جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..

جـوهـرة الـونشريس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جـوهـرة الـونشريس

حـيث يلتـقي الـحلم بالـواقع


    موقف الإسلام من ظاهرة الفقر.

    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    موقف الإسلام من ظاهرة الفقر. 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    منقول موقف الإسلام من ظاهرة الفقر.

    مُساهمة من طرف In The Zone الجمعة ديسمبر 24, 2010 12:02 pm

    موقف الإسلام من ظاهرة الفقر.
    شوقي أحمد دنيا.
    ..........
    المطلب الأول: طبيعة الفقر و موقف الإسلام منه.
    الفرع الأول: مضمون لفظ الفقر.
    يستلزم البحث العلمي التحديد الدقيق لمضمون المتغيرات و المصطلحات الواردةبه حتى تكون دراستها موضوعية و محددة،و من هنا كانت ضرورة تحديد المقصود بالفقر.
    و يجابهنا الموضوع بتشبعه،فهناك في اللغة له مضمون و بداخل ذلك هناك اتجاهات عديدة،و هناك في العرف الفقهي الإسلامي له مضمون،و بداخله أيضاً اتجاهات متنوعة.
    و مهما يكن الأمر فان دراسة المضمون تأخذ أحد بعدين.

    البعد الأول: هو المعنى النسبي.
    فالفقر يعنى التفاوت.فالشيء الأقل يعد فقيراً بالنسبة للأكثر في مختلف المجالات.و هنا لا يسع الإسلام إلا الاعتراف به،إذ هو يعكس التفاوت في حد ذاته و هو سنة كونية،و بداخل هذا الموقف المبدئي نجد أن التفاوت قد يعكس الفجوة المتسعة بين الأقل دخلاً و الأكثر دخلاً من الأفراد،بحيث يقال أن هناك سوء توزيع للدخل،في تلك الحالة نكون أمام فقر بمعناه النسبي إلا أن موقف الإسلام منه يغاير موقفه من أصل التفاوت فلا يعترف به.
    و المقصود بالتعرف هنا هو أن الفقر قد يعكس التفاوت الشديد في مستويات المعيشة.و نحن هنا ما زلنا بداخل المضمون النسبي أي النظر إلى العلاقات بين الأشياء و الأشخاص.

    البعد الثاني: هو المعنى المطلق.
    و المقصود به هو مدى إمكانية الفرد إشباع حاجاته،بغض النظر عن موقف الغير.
    و من هذه الزاوية يمكن تعريف الفقر بأنه تحقيق حد الكفاية و في داخل هذا المعنى يناقش علماء الإسلام الوضع على مستويين.
    و يرجع ذلك إلى نوعية الحاجات غير المشبعة هل هي الضرورية التي لا يوجد الإنسان بدونها و التي
    تمثل بالحد الأدنى من السعرات الحرارية اللازمة لجسم الإنسان؟
    أم هي الحاجات المعتادة للإنسان و التي بفقدها لا يفقد الإنسان وجوده و إنما يفقد الإحساس بالعيش المعقول؟
    و إذن فهناك مرحلتان يحتويهما مضمون الفقر بهذا المعنى،و يشملهما جميعاً مستوى ما قبل الغنى: مرحلة حد الكفاف،و مرحلة حد الكفاية.
    فحد الكفاف هو كما سبق أن الإنسان عنده يحفظ على نفسه مجرد البقاء،أما حد الكفاية فهو يتخطى المرحلة السابقة إلى مرحلة أخرى من إشباع لحاجات أقل ضرورة و لكنها لا غنى عنها لمعيشته الملائمة له داخل مستوى المعيشة السائد،و فيها يحقق الإنسان الحصول على السلع الضرورية و المعتادة و بداخلها يكون الإنسان فقيراً و بتمامها يكون عند حد الكفاية،الذي هو الحد الفاصل بين الغني و الفقير.
    نخلص مما تقدم بأن الفقر له معنى نسبي و له معنى مطلق،و أن محل دراستنا هو علاج الفقر بمعناه المطلق،و كذلك بمعناه النسبي إذا عكس التفاوت الواسع المفتوح.
    يتبع.




    عدل سابقا من قبل In The Zone في الأحد يوليو 15, 2012 7:26 pm عدل 2 مرات
    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    موقف الإسلام من ظاهرة الفقر. 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    منقول موقف الإسلام من ظاهرة الفقر.

