موقف الإسلام من ظاهرة الفقر.
شوقي أحمد دنيا.
..........
المطلب الأول: طبيعة الفقر و موقف الإسلام منه.
الفرع الأول: مضمون لفظ الفقر.
يستلزم البحث العلمي التحديد الدقيق لمضمون المتغيرات و المصطلحات الواردةبه حتى تكون دراستها موضوعية و محددة،و من هنا كانت ضرورة تحديد المقصود بالفقر.
و يجابهنا الموضوع بتشبعه،فهناك في اللغة له مضمون و بداخل ذلك هناك اتجاهات عديدة،و هناك في العرف الفقهي الإسلامي له مضمون،و بداخله أيضاً اتجاهات متنوعة.
و مهما يكن الأمر فان دراسة المضمون تأخذ أحد بعدين.
البعد الأول: هو المعنى النسبي.
فالفقر يعنى التفاوت.فالشيء الأقل يعد فقيراً بالنسبة للأكثر في مختلف المجالات.و هنا لا يسع الإسلام إلا الاعتراف به،إذ هو يعكس التفاوت في حد ذاته و هو سنة كونية،و بداخل هذا الموقف المبدئي نجد أن التفاوت قد يعكس الفجوة المتسعة بين الأقل دخلاً و الأكثر دخلاً من الأفراد،بحيث يقال أن هناك سوء توزيع للدخل،في تلك الحالة نكون أمام فقر بمعناه النسبي إلا أن موقف الإسلام منه يغاير موقفه من أصل التفاوت فلا يعترف به.
و المقصود بالتعرف هنا هو أن الفقر قد يعكس التفاوت الشديد في مستويات المعيشة.و نحن هنا ما زلنا بداخل المضمون النسبي أي النظر إلى العلاقات بين الأشياء و الأشخاص.
البعد الثاني: هو المعنى المطلق.
و المقصود به هو مدى إمكانية الفرد إشباع حاجاته،بغض النظر عن موقف الغير.
و من هذه الزاوية يمكن تعريف الفقر بأنه تحقيق حد الكفاية و في داخل هذا المعنى يناقش علماء الإسلام الوضع على مستويين.
و يرجع ذلك إلى نوعية الحاجات غير المشبعة هل هي الضرورية التي لا يوجد الإنسان بدونها و التي
تمثل بالحد الأدنى من السعرات الحرارية اللازمة لجسم الإنسان؟
أم هي الحاجات المعتادة للإنسان و التي بفقدها لا يفقد الإنسان وجوده و إنما يفقد الإحساس بالعيش المعقول؟
و إذن فهناك مرحلتان يحتويهما مضمون الفقر بهذا المعنى،و يشملهما جميعاً مستوى ما قبل الغنى: مرحلة حد الكفاف،و مرحلة حد الكفاية.
فحد الكفاف هو كما سبق أن الإنسان عنده يحفظ على نفسه مجرد البقاء،أما حد الكفاية فهو يتخطى المرحلة السابقة إلى مرحلة أخرى من إشباع لحاجات أقل ضرورة و لكنها لا غنى عنها لمعيشته الملائمة له داخل مستوى المعيشة السائد،و فيها يحقق الإنسان الحصول على السلع الضرورية و المعتادة و بداخلها يكون الإنسان فقيراً و بتمامها يكون عند حد الكفاية،الذي هو الحد الفاصل بين الغني و الفقير.
نخلص مما تقدم بأن الفقر له معنى نسبي و له معنى مطلق،و أن محل دراستنا هو علاج الفقر بمعناه المطلق،و كذلك بمعناه النسبي إذا عكس التفاوت الواسع المفتوح.
يتبع.
شوقي أحمد دنيا.
..........
المطلب الأول: طبيعة الفقر و موقف الإسلام منه.
الفرع الأول: مضمون لفظ الفقر.
يستلزم البحث العلمي التحديد الدقيق لمضمون المتغيرات و المصطلحات الواردةبه حتى تكون دراستها موضوعية و محددة،و من هنا كانت ضرورة تحديد المقصود بالفقر.
و يجابهنا الموضوع بتشبعه،فهناك في اللغة له مضمون و بداخل ذلك هناك اتجاهات عديدة،و هناك في العرف الفقهي الإسلامي له مضمون،و بداخله أيضاً اتجاهات متنوعة.
و مهما يكن الأمر فان دراسة المضمون تأخذ أحد بعدين.
البعد الأول: هو المعنى النسبي.
فالفقر يعنى التفاوت.فالشيء الأقل يعد فقيراً بالنسبة للأكثر في مختلف المجالات.و هنا لا يسع الإسلام إلا الاعتراف به،إذ هو يعكس التفاوت في حد ذاته و هو سنة كونية،و بداخل هذا الموقف المبدئي نجد أن التفاوت قد يعكس الفجوة المتسعة بين الأقل دخلاً و الأكثر دخلاً من الأفراد،بحيث يقال أن هناك سوء توزيع للدخل،في تلك الحالة نكون أمام فقر بمعناه النسبي إلا أن موقف الإسلام منه يغاير موقفه من أصل التفاوت فلا يعترف به.
و المقصود بالتعرف هنا هو أن الفقر قد يعكس التفاوت الشديد في مستويات المعيشة.و نحن هنا ما زلنا بداخل المضمون النسبي أي النظر إلى العلاقات بين الأشياء و الأشخاص.
البعد الثاني: هو المعنى المطلق.
و المقصود به هو مدى إمكانية الفرد إشباع حاجاته،بغض النظر عن موقف الغير.
و من هذه الزاوية يمكن تعريف الفقر بأنه تحقيق حد الكفاية و في داخل هذا المعنى يناقش علماء الإسلام الوضع على مستويين.
و يرجع ذلك إلى نوعية الحاجات غير المشبعة هل هي الضرورية التي لا يوجد الإنسان بدونها و التي
تمثل بالحد الأدنى من السعرات الحرارية اللازمة لجسم الإنسان؟
أم هي الحاجات المعتادة للإنسان و التي بفقدها لا يفقد الإنسان وجوده و إنما يفقد الإحساس بالعيش المعقول؟
و إذن فهناك مرحلتان يحتويهما مضمون الفقر بهذا المعنى،و يشملهما جميعاً مستوى ما قبل الغنى: مرحلة حد الكفاف،و مرحلة حد الكفاية.
فحد الكفاف هو كما سبق أن الإنسان عنده يحفظ على نفسه مجرد البقاء،أما حد الكفاية فهو يتخطى المرحلة السابقة إلى مرحلة أخرى من إشباع لحاجات أقل ضرورة و لكنها لا غنى عنها لمعيشته الملائمة له داخل مستوى المعيشة السائد،و فيها يحقق الإنسان الحصول على السلع الضرورية و المعتادة و بداخلها يكون الإنسان فقيراً و بتمامها يكون عند حد الكفاية،الذي هو الحد الفاصل بين الغني و الفقير.
نخلص مما تقدم بأن الفقر له معنى نسبي و له معنى مطلق،و أن محل دراستنا هو علاج الفقر بمعناه المطلق،و كذلك بمعناه النسبي إذا عكس التفاوت الواسع المفتوح.
يتبع.
عدل سابقا من قبل In The Zone في الأحد يوليو 15, 2012 7:26 pm عدل 2 مرات