سحر الانترنت...ينذر بتفكك الأسرة العراقية و ضياع الأزواج
تحقيق: نهلة جابر
يلعب الانترنت دورا مهما في حياتنا العامة، وعلى أكثر من صعيد كالعمل والتواصل الاجتماعي والترفيه، فهو يقدم لنا المعلومة الجاهزة ويصلنا بالآخرين بطريقة سهلة جدا، لكن استخدامه لفترة طويلة قد يودي الى نشوء ما يسمى "الإدمان" ويرى بعض الخبراء انه يساعد على تشويه مفهوم الوقت لدى المستخدم نتيجة إغراق حواسه في اشباعات وهمية لا يمكن تحقيقها على ارض الواقع، ويبقى التساؤل الأكثر أهمية هل يمكن أن يكون الانترنت سببا في تفكك العائلات والأسر، شبكة النبأ التقت بالعديد من الإباء والأزواج والزوجات في البصرة والذين يعانون من الاستخدام المفرط للانترنت.
تقول أحداهن:
كل يوم استقبل زوجي العائد من عمله بنظرات ملؤها الأمل متمنية أتستكمل رواية معاناتي التي لم تتغير إحداثها منذ أشهر طويلة، لكني في كل مرة أخطى في تقديري للأمور، لأنه ما ان ينهي تناول طعامه حتى يسارع الى الجلوس إمام شاشة الحاسوب لساعات تمتد في أحيانا كثيرة حتى وقت متأخر من الليل، وحتى فترات الاستراحة التي اقتطعها منه مكرها نتيجة شكواي المتكررة، فأراه وأصابعه لاتقاد تنفك عن العبث بالحاسوب بعصبية كبيرة، وفي كل مرة ينهرني لآني أكون السبب في خسارته في اللعبة التي يلعبها والتي صارت العدو اللذوذ والسارق لزوجي طوال الوقت من الليل والنهار.
أحاول إفراغ ما بجعبتي من حكايات وإخباره بحكايات وحكايات علني استرعي انتباهه، لكني افشل دوما: وهذا يدفعني الى التساؤل في أحيان كثيرة عن سبب تكريسه كل هذا الوقت للانترنت من دون أدنى اعتبار لوجودي وحديثي، حتى إني ظننت انه على علاقة ثانية ومع امرأة أخرى على الانترنت لكني كنت على خطأ، انا انتظر اليوم الذي يكل ويمل من الحاسوب ويتذكر الى إنني زوجة لها حقوق وعليه واجبات يجب عليه مراعاته وتكريس وقت للمشاركة في أفكاري وطموحاتي.
"ربما أخذته امرأة أخرى مني"
أما منى ياسين "فتقول أحب زوجي كثيرا، في بداية ارتباطنا كان زوجي يهتم بي كثير ويوفر لي السعادة، ولكن بعد ذلك أصبح لدينا أولاد وانترنت وبدء الملل يسيطر على حياتنا وأصبحت لا تحتمل؛ وبدء الوقت يمر طويلا علي فهو يجالس الحاسوب وقام بافتتاح أيميل خاص به وصار لا يفارق الحاسوب، ومن هنا بدء "وجع الرأس " فقد أصبح يقضي معظم وقته في الحديث بالنت مع أصدقائه.
حاولت لن أوفر له جميع وسائل الراحة في المنزل علني أبعده عن الانترنت ولكن دون جدوى.
في البداية كنت أجالسه في سهراته لكن ذلك اثر على عملي، وتعرضت للتوبيخ أكثر من مرة من صاحب العمل، الى إني قررت تركه يفعل ما يشاء كونه يعود في النهاية يعود لي، لكن المصيبة أن هناك امرأة أخرى نالت إعجابه واستحوذت على تفكيره وأخذته من كنف عائلته......
لأريد التفكير بالموضوع لأنه "لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا "،لا احد يعلم متى يعود ألينا وتزول الغمامة عن عينيه فيشعر بظلمه لنا؟؟
"الإدمان ليس فقط للمخدرات...الانترنت إدمان يهدد عوائلنا ومعيشتنا "
"الله ينور عقله..زوجي مدمن انترنت..." تقول فاطمة حسن !انه يحب كل المواقع الالكترونية الخاصة بالصحف والمجلات وتصفحها يوميا وبمعدل ساعات طويلة، وان حصلت معجزة وجلس معنا فعيناه غالبا تكون على شاشة الحاسوب.
لا أنكر أن هذا الأمر يزعجني كثير لكني صرحت له مرارا وتكرارا بذلك ولكني في كل مرة أجد الجواب "أنا أحب مطالعة الصحف وما ينشر ها،انا قول لك هل تحبين تصفحها عبر الانترنت أم شراءها يوميا"...ربما لا تعرفون باني أكثر من مرة قمت بإطفاء الكهرباء وقطع الأسلاك الخاصة بالانترنت، لكني لم استفيد من الوضع فقد قام بأخذ حاسوبه والذهاب الى مقهى الانترنت لإشباع إدمانه، الذي أتعبني كثيرا في النهاية واقتنعت بأنه من الأفضل أن يبقى في البيت والسهر على الانترنت بدل السهر خارجا.
"سأعامله بالمثل"
أما السيدة نوال محمد السلمان: عادة زوجي السيئة الوحيدة هي ادمنت على الانترنت وخاصة الماسنجر" كونه يستخدمه أكثر من 8 ساعات في اليوم الواحد، حاولت أن احل المشكلة بالنقاش فوضع علاقتنا أصبحت في خطر وعلى المحك...لديه ما يقارب الـ"180" أيميل للجنس اللطيف.. و10 ايميلات للرجال؛ وهذا ما يثير غيرتي وحنقي ولكن ليس بمقدوري فعل شيء، ولكن الى أن جاءتني فكرة مضادة، واشتريت حاسوب وافتتحت لي أيميل وأصبح لي العديد من الأشخاص أصدقاء انترنت وخصوصا من الرجال بهدف إثارة غيرته، وأصبحت استخدم الانترنت كثيرا.
انا ألان اشترك في خدمة الانترنت في الجوال واقضي معظم وقتي في أحاديث جانبية مع الأصدقاء وتوصلت الى صداقات عقدتها أواصل حياتي معها؟؟؟
لكن هناك تساؤل يثير مخاوفي !من ينير للأولاد الطريق لهم.
وتروي هدى المطوري حكايتها مع الانترنت وزوجها الذي تربطه علاقة حب دامت سنوات، وهو رجل متزوج سابقا ولم اعرف الأسباب التي أدت الى طلاقه من زوجته الأولى، أيضا كان يحتفظ بشقته مقفولة وكل ليلة كان ينسل من فراشه بحجة انه مع أصدقائه.
في بادئ الأمر اعتبرت الأمر طبيعيا، الى أن تكرر ذلك فشككت أن في الأمر "امرأة " وهو يخونني معها، فقمت بمتابعته لمدة 3 أيام متتالية ووجدت انه يمتلك في شقته انترنت وحاسوب وهو يعمل على الفيسبوك والتويتر، عندها اقتنعت بأنه ليس له علاقة مع امرأة أخرى... صارحته باني مستاءة من هذا الوضع وان مصرة على طلب الطلاق فاخبرني انه يذهب الى تلك الشقة لأنه يحتفظ بحاسوبه الشخصي ويواصل مع أصدقائه عبر الانترنت لم اصدق في البداية ولكني تأكدت من ذلك بعد أن رأيت ذلك بعيني.. عرفت انه من مدمني الانترنت.
فكرت كثير في القرار الذي علي اتخاذه كونه كذب علي في أمر الشقة واخبرني في البداية بأنه تخلص منها، ولكني وجدت نفسي اطلب منه إحضار حاسوبه الى المنزل ليتواصل مع أصدقاءه تحت ناظري في البيت.
والى مدمن أخر وهو زوج إحدى الصديقات والتي تقول يعود زوجي من عمله في الثالثة من ظهر كل يوم فقط يتناول طعامه ويجلس على الانترنت الى الساعة الثانية ليلا، يستخدم "الفيسبوك" كثيرا الى إني ظننت انه مصاب بمرض ما ربما نفسي كونه يجلس لساعات دون التفوه بكلمة واحدة، أتحدث معه ولا يرد علي بكلمة ولكني اكتشفت إني أحاكي شخص مدمن لا يهتم حتى الى أبنائه مما جعلهم يعزفون عن التحدث معه.
أتصدقون انه لا يكترث حتى عندما يتعرض احد أبنائه الى مرض؟! عندما ينقطع النت يصبح كالمجنون الى ان يصل "الكونكشن" الذي يعد بالنسبة إليه مهدئ الأعصاب الذي لا يتنازل عنه.
أسباب الإدمان على الانترنت
يرجع علماء النفس ظاهرة أسباب إدمان الانترنت الى عدة أسباب منها: الفراغ، الوحدة، المغريات التي يوفرها للفرد مضيفين أن هذا النوع الإدمان عبارة عن دمج مابين عوامل نفسية وبدنية واجتماعية من الإدمان وهو عبارة عن دمج مابين عوامل نفسية وبدنية واجتماعية: فقضاء الوقت أمام الحاسوب يحفز الدماغ على إفراز مادة كيماوية تسمى" دوبامين "تشبه الاديارنالين الذي يتسبب بصورة فورية في الشعور بالهدوء والحالة المزاجية الجيدة وعند الانفصال عن شاشة الحاسوب للحظة يشعر المستخدم بالفراغ والاكتتاب، فينتظر بفارغ الصبر حلول اللحظة التي يعود فيها الى ممارسة إدمانه.
وهناك ثلاثة أسباب رئيسة تجعل من الانترنت سببا في الإدمان؛ وهي: أولا السرية، حيث أن الإمكانية التي يوفرها في الحصول على المعلومة وطرح الأسئلة والتعرف على الناس ومن مختلف الجنسيات من دون الحاجة الى تعريف النفس بالتفاصيل الحقيقية وتوفر الشعور بالسيطرة.
الى جانب ذلك، فان الفترة على الظهور كل يوم بشكل أخر حسب اختيار الشخص، ثانيا الراحة النفسية من ناحية الترفيه، حيث الانترنت وسيلة ترفيهية مريحة للغاية، لأنها عادة ما تكون في البيت ووسط العائلة، ولا تتطلب الخروج والسفر ولا تقديم المبررات من اجل استعماله، وثالثا الهروب من الواقع الحقيقي واللجوء الى واقع بديل خيالي.
آثار سلبية
لكن للانترنت آثار سلبية رغم انه من ضروريا العصر؛ منها مشكلات صحية حيث يتسبب إدمانها في اضطراب النوم، كما يؤثر في مناعة الفرد، مما يجعله أكثر قابلية للإصابة بالإمراض، كما ان قضاء المدمن ساعات طويلة من دون حركة يودي الى الآلام الظهر، وإرهاق العينين وهناك أيضا المشاكل العائلية والتي ربما تودي الى انهيار منظومة الزواج.
شبكة النبأ المعلوماتية-11/آذار/2012 - 17/ربيع الثاني/1433
تحقيق: نهلة جابر
يلعب الانترنت دورا مهما في حياتنا العامة، وعلى أكثر من صعيد كالعمل والتواصل الاجتماعي والترفيه، فهو يقدم لنا المعلومة الجاهزة ويصلنا بالآخرين بطريقة سهلة جدا، لكن استخدامه لفترة طويلة قد يودي الى نشوء ما يسمى "الإدمان" ويرى بعض الخبراء انه يساعد على تشويه مفهوم الوقت لدى المستخدم نتيجة إغراق حواسه في اشباعات وهمية لا يمكن تحقيقها على ارض الواقع، ويبقى التساؤل الأكثر أهمية هل يمكن أن يكون الانترنت سببا في تفكك العائلات والأسر، شبكة النبأ التقت بالعديد من الإباء والأزواج والزوجات في البصرة والذين يعانون من الاستخدام المفرط للانترنت.
تقول أحداهن:
كل يوم استقبل زوجي العائد من عمله بنظرات ملؤها الأمل متمنية أتستكمل رواية معاناتي التي لم تتغير إحداثها منذ أشهر طويلة، لكني في كل مرة أخطى في تقديري للأمور، لأنه ما ان ينهي تناول طعامه حتى يسارع الى الجلوس إمام شاشة الحاسوب لساعات تمتد في أحيانا كثيرة حتى وقت متأخر من الليل، وحتى فترات الاستراحة التي اقتطعها منه مكرها نتيجة شكواي المتكررة، فأراه وأصابعه لاتقاد تنفك عن العبث بالحاسوب بعصبية كبيرة، وفي كل مرة ينهرني لآني أكون السبب في خسارته في اللعبة التي يلعبها والتي صارت العدو اللذوذ والسارق لزوجي طوال الوقت من الليل والنهار.
أحاول إفراغ ما بجعبتي من حكايات وإخباره بحكايات وحكايات علني استرعي انتباهه، لكني افشل دوما: وهذا يدفعني الى التساؤل في أحيان كثيرة عن سبب تكريسه كل هذا الوقت للانترنت من دون أدنى اعتبار لوجودي وحديثي، حتى إني ظننت انه على علاقة ثانية ومع امرأة أخرى على الانترنت لكني كنت على خطأ، انا انتظر اليوم الذي يكل ويمل من الحاسوب ويتذكر الى إنني زوجة لها حقوق وعليه واجبات يجب عليه مراعاته وتكريس وقت للمشاركة في أفكاري وطموحاتي.
