موعد مع الموت.
*د. رائدة بدران
نسيان.. تجاهل..أو ربّما تناسي..انها نِعَمٌ ضمن الكثير مما أنعم الله علينا من خلاله.. فقد منح أدمغتنا نعمة نسيان الموت أو تناسيه وطول الأمل والسعي للكسب من دنيانا..
ربّما بسبب ميلنا الفطري للحياة وتعلقنا فيها أو ربما لإنشغالنا بأمورها من بنين وأموال وعمل.
فما الخطب إذاً وما سرّ ظاهرة المشي للموت طوعاً؟! لماذا الإنصياع للحظة إنفعال وإعلان الرحيل والإعتزال؟..
وقفة لابدّ منها لكي نراجع حساباتنا بشان أحكام إعدام ضد فلذات أكبادنا لعبوا هم في محاكمة أنفسهم دور الحاكم والجلاد ونفذوا الأحكام بلا رويّة وذهبوا ومعهم ذهبت التفسيرات والملابسات..لماذا ولماذا تيأس الزهرة اليانعة من الحياة؟!
وقفة لابدّ منها ليسأل كل منّا نفسه كجزء من هذا المجتمع وكفرد من أفراد هذه الأمة..هل حقاً أقوم بدوري كاملاً أماً وأباً..وأخاً لكل هؤلاء!!
هل أمسح دمعة الباكي إذا رأيتها أم أتجاهلها وربما منها أسخر!! هل يؤلمني ألم غيري؟
هل أشعر معهم؟
هل حين أخطئ وأقسو وجل من لا يسهو تأخذني العزّة بالإثم وينتابني الكبر؟
أم بكل بساطة ومحبة وأخوة أواجه المواقف وأعتذر!!
وقفة لابدّ منها ليمسح كل منا الغشاوة من أمام عينيه وأن لا يشتري من أهل الضحايا أقربائهم أو أبناء بلدهم أن الضحية كما يحاولون على الدوام تصويره لنا..حسن السير والسلوك!! محبوب مرغوب!! يا للعجب!! شخص مثالي ناجح يأتيه الدعم من كل حدب وصوب..يضع حداً لحياته بكل بساطة ينفصل عن سريره..مدرسته..مصلاه..صحيفته وفتاة أحلامه.. أهله بلدته وجميع ذكرياته!! فإلى متى سنبقى نضحك على أنفسنا؟
وإلى متى ستنطفئ شمعة تليها الشمعة وتُخطف خطفاً من بيننا؟ ونحن لا نجهر سوى بـ"كان حسن السير والخلق والسلوك" على اعتبار أن الموتى لا تجوز عليهم سوى الرحمة ونعدد ونعدد من محاسن الموتى لتبقى علامات استفهام كبيرة وحيرة في عقول الأحياء ليختلط مفهوم السقم والصحة.. الشواذ والقاعدة..والحياة والموت..ليهرع إلى حل الموت في المرات القادمة أي شاب لو واجه ولو ابسط المشكلات وأتفه العثرات!!
وقفة لابدّ منها كي نسأل أنفسنا كمتعلمين..مثقفين..ومؤمنين..متى ينقشع ظلام الجهل بالأمراض النفسية والعصبية ومتى نتقبّل وجودها وبكثرة في مجتمعنا!!
ومتى أشعر بالمسؤولية تجاه الصاحب الأخ القريب لو انسحب من المجتمع مرّة واحدة..عزل نفسه أو اختفى من بيننا؟
إلى متى سنبقى نواجه كل هذه الحالات بشعور اللامبالاة؟!
ألَسنا إخواناً في كل ظرف؟ ألسنا كلمة واحدة حتى لو آثر البعض إلاّ أن يتّبع منها غير حرف؟!
وأخيراً وقفة لابدّ منها لكي نواجه الواقع بشجاعة وأن نحلل كل حالة وحاله..
أن نستفيد ممّا مضى ونتطلع لوضع برامج طارئة لحماية ما قد يأتي فلا ندري ما يخبئه لنا المستقبل وما هو عنا مخفيه وكذلك ما من شأنه أن يصيب أي منا في جاره ابنه أو صديقه أو حتى في أخته أو أخيه..الموت حق أجل ولكن..
موعدنا معه هو من اختصاص الخالق فلا داعي لتدوينه في يومياتنا أو حتى مجرد السماح لأنفسنا التدخل فيه.
