التفقّه في الدين.. مسؤوليتك كشاب
التفقّه في الدين مسؤوليتك كشاب منذ أن تطأ قدمك ساحة البلوغ.
وهي مسؤولية
تتطلّب التعرف على حلال الله وحرامه في شؤون الحياة كلّها.
إنّ الثقافة الفقهية ليست حاجة كمالية بل هي حاجة أساسية على اعتبار أنّها
تحدد لك موقفك الشرعي من الأحداث والسلوك والمعاملات والعلاقات، ذلك أنّ
الشرعية هي قانون الحياة الإسلامية ودستورها، وأي جهل بالقانون يؤدِّي لا
محالة إلى عدد من المخالفات التي تضر بالمخالف نفسه من جهة وبمن يتعامل
معهم في المحيط الإجتماعي من جهة ثانية.
فالحلال ما سمحت به الشريعة ورخصت العمل به. والحرام ما لا تجوّز فعله، فهو
خط أحمر.
والحلال أوسع دائرة من الحرام..وما حرّم الله شيئاً إلّا وفيه
ضرر وأذى، وما أحلّ شيئاً إلا وفيه نفع ومصلحة سواء عرفنا النفع هنا والضرر
هناك أو لم نعرف.
والشريعة الإسلامية هي أشبه بإشارات المرور في شوارع الحياة..منها ما هو
أخضر يفتح المجال للحركة بشروط، ومنها ما هو أصفر يدعو للتوقّف والتريث،
ومنها ما هو أحمر يمنع الحركة ويجمدها، ومنها ما هو مفتوح بلا قيد ولا شرط.
والمسؤولية الشرعية تتطلّب منِّي كشاب أن لا أقدم رجلاً ولا أؤخر أخرى إلّا
في معرفة: هل هذا يرضي الله أن يسخطه؟
هل هذا ما أجازه بحدود أم لم يجزه
مطلقاً؟
هل يكره لي أن أفعل ذلك أم أنّه يستحب، أم أنّه مباح؟
إنّ الطريق إلى هذه المسؤولية يمر عبر الرجوع إلى الأمناء على الشريعة ممن
وثق الناس بعملهم وبدينهم وبأخلاقهم ممن يستنبطون أحكام الحلال والحرام من
مصادرها الشرعية المعتبرة.
ثمّ إنّ السؤال عن كل ما يعترض طريق الشاب من أمر لا يعلم هل هو مما يقع في
دائرة رضا الله أو خارج تلك الدائرة، يقلّل من احتمالات الإنزلاق في مطبات
المخالفة الشرعية والوقوع في الإثم والمعصية.
لقد سادت النظرة إلى أنّ التفقّه في الدِّين يعني التعرُّف على مسائل
الصلاة والصيام والزكاة والطهارة ونسيان ما عدا ذلك من حركة الشريعة في
مدار الحياة كلّها، حتى جاء في الحديث: "ما من واقعة إلّا ولها حكم".
كما
أنّ التفقّه بالدِّين أخذ معنى أوسع من المعنى الدارج فهو وسيلة لإصلاح
المعتقدات والأخلاق والأعمال، والإنسان من خلال معرفته بالدِّين يتمكّن من
التفريق بين العقيدة الصحيحة والخرافات، وبين الفضائل والرذائل، والخير
والشرّ، ومن ثمّ فإنّ التفقّه في الدِّين يعني معرفة طريق السعادة في جميع
الشؤون المادية والمعنوية فالتفقّه بالدِّين بشكل جامع وكامل هو أساس سمو
وتكامل الإنسان، وطريق للوصول إلى أعلى درجات الإنسانية.
عن موسى ابن جعفر : "الفقه مفتاح البصيرة، وتمام العبادة والسبب إلى المنازل
الرفيعة")(*).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- الهامش:
(*) الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب، محمّد تقي فلسفي، ص309.
البلاغ
التفقّه في الدين مسؤوليتك كشاب منذ أن تطأ قدمك ساحة البلوغ.
وهي مسؤولية
تتطلّب التعرف على حلال الله وحرامه في شؤون الحياة كلّها.
إنّ الثقافة الفقهية ليست حاجة كمالية بل هي حاجة أساسية على اعتبار أنّها
تحدد لك موقفك الشرعي من الأحداث والسلوك والمعاملات والعلاقات، ذلك أنّ
الشرعية هي قانون الحياة الإسلامية ودستورها، وأي جهل بالقانون يؤدِّي لا
محالة إلى عدد من المخالفات التي تضر بالمخالف نفسه من جهة وبمن يتعامل
معهم في المحيط الإجتماعي من جهة ثانية.
فالحلال ما سمحت به الشريعة ورخصت العمل به. والحرام ما لا تجوّز فعله، فهو
خط أحمر.
والحلال أوسع دائرة من الحرام..وما حرّم الله شيئاً إلّا وفيه
ضرر وأذى، وما أحلّ شيئاً إلا وفيه نفع ومصلحة سواء عرفنا النفع هنا والضرر
هناك أو لم نعرف.
والشريعة الإسلامية هي أشبه بإشارات المرور في شوارع الحياة..منها ما هو
أخضر يفتح المجال للحركة بشروط، ومنها ما هو أصفر يدعو للتوقّف والتريث،
ومنها ما هو أحمر يمنع الحركة ويجمدها، ومنها ما هو مفتوح بلا قيد ولا شرط.
والمسؤولية الشرعية تتطلّب منِّي كشاب أن لا أقدم رجلاً ولا أؤخر أخرى إلّا
في معرفة: هل هذا يرضي الله أن يسخطه؟
هل هذا ما أجازه بحدود أم لم يجزه
مطلقاً؟
هل يكره لي أن أفعل ذلك أم أنّه يستحب، أم أنّه مباح؟
إنّ الطريق إلى هذه المسؤولية يمر عبر الرجوع إلى الأمناء على الشريعة ممن
وثق الناس بعملهم وبدينهم وبأخلاقهم ممن يستنبطون أحكام الحلال والحرام من
مصادرها الشرعية المعتبرة.
ثمّ إنّ السؤال عن كل ما يعترض طريق الشاب من أمر لا يعلم هل هو مما يقع في
دائرة رضا الله أو خارج تلك الدائرة، يقلّل من احتمالات الإنزلاق في مطبات
المخالفة الشرعية والوقوع في الإثم والمعصية.
لقد سادت النظرة إلى أنّ التفقّه في الدِّين يعني التعرُّف على مسائل
الصلاة والصيام والزكاة والطهارة ونسيان ما عدا ذلك من حركة الشريعة في
مدار الحياة كلّها، حتى جاء في الحديث: "ما من واقعة إلّا ولها حكم".
كما
أنّ التفقّه بالدِّين أخذ معنى أوسع من المعنى الدارج فهو وسيلة لإصلاح
المعتقدات والأخلاق والأعمال، والإنسان من خلال معرفته بالدِّين يتمكّن من
التفريق بين العقيدة الصحيحة والخرافات، وبين الفضائل والرذائل، والخير
والشرّ، ومن ثمّ فإنّ التفقّه في الدِّين يعني معرفة طريق السعادة في جميع
الشؤون المادية والمعنوية فالتفقّه بالدِّين بشكل جامع وكامل هو أساس سمو
وتكامل الإنسان، وطريق للوصول إلى أعلى درجات الإنسانية.
عن موسى ابن جعفر : "الفقه مفتاح البصيرة، وتمام العبادة والسبب إلى المنازل
الرفيعة")(*).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- الهامش:
(*) الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب، محمّد تقي فلسفي، ص309.
البلاغ