    مُساهمة من طرف In The Zone الجمعة ديسمبر 24, 2010 12:06 pm

    الفرع الثاني..منشأ الفقر.
    ..........
    إن التساؤلات المطروحة هنا تدور حول: هل معنى ما تقدم أنه لن يوجد الفقر على الأرض و الواقع؟ و بفرض وقوعه فكيف يمكن تفسيره؟.
    ........
    و إجابة عن ذلك يمكن القول إن الفقر ـ رغم وفرة الموارد ـ سيوجد،و لكن التكييف الدقيق له عندئذ أنه مرض اجتماعي،و ليس قدراً مقدوراً،لا حيلة في دفعه بسعي أو كسب.
    فالواقع أن الله عز و جل قد منحنا الموارد و أمرنا بالسعي.
    و إذن فلا يكون الفقر عندئذ إلا نتيجة أحد أمرين إما كسل أو عجز،كما عبر عن ذلك بعض المفكرين(1).
    و الفقرة التالية تحاول تفصيل القول في كيفية ظهور الفقر،فبعد أن تعرفنا على كفاية الموارد و على إمكانية إشباعها لحاجات الإنسان بقى أن نتعرف على منشأ تلك الظاهرة العرضية.
    و طبقاً لما يفاد مما تقدم،فإن سبب وجودها لا يخرج عن سلوك الإنسان،إذ مما تقدم تبين أن الإنسان مطالب أن يعمل على تحقيق وظيفته التي هي تعمير الحياة على أكمل وجه،ليعبد الله حق عبادته،
    و حتى يتسنى للإنسان القيام بذلك عليه أن يلتزم في سلوكه مع الطبيعة نمطاً معيناً،و يلتزم من ناحية أخرى في سلوكه مع بقية أفراد الإنسان سلوكاً معيناً.
    و سلوك الإنسان مع الطبيعة يقوم على استغلالها بأقصى قدراته،و سلوكه مع الإنسان الآخر يقوم على أساس أن الأفراد معاً لبنات في بناء المجتمع،فلا غنى لبعضهما عن البعض الآخر،و معنى ذلك أنه يتحمل تجاه الآخرين بحقوق يجب النهوض بها،و إذا جاء سلوك الإنسان متفقاً و ما يتطلبه ذلك لن توجد ظاهرة الفقر هذه،و إلا نشأت تلك الظاهرة.
    و إذن فسبب نشوء الفقر لا يخرج عن:
    1-عدم قيام الإنسان بمسؤولياته تجاه الطبيعة،فيترك ما يجب عليه من بذل الجهد و الوسع،و بتعبير آخر عدم القيام بالمساهمة في العملية الإنتاجية مع إمكانية القيام بها.
    2-عدم القيام بالإنتاج لعدم توافر إمكانيات القيام بذلك،لقصور في قدرات الفرد.
    3-عدم قيام الإنسان بواجباته تجاه أخيه الإنسان،و إعطائه حقوق عمله و جهده في العملية الإنتاجية،أو حقوق عجزه و قصوره.و بتعبير آخر عدم القيام بتحقيق العدالة في توزيع الناتج.
    هذا هو منشأ ظاهرة الفقر: إما تفريط في الإنتاج أو تفريط في التوزيع و لقد تبنى الإسلام المشكلة على هذا الأساس و قام بوضع المنهج الملائم لعلاجها.


    عدل سابقا من قبل In The Zone في الأحد يوليو 15, 2012 7:18 pm عدل 1 مرات
    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    موقف الإسلام من ظاهرة الفقر. 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    منقول موقف الإسلام من ظاهرة الفقر.

    مُساهمة من طرف In The Zone الجمعة ديسمبر 24, 2010 12:27 pm

    الفرع الثالث تقويم الإسلام للفقر
    الهدف من تلك الفقرة هو محاولة التعرف على موقف الإسلام من الفقر،من حيث حكمه عليه هل هو شيء مرغب فيه أما منفر منه دون أن يتعرض الكلام لاكتشاف طريقة علاجه.
    و يمكن التعرف على ذلك بأسلوبين يحققان نفس الغرض و هما:
    الأسلوب الاستنباطي: و معناه اكتشاف موقف الإسلام من الفقر من خلال موقفه من قضايا مختلفة لها انعكاسها المباشر الذي يعطى الحكم على ظاهرة الفقر على النحو التالي.
    1-هل هناك تعارض بين الفقر و بين تحميل الإنسان عبء وظيفة حدد مضمونها فيما سبق استخلاصاً من مسؤولية الخلافة؟ من تحليل مضمون الوظيفة السابق،و كذلك تحديد مضمون الفقر المتقدم،يتضح التعارض،إذ كيف يجتمع الفقر بمعنى عدم العثور على حد الكفاية مع مسؤولية تعمير الأرض على أكمل وجه،و بالتالي توفير المزيد من السلع و الخدمات التي يحتاج إليها الإنسان.
    إن اعتبار الفقر ظاهرة إيجابية "صحية" لا يتمشى مع مفهوم الخلافة.
    2-و من نفس المنطلق،هل هناك تعارض بين وجود الطبيعة بمواردها العديدة الكافية لإشباع كل حاجة،المهيأة للاستخدام و بين وجود الفقر؟ و منطق الأشياء يعطي الإجابة بذاته.
    إن وجود الطبيعة على هذا النحو مع تكليف الإنسان القيام بوظيفته تجاه تلك الموارد يتعارض مع وجود ظاهرة الفقر كظاهرة طبيعية أصلية،إذ أن ذلك يدل بوضوح على عدم قيام الإنسان بواجبه تجاه الكون،فتظل تلك الموارد معطلة مهملة،غير مؤدية لما خلقت من أجله و بذلك يكون خلقها عبثاً في تلك الحالة إذ لأي شيء خلقت و العبث غير منصور في أعمال الله عز و جل،يقول تعالى: (و ما خلقنا السماوات و الأرض و ما بينهما إلا بالحق) (سورة الحجر/ 85) (أفحسبتم أَنما خلقناكم عبثاً) (سورة المؤمنون/ 115).
    3- إن فطرة الإنسان المحتوية على جانب مادي له متطلباته المتزايدة و لا تتحقق سعادته إلا بإشباع الكثير منها،و المحتوية من جانب آخر على ملكه العلم و القدرة على استخدام الموارد و الاستفادة المثلى منها،إن ذلك كله إن كان له منطق فمنطقه سيادة وضع الغنى و إشباع المزيد من الحاجات،أي معارضة وجود الفقر كوضع طبيعي مع توافر تلك الطيبات التي لا تقف عند حد إشباع
    الحاجة الضرورية فقط بل تزيد على التوسع و الترفه،على حد تعبير الإمام الغزالي.
    هذا هو مضمون الأسلوب الاستنباطي في التعرف على موقف الإسلام من الفقر من حيث تقويمه له،و منه يتضح موقف الإسلام من هذه الظاهرة.
    الأسلوب الاستقرائي: والمقصود به اكتشاف الموقف من النص مباشرة ودراسة
    النصوص الإسلامية، سواء القرآنية منها أو النبوية أو كلام الصحابة توضح لنا
    موقف الإسلام من الفقر على النحو التالي:
    [/font][/b][/color][/size]


    أولاًـ النصوص القرآنية: من استقراء شبه تام
    لنصوص القرآن خرج الباحث
    بالملاحظات التالية.


    1-لم
    يأت لفظ الفقر ولو مرة واحدة ـ فيما أحصى الباحث ـ على أنه صفة
    ممدوحة، ويلاحظ أن ذلك لا يحمل ذم الإنسان الفقير، فقد يكون الفقر راجعاً
    إلى سبب قهري لا حيلة للإنسان في دفعه.

    2-نجد بعض النصوص تفيد صراحة ذم الفقر. ويعتقد الباحث أن من ذلك قوله
    تعالى: (لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما
    قالوا) (سورة آل عمران/ 181).


    3- بعض النصوص تورد تلك الصفة إسماً مشتقاً "فقيرـ فقراء. مسكين ـ مساكين.

    عندما يراد القيام بإجراء تجاه الإنسان المتصف بتلك الصفة وغالباً ـ إن لم
    يكن دائماً ـ يكون المطلوب عمله هو إزالة تلك الصفة عمن لصقت به، أو على
    الأقل التخفيف من حدة آثارها، وذلك ما نراه كثيراً في مجال الأمر بالإنفاق
    على الفقير، ومعنى الإنفاق عليه محاولة إبعاد صفة الفقر عنه أو إبطال أكبر
    قدر من مفعولها، ولو كانت تلك الصفة محببة على هذا النحو.
    وهذه بعض النصوص.
    يقول تعالى: (يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين
    والأقربين واليتامى والمساكين) (سورة البقرة/ 215)، (وما تنفقوا من خير
    يوف إليكم وأنتم لا تظلمون.
    للفقراء الذين أُحصروا في سبيل الله لا
    يستطيعون ضرباً في الأرض) (سورة البقرة/ 272-273). (إنما الصدقات للفقراء
    والمساكين) (سورة التوبة/ 60)، (فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير) (سورة
    الحج/ 28).

