البلاغ:أسلوب التربية بالتشجيع
* رضا المصري
* فاتن عمارة
يقولون بأنّ التشجيع يعتبر وقود الحياة والحافز الأساس للإبتكارات والإختراعات، ولكلمات التشجيع حافز قوي في تحريك وفعالية المجتمع كاملاً بمختلف فئاته وأعماره لدفعه لتحقيق الغايات المطلوبة منه، فالتشجيع يولد الرغبة والإستعداد للعمل، ويمنح العطاء السخي والقوة والطاقة، وللتشجيع سحر عظيم في حفز الهمم وتحريك الطاقات، حيث يعمل التشجيع على شحن الإنسان بقوة كهربائية تحركه دون أن يدري، لقد أضافه رجال الحكمة إلى صفوف المال والذهب وأدمن عليه القادة والزعماء والولاة والأمراء وجميع المستويات العاملة والفاعلة بالمجتمع، كلمة إطراء أو خطاب شكر تجعل الإنسان يقتل نفسه ليعطى وينتج، وإذا كان الكبار يموتون حماساً وهمة بدافع التشجيع فكيف بالأطفال والشباب، وللتشجيع دوره المؤثر في قطاعات العمل المتنوعة وفي الملاعب والمنازل وفي كل مكان في البيت، وفلسفة ذلك تكمن في حاجة الجسم لهذا النوع من الغداء الذي يولد الحماس ويقوى القدرات في تحقيق المطلوب، إذا قابلت ولداً مهملاً وأردت دفعه إلى الأمام امدح محاولاته المتواضعة وجهوده الضعيفة لكي يقوى الحافز لديه بفضل إشباع حاجته من الكلمات الدافعة المقوية.
يقول بعض المختصين: ابنك يسير حسب ما تضعه، إذا قلت له: أنت غبي أحس بالغباء وأخذ يتلمس الجوانب التي تضعه على هذا الموقع ويتصيد الخلل في شخصيته لاسيما أنّه يتصوّر أن حكم الكبار قطعي، وإذا قلت لإبنك: أنت ذكي ذهب لكي يستثمر كل إمكانيات الذكاء لديه ليثبت أنّه كذلك.
وبعض الآباء يمدح ابنه الكسول بأنّه تحسن كثيراً، وابنه العاق بأنّه أصبح باراً بأهله لكي يلبسه هذا الثوب الحسن لعله يحافظ عليه ويستمر في لبسه ويحس أنّه يملكه، هذه الطريقة تقود الأولاد إلى المسالك الجيِّدة وتبعث فيهم العزم والتصميم وملازمة الصفات الجميلة التي يسعون إلى إثبات وجودها من خلال عطائهم وتعاملهم.
الإهتمام في بناء جسور الثقة المتبادلة التي تعتمد على غرس إنطباع عندهم يفضى بتعريفهم بحجم المحبة والعواطف التي يكنها لهم الآباء، بحيث نطمئن كآباء على أنّهم شعروا بدورنا من خلال هذه الأحاسيس، لابدّ أن يحس أولادنا بأنّنا نحبهم ونسعى لمساعدتهم ونضحي من أجلهم.
حسن الإصغاء للأولاد لمعرفة المعوقات والعقبات التي تحول بينهم وبين تحقيق أهدافهم لكي نستطيع مساعدتهم بطريقة سهلة وواضحة، وهذا نوع من التشخيص السليم الذي يساعد على معرفة كل منّا الآخر.
معالجة مشاكل الأولاد بطريقة سليمة تعتمد على أنّ كل إنسان معرض للخطأ حتى لا يجفل الأولاد من نقل مشاكلهم إلى أهلهم ثمّ يتعرضون بعد ذلك لمشاكل أكبر أو للضياع.
هناك أربعة عناصر للكفاءة يمكن أن يدعمها الوالدان بالتعليم، والتشجيع، والقدوة:
1- الإبقاء على اتّجاه "أستطيع أن أفعل"، إن أكثر الخطوات أهمية في القيام بما تريد هو الثقة في إنّك يمكن أن تقوم به.
2- افتراض المسؤولية، طالما تملك قوة الإختيار في الحياة، فإنّك تملك القدرة في صنع التغييرات في حياتك.
3- إظهار المثابرة، استمر في محاولة الطرق المختلفة، وستحتفظ بإمكانية أن تجد طريقاً ما مفتوحة.
4- تعلم التمكن، استمر في التدريب وتكون الفرص هي إنّك ستصل إلى التغلب بصورة فعالة.
* شجِّع طفلك على المشاركة في كل أوجه الحياة، المدرسة والطقوس الدينية، والرياضية، والنوادي، والهوايات والعمل، والأصدقاء مثل هذه المشاركات تساعده على أن يصبح أكثر حزماً وتعلمه صفة القيادة وتكسبه مهارات وهو يتقاسم الخبرات والتجارب مع دائرة رحبة من الأصدقاء.
* شجِّع أبناءك على إتّخاذ القرارات، عوِّد نفسك على أن تقول لهم عندما يطرحون أسئلة: ماذا تعتقد أنت، أو قرر أنت، يقوم الكثير من الآباء والأُمّهات باتّخاذ القرارات لأبنائهم وحتى أبسط القرارات لأبناء هم قادرون تماماً على اتّخاذ قراراتهم بأنفسهم، أيضاً أستخدم سؤال: ماذا ترى في؟ فسؤال كهذا يشعرهم أنك تقدر آراءهم وترغب في الاستماع لما يريدون قوله.
* شجِّع ابنك على مواجهة التحديات سواء كان ذلك بالإنضمام إلى فريق رياضي، أو التطّلع إلى القيادة أو حتى تحدى فتوة المدرسة، شجِّعه على ذلك واستمر فيه حتى يبذل أقصى جهد لديه، ولا تقلق بشأن النتيجة، فالأطفال يتمتعون بمرونة.
* التشجيع على أداء بعض الألعاب الرياضية اليومية بالمنزل مثل رفع الأثقال، السوستة، ألعاب سويدية.
* التشجيع المستمر للإبن على مساعدة الغير وذلك كما يلي:
- شراء ما تحتاجه الأُم من السوق.
- المساعدة في تنظيف البيت وإعداد الطعام.
- مساعدة خادم المسجد في تنظيف المسجد.
- المذاكرة لإخوته الصغار.
- الصدقة على الفقراء.
- الإصلاح بين المتخاصمين.
- تقديم الطعام للجيران.
- إماطة الأذى عن الطريق.
- صلة الرحم.
* شجِّع طفلك على طريقته في القراءة، فبعد كل عبارة يقرأها أو نحو ذلك ألق على سمعه كلمة تشجيع واستحسان، وبعد الإنتهاء من قراءة قصته، اسأل طفلك عن أفضل الأحداث التي أعجبته وما سبب إعجابه بها، ولكن لا تجعل سؤالك له في صورة امتحان.
أخيراً، فائدة التشجيع عند التربية: يقول الأستاذ علي الطنطاوي – أحسن الله عاقبته –:
(قرأت مرّة أن مجلة إنجليزية كبيرة سألت الأدباء عن الأمر الذي يتوقف عليه نمو العلوم وإزدهار الآداب، وجعلت لمن يحسن الجواب جائزة قيمة، فكