أسباب فشل زيجات الشباب و عنس الفتيات.
.........
اليوم نلمس بوضوح تقدم الفتى و الفتاة في شتى ميادين المعرفة و العلم،و مختلف ميادين الفنون و الثقافة،و نجاح كل منهما في هذه الإختصاصات المختلفة من طب،و هندسة،و فيزياء،و صيدلة،و آداب،و لغات،و...و حصولهما على مختلف الشهادات،و نيلهما أعلى درجات التحصيل في هذه الدراسات..و لكننا نرى زيجات هؤلاء الفتيان إن حصلت،فإن معظمها فاشل،أو يتجرَّع الغَصَصَ فضلاً عمن فاتهن سن الزواج و دب اليأس إلى قلوبهن،و صار العَنَسُ ينخرُ حياتهن،فلماذا؟!
إن هناك أكثر من عامل،و أكثر من سبب لفشل هذه الزيجات،أو تأخّر مَنْ تَأخَّرَ عن ركب الزواج، فلم يصل إلى ظل الحياة الأسرية السعيدة.
إن الحياة اليوم قدمت إلينا علوماً و فنوناً،و ثقافة و معارف،و هيأت التقنية الحديثة مختلف الوسائل المادية،و لقد سبقت حضارة الجيران في نظم الحياة التي قدمتها للعالم و نحن منه،إذ سبقت بتقديمها كل ما يخطر بالبال؛لزيادة ترفيه الجنس البشري،و لكن فاتها الشيء المهم في هذا كله! فاتها روح الحضارة و سر السعادة،فاتها أن تمد يدها إلى قلب الإنسان،و تنظر ما فيه،و تتفحصه
جيداً،و تسأل ما الذي يسعده،و ما الذي يشقيه؟
لقد قدمت العلوم و الفنون و المعارف،و كل وسائل الترف،و كل بهارج الحياة في الجامعات و المدارس،
و الأسواق و المتاجر،و المسارح و المسابح،و مجامع السياسة و ملاعب الرياضة،أي أنها قدمت للإنسان الشيء الكثير لجسمه و شهواته،و لنفسه و هواه،و لكنها لم تقدم لروحه و فؤاده و قلبه و ضميره، ما يسعده أو يريحه،و يطمئنه من قلق،و يؤمنه من خوف؛لذلك بقي قلقاً ممزقاً،و خائفاً مضطرباً، يحسب السعادة في هذه اللذة فيعبَّ منها،فلا تروي ظمأه،و ينتقل إلى أخرى،فيجدها سراباً
يحسبه الظمآن ماءً،حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً،و يظل ينتقل من لذة إلى أخرى،و من شهوة إلى غيرها، و يحسب في كل منها رُوَاءَهُ و رِيَّهُ،فلا يجد إلا الظمأ القاتل،و القلق الفاتك!!
إن هذه المفاسد و الشهوات،و المظاهر و البهارج المختلفة،لم تلامس قلب هذا الإنسان و لم تَرْوِ روحه؛لأن بين متطلبات الروح و متطلبات الجسد أمداً بعيداً،و بوناً شاسعاً،و هل تطفأ النار
بالنار،و هل يروى الظمآن بالماء الملح!!
إن شفاء أمراض الروح يكون بما يجانسها،و عافية القلوب تحصل بما يوافقها،و إن الإستقرار و الطمأنينة،و السعادة السكينة لا تكون بالإنتقال من شهوة إلى شهوة أخرى،و من لذة إلى غيرها.. أرأيتم إذا كان النهار سرمداً،فهل يرتاح الإنسان فيه؟
أم لابد له من ليل يسكن إليه؟!
أرأيتم من ليس له مأوى،هل يبقى متنقلاً من فندق إلى نُزُلٍ،و من ظل جدار إلى آخر؟
أم لابد له من بيت يأوي إليه و يجد السكن فيه؟!
و كذلك الرجل و المرأة كلاهما لابد لهما من اقتران ببعضهما؛حتى يجدا السكن في الزوج المستقر الدائم،و يحصلا على السعادة في اللجوء إلى كنف بعضهما بعضا..
و نعود إلى السؤال: لماذا لم تنجح معظم زيجات شباب العصر و فتياته؟
ها قد اقترنا و أوى كل منهما إلى حِجْرِ الآخر،و دخلا بيت الزوجية،فلماذا لا يجدان هذا (السَّكَن) الذي عاش فيه أبواهما؟
و لماذا لا يذوقان الحلاوة التي نعم بها والداهما؟!
رغم أنهما متعلمان،مثقفان،واعيان لمعظم حاجات العصر،منفتحان على أغلب فنونه و بهارجه،و عندهما معظم وسائل الترف و وسائط المدنية الحديثة؟!
و في الغالب،فإن أبويهما أميّان،أو على درجة بسيطة من العلم و الثقافة،و لا يملكان وسائل العيش المدني الحديث،كما يملكه أولادهما.
و إن الجواب بسيط: لقد قدمت الحياة المعاصرة إلى أجيالنا من بنين و بنات،و شباب و فتيات مختلف العلوم و الفنون،كما قدمت مختلف الوسائل المادية التي نستخدمها في طعامنا،و شرابنا،و نومنا، و ركوبنا...إلخ.
فخرَّجَت الجامعاتُ و المدارسُ و المعاهدُ الأطباءَ،و المهندسين،و الصيادلةَ،و المحامين،و المعلمين،و الفنيين من الجنسين..من الشباب و الفتيات،
و أعَدَّتْ من كليهما (بنين و بنات) كل ما تحتاجه الحياة المعاصرة؛ليقوم هؤلاء بدورهم الفاعل،و المنتج في بناء الحياة العصرية،و كذلك قدمت المصانع،و المعامل مختلف وسائل الراحة و الترفيه للبيت و المطبخ و للسفر و الحضر،و لكن عندما أعدت الجامعات،و المعاهد،و المدارس هؤلاء الشباب و الفتيات؛ليكونوا كما أرادت لهم مناهج العلوم و برامج الفنون،من ذوي الإختصاصات العلمية
المختلفة..أغفلت هذه المؤسسات التعليمية ناحية مهمة في إعداد هؤلاء الشباب و الفتيات..هذه الناحية المهمة أغفلتها المناهج سهواً أو عمداً،لأنها في الغالب أخِذَتْ طبق الأصل عن مناهج غيرنا الذين ليس لهم في مناهجهم هذه الناحية المهمة،و هذه المادة التي يحتاجها جيلنا،و فقدتها أجيالهم..فكان ما رأيناه،و صار ما أحسسنا به؛من فشل زواج شبابنا و بناتنا و عنوسة معظم
الفتيات،و بخاصة المتعلمات..!!
هذه الناحية المهمة التي كان الأبناء و البنات يُرَبَّوْنَ و يُنَشَّؤُون عليها في بيوت الآباء و الأمهات الأميين،أو قليلي الثقافة و العلم،و هي أهم و أعظم ما يفقده جيل الشباب و الفتيات المثقفين المتعلمين،ألا و هي: كيف نُعدُ شبابنا و بناتنا ليكونوا (أزواجاً صالحين و زوجات صالحات،ثم آباء
مربين،و أمهات مربيات؟!).
و الأمر ليس صعباً،و ليس عسيراً،لأنه كما قلت: كان الآباء و الأمهات الأميّون من الأميّات يربون أطفالهم،و يلاحظونهم في تكوينهم،كما يتعلم الولد مهنة أبيه،و تتعلم البنت تدبير المنزل من أمها..
لقد اكتسب أزواج و زوجات الجيل الماضي،جيل آبائنا و أمهاتنا مهارات آبائهم و أمهاتهم في الصناعات و المهن التي كانوا عليها في السوق و المنزل،و اكتسبوا معها عملياً كيف يكون الرجل زوجاً صالحاً،و المرأة زوجة صالحة،و بالتالي كيف يكون الزوج أباً مربياً و الأم أماً مربية،و اكتسبوا هذا في البيوت التي كانوا يساكنون فيها آباءهم و أمهاتهم،دون أن يدرسوها في مدرسة، أو يتعلموها في الجامعة؛لأنهم كانوا أميين و أشباه أميين..
و لكنهم كانوا مزودين بثمرة العلم و نتيجة المعرفة،ألا و هي الخلق الفاضل و السلوك المستقيم مع أنفسهم في نطاق الأسرة،و مع جيرانهم في نطاق الحي و القرية،و مع الناس كافة على مستوى المدينة،و البلدة و الريف،و الحاضرة.
.........
موقع البلاغ.
.........
اليوم نلمس بوضوح تقدم الفتى و الفتاة في شتى ميادين المعرفة و العلم،و مختلف ميادين الفنون و الثقافة،و نجاح كل منهما في هذه الإختصاصات المختلفة من طب،و هندسة،و فيزياء،و صيدلة،و آداب،و لغات،و...و حصولهما على مختلف الشهادات،و نيلهما أعلى درجات التحصيل في هذه الدراسات..و لكننا نرى زيجات هؤلاء الفتيان إن حصلت،فإن معظمها فاشل،أو يتجرَّع الغَصَصَ فضلاً عمن فاتهن سن الزواج و دب اليأس إلى قلوبهن،و صار العَنَسُ ينخرُ حياتهن،فلماذا؟!
إن هناك أكثر من عامل،و أكثر من سبب لفشل هذه الزيجات،أو تأخّر مَنْ تَأخَّرَ عن ركب الزواج، فلم يصل إلى ظل الحياة الأسرية السعيدة.
إن الحياة اليوم قدمت إلينا علوماً و فنوناً،و ثقافة و معارف،و هيأت التقنية الحديثة مختلف الوسائل المادية،و لقد سبقت حضارة الجيران في نظم الحياة التي قدمتها للعالم و نحن منه،إذ سبقت بتقديمها كل ما يخطر بالبال؛لزيادة ترفيه الجنس البشري،و لكن فاتها الشيء المهم في هذا كله! فاتها روح الحضارة و سر السعادة،فاتها أن تمد يدها إلى قلب الإنسان،و تنظر ما فيه،و تتفحصه
جيداً،و تسأل ما الذي يسعده،و ما الذي يشقيه؟
لقد قدمت العلوم و الفنون و المعارف،و كل وسائل الترف،و كل بهارج الحياة في الجامعات و المدارس،
و الأسواق و المتاجر،و المسارح و المسابح،و مجامع السياسة و ملاعب الرياضة،أي أنها قدمت للإنسان الشيء الكثير لجسمه و شهواته،و لنفسه و هواه،و لكنها لم تقدم لروحه و فؤاده و قلبه و ضميره، ما يسعده أو يريحه،و يطمئنه من قلق،و يؤمنه من خوف؛لذلك بقي قلقاً ممزقاً،و خائفاً مضطرباً، يحسب السعادة في هذه اللذة فيعبَّ منها،فلا تروي ظمأه،و ينتقل إلى أخرى،فيجدها سراباً
يحسبه الظمآن ماءً،حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً،و يظل ينتقل من لذة إلى أخرى،و من شهوة إلى غيرها، و يحسب في كل منها رُوَاءَهُ و رِيَّهُ،فلا يجد إلا الظمأ القاتل،و القلق الفاتك!!
إن هذه المفاسد و الشهوات،و المظاهر و البهارج المختلفة،لم تلامس قلب هذا الإنسان و لم تَرْوِ روحه؛لأن بين متطلبات الروح و متطلبات الجسد أمداً بعيداً،و بوناً شاسعاً،و هل تطفأ النار
بالنار،و هل يروى الظمآن بالماء الملح!!
إن شفاء أمراض الروح يكون بما يجانسها،و عافية القلوب تحصل بما يوافقها،و إن الإستقرار و الطمأنينة،و السعادة السكينة لا تكون بالإنتقال من شهوة إلى شهوة أخرى،و من لذة إلى غيرها.. أرأيتم إذا كان النهار سرمداً،فهل يرتاح الإنسان فيه؟
أم لابد له من ليل يسكن إليه؟!
أرأيتم من ليس له مأوى،هل يبقى متنقلاً من فندق إلى نُزُلٍ،و من ظل جدار إلى آخر؟
أم لابد له من بيت يأوي إليه و يجد السكن فيه؟!
و كذلك الرجل و المرأة كلاهما لابد لهما من اقتران ببعضهما؛حتى يجدا السكن في الزوج المستقر الدائم،و يحصلا على السعادة في اللجوء إلى كنف بعضهما بعضا..
و نعود إلى السؤال: لماذا لم تنجح معظم زيجات شباب العصر و فتياته؟
ها قد اقترنا و أوى كل منهما إلى حِجْرِ الآخر،و دخلا بيت الزوجية،فلماذا لا يجدان هذا (السَّكَن) الذي عاش فيه أبواهما؟
و لماذا لا يذوقان الحلاوة التي نعم بها والداهما؟!
رغم أنهما متعلمان،مثقفان،واعيان لمعظم حاجات العصر،منفتحان على أغلب فنونه و بهارجه،و عندهما معظم وسائل الترف و وسائط المدنية الحديثة؟!
و في الغالب،فإن أبويهما أميّان،أو على درجة بسيطة من العلم و الثقافة،و لا يملكان وسائل العيش المدني الحديث،كما يملكه أولادهما.
و إن الجواب بسيط: لقد قدمت الحياة المعاصرة إلى أجيالنا من بنين و بنات،و شباب و فتيات مختلف العلوم و الفنون،كما قدمت مختلف الوسائل المادية التي نستخدمها في طعامنا،و شرابنا،و نومنا، و ركوبنا...إلخ.
فخرَّجَت الجامعاتُ و المدارسُ و المعاهدُ الأطباءَ،و المهندسين،و الصيادلةَ،و المحامين،و المعلمين،و الفنيين من الجنسين..من الشباب و الفتيات،
و أعَدَّتْ من كليهما (بنين و بنات) كل ما تحتاجه الحياة المعاصرة؛ليقوم هؤلاء بدورهم الفاعل،و المنتج في بناء الحياة العصرية،و كذلك قدمت المصانع،و المعامل مختلف وسائل الراحة و الترفيه للبيت و المطبخ و للسفر و الحضر،و لكن عندما أعدت الجامعات،و المعاهد،و المدارس هؤلاء الشباب و الفتيات؛ليكونوا كما أرادت لهم مناهج العلوم و برامج الفنون،من ذوي الإختصاصات العلمية
المختلفة..أغفلت هذه المؤسسات التعليمية ناحية مهمة في إعداد هؤلاء الشباب و الفتيات..هذه الناحية المهمة أغفلتها المناهج سهواً أو عمداً،لأنها في الغالب أخِذَتْ طبق الأصل عن مناهج غيرنا الذين ليس لهم في مناهجهم هذه الناحية المهمة،و هذه المادة التي يحتاجها جيلنا،و فقدتها أجيالهم..فكان ما رأيناه،و صار ما أحسسنا به؛من فشل زواج شبابنا و بناتنا و عنوسة معظم
الفتيات،و بخاصة المتعلمات..!!
هذه الناحية المهمة التي كان الأبناء و البنات يُرَبَّوْنَ و يُنَشَّؤُون عليها في بيوت الآباء و الأمهات الأميين،أو قليلي الثقافة و العلم،و هي أهم و أعظم ما يفقده جيل الشباب و الفتيات المثقفين المتعلمين،ألا و هي: كيف نُعدُ شبابنا و بناتنا ليكونوا (أزواجاً صالحين و زوجات صالحات،ثم آباء
مربين،و أمهات مربيات؟!).
و الأمر ليس صعباً،و ليس عسيراً،لأنه كما قلت: كان الآباء و الأمهات الأميّون من الأميّات يربون أطفالهم،و يلاحظونهم في تكوينهم،كما يتعلم الولد مهنة أبيه،و تتعلم البنت تدبير المنزل من أمها..
لقد اكتسب أزواج و زوجات الجيل الماضي،جيل آبائنا و أمهاتنا مهارات آبائهم و أمهاتهم في الصناعات و المهن التي كانوا عليها في السوق و المنزل،و اكتسبوا معها عملياً كيف يكون الرجل زوجاً صالحاً،و المرأة زوجة صالحة،و بالتالي كيف يكون الزوج أباً مربياً و الأم أماً مربية،و اكتسبوا هذا في البيوت التي كانوا يساكنون فيها آباءهم و أمهاتهم،دون أن يدرسوها في مدرسة، أو يتعلموها في الجامعة؛لأنهم كانوا أميين و أشباه أميين..
و لكنهم كانوا مزودين بثمرة العلم و نتيجة المعرفة،ألا و هي الخلق الفاضل و السلوك المستقيم مع أنفسهم في نطاق الأسرة،و مع جيرانهم في نطاق الحي و القرية،و مع الناس كافة على مستوى المدينة،و البلدة و الريف،و الحاضرة.
.........
موقع البلاغ.