    4- والتحليل الإحصائي للنصوص يثبت فوق ذلك أن لازم الفقر وهو الجوع كثيراً

    ما كان عقاباً من الله للإنسان جزاء إهماله وانحرافه.
    فيقول تعالى: (ولقد
    أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون) (سورة الأعراف/
    130)، (وضرب الله مثلا قرية كانت أَمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل
    مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون)
    (سورة النحل/ 112).
    وعلى العكس من ذلك، نجد أن القرآن يذكر أن عكس الفقر
    هو بمثابة نعمة من الله يمنحها لمن يطيعه يقول تعالى: (فقلت استغفروا ربكم
    إنه كان غفاراً.
    يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم
    جنات ويجعل لكم أنهاراً) (سورة نوح/ 10-11-12).


    عدل سابقا من قبل In The Zone في الأحد يوليو 15, 2012 8:12 pm عدل 1 مرات
    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    موقف الإسلام من ظاهرة الفقر. 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    منقول موقف الإسلام من ظاهرة الفقر.

    مُساهمة من طرف In The Zone الجمعة ديسمبر 24, 2010 12:30 pm

    تلك هي بعض النتائج التي يمكن الخروج بها من تتبع لفظ الفقر أو مرادفها أو لازمها القرآن الكريم، وهي إن دلت على شيء فتدل على ما تقدم قوله حيال موقف الإسلام من تلك الظاهرة.
    و لعل من المفيد قبل أن نترك دراسة النصوص القرآنية أن نلفت النظر إلى أن تكرار الأوامر بالسعي و العمل و ابتغاء الرزق يعكس محاربة الإسلام لتلك الظاهرة.
    ثانياًـ النصوص النبوية و مواقف الصحابة: بتتبع السنة الصحيحة نجد أنها تقف من الفقر نفس الموقف القرآني منه.
    و هذه بعض النصوص الصريحة الدلالة في ذلك يقول صلى الله عليه و سلم: (كاد الفقر أن يكون كفراً رواه أبو نعيم في الحلية)،و يقول: صلى الله عليه و سلم: (اللهم إني أعوذ بك من العجز و الكسل و الجبن و البخل.و أعوذ بك من الفقر و الكفر و الفسوق و أعوذ بك من الصمم و البكم و الحنون و سئ الأسقام)(2)
    و بعض الروايات تذكر أن حواراً دار بين الرسول و بين الصحابة قائلين له لقد سويت بين الفقر و الكفر أيتعادلان يا رسول الله؟ قال نعم.
    و من مواقف الصحابة نختار علياً بن أبي طالب،لشيوع ما عرف عنه من الزهد فإذا عرفنا صريح قوله في الفقر دل ذلك من باب أولى على موقف الصحابة إجمالاً.
    يقول علي: (الفقر الموت الأكبر)(3) و قال لإبنه: (يا بني إني أخاف عليك الفقر فأستعذ بالله منه.فأن الفقر منفقة للدين،مدهشة للعقل داعية للمقت)(4)،و يروي عنه أنه قال: (لو كان الفقر رجلاً لقتلته).
    .........
    المطلب الثاني: دفع شبهة التوكل كمفهوم يؤدي إلى الفقر.
    بالرغم من وضوح منطق الإسلام في موقفه من الفقر إلا أنه سارت على الألسنة سواء منها ألسنة المفكرين أو العامة بعض المفاهيم،محدثة الكثير من القلق و الاضطراب الفكري لدى بعض الناس إزاء موقف الإسلام من الفقر.
    حتى لقد كان يعتقد أن الإسلام يحوي من الاتجاهات ما يجب في الفقر أو على الأقل ما يعمل على تحييد موقفه تجاه تلك الظاهرة.
    و من تلك المفاهيم مفهوم التوكل الذي شاع في النصوص و المواقف الإسلامية،و فهمه البعض عن جهل أو عمد على أنه ترك العمل و ذلك بحجة الاعتماد على الله،فهو كاف للإنسان،و مضمون عنده تعالى
    رزقه،و بالتالي ما الداعي إلى الجهد و السعي؟
    بل إن ذلك أي السعي و العمل ينافي التوكل على الله،في حين أننا مأمورون بالتوكل عليه.
    و استخلصوا من ذلك القول: إن العمل لم يكن منهياً عنه فإنه لن يأتي بفائدة.
    و انعكاس ذلك في مجالنا الحاضر هو البطالة،بكل ما تجلبه من تخلف و فقر.
    و مع أن الباحث يرى أن تفنيد هذا الزعم من السهل التعرف عليه من ثنايا البحث إلا أنه يعتقد أن الموضوع يقتضي الحسم المباشر الصريح.
    و من أدق الطرق لذلك هو التعرف على مجموعة كبيرة من النصوص الإسلامية،و نستخرج منها مدلول هذا المصطلح الحقيقي دون إعنات للنص و تحميله ما لا يطيق.
    ..........
    الفرع الأول: تناول القرآن للتوكل.
    الملاحظ أن هذا المصطلح قد كثر وروده في آيات القرآن.و أمامنا استقراء شبه كامل للنصوص التي ورد فيها.
    يقول تعالى: (فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين) (سورة آل عمران/ 159).
    و التعليق السريع على النص يوضح أن التوكل على الله مرحلة لاحقة،تسبقها مرحلة ضرورية،هي العزم.و العزم هو إرادة الفعل مع القطع و التصميم.
    و معنى ذلك أنه بعد توافر عنصر القطع و التصميم على عمل الشيء يأتي كمرحلة لاحقة التوكل على الله.
    و بالإضافة إلى ذلك فإن سياق الحديث القرآني يوضح أن المجال مجال حرب و قتال و تحريض على ذلك، أي أن المجال مجال أعنف أنواع الأعمال،و في داخل هذا الجو يمكن فهم التوكل على حقيقته.
    و يقول تعالى: (قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه
    فإنكم غالبون و على الله فتوكلوا أن كنتم مؤمنين) (سورة المائدة/ 23)

    يوضح النص أن بعض الناس الذين يخافون الله أمروا فريقهم بأن يدخلوا على الخصم الباب،أي يقتحموا الحصون.
    و في داخل ذلك كله يتوكلون على الله.
    و يقول تعالى: (فما أًمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون و ملإِيهم أن يفتنهم و إن فرعون لعال في الأرض و إنه لمن المسرفين.و قال موسى يا قوم إن كنتم أمنتم بالله فعليه توكل أن كنتم مسلمين.فقالوا على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين) (سورة يونس/ 83-85) مع شدة بطش فرعون،و استبداده آمن بعض الناس بموسى،رافعين راية التمرد و العصيان على الظلم،و في ذلك ما فيه من المخاطر،و مع ذلك كله يكون التوكل على الله.
    و يقول تعالى على لسان هود: (من دونه فكيدوني جميعاً ثم لا تنظرون إني توكلت على الله) (سورة هود/ 55-56) جو السياق مشحون بالجدل و الإصرار على المواقف،و يقف هود بمفرده يتحدى القوم،و هم جميعا يكيدون له و يتفننون في اضطهاده و تعذيبه،و مع ذلك فهو مصر على مجابهتهم،و مع المجابهة يتوكل على الله.
    و يقول تعالى: (و أنذر عشيرتك الأقربين و أخفض جناحك لمن أتبعك من المؤمنين..و توكل على
    العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم و تقلبك في الساجدين) (سورة الشعراء/ 214)و ما بعدها.
    يأمر الله رسوله بتبليغ الدعوة،و فيها ما فيها من المشقة و بخفض الجناح،و مع هذا العمل الشاق يتوكل على الله و لا يتوانى عن ذلك و لا عن القيام و السهر بالليل.
    و هكذا لو تتبعنا بقية النصوص الوارد فيها هذا اللفظ نجدها جميعا يضمها إطار واحد،هو التكليف بأشد الأعمال،و في هذا الجو يظهر التوكل على الله.
    أي أن للإنسان عليه أن يبذل أقصى طاقاته في الأعمال الشاقة المضنية،و مع ضراوة الكفاح يتطلع الإنسان إلى ربه،معتمداً عليه في تحقيق ما يطلب.
    ..........
    الفرع الثاني: موقف السنة من التوكل.
    في مجال السنة القولية نجد العديد من النصوص الحاثة على العمل و بذل الجهد و من أقرب الأحاديث نصاً الحديث المعروف الذي قال الرسول لمن أراد ترك ناقته على باب المسجد دون عقال معتمداً عل كونه متوكلاً على الله (اعقلها و توكل) أي إبذل الجهد المطلوب و معه توكل على الله و اعتمد عليه و لو تتبعنا سلوك الرسول الفعلي لوجدنا أنه لم يتوان لحظة عن الجهد و الكفاح و هو أب المتوكلين.
    .............
    الفرع الثالث: مواقف رجال الإسلام.
    قال عمر بن الخطاب رداً على من ترك العمل متوكلاً: (إنما المتوكل رجل ألقى الحب على الأرض و توكل على الله) يفيد بذلك أن ترك العمل اعتماداً على التوكل هو ضد التوكل،فإن التوكل الحقيقي يستلزم العمل،و لا يظهر جدياً إلا مع العمل الجاد.