"ربما أخذته امرأة أخرى مني"
أما منى ياسين "فتقول أحب زوجي كثيرا، في بداية ارتباطنا كان زوجي يهتم بي كثير ويوفر لي السعادة، ولكن بعد ذلك أصبح لدينا أولاد وانترنت وبدء الملل يسيطر على حياتنا وأصبحت لا تحتمل؛ وبدء الوقت يمر طويلا علي فهو يجالس الحاسوب وقام بافتتاح أيميل خاص به وصار لا يفارق الحاسوب، ومن هنا بدء "وجع الرأس " فقد أصبح يقضي معظم وقته في الحديث بالنت مع أصدقائه.
حاولت لن أوفر له جميع وسائل الراحة في المنزل علني أبعده عن الانترنت ولكن دون جدوى.
في البداية كنت أجالسه في سهراته لكن ذلك اثر على عملي، وتعرضت للتوبيخ أكثر من مرة من صاحب العمل، الى إني قررت تركه يفعل ما يشاء كونه يعود في النهاية يعود لي، لكن المصيبة أن هناك امرأة أخرى نالت إعجابه واستحوذت على تفكيره وأخذته من كنف عائلته......
لأريد التفكير بالموضوع لأنه "لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا "،لا احد يعلم متى يعود ألينا وتزول الغمامة عن عينيه فيشعر بظلمه لنا؟؟
"الإدمان ليس فقط للمخدرات...الانترنت إدمان يهدد عوائلنا ومعيشتنا "
"الله ينور عقله..زوجي مدمن انترنت..." تقول فاطمة حسن !انه يحب كل المواقع الالكترونية الخاصة بالصحف والمجلات وتصفحها يوميا وبمعدل ساعات طويلة، وان حصلت معجزة وجلس معنا فعيناه غالبا تكون على شاشة الحاسوب.
لا أنكر أن هذا الأمر يزعجني كثير لكني صرحت له مرارا وتكرارا بذلك ولكني في كل مرة أجد الجواب "أنا أحب مطالعة الصحف وما ينشر ها،انا قول لك هل تحبين تصفحها عبر الانترنت أم شراءها يوميا"...ربما لا تعرفون باني أكثر من مرة قمت بإطفاء الكهرباء وقطع الأسلاك الخاصة بالانترنت، لكني لم استفيد من الوضع فقد قام بأخذ حاسوبه والذهاب الى مقهى الانترنت لإشباع إدمانه، الذي أتعبني كثيرا في النهاية واقتنعت بأنه من الأفضل أن يبقى في البيت والسهر على الانترنت بدل السهر خارجا.
"سأعامله بالمثل"
أما السيدة نوال محمد السلمان: عادة زوجي السيئة الوحيدة هي ادمنت على الانترنت وخاصة الماسنجر" كونه يستخدمه أكثر من 8 ساعات في اليوم الواحد، حاولت أن احل المشكلة بالنقاش فوضع علاقتنا أصبحت في خطر وعلى المحك...لديه ما يقارب الـ"180" أيميل للجنس اللطيف.. و10 ايميلات للرجال؛ وهذا ما يثير غيرتي وحنقي ولكن ليس بمقدوري فعل شيء، ولكن الى أن جاءتني فكرة مضادة، واشتريت حاسوب وافتتحت لي أيميل وأصبح لي العديد من الأشخاص أصدقاء انترنت وخصوصا من الرجال بهدف إثارة غيرته، وأصبحت استخدم الانترنت كثيرا.
انا ألان اشترك في خدمة الانترنت في الجوال واقضي معظم وقتي في أحاديث جانبية مع الأصدقاء وتوصلت الى صداقات عقدتها أواصل حياتي معها؟؟؟
لكن هناك تساؤل يثير مخاوفي !من ينير للأولاد الطريق لهم.
وتروي هدى المطوري حكايتها مع الانترنت وزوجها الذي تربطه علاقة حب دامت سنوات، وهو رجل متزوج سابقا ولم اعرف الأسباب التي أدت الى طلاقه من زوجته الأولى، أيضا كان يحتفظ بشقته مقفولة وكل ليلة كان ينسل من فراشه بحجة انه مع أصدقائه.
