قطر و الارهاب..تهم متلازمة يلفها الغموض
في جولاته المكوكية زار أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد قطر والامارات للتوصل الى حل يرضي الاطراف الخليجية ويقلص فجوة الخلافات التي اندلعت اثر الاتهامات المتبادلة بين (السعودية والامارات والبحرين) من جهة، وقطر من جهة اخرى، والتي اتهمت فيها الدول الخليجية الثلاث قطر بدعم جماعة الاخوان المسلمين وتوفير ملاذ آمن لغيرها من الجماعات الاسلامية، فيما تأزمت العلاقات والتي وصلت الى حد سحبت هذه الدول لسفرائها من الدوحة في مارس /آذار الماضي، وتأتي هذه الجهود الكويتية (و التي كلفت بها الكويت من قبل مجلس التعاون الخليجي) قبيل انعقاد القمة الخليجية في التاسع من الشهر المقبل، ويرى خبراء، ان سمعة قطر قد تضررت كثيرا بعد الحملة الخليجية التي حشدت لها السعودية (واشتركت فيها اغلب دول الخليج)، على المستوى الاقليمي والعالمي، اضافة الى سقوط الاخوان المسلمين في مصر، والشكوى المتكررة من ليبيا والعراق ومصر، والتي اتهمت فيها قطر بدعم الجماعات المتطرفة ذات الاصول الاسلامية التكفيرية، اضافة الى الاخوان المسلمين، في سعيها لتطبيق مشروعها في منطقة الشرق الاوسط.
و حاولت قطر، و هي دولة صغيرة جدا لكنها تملك الكثير من موارد الثراء الطبيعي، دعم حكم الاخوان المسلمين سياسيا و اقتصاديا في مصر، لتكون لها عمقا جيوسياسي حيوي و ضروري بالنسبة لها، الامر الذي اغضب جارتها الكبيرة، السعودية، و التي ترى في مشروع الاسلام السياسي الذي يمثله الاخوان المسلمين، تهديدا مباشرا لنظام الحكم في المملكة، اضافة الى دول خليجية اخرى تتشارك مع السعودية في نفس الرؤية، و قد ولد هذا التضارب في المصالح، حربا سياسية و اعلامية و دبلوماسية شرسة بين هذه الاطراف، التي تجتمع بصورة دورية تحت غطاء مجلس التعاون الخليجي الذي يسعى للم شمل الدول الخليجية النفطية الست، اقتصاديا و سياسيا، و انعكست اصداء هذا الخلاف، في مناطق الصراع و الازمات، خصوصا في سوريا و العراق و مصر و ليبيا.
و رفض أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مزاعم بأن بلاده تمول مقاتلي الدولة الاسلامية أثناء زيارة دولة لبريطانيا، و هذه أول زيارة رسمية يقوم بها الشيخ تميم لبريطانيا منذ ان أصبح أميرا لقطر عام 2013 و اجرى محادثات مع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون كما يجتمع مع الملكة اليزابيث، و قطر من أغنى دول العالم و استثمرت أموالا طائلة في الشركات و العقارات البريطانية، و من بين هذه الاستثمارات أعلى مبنى في لندن "ذا شارد" الذي مولته الاسرة الحاكمة في قطر و متجر هارودز الذي تملكه هيئة الاستثمار القطرية التي تمثل صندوق الثروة السيادية، غير ان تقارير وسائل اعلام بريطانية ركزت في تقارير نشرت في الفترة التي سبقت الزيارة على مزاعم سابقة من دول عربية مجاورة بمنطقة الخليج بأن قطر تستخدم ثروتها الهائلة من النفط و الغاز في دعم الاسلاميين في أرجاء منطقة الشرق الاوسط.
و اتهم وزير بالحكومة الالمانية قطر في اغسطس اب بتمويل مقاتلي الدولة الاسلامية و عبرت الولايات المتحدة عن قلقها بشأن تمويل أفراد أو جمعيات خيرية في الدول العربية رغم ان قطر انضمت الى الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد أهداف لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، و في سبتمبر ايلول قال الشيخ تميم ان بلاده لا تساعد الدولة الاسلامية في العراق أو سوريا و أبلغ المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل بأن أمن بلاده ذاتها في خطر من المتشددين، لكن أعضاء في البرلمان البريطاني دعوا كاميرون لاثارة القضية عندما يجتمع مع الشيخ تميم، و قال المتحدث الرسمي باسم كاميرون ان التعامل مع التطرف سيكون على الارجح ضمن جدول اعمال المباحثات، و أطلقت بريطانيا مبادرة دبلوماسية تستهدف وقف تمويل المقاتلين المتطرفين في العراق و سوريا نالت تأييدا بالإجماع في مجلس الامن الدولي في اغسطس اب، و يهدد القرار بفرض عقوبات على أي بلد يتضح انه يتعامل مباشرة أو بصفة غير مباشرة مع الدولة الاسلامية، و من المرجح أيضا ان يواجه الشيخ تميم الذي تخرج من أكاديمية ساندهيرست العسكرية في بريطانيا عام 1998 أسئلة بشأن اساءة معاملة العمال المهاجرين الذين يساعدون قطر في الاستعداد لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022، و تقول قطر إنها اتخذت اجراءات لتحسين أحوال العمال و حقوقهم. بحسب رويترز.
التعامل مع المتشددين
بدوره دافع وزير الخارجية القطري خالد العطية عن صلات حكومته بجماعات مسلحة متشددة في الشرق الاوسط و مشاركتها في التفاوض على اطلاق سراح رهائن لكنه نفى ان تكون بلاده دفعت أي فدية لنيل حريتهم، و في اجابته على سؤال بعد ان القى كلمة في معهد وودرو ويلسون للشؤون العامة و الدولية بجامعة برينستون في ولاية نيوجيرزي الامريكية، قال العطية "قطر لا تدفع فديات، مرة اخرى، قطر لن تعتذر عن أي روح او حياة أنقذناها في سوريا، إذا كان بإمكاننا ان نتوسط لإنقاذ روح اخرى فإننا سنفعل هذا"، و توسط البلد العربي الخليجي الغني بموارد الطاقة (الذي يساند بعض فصائل المعارضة المسلحة في قتالها للإطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد) في اطلاق سراح رهائن اجانب و سوريين في بضع مناسبات اثناء الحرب الاهلية في سوريا التي بدأت قبل ثلاث سنوات.
و تدعم قطر الضربات الجوية الامريكية ضد تنظيم الدولة الاسلامية المتشدد في سوريا و ساهمت بطائرة مقاتلة في الليلة الاولى للهجمات لكنها لا تضطلع بدور نشط في العملية، و من بين حلفاء الولايات المتحدة الاخرين انضم الاردن و البحرين و دولة الامارات العربية المتحدة و السعودية الى الضربات الجوية، و رغم ان الدول الخليجية جميعها تعارض الاسد إلا ان قطر تتعرض منذ وقت طويل لانتقادات (بما في ذلك من جيرانها العرب الخليجيين) لاستخدامها اموالا من عائدات ثروتها الضخمة من النفط و الغاز لمساندة اسلاميين في ارجاء المنطقة بما في ذلك جماعات داخل سوريا، و أكدت قطر للغرب في 24 سبتمبر ايلول انها لا تساعد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق و سوريا. بحسب رويترز.
و في سبتمبر ايلول ساعدت قطر في التفاوض على اطلاق سراح 45 جنديا فيجيا من قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة المنتشرة على الحدود السورية/الاسرائيلية بعد ان تعرضت لهجوم من جماعات اسلامية متشددة من بينها جبهة النصرة (و هي فرع للقاعدة) في المنطقة المضطربة بين سوريا و اسرائيل، و قال العطية "الفيجيون كانوا يعملون بشكل وثيق معنا و لهذا هم شاهدوا خطواتنا و تحركنا لاطلاق سراح جنودهم، نحن لا نؤمن بدفع فدى، هذه طريقة أخرى للدعم (يمكنكم أن تصفوها بانها دعم من خلال الباب الخلفي) و هذا ما لا نفعله"، و من بين الرهائن الذين ساعدت قطر في تأمين اطلاق سلاحهم بيتر ثيو كيرتس و هو امريكي احتجزته جبهة النصرة حوالي عامين و13 راهبة من الروم الارثوذكس في مارس اذار بعد ان احتجزهن مقاتلون اسلاميون لاكثر من ثلاثة اشهر، و حدد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي مقره بريطانيا هوية محتجزي الراهبات بانهم من جبهة النصرة.