    (و لقد سأل عبد الله بن أحمد بن حنبل أباه أحمد بن حنبل رضى الله عنهما عن قوم يقولون نتوكل و لا نكتسب فقال: ينبغي للناس كلهم أن يتوكلوا على الله و لكن يعودون على أنفسهم بالكسب.
    قال تعالى: (فاسعوا إلى ذكر الله و ذروا البيع) فبهذا علم أنهم كانوا يكتسبون و يعملون) و قد فند أحمد الدلجي فكرة ارتباط التوكل بترك العمل.
    ............
    تعقيب:
    هذه النصوص صحيحة توضح بجلاء مفهوم التوكل،الذي يمكن تلخيصه في أن التوكل طاقة معنوية تؤيد الطاقة المادية و تحصنها من الضعف أو التكبر و الغرور ذلك بأنه بالنسبة لأي عمل نجد ثلاث مراحل: مرحلة ما قبل الشروع فيه،و مرحلة التنفيذ،و مرحلة ما بعد التنفيذ.
    ففي مرحلة ما قبل الشروع في العمل نجد أن الطاقة المعنوية "التوكل" تدفع الإنسان دفعاً إلى الدخول في مرحلة العمل طالما استكملت الطاقة المادية أوضاعها،فلا يتوقف الإنسان خوف الفشل حيث أن تحقيق النتيجة متروك لله،و ما دام الإنسان قد بذل طاقة جهده فإن الله لن يضيع عمله،لأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
    و ذلك اعتراف مسبق بالسنن الكونية،و التي منها أن من يحسن العمل لا يفشل فيه.
    أما في مرحلة التنفيذ فإن لطاقة التوكل عملها فهي تشد من أزر الأخرى و تدفعها إلى إتمامه.
    و في النهاية،في مرحلة ما بعد إتمام العمل نجدنا أمام أمرين:
    إما أن ينجح المشروع و يحقق المستهدف منه،و هنا تعمل طاقة التوكل عملها،فتعصم الإنسان
    من الغرور الباطل،مشعرة إياه أن ما تم ليس كله راجعاً لجهده و إنما لسنن الكون دخل فيه و بذلك لا يقول مثلما قال قارون مغتراً (إنما أوتيته على علم عندي) (سورة القصص/ 78).
    و إما أن يفشل المشروع،و هنا نجد للتوكل كطاقة عمله،فتعصم الإنسان من اليأس و التخاذل عن مواصلة العمل،حيث تشعره بقوة خارجية تعمل عملها من خلال السنن الكونية،لها دورها في الأعمال،فلا جناح عليه في تلك النتيجة،بافتراض أنه أدى ما عليه من جهد و علم و في كلمة:
    إن التوكل في عرف الإسلام تحريض على العمل و ليس إبعاداً له.
    هذا هو معنى التوكل الذي به فتح المسلمون الأوائل أكثر من نصف الدنيا في أقل من قرن و هم
    أئمة المتوكلين.
    أما المفهوم الشائع فهو في الحقيقة مفهوم لتعبير آخر هو التواكل و معناه في مراجع اللغة أن يتكل الإنسان على الآخر و يترك العمل،فهو يعكس العجز و التخاذل بمعناهما الدقيق.
    و بدراستنا للنصوص الإسلامية لم نعثر على هذا المصطلح "التواكل" بالمرة على أنه مأمور به،بل لم يرد قط في النصوص القرآنية.


