جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..

جـوهـرة الـونشريس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جـوهـرة الـونشريس

حـيث يلتـقي الـحلم بالـواقع


    القرآن و تنظيم الأسرة.

    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    القرآن  و  تنظيم الأسرة. 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    تسلية القرآن و تنظيم الأسرة.

    مُساهمة من طرف In The Zone الأربعاء يناير 05, 2011 8:56 pm

    د.رفعت حسان.
    القرآن و تنظيم الأسرة.

    ..........
    نظرياً – بدون شك –القرآن هو المصدر الأعلى و الأكثر موثوقية للاسلام القاعدي.إن أي تصريح
    قرآني واضح في أي موضوع،يُنظر إليه من قبل غالبية المسلمين الساحقة بأنه بات و حاسم و فوق الشك.
    لكن القرآن ليس كتاب قوانين و تشريعات تتعاطى مباشرة مع كل قضية أو مشكلة يمكن تخيلها.
    إنه كتاب حكمة إلهية،المقصود به توجيه المخلوقات الانسانية بحيث تستطيع تحقيق إمكانياتهم كمخلوقات إنسانية (في أحسن تقويم) التين/ 4،و تصبح خليفة الله في الأرض.
    و حيث لا يوجد هناك نص أو نصوص صريحة في القرآن ترتكز مباشرة على القضية المعاصرة لتنظيم الأسرة،فإن القرآن لا يؤسس من خلال تعاليمه الإطار الأخلاقي الذي يمكن أن يتيح لهذه القضية ـ كبقية القضايا المعاصرة ـ أن تُناقش بكل تعقيداتها المتعددة.
    إن المسلمين التقدميين الذين يدعمون تنظيم الأسرة غالباً ما يقولون أن القرآن صامت بشأن قضية تنظيم الأسرة،و يأخذون هذا الصمت على أنه إشارة للإثبات و ليس للرفض.
    على سبيل المثال أشار Fazlur Rahman إلى أن المرء ((لا يجد في آيات القرآن ما يُنكر فكرة أنه علينا التحكم في تعدادنا السكاني لوقت ما لمعالجة وضعنا الحالي)).
    من جهة أخرى،يشير المسلمون المحافظون من أمثال أبي الأعلى المودودي الذي يُصر أن ((القرآن ليس صامتاً)) في الموضوع،يشيرون إلى الإدانة القرآنية لعملية وأد البنات و هن على قيد الحياة التي كانت منتشرة في الحجاز ما قبل الاسلام (التكوير/ 8-9)،(النحل/ 57-59) و أيضاً إلى الآيات القرآنية التي تمنع أو تستهجن ((قتل)) الأطفال (الأنعام/ 137، 140، 151)،(الإسراء/ 31)، (الممتحنة/ 12) و يشيرون أيضاً إلى آيات – تدعم نزاعهم في أن زيادة النسل مبارك من الله – كما يلي:
    (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث
    منهما رجالاً كثيراً و نساء..) النساء/ 1.

    (…و اذكروا إذ كنتم قليلاً فكثركم) الأعراف/ 86).
    (و الله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً و عجل لكم من أزواجكم بنين و حفدة و رزقكم
    من الطيبات..) النحل/ 72.

    (و لقد أرسلنا رسلاً من قبلك و جعلنا لهم أزواجاً و ذرية..) الرعد/ 38.
    (و الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا و ذريتنا قرة أعين..) الفرقان/ 74.
    يورد أيضاً المعارضون لتنظيم الأسرة تلك الآيات القرآنية التي تذكر أن كل الأرزاق من عند الله، يمنحها لكل مخلوقاته و يبارك بشكل خاص أولئك الذين لديهم ثقة بالله:
    (و لا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم و إياهم) الأنعام/ 151.
    (و ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها..) هود/ 6.
    (..و مَن يتق الله يجعل له مخرجاً و يرزقه من حيث لا يحتسب و مَن يتوكل على الله فهو حسبه..) الطلاق/ 2-3.
    و حول هذه الحجج المستخدمة من قبل المسلمين المحافظين لتأكيد أن القرآن معارض لفكرة تنظيم الأسرة،أحب أن أشير إلى:
    1 ـ إن إشارات القرآن إلى ((قتل)) الأطفال (الذين – تبعاً لشهادة كل من النصوص الدينية و التاريخية – كانوا إناثاً و ليس ذكوراً) كانت لأطفال قد تمت ولادتهم و ليس لأطفال لم يولدوا بعد.
    و لذلك فليس لهم صلة بنقاش ما إذا كان تبعاً لتعاليم القرآن التحكم بالولادة مسموح به أم لا.