و طمأن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الغرب بأن بلاده لا تمول الدولة الاسلامية في سوريا و العراق و أبلغ ألمانيا بأن المتشددين يعرضون للخطر أمن الدولة الخليجية، وك ان وزير ألماني قد اتهم قطر الشهر الماضي بتمويل متشددي الدولة الاسلامية في حين عبرت الولايات المتحدة عن القلق تجاه التمويل القادم من دول عربية رغم أن الدوحة وعدت بدعم الجهود التي تقودها واشنطن لمكافحة الدولة الاسلامية، و قال الأمير خلال مؤتمر صحفي مع ميركل إن ما يحدث في العراق و سوريا هو تطرف و إن المنظمات التي تقوم بذلك تحصل على تمويل من الخارج لكن قطر لم و لن تدعم هذه المنظمات مطلقا، من جانبها قالت ميركل إن الأمير أكد لها أن أمن بلاده ايضا معرض للخطر في المعركة ضد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية و إنه "لا يوجد سبب لديها لكي لا تصدق ما قاله الأمير".
و تواجه قطر منذ فترة طويلة انتقادات من عدة دول بينها دول خليجية عربية مجاورة لاستخدام ثروتها الضخمة من الغاز و النفط لدعم الاسلاميين في المنطقة، و قال وزير التنمية الألماني جيرد مولر الشهر الماضي إن قطر هي "الكلمة المفتاح" فيما يتعلق بتمويل الدولة الاسلامية، و اضطرت برلين فيما بعد للاعتذار للدوحة، و تحركت قطر لاعادة تنظيم المعونات الخيرية لتبديد بواعث القلق الخاصة بالتمويل و كانت واحدة من عشر دول عربية وافقت على اتخاذ مزيد من الاجراءات لوقف تدفق الأموال على مقاتلي الدولة الاسلامية في خطوة رحبت بها ميركل، و اجتمع عدد من رؤساء الشركات الألمان و القطريين أيضا في برلين وقالت ميركل إن ألمانيا صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا تقدر أن "قطر مستثمر استراتيجي" يتبع اسلوبا طويل المدى.
و يمتلك رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني حصة في مصرف دويتش بانك و تمتلك قطر حصة بنسبة 17 في المئة في فولكس فاجن و طلبت شركة الطيران القطرية من شركة إيرباص الفرنسية الألمانية تزويدها بعدد من طائرات الركاب العملاقة من طراز إيه 380، و قالت ميركل إنها تأمل في زيادة التعاون في مجال الطاقة حيث تم اتخاذ "خطوات أولية" بالفعل في مجال الغاز الطبيعي المسال، و من المقرر أن يلتقي الأمير أيضا مع رؤساء شركات ألمان و وزير الاقتصاد الألماني سيجمار جابرييل المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي و الذي عرقل هذا العام مبيعات اسلحة لقطر بسبب القلق من دعمها لجماعات اسلامية متشددة، و تسبب ذلك في تعليق طلب قطري للحصول على صفقة صواريخ مضادة للدبابات من فرنسا لحاجتها لقطع غيار من ألمانيا منعت برلين تصديرها، و كان ذلك تغيرا في الموقف عما فعله ائتلاف يمين الوسط السابق بزعامة ميركل الذي سمح ببيع 62 دبابة لقطر، و تطرقت ميركل بصفتها مستشارة البلد الفائز بكأس العالم الأخيرة لكرة القدم إلى ما أثير في تقارير وسائل الإعلام عن ظروف العمل السيئة و الحوادث المميتة بين آلاف العمال الأجانب الذين يعملون في مشروعات استعدادا لكأس العالم عام 2022 الذي تستضيفه قطر، و قالت ميركل "أوضحت بجلاء أننا نريد ظروفا أفضل للعمال الضيوف في إحدى أغنى الدول، أبلغني الأمير أن الأمور ستتغير و سوف يتعاملون مع الانتقادات".
الى ذلك أصدرت قطر قانونا جديدا لتنظيم عمل الجمعيات الخيرية في هذه الدولة الخليجية وسط قلق متزايد في الغرب بسبب التمويل الذي حصل عليه مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية، و ذكرت وسائل إعلام محلية أن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر صادق على القانون الذي يستهدف المنظمات الخيرية التي تشتغل بالسياسة و تلك التي ترسل أموالا للخارج أو تتلقي تمويلا من الخارج، و قالت صحيفة بيننسيولا التي تصدر باللغة الإنجليزية في الدوحة إن الجمعيات التي تخالف القواعد التنظيمية قد تغلق، و أضافت أن الذين ينتهكون القانون قد يعاقبون بالسجن مدة تصل إلى ثلاث سنوات و غرامة قدرها 100 ألف ريال قطري (27464 دولارا).