    عدل سابقا من قبل In The Zone في الأحد يوليو 15, 2012 8:07 pm عدل 1 مرات
    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    موقف الإسلام من ظاهرة الفقر. 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    منقول موقف الإسلام من ظاهرة الفقر.

    مُساهمة من طرف In The Zone الجمعة ديسمبر 24, 2010 12:40 pm

    المطلب الثالث: دفع شبهة الزهد كمفهوم يؤدي إلى الفقر.
    .........
    قد شاع عن الإسلام أنه يحبب في الزهد بمفهومه السائد الذي هو ترك المباحات تقربا إلى الله،و يترتب على القول بهذا أن يعيش الناس على الكفاف فقط،أما التمتع بما زاد على ذلك فهو خلاف الأفضل لأنه مناف للزهد،و معنى ذلك شيوع ظاهرة الفقر التعبدي.
    و الدراسة الجادة للإسلام تتنافى مع هذا القول كلية،و يمكن تبين ذلك ممايلي:
    الفرع الأول : هذا المفهوم يتنافى مع فطرة الإنسان وطبيعة الموارد
    فقد تبين لنا من الدراسة المتقدمة أن للإنسان في هذه الحياة وظيفة تتمثل في تعمير الكون على أفضل وجه و تحقيق أكبر قدر ممكن من الاستفادة به،هذا من ناحية،و من ناحية أخرى فإن للإنسان احتياجاته الفطرية المتعددة،و من ناحية ثالثة فإن موارد الطبيعة كثيرة و متعددة،و هناك أوامر صريحة باستخدامها في سائر وجوه الانتفاع حتى وجوه الزينة و الجمال،و بالتالي فترك الاستفادة بها و شكر الله عليها يضع الإنسان في موضع السؤال: لم تركت تناول ذلك؟.
    كل ذلك يتنافى مع مفهوم الزهد بأنه ترك الاستفادة من الأشياء المباحة شرعاً.
    ..........
    الفرع الثاني: موقف القرآن والسنة من هذا المفهوم.
    1-لم يرد لفظ الزهد في القرآن ـ فيما أحصى الباحث ـ إلا مرة واحدة في قوله تعالى عن يوسف و اخوته: (و كانوا فيه من الزاهدين) (سورة يوسف/ 20)،أما في مجال نعم الله و موارد كونه فلم يرد قط هذا اللفظ،بل كان يأتي في أغلبها عكس المفهوم الشائع للزهد و ذلك بالدعوة إلى التناول و الاستفادة.
    و مجئ النسق القرآني على هذا النحو ليس من قبيل المصادفة،و إنما هو مقصود تماماً.
    2- بالنسبة للسنة: نجد أن من أصح الأحاديث التي توضح موقف السنة بشكل قاطع الحديث الصحيح الذي رواه البخاري: (ذهب قوم إلى بيوت رسول الله يسألون عن عبادته،فلما أخبروا بها كأنهم تقالوها.فقالوا و أين نحن من رسول الله و قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر.
    فقال أحدهم: أنا أصوم الدهر كله.و قال الآخر: و أنا أقوم الليل كله.و قال الثالث: و أنا لا أتزوج النساء.
    فلما أخبر الرسول صلى الله عليه و سلم بذلك قال: ما بال أقوام يقولون كذا و كذا.أما و الله إني لأخشاكم لله و أتقاكم له و لكني أصوم و أفطر،و أقوم و أرقد،و أتزوج النساء.
    و هذه سنتي،و من رغب عن سنتي فليس مني) (5)