    2 ـ إن إشارات القرآن إلى ((قتل)) الأطفال قد لا تشير في كل الأمثلة إلى القتل الفعلي للذرية بل قد تكون رمزاً لإساءة معاملة الأطفال كما أشير إليه من قِبَل غلام أحمد بارويز في قاموسه للقرآن أن جذر الكلمة العربية ((قتل)) لا يعني فقط القتل بواسطة سلاح أو سمّ بل أيضاً أن يذل و يحط من قدر أو يحرم من تعليم و تنشئة مناسبة.

    3 ـ مع أن القرآن يشير بشكل متكرر إلى الله كخالق و مساند لكل الخلق فإنه لا يخلي لا الأفراد و لا المجتمعات من مسؤوليتهم من أجل بقائهم و حسن أوضاعهم.


    بل إنه يُذكر المخلوقات الانسانية باستمرار أن ((كل امرئ بما كسب رهين)).
    و أن العقل المنطقي يرفع المخلوقات الانسانية فوق كل المخلوقات الأخرى و يمكنها من أن تصبح خليفة الله على الأرض.
    إن الإيمان الصحيح متلازم مع الفعل الصحيح المستقيم (الأعمال) و الذي يتضمن جهاداً متواصلاً للتغلب على العقبات الداخلية و الخارجية التي تعوق جعل العالم مقر عدل و سلام و الذي هو هدف الاسلام.
    إن الله لن يغير ظروف المخلوقات الانسانية حتى يغيروا ما بأنفسهم: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) الرعد/ 11.
    و أن استخدام الإشارات القرآنية إلى قدرة الله أو وعده بإبقاء و تأمين قوت كل الخلق في مناقشة ((من أجل تعداد غير محدد بالنسبة للمصادر الاقتصادية هو –كما أشير إليه من Fazlur Rahman – شيء صبياني)).
    بالتأكيد لا يقصد القرآن أن يقول أن الله يزود كل المخلوقات الحية بأقواتها سواء أكان المخلوق قادراً على تدبير قوته أم لا)).
    و حول الحجج المستخدمة من قبل المسلمين التقدميين أو ((المتحررين)) في دعم تنظيم الأسرة،أي أن القرآن صامت فيما يتعلق بهذا الموضوع،مما يعني – على الأقل أنه غير معارض لفكرة التحكم بالنسل – أود الإشارة إلى:
    1 ـ إن غياب الحرب لا يعني بالضرورة وجود السلم،تماماً كما لا يعني غياب الأمراض وجود الصحة.و بطريقة مماثلة،فإن حقيقة أن القرآن لا يقول أي شيء ضد فكرة التحكم بالنسل لا تعني بالضرورة أنه يدعم تنظيم الأسرة.
    2 ـ يتوقع العديد من مسلمي هذه الأيام،طالما أنهم تربوا طوال حياتهم على أن (القرآن هو دستور كامل للحياة)،أن يجدوا فيه تصريحاً محدداً أو مباشراً يخص كل القضايا أو المواضيع الهامة بالنسبة لهم.
    و عندما لا يجدوا مثل هذه التصريحات فإنهم يفترضون أن القرآن ليس لديه شيء ليقوله فيما يتعلق بهذه القضايا،أو إن (الصمت) الملاحظ في القرآن فيما يتعلق بعدد من القضايا الهامة (المعاصرة) ـ كقضية تنظيم الأسرة مثلاً ـ تخلق فراغاً دينياً أخلاقياً يملاه الأفراد و الجماعات المختلفة بطرق مختلفة.
    إن ما يجب فعله بشكل عاجل ـ في رأيي ـ هو إعادة نقدية جدية لفكرة أن القرآن دستور كامل
    للحياة.