اتهامات ليبية
فيما نفت قطر اتهامات رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني بانها ارسلت ثلاث طائرات عسكرية محملة بالاسلحة الى مطار في طرابلس تسيطر عليه جماعة معارضة مسلحة، و في بيان نشرته وكالة الانباء القطرية قال مساعد وزير الخارجية القطرية للشؤون الخارجية محمد بن عبد الله الرميحي ان هذه المزاعم مضللة و لا أساس لها من الصحة، و نقلت الوكالة عن الرميحي قوله في البيان "هذه المزاعم و الادعاءات مضللة و ليس لها أساس من الصحة و ان سياسة دولة قطر تقوم على مرتكزات واضحة و ثابتة وهي الاحترام المتبادل و عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى"، و يقول محللون ان ليبيا أصبحت منطقة صراع على النفوذ بين القوى الاقليمية مع احتمال تحولها الى دولة فاشلة أو حتى سقوطها في حرب أهلية بعد ثلاث سنوات من الاطاحة بمعمر القذافي.
و مولت قطر المعارضة المسلحة التي ساعدت على سقوط القذافي و هي حليف للاخوان المسلمين و هي جماعة لها أتباع في العديد من الدول الاسلامية و أيضا لها صلات بجماعة مسلحة معارضة تسيطر الان على طرابلس، و قال الرميحي إن على الثني التحقق من صحة المعلومات قبل ان يدلي بتصريحات عامة و قال "كان من الاجدر بالسيد الثني تحري الدقة قبل إطلاق مثل هذه التصريحات سيما و انه لم ينبس ببنت شفة ضد قصف بلده و مواطنيه بالطائرات مؤخرا"، و كان يشير بذلك الى ما أكدته الولايات المتحدة عن قيام دولة الامارات العربية المتحدة المناهضة للإسلاميين بقصف مواقع تسيطر عليها المعارضة المسلحة في ليبيا قبل أيام من سيطرة تلك القوات على العاصمة الشهر الماضي.
و نفى رئيس الوزراء الليبي هذه الاتهامات لكنه قال دون تفاصيل ان دولة الامارات تدعم ليبيا، و لم تعلق دولة الامارات على هذه المزاعم بشكل مباشر، و تقف قطر و دولة الامارات على طرفي نقيض بشأن دور الاسلاميين في السياسة العربية، و تشعر السعودية و الامارات و البحرين بالاستياء من دعم قطر للاخوان المسلمين، و استدعت الدول الثلاث سفراءها من قطر في مارس آذار متهمين الدوحة بعدم الالتزام باتفاق لعدم التدخل في شؤون الدول الاخرى، و تنفي قطر ذلك، و في مؤشر على ان هذه الضغوط تؤتي ثمارها قال الاخوان المسلمون ان قطر طلبت من سبعة من قيادات الجماعة مغادرة البلاد. بحسب رويترز.
القتال ضد داعش
من جانب اخر حذر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني من أن المعركة التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد لن تنجح إذا ظل الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، و قصفت قوات أمريكية و عربية أهدافا للتنظيم في شمال و شرق سوريا بعد ضربات جوية نفذتها واشنطن ضد التنظيم في العراق في أوائل أغسطس آب، و قال الشيخ تميم "نعم ينبغي أن نتصدى للإرهاب لكنني أعتقد أن السبب الرئيسي لكل ذلك هو النظام في سوريا و هذا النظام ينبغي أن يعاقب"، و وفقا لنص المقابلة تابع الأمير "إذا اعتقدنا أننا سنتخلص من الحركات الإرهابية و نترك هذه الأنظمة (و لا سيما هذا النظام) يقوم بما يقوم به فإن هذه الحركات الإرهابية ستعود من جديد". بحسب رويترز.
و استغل مقاتلو الدولة الإسلامية الفوضى الناجمة عن الحرب الأهلية في سوريا (التي دخلت عامها الرابع و التي وضعت الأسد و حلفاءه في مواجهة مع مقاتلي معارضة أغلبهم من السنة و المتشددين الإسلاميين) للسيطرة على أراض في المحافظات الشرقية في البلاد، و أيدت قطر التي أرسلت أموالا و أسلحة لمقاتلي المعارضة الذين يحاربون الأسد الضربات الجوية الأمريكية ضد الدولة الإسلامية و ساهمت بطائرة واحدة في أول ليلة من الغارات، و انضمت دول عربية أخرى حليفة للولايات المتحدة هي الأردن و البحرين و الإمارات و السعودية للغارات، و تأتي الغارات الجوية في أعقاب تنامي القلق في العواصم الغربية و العربية بعد أن اجتاح التنظيم مناطق واسعة في العراق في يونيو حزيران و أعلن دولة الخلافة و ذبح أسرى و خير الشيعة و غير المسلمين بين اعتناق الإسلام حسب رؤيتهم له و بين الموت.
.......
شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 9/تشرين الثاني/2014
في جولاته المكوكية زار أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد قطر والامارات للتوصل الى حل يرضي الاطراف الخليجية ويقلص فجوة الخلافات التي اندلعت اثر الاتهامات المتبادلة بين (السعودية والامارات والبحرين) من جهة، وقطر من جهة اخرى، والتي اتهمت فيها الدول الخليجية الثلاث قطر بدعم جماعة الاخوان المسلمين وتوفير ملاذ آمن لغيرها من الجماعات الاسلامية، فيما تأزمت العلاقات والتي وصلت الى حد سحبت هذه الدول لسفرائها من الدوحة في مارس /آذار الماضي، وتأتي هذه الجهود الكويتية (و التي كلفت بها الكويت من قبل مجلس التعاون الخليجي) قبيل انعقاد القمة الخليجية في التاسع من الشهر المقبل، ويرى خبراء، ان سمعة قطر قد تضررت كثيرا بعد الحملة الخليجية التي حشدت لها السعودية (واشتركت فيها اغلب دول الخليج)، على المستوى الاقليمي والعالمي، اضافة الى سقوط الاخوان المسلمين في مصر، والشكوى المتكررة من ليبيا والعراق ومصر، والتي اتهمت فيها قطر بدعم الجماعات المتطرفة ذات الاصول الاسلامية التكفيرية، اضافة الى الاخوان المسلمين، في سعيها لتطبيق مشروعها في منطقة الشرق الاوسط.
و حاولت قطر، و هي دولة صغيرة جدا لكنها تملك الكثير من موارد الثراء الطبيعي، دعم حكم الاخوان المسلمين سياسيا و اقتصاديا في مصر، لتكون لها عمقا جيوسياسي حيوي و ضروري بالنسبة لها، الامر الذي اغضب جارتها الكبيرة، السعودية، و التي ترى في مشروع الاسلام السياسي الذي يمثله الاخوان المسلمين، تهديدا مباشرا لنظام الحكم في المملكة، اضافة الى دول خليجية اخرى تتشارك مع السعودية في نفس الرؤية، و قد ولد هذا التضارب في المصالح، حربا سياسية و اعلامية و دبلوماسية شرسة بين هذه الاطراف، التي تجتمع بصورة دورية تحت غطاء مجلس التعاون الخليجي الذي يسعى للم شمل الدول الخليجية النفطية الست، اقتصاديا و سياسيا، و انعكست اصداء هذا الخلاف، في مناطق الصراع و الازمات، خصوصا في سوريا و العراق و مصر و ليبيا.
و رفض أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مزاعم بأن بلاده تمول مقاتلي الدولة الاسلامية أثناء زيارة دولة لبريطانيا، و هذه أول زيارة رسمية يقوم بها الشيخ تميم لبريطانيا منذ ان أصبح أميرا لقطر عام 2013 و اجرى محادثات مع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون كما يجتمع مع الملكة اليزابيث، و قطر من أغنى دول العالم و استثمرت أموالا طائلة في الشركات و العقارات البريطانية، و من بين هذه الاستثمارات أعلى مبنى في لندن "ذا شارد" الذي مولته الاسرة الحاكمة في قطر و متجر هارودز الذي تملكه هيئة الاستثمار القطرية التي تمثل صندوق الثروة السيادية، غير ان تقارير وسائل اعلام بريطانية ركزت في تقارير نشرت في الفترة التي سبقت الزيارة على مزاعم سابقة من دول عربية مجاورة بمنطقة الخليج بأن قطر تستخدم ثروتها الهائلة من النفط و الغاز في دعم الاسلاميين في أرجاء منطقة الشرق الاوسط.
و اتهم وزير بالحكومة الالمانية قطر في اغسطس اب بتمويل مقاتلي الدولة الاسلامية و عبرت الولايات المتحدة عن قلقها بشأن تمويل أفراد أو جمعيات خيرية في الدول العربية رغم ان قطر انضمت الى الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد أهداف لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، و في سبتمبر ايلول قال الشيخ تميم ان بلاده لا تساعد الدولة الاسلامية في العراق أو سوريا و أبلغ المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل بأن أمن بلاده ذاتها في خطر من المتشددين، لكن أعضاء في البرلمان البريطاني دعوا كاميرون لاثارة القضية عندما يجتمع مع الشيخ تميم، و قال المتحدث الرسمي باسم كاميرون ان التعامل مع التطرف سيكون على الارجح ضمن جدول اعمال المباحثات، و أطلقت بريطانيا مبادرة دبلوماسية تستهدف وقف تمويل المقاتلين المتطرفين في العراق و سوريا نالت تأييدا بالإجماع في مجلس الامن الدولي في اغسطس اب، و يهدد القرار بفرض عقوبات على أي بلد يتضح انه يتعامل مباشرة أو بصفة غير مباشرة مع الدولة الاسلامية، و من المرجح أيضا ان يواجه الشيخ تميم الذي تخرج من أكاديمية ساندهيرست العسكرية في بريطانيا عام 1998 أسئلة بشأن اساءة معاملة العمال المهاجرين الذين يساعدون قطر في الاستعداد لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022، و تقول قطر إنها اتخذت اجراءات لتحسين أحوال العمال و حقوقهم. بحسب رويترز.