البلاغ
*د. رائدة بدران
نسيان.. تجاهل..أو ربّما تناسي..انها نِعَمٌ ضمن الكثير مما أنعم الله علينا من خلاله.. فقد منح أدمغتنا نعمة نسيان الموت أو تناسيه وطول الأمل والسعي للكسب من دنيانا..
ربّما بسبب ميلنا الفطري للحياة وتعلقنا فيها أو ربما لإنشغالنا بأمورها من بنين وأموال وعمل.
فما الخطب إذاً وما سرّ ظاهرة المشي للموت طوعاً؟! لماذا الإنصياع للحظة إنفعال وإعلان الرحيل والإعتزال؟..
وقفة لابدّ منها لكي نراجع حساباتنا بشان أحكام إعدام ضد فلذات أكبادنا لعبوا هم في محاكمة أنفسهم دور الحاكم والجلاد ونفذوا الأحكام بلا رويّة وذهبوا ومعهم ذهبت التفسيرات والملابسات..لماذا ولماذا تيأس الزهرة اليانعة من الحياة؟!
وقفة لابدّ منها ليسأل كل منّا نفسه كجزء من هذا المجتمع وكفرد من أفراد هذه الأمة..هل حقاً أقوم بدوري كاملاً أماً وأباً..وأخاً لكل هؤلاء!!
هل أمسح دمعة الباكي إذا رأيتها أم أتجاهلها وربما منها أسخر!! هل يؤلمني ألم غيري؟
هل أشعر معهم؟
هل حين أخطئ وأقسو وجل من لا يسهو تأخذني العزّة بالإثم وينتابني الكبر؟
أم بكل بساطة ومحبة وأخوة أواجه المواقف وأعتذر!!
وقفة لابدّ منها ليمسح كل منا الغشاوة من أمام عينيه وأن لا يشتري من أهل الضحايا أقربائهم أو أبناء بلدهم أن الضحية كما يحاولون على الدوام تصويره لنا..حسن السير والسلوك!! محبوب مرغوب!! يا للعجب!! شخص مثالي ناجح يأتيه الدعم من كل حدب وصوب..يضع حداً لحياته بكل بساطة ينفصل عن سريره..مدرسته..مصلاه..صحيفته وفتاة أحلامه.. أهله بلدته وجميع ذكرياته!! فإلى متى سنبقى نضحك على أنفسنا؟
وإلى متى ستنطفئ شمعة تليها الشمعة وتُخطف خطفاً من بيننا؟ ونحن لا نجهر سوى بـ"كان حسن السير والخلق والسلوك" على اعتبار أن الموتى لا تجوز عليهم سوى الرحمة ونعدد ونعدد من محاسن الموتى لتبقى علامات استفهام كبيرة وحيرة في عقول الأحياء ليختلط مفهوم السقم والصحة.. الشواذ والقاعدة..والحياة والموت..ليهرع إلى حل الموت في المرات القادمة أي شاب لو واجه ولو ابسط المشكلات وأتفه العثرات!!
وقفة لابدّ منها كي نسأل أنفسنا كمتعلمين..مثقفين..ومؤمنين..متى ينقشع ظلام الجهل بالأمراض النفسية والعصبية ومتى نتقبّل وجودها وبكثرة في مجتمعنا!!
ومتى أشعر بالمسؤولية تجاه الصاحب الأخ القريب لو انسحب من المجتمع مرّة واحدة..عزل نفسه أو اختفى من بيننا؟
إلى متى سنبقى نواجه كل هذه الحالات بشعور اللامبالاة؟!
ألَسنا إخواناً في كل ظرف؟ ألسنا كلمة واحدة حتى لو آثر البعض إلاّ أن يتّبع منها غير حرف؟!
وأخيراً وقفة لابدّ منها لكي نواجه الواقع بشجاعة وأن نحلل كل حالة وحاله..
أن نستفيد ممّا مضى ونتطلع لوضع برامج طارئة لحماية ما قد يأتي فلا ندري ما يخبئه لنا المستقبل وما هو عنا مخفيه وكذلك ما من شأنه أن يصيب أي منا في جاره ابنه أو صديقه أو حتى في أخته أو أخيه..الموت حق أجل ولكن..
موعدنا معه هو من اختصاص الخالق فلا داعي لتدوينه في يومياتنا أو حتى مجرد السماح لأنفسنا التدخل فيه.
البلاغ