أسعـد الله أوقاتـكم بكـل خـير.
الحمد لله رب العالمين،و العاقبة للمتقين،و لا عدوان إلا على الظالمين،و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،إله الأولين و الآخرين،و قيوم السماوات و الأرضين،و أشهد أن محمدًا عبده و رسوله و خليله و أمينه على وحيه،أرسله إلى الناس كافة بشيرًا و نذيرًا،و داعيًا إلى الله بإذنه و سراجًا منيرًا،صلى الله عليه و على آله و أصحابه الذين ساروا على طريقته في الدعوة إلى سبيله،و صبروا على ذلك و جاهدوا فيه حتى أظهر الله بهم دينه،و أعلى كلمته و لو كره المشركون،و سلم تسليماً كثيرًا.
......
تفسير قوله تعالى: وَ مَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا.
يقول في سؤاله: قال الله تعالى: وَ مَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا،و هذا يعني أنه سبحانه ألزم نفسه بنفسه إطعام كل ما يدب على هذه الأرض من إنسان أو حيوان أو حشرات إلخ،فبماذا نفسر المجاعة التي تجتاح بلدان قارة أفريقيا؟
......
الآية على ظاهرها،و ما يقدر الله سبحانه من الكوارث و المجاعات لا تضر إلا من تم أجله و انقطع رزقه،أما من كان قد بقي له حياة أو رزق فإن الله يسوق له رزقه من طرق كثيرة قد يعلمها و قد لا يعلمها،لقوله سبحانه: وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ[1]،
و قوله: وَ كَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَ إِيَّاكُمْ[2]،
و قول النبي صلى الله عليه و سلم: ((لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها و أجلها)).
و قد يعاقب الإنسان بالفقر و حرمان الرزق لأسباب فعلها من كسل و تعطيل للأسباب التي يقدر عليها،أو لفعله المعاصي التي نهاه الله عنها،كما قال الله سبحانه: مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَ مَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ[3] الآية.
و قال عز و جل: وَ مَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ[4] الآية،و صح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: ((إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)) رواه الإمام أحمد و النسائي و ابن ماجه بإسناد جيد.
و قد يبتلى العبد بالفقر و المرض و غيرهما من المصائب لاختبار شكره و صبره لقول الله سبحانه: وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَرَاتِ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ[5]،و قوله عز و جل: وَ بَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَ السَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ[6]، و المراد بالحسنات في هذه الآية النعم،و بالسيئات المصائب،و قول النبي صلى الله عليه و سلم: ((عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له،و إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له،و ليس ذلك لأحد إلا للمؤمن)) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه،و الآيات و الأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
و بالله التوفيق.
........
[1] سورة الطلاق الآيتان 2 – 3.
[2] سورة العنكبوت الآية 60.
[3] سورة النساء الآية 79.
[4] سورة الشورى الآية 30.
[5] سورة البقرة الآيتان 155 - 156
[6] سورة الأعراف الآية 168.
.......
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى.
الموقع الرئيسي للشيخ
الحمد لله رب العالمين،و العاقبة للمتقين،و لا عدوان إلا على الظالمين،و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،إله الأولين و الآخرين،و قيوم السماوات و الأرضين،و أشهد أن محمدًا عبده و رسوله و خليله و أمينه على وحيه،أرسله إلى الناس كافة بشيرًا و نذيرًا،و داعيًا إلى الله بإذنه و سراجًا منيرًا،صلى الله عليه و على آله و أصحابه الذين ساروا على طريقته في الدعوة إلى سبيله،و صبروا على ذلك و جاهدوا فيه حتى أظهر الله بهم دينه،و أعلى كلمته و لو كره المشركون،و سلم تسليماً كثيرًا.
......
تفسير قوله تعالى: وَ مَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا.
يقول في سؤاله: قال الله تعالى: وَ مَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا،و هذا يعني أنه سبحانه ألزم نفسه بنفسه إطعام كل ما يدب على هذه الأرض من إنسان أو حيوان أو حشرات إلخ،فبماذا نفسر المجاعة التي تجتاح بلدان قارة أفريقيا؟
......
الآية على ظاهرها،و ما يقدر الله سبحانه من الكوارث و المجاعات لا تضر إلا من تم أجله و انقطع رزقه،أما من كان قد بقي له حياة أو رزق فإن الله يسوق له رزقه من طرق كثيرة قد يعلمها و قد لا يعلمها،لقوله سبحانه: وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ[1]،
و قوله: وَ كَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَ إِيَّاكُمْ[2]،
و قول النبي صلى الله عليه و سلم: ((لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها و أجلها)).
و قد يعاقب الإنسان بالفقر و حرمان الرزق لأسباب فعلها من كسل و تعطيل للأسباب التي يقدر عليها،أو لفعله المعاصي التي نهاه الله عنها،كما قال الله سبحانه: مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَ مَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ[3] الآية.
و قال عز و جل: وَ مَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ[4] الآية،و صح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: ((إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)) رواه الإمام أحمد و النسائي و ابن ماجه بإسناد جيد.
و قد يبتلى العبد بالفقر و المرض و غيرهما من المصائب لاختبار شكره و صبره لقول الله سبحانه: وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَرَاتِ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ[5]،و قوله عز و جل: وَ بَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَ السَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ[6]، و المراد بالحسنات في هذه الآية النعم،و بالسيئات المصائب،و قول النبي صلى الله عليه و سلم: ((عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له،و إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له،و ليس ذلك لأحد إلا للمؤمن)) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه،و الآيات و الأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
و بالله التوفيق.
........
[1] سورة الطلاق الآيتان 2 – 3.
[2] سورة العنكبوت الآية 60.
[3] سورة النساء الآية 79.
[4] سورة الشورى الآية 30.
[5] سورة البقرة الآيتان 155 - 156
[6] سورة الأعراف الآية 168.
.......
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى.
الموقع الرئيسي للشيخ
عدل سابقا من قبل In The Zone في الجمعة يونيو 01, 2012 10:30 pm عدل 1 مرات