التعامل مع المتشددين
بدوره دافع وزير الخارجية القطري خالد العطية عن صلات حكومته بجماعات مسلحة متشددة في الشرق الاوسط و مشاركتها في التفاوض على اطلاق سراح رهائن لكنه نفى ان تكون بلاده دفعت أي فدية لنيل حريتهم، و في اجابته على سؤال بعد ان القى كلمة في معهد وودرو ويلسون للشؤون العامة و الدولية بجامعة برينستون في ولاية نيوجيرزي الامريكية، قال العطية "قطر لا تدفع فديات، مرة اخرى، قطر لن تعتذر عن أي روح او حياة أنقذناها في سوريا، إذا كان بإمكاننا ان نتوسط لإنقاذ روح اخرى فإننا سنفعل هذا"، و توسط البلد العربي الخليجي الغني بموارد الطاقة (الذي يساند بعض فصائل المعارضة المسلحة في قتالها للإطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد) في اطلاق سراح رهائن اجانب و سوريين في بضع مناسبات اثناء الحرب الاهلية في سوريا التي بدأت قبل ثلاث سنوات.
و تدعم قطر الضربات الجوية الامريكية ضد تنظيم الدولة الاسلامية المتشدد في سوريا و ساهمت بطائرة مقاتلة في الليلة الاولى للهجمات لكنها لا تضطلع بدور نشط في العملية، و من بين حلفاء الولايات المتحدة الاخرين انضم الاردن و البحرين و دولة الامارات العربية المتحدة و السعودية الى الضربات الجوية، و رغم ان الدول الخليجية جميعها تعارض الاسد إلا ان قطر تتعرض منذ وقت طويل لانتقادات (بما في ذلك من جيرانها العرب الخليجيين) لاستخدامها اموالا من عائدات ثروتها الضخمة من النفط و الغاز لمساندة اسلاميين في ارجاء المنطقة بما في ذلك جماعات داخل سوريا، و أكدت قطر للغرب في 24 سبتمبر ايلول انها لا تساعد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق و سوريا. بحسب رويترز.
و في سبتمبر ايلول ساعدت قطر في التفاوض على اطلاق سراح 45 جنديا فيجيا من قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة المنتشرة على الحدود السورية/الاسرائيلية بعد ان تعرضت لهجوم من جماعات اسلامية متشددة من بينها جبهة النصرة (و هي فرع للقاعدة) في المنطقة المضطربة بين سوريا و اسرائيل، و قال العطية "الفيجيون كانوا يعملون بشكل وثيق معنا و لهذا هم شاهدوا خطواتنا و تحركنا لاطلاق سراح جنودهم، نحن لا نؤمن بدفع فدى، هذه طريقة أخرى للدعم (يمكنكم أن تصفوها بانها دعم من خلال الباب الخلفي) و هذا ما لا نفعله"، و من بين الرهائن الذين ساعدت قطر في تأمين اطلاق سلاحهم بيتر ثيو كيرتس و هو امريكي احتجزته جبهة النصرة حوالي عامين و13 راهبة من الروم الارثوذكس في مارس اذار بعد ان احتجزهن مقاتلون اسلاميون لاكثر من ثلاثة اشهر، و حدد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي مقره بريطانيا هوية محتجزي الراهبات بانهم من جبهة النصرة.
و طمأن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الغرب بأن بلاده لا تمول الدولة الاسلامية في سوريا و العراق و أبلغ ألمانيا بأن المتشددين يعرضون للخطر أمن الدولة الخليجية، وك ان وزير ألماني قد اتهم قطر الشهر الماضي بتمويل متشددي الدولة الاسلامية في حين عبرت الولايات المتحدة عن القلق تجاه التمويل القادم من دول عربية رغم أن الدوحة وعدت بدعم الجهود التي تقودها واشنطن لمكافحة الدولة الاسلامية، و قال الأمير خلال مؤتمر صحفي مع ميركل إن ما يحدث في العراق و سوريا هو تطرف و إن المنظمات التي تقوم بذلك تحصل على تمويل من الخارج لكن قطر لم و لن تدعم هذه المنظمات مطلقا، من جانبها قالت ميركل إن الأمير أكد لها أن أمن بلاده ايضا معرض للخطر في المعركة ضد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية و إنه "لا يوجد سبب لديها لكي لا تصدق ما قاله الأمير".