    بأي طريقة القرآن دستور حياة كامل؟ بالتأكيد إنه ليس موسوعة من الممكن استشارتها للحصول على معلومات عينة عن نظرة الله لكل مشكلة أو قضية أو ظرف من الممكن أن يواجه الانسان.
    و كذلك ليس القرآن (دستوراً شرعياً) كما أشير من قبل محمد إقبال.
    و بالنظر إلى القرآن ككتاب،يوجد فيه قوانين،تشريعات،قواعد،أو ضرائب جاهزة متعلقة بكل شيء في الحياة،فقد عدد كبير من المسلمين رؤيتهم للهدف الرئيسي للقرآن،هذا الهدف ـ كما صرح من قبل إقبال ـ هو (من أجل إيقاظ أعلى وعي في الانسان،لعلاقته مع الله و الكون..الشيء المهم في هذا الاتصال هو وجهة النظر الديناميكية للقرآن).
    مع أن القرآن لم يخاطب قضية تنظيم الأسرة بشكل محدد و مباشر،لكن تعاليمه تلقي بكمية جيدة من الضوء حول كيفية فهم هذه القضية ـ و قضايا أخرى معاصرة ـ و التعامل معها ضمن الإطار الأخلاقي للاسلام المعياري.
    على سبيل المثال يؤكد القرآن بشكل كبير على ما يشار إليه عامة بـ(حقوق الانسان الأصلية) مثل:
    أ ـ الحق باحترام إنسانية المرء: (و لقد كرمنا بني آدم و حلمناهم في البر و البحر و رزقناهم من الطيبات و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً) الإسراء/70.
    ب ـ الحق بأن يعامل بعدالة و مساواة: (و لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا،
    أعدلوا هو أقرب إلى التقوى) المائدة/ 8.

    (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط..) النساء/ 135.
    ج ـ الحق بأن يكون حراً من التقليدية الفاشية (دينياً،فكرياً،سياسياً و اقتصادياً) و القبلية،و الطبقية،و التمييز الجنسي و العبودية.البقرة/ 177،
    256، 282 آل عمران/ 79، 159 الخ…
    د ـ الحق في الخصوصية و الحماية من الافتراء و الغيبة و السخرية.النساء/ 148.
    النور/ 27، 59 الخ…
    هـ ـ الحق في طلب العلم.الزمر/ 9.العلق/ 1 ـ 5.
    و ـ الحق في العمل الكسب و الملكية.النساء/ 11، 31
    ز ـ الحق في الإقامة في مكان آمن حيث تكون ممتلكات المرء و عقوده و اتفاقياته مصانة،و حيث يستطيع المرء التنقل بحرية.البقرة/ 229 الخ…
    ح ـ الحق في ترك المرء مكان نشأته تحت ظروف اضطهادية.النساء/ 97.
    ط ـ الحق في أن يطور المرء إحساسه بالجمال و التمتع بالهبات التي خلقها الله.الأعراف/ 32.الحديد/ 27.
    ي ـ الحق ليس فقط في العيش بل في (العيش الكريم) و الذي هو ممكن ـ تبعاً لرؤية القرآن ـ فقط في مجتمع عدل،لأن العدالة شرط أساسي للسلام و السلام شرط أساسي من أجل تحقيق الذات.
    إن القرآن بالنسبة للمسلمين كونه كلام الله هو المصدر الأساسي و الأكثر موثوقية في الاسلام.
    و كما ذكر آنفاً يؤكد القرآن،بقوة و يؤيد حقوق الانسان الأصلية،و هذا يتبع أن هذه الحقوق يجب ان تكون معروفة و مصانة في كل المجتمعات و التجمعات الاسلامية.
    بالنظر إلى الظروف الاجتماعية،الثقافية،الحضارية،الاقتصادية و السياسية البائسة لكثير من بلدان العالم الاسلامي اليوم حيث تعتبر زيادة معدلات الولادة من بين أعلى النسب في العالم،فإن الحاجة لتنظيم الأسرة يمكن النظر إليها كأمر بديهي.
    إن الحق في استخدام وسائل منع الحمل خاصة من قبل الجماهير المضرورة الذين حياتهم مهددة بالفقر الطاحن و الأمية الكبيرة،يجب أن يُرى ـ في ضوء الرؤية القرآنية لما يجب أن يكون عليه المجتمع الاسلامي ـ كحق إنساني أساسي.
    هذا قابل للتطبيق خصوصاً على النساء المسلمات اللواتي رغم كونهن عددياً أكثر من 500 مليون لكنهن ضمن أكثر الأقليات في عدم التمثيل و الصمت و العجز في العالم.
    ..........
    *المصدر : الاسلام و حقوق النساء.
    موقع البلاغ.

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت سبتمبر 21, 2024 1:47 am