في بادئ الأمر اعتبرت الأمر طبيعيا، الى أن تكرر ذلك فشككت أن في الأمر "امرأة " وهو يخونني معها، فقمت بمتابعته لمدة 3 أيام متتالية ووجدت انه يمتلك في شقته انترنت وحاسوب وهو يعمل على الفيسبوك والتويتر، عندها اقتنعت بأنه ليس له علاقة مع امرأة أخرى... صارحته باني مستاءة من هذا الوضع وان مصرة على طلب الطلاق فاخبرني انه يذهب الى تلك الشقة لأنه يحتفظ بحاسوبه الشخصي ويواصل مع أصدقائه عبر الانترنت لم اصدق في البداية ولكني تأكدت من ذلك بعد أن رأيت ذلك بعيني.. عرفت انه من مدمني الانترنت.
فكرت كثير في القرار الذي علي اتخاذه كونه كذب علي في أمر الشقة واخبرني في البداية بأنه تخلص منها، ولكني وجدت نفسي اطلب منه إحضار حاسوبه الى المنزل ليتواصل مع أصدقاءه تحت ناظري في البيت.
والى مدمن أخر وهو زوج إحدى الصديقات والتي تقول يعود زوجي من عمله في الثالثة من ظهر كل يوم فقط يتناول طعامه ويجلس على الانترنت الى الساعة الثانية ليلا، يستخدم "الفيسبوك" كثيرا الى إني ظننت انه مصاب بمرض ما ربما نفسي كونه يجلس لساعات دون التفوه بكلمة واحدة، أتحدث معه ولا يرد علي بكلمة ولكني اكتشفت إني أحاكي شخص مدمن لا يهتم حتى الى أبنائه مما جعلهم يعزفون عن التحدث معه.
أتصدقون انه لا يكترث حتى عندما يتعرض احد أبنائه الى مرض؟! عندما ينقطع النت يصبح كالمجنون الى ان يصل "الكونكشن" الذي يعد بالنسبة إليه مهدئ الأعصاب الذي لا يتنازل عنه.
أسباب الإدمان على الانترنت
يرجع علماء النفس ظاهرة أسباب إدمان الانترنت الى عدة أسباب منها: الفراغ، الوحدة، المغريات التي يوفرها للفرد مضيفين أن هذا النوع الإدمان عبارة عن دمج مابين عوامل نفسية وبدنية واجتماعية من الإدمان وهو عبارة عن دمج مابين عوامل نفسية وبدنية واجتماعية: فقضاء الوقت أمام الحاسوب يحفز الدماغ على إفراز مادة كيماوية تسمى" دوبامين "تشبه الاديارنالين الذي يتسبب بصورة فورية في الشعور بالهدوء والحالة المزاجية الجيدة وعند الانفصال عن شاشة الحاسوب للحظة يشعر المستخدم بالفراغ والاكتتاب، فينتظر بفارغ الصبر حلول اللحظة التي يعود فيها الى ممارسة إدمانه.
وهناك ثلاثة أسباب رئيسة تجعل من الانترنت سببا في الإدمان؛ وهي: أولا السرية، حيث أن الإمكانية التي يوفرها في الحصول على المعلومة وطرح الأسئلة والتعرف على الناس ومن مختلف الجنسيات من دون الحاجة الى تعريف النفس بالتفاصيل الحقيقية وتوفر الشعور بالسيطرة.
الى جانب ذلك، فان الفترة على الظهور كل يوم بشكل أخر حسب اختيار الشخص، ثانيا الراحة النفسية من ناحية الترفيه، حيث الانترنت وسيلة ترفيهية مريحة للغاية، لأنها عادة ما تكون في البيت ووسط العائلة، ولا تتطلب الخروج والسفر ولا تقديم المبررات من اجل استعماله، وثالثا الهروب من الواقع الحقيقي واللجوء الى واقع بديل خيالي.
آثار سلبية
لكن للانترنت آثار سلبية رغم انه من ضروريا العصر؛ منها مشكلات صحية حيث يتسبب إدمانها في اضطراب النوم، كما يؤثر في مناعة الفرد، مما يجعله أكثر قابلية للإصابة بالإمراض، كما ان قضاء المدمن ساعات طويلة من دون حركة يودي الى الآلام الظهر، وإرهاق العينين وهناك أيضا المشاكل العائلية والتي ربما تودي الى انهيار منظومة الزواج.
شبكة النبأ المعلوماتية-11/آذار/2012 - 17/ربيع الثاني/1433