و تواجه قطر منذ فترة طويلة انتقادات من عدة دول بينها دول خليجية عربية مجاورة لاستخدام ثروتها الضخمة من الغاز و النفط لدعم الاسلاميين في المنطقة، و قال وزير التنمية الألماني جيرد مولر الشهر الماضي إن قطر هي "الكلمة المفتاح" فيما يتعلق بتمويل الدولة الاسلامية، و اضطرت برلين فيما بعد للاعتذار للدوحة، و تحركت قطر لاعادة تنظيم المعونات الخيرية لتبديد بواعث القلق الخاصة بالتمويل و كانت واحدة من عشر دول عربية وافقت على اتخاذ مزيد من الاجراءات لوقف تدفق الأموال على مقاتلي الدولة الاسلامية في خطوة رحبت بها ميركل، و اجتمع عدد من رؤساء الشركات الألمان و القطريين أيضا في برلين وقالت ميركل إن ألمانيا صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا تقدر أن "قطر مستثمر استراتيجي" يتبع اسلوبا طويل المدى.
و يمتلك رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني حصة في مصرف دويتش بانك و تمتلك قطر حصة بنسبة 17 في المئة في فولكس فاجن و طلبت شركة الطيران القطرية من شركة إيرباص الفرنسية الألمانية تزويدها بعدد من طائرات الركاب العملاقة من طراز إيه 380، و قالت ميركل إنها تأمل في زيادة التعاون في مجال الطاقة حيث تم اتخاذ "خطوات أولية" بالفعل في مجال الغاز الطبيعي المسال، و من المقرر أن يلتقي الأمير أيضا مع رؤساء شركات ألمان و وزير الاقتصاد الألماني سيجمار جابرييل المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي و الذي عرقل هذا العام مبيعات اسلحة لقطر بسبب القلق من دعمها لجماعات اسلامية متشددة، و تسبب ذلك في تعليق طلب قطري للحصول على صفقة صواريخ مضادة للدبابات من فرنسا لحاجتها لقطع غيار من ألمانيا منعت برلين تصديرها، و كان ذلك تغيرا في الموقف عما فعله ائتلاف يمين الوسط السابق بزعامة ميركل الذي سمح ببيع 62 دبابة لقطر، و تطرقت ميركل بصفتها مستشارة البلد الفائز بكأس العالم الأخيرة لكرة القدم إلى ما أثير في تقارير وسائل الإعلام عن ظروف العمل السيئة و الحوادث المميتة بين آلاف العمال الأجانب الذين يعملون في مشروعات استعدادا لكأس العالم عام 2022 الذي تستضيفه قطر، و قالت ميركل "أوضحت بجلاء أننا نريد ظروفا أفضل للعمال الضيوف في إحدى أغنى الدول، أبلغني الأمير أن الأمور ستتغير و سوف يتعاملون مع الانتقادات".
الى ذلك أصدرت قطر قانونا جديدا لتنظيم عمل الجمعيات الخيرية في هذه الدولة الخليجية وسط قلق متزايد في الغرب بسبب التمويل الذي حصل عليه مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية، و ذكرت وسائل إعلام محلية أن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر صادق على القانون الذي يستهدف المنظمات الخيرية التي تشتغل بالسياسة و تلك التي ترسل أموالا للخارج أو تتلقي تمويلا من الخارج، و قالت صحيفة بيننسيولا التي تصدر باللغة الإنجليزية في الدوحة إن الجمعيات التي تخالف القواعد التنظيمية قد تغلق، و أضافت أن الذين ينتهكون القانون قد يعاقبون بالسجن مدة تصل إلى ثلاث سنوات و غرامة قدرها 100 ألف ريال قطري (27464 دولارا).
اتهامات ليبية
فيما نفت قطر اتهامات رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني بانها ارسلت ثلاث طائرات عسكرية محملة بالاسلحة الى مطار في طرابلس تسيطر عليه جماعة معارضة مسلحة، و في بيان نشرته وكالة الانباء القطرية قال مساعد وزير الخارجية القطرية للشؤون الخارجية محمد بن عبد الله الرميحي ان هذه المزاعم مضللة و لا أساس لها من الصحة، و نقلت الوكالة عن الرميحي قوله في البيان "هذه المزاعم و الادعاءات مضللة و ليس لها أساس من الصحة و ان سياسة دولة قطر تقوم على مرتكزات واضحة و ثابتة وهي الاحترام المتبادل و عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى"، و يقول محللون ان ليبيا أصبحت منطقة صراع على النفوذ بين القوى الاقليمية مع احتمال تحولها الى دولة فاشلة أو حتى سقوطها في حرب أهلية بعد ثلاث سنوات من الاطاحة بمعمر القذافي.
و مولت قطر المعارضة المسلحة التي ساعدت على سقوط القذافي و هي حليف للاخوان المسلمين و هي جماعة لها أتباع في العديد من الدول الاسلامية و أيضا لها صلات بجماعة مسلحة معارضة تسيطر الان على طرابلس، و قال الرميحي إن على الثني التحقق من صحة المعلومات قبل ان يدلي بتصريحات عامة و قال "كان من الاجدر بالسيد الثني تحري الدقة قبل إطلاق مثل هذه التصريحات سيما و انه لم ينبس ببنت شفة ضد قصف بلده و مواطنيه بالطائرات مؤخرا"، و كان يشير بذلك الى ما أكدته الولايات المتحدة عن قيام دولة الامارات العربية المتحدة المناهضة للإسلاميين بقصف مواقع تسيطر عليها المعارضة المسلحة في ليبيا قبل أيام من سيطرة تلك القوات على العاصمة الشهر الماضي.
و نفى رئيس الوزراء الليبي هذه الاتهامات لكنه قال دون تفاصيل ان دولة الامارات تدعم ليبيا، و لم تعلق دولة الامارات على هذه المزاعم بشكل مباشر، و تقف قطر و دولة الامارات على طرفي نقيض بشأن دور الاسلاميين في السياسة العربية، و تشعر السعودية و الامارات و البحرين بالاستياء من دعم قطر للاخوان المسلمين، و استدعت الدول الثلاث سفراءها من قطر في مارس آذار متهمين الدوحة بعدم الالتزام باتفاق لعدم التدخل في شؤون الدول الاخرى، و تنفي قطر ذلك، و في مؤشر على ان هذه الضغوط تؤتي ثمارها قال الاخوان المسلمون ان قطر طلبت من سبعة من قيادات الجماعة مغادرة البلاد. بحسب رويترز.
القتال ضد داعش
من جانب اخر حذر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني من أن المعركة التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد لن تنجح إذا ظل الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، و قصفت قوات أمريكية و عربية أهدافا للتنظيم في شمال و شرق سوريا بعد ضربات جوية نفذتها واشنطن ضد التنظيم في العراق في أوائل أغسطس آب، و قال الشيخ تميم "نعم ينبغي أن نتصدى للإرهاب لكنني أعتقد أن السبب الرئيسي لكل ذلك هو النظام في سوريا و هذا النظام ينبغي أن يعاقب"، و وفقا لنص المقابلة تابع الأمير "إذا اعتقدنا أننا سنتخلص من الحركات الإرهابية و نترك هذه الأنظمة (و لا سيما هذا النظام) يقوم بما يقوم به فإن هذه الحركات الإرهابية ستعود من جديد". بحسب رويترز.
و استغل مقاتلو الدولة الإسلامية الفوضى الناجمة عن الحرب الأهلية في سوريا (التي دخلت عامها الرابع و التي وضعت الأسد و حلفاءه في مواجهة مع مقاتلي معارضة أغلبهم من السنة و المتشددين الإسلاميين) للسيطرة على أراض في المحافظات الشرقية في البلاد، و أيدت قطر التي أرسلت أموالا و أسلحة لمقاتلي المعارضة الذين يحاربون الأسد الضربات الجوية الأمريكية ضد الدولة الإسلامية و ساهمت بطائرة واحدة في أول ليلة من الغارات، و انضمت دول عربية أخرى حليفة للولايات المتحدة هي الأردن و البحرين و الإمارات و السعودية للغارات، و تأتي الغارات الجوية في أعقاب تنامي القلق في العواصم الغربية و العربية بعد أن اجتاح التنظيم مناطق واسعة في العراق في يونيو حزيران و أعلن دولة الخلافة و ذبح أسرى و خير الشيعة و غير المسلمين بين اعتناق الإسلام حسب رؤيتهم له و بين الموت.
.......
شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 9/تشرين الثاني/2014