يريده أعداء الاسلام لنا (فرق تسد)".
و اضاف المفتي "إذا استمر الفساد ضاربا أطنابه فالفدرالية لن تحل المشكلة، و الشعور بالتهميش سيستمر، و المطالبة بمزيد من الإقليمية لن يتوقف"، مؤكدا انه "كلما انقسمنا أحسسنا أننا بحاجة إلى مزيد من الانقسام، لان الفساد لا يمكن أن يتحقق معه عدل في تقسيم الثروات"، داعيا الجميع الى "الاعتصام بحبل الله".
و اعتبر الغرياني ان "الحل الحقيقي الذي يقضي على المركزية البغيضة التي هي سبب كل البلاء هو القضاء على الفساد الاداري المتفشي، و بفرض القانون، و إدارة صارمة عادلة تراقب كل مقصِّر في عمله و تعاقبه". بحسب فرانس برس.
و أشار المفتي الى أن قياس ليبيا على فدرالية الولايات المتحدة هو "مغالطة كبيرة، و خطأ فادح" لانهما "ليسا سواء لا من حيث الجغرافيا و لا تعداد السكان، فالمسافة بين بعض مدن الولايات المتحدة تصل إلى ست ساعات طيران، و تعداد سكانها يقرب من تعداد سكان العالم العربي".
و قال "لو طلبنا ولايات فديرالية تحت حكومة مركزية واحدة للوطن العربي من الرباط إلى أبو ظبي حينها يكون القياس صحيحا، لكنَّ ذلك حلم أنى لنا به".
و ناشد الغرياني الليبيين الحفاظ على وطنهم، و قال "يا أبناء ليبيا ارحموها، و لا تضيعوها بشعارات ظاهرها الرحمة و باطنها من قبله العذاب".
بدورها حذرت جماعة الاخوان المسلمين في ليبيا من ان "الفدرالية ستكون خطوة في اتجاه تمزيق ليبيا"، داعية الى التمسك ب"الوحدة الوطنية" لقيام "دولة مدنية".
و قالت الجماعة في بيان انها تعتبر "الوحدة الوطنية لليبيا هدفا اساسيا و رافدا حيويا من ثوابت ثورة 17 فبراير نحو إرساء دعائم دولة مدنية تتمتع بدرجة عالية من التجانس في إطار موحد".
و اكدت ان "المشكلة كانت مع النظام الشمولي، و الفوضوية الادارية لا يمكن أن تحل إلا بالبناء المتدرج لمؤسسات الدولة"، مشددة على ان "الادارة المحلية بمفهومها الصحيح هي البديل الامثل للفدرالية التي ستكون خطوة في اتجاه تمزيق ليبيا كما حدث في السودان".
و اعلنت رفضها "للمصالح الجهوية أو الطموحات الشخصية الضيقة التي تستهدف المراهنة على التوجه الفيدرالي كعامل ضعف للدولة الليبية".
و شددت الجماعة على ان الفدرالية "تجعل من ليبيا لقمة سائغة للتدخلات و الاختراقات الخارجية و خطوة رجعية نحو الانقسام و التشرذم"، داعية "جميع الاطراف للحوار من خلال تشكيل جماعات الضغط و الاحزاب السياسية و عرض الافكار على نطاق واسع يتيح التعرف على الفرق بين النظام السياسي للدولة و شكلها الاداري".
.......
شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 20/آذار/2012
لقي معمر القذافي مصرعه في عام 2011
ليبيا بعد التغيير...أزمات و تحديات بين الداخل و الخارج
عدل سابقا من قبل In The Zone في الخميس أكتوبر 30, 2014 8:58 pm عدل 1 مرات