    بهذا الحديث يوضح الرسول الله صلى الله عليه و سلم بصورة قاطعة موقف الإسلام من التبتل
    و الرهبانية و الابتعاد عن المباحات و هو موقف الرفض الصريح.
    و مع ذلك فقد ورد أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال لمن سأله: (ازهد في الدنيا يحبك الله و ازهد فيما عند الناس يحبك الناس).
    و بالرغم من أن في هذا الحديث كلاماً لعلماء الحديث إلا أنه يمكن إن يقال أن المقصود بالزهد في
    الحديث هو معناه الحقيقي الذي يستلزم ترك الشره و العفة و عدم العبودية للمال.
    ......
    الفرع الثالث: موقف رجال الفكر الإسلامي.
    قد يكون حجة القول هنا هو قول علي بن أبي طالب (أعلموا عباد الله أن المتقين ذهبوا بعاجل الدنيا و آجل الآخرة؛فشاركوا أهل الدنيا في دنياهم؛و لم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم.سكنوا الدنيا بأفضل ما سكنت و أكلوها بأفضل ما أكلت.فحظوا من الدنيا بما حظى به المترفون.و أخذوا منها ما أخذه منها الجبابرة المتكبرون)(6)
    بهذا القول بين الإمام علي منهاج حياة المجتمع المسلم و حياة الفرد المسلم بأنها حياة الرغد و الرفاهية الشاكرة و ليست حياة الكفاف الضار.
    .........
    و هناك أيضا الإمام الغزالي،الذي شاع عنه إنه أكبر زاهد إسلامي؛فنراه يفسر الزهد بأنه انصراف الرغبة عن الشيء إلى ما هو خير منه و هو بذلك يجعل من الزهد نقطة انطلاق إلى الأفضل في كل جوانب الأعمال.
    ثم نراه يقول: (إنا لا نشك في أن مصلحة الدين و الدنيا مراد الشرع و هو معلوم بالضرورة و ليس بمظنون.و لا شك في أن رد الكافة إلى قدر الضرورة أو الحاجة أو إلى الحشيش و الصيد مخرب للدنيا أولاً و للدين بواسطة الدنيا ثانياً)(7).
    و قد ذهب الفكر الإسلامي إلى أبعد من هذا في علاج تلك القضية.
    فقد اهتم بمناقشة قضية ترك المباح رداً على من يقول إن ذلك كان فعل الصحابة.
    و ذلك بأن (ما نسب إلى الصحابة في هذا الشأن حكايات أحوال،فالاحتجاج بمجردها من غير نظر فيها لا يجدي،إذ لا يلزم أن يكون تركهم لما تركوه من ذلك من جهة كونه مباحاً لإمكان أن يكون تركهم لذلك لخلاف هذا المقصد،و من ناحية أخرى أن هذا التصرف من بعضهم معارض بمثله،فقد كان عليه السلام يحب الحلوى و العسل و يأكل اللحم و يستعذب الماء و ينقع له الزبيب و يتطيب بالمسك و يحب النساء).و تلك من كماليات الحياة.
    نخرج من ذلك بأن الزهد تعبير لم يشع كثيراً في النصوص الإسلامية،و أن معناه الحقيقي أن يمتلك الإنسان المال ثم لا يستعبده المال،فلا زهد مع الفقر لأن الفقر عدم،و الزهد يكون في الموجود،و من ناحية أخرى فليس الزهد نمطاً من أنماط اكتساب الأموال و إنما هو نمط من أنماط إنفاقها؛و بذلك فإن مفهوم الزهد الحقيقي يقدم خدمة جليلة في الحث على الاستثمارات المفيدة النافعة
    و ترك البذخ و الترف.
    .............
    الهوامش.
    (1) د. مصطفى السباعي ـ اشتراكية الإسلام. ص78.الدار القومية للطباعة.
    و النشر ـ سلسلة اخترنا لك.رقم 113.
    (2) رواه الحاكم. أنظر السيوطي ـ الجامع الصغير. ص50 ج‍1.مرجع سابق.
    (3)الشريف الرضي ـ نهج البلاغة. ص41. ج‍4.دار المعرفة للطباعة والنشر.بيروت.
    (4) الشريف الرضي ـ نهج البلاغة.المرجع السابق. ص76 ج‍4.
    (5) السيد الطهطاوي ـ هداية الباري إلى ترتيب أحاديث البخاري. ص85، ج‍1.
    شركة مطابع الرغائب بمصر ـ 1341ه‍.
    (6) الشريف الرضي ـ نهج البلاغة. ص27، ج‍3.مرجع سابق.
    (7) الغزالي ـ أحياء علوم الدين. ص98، ج‍2.مرجع سابق.
    ----------------------
    المصدر: الإسلام و التنمية الاقتصادية.
    موقع البلاغ.


    عدل سابقا من قبل In The Zone في الأحد يوليو 15, 2012 7:44 pm عدل 1 مرات
    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    موقف الإسلام من ظاهرة الفقر. 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    منقول أسس المنهج الاسلامي في التنمية الاقتصادية.

    مُساهمة من طرف In The Zone الأحد يوليو 15, 2012 7:10 pm


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 14, 2024 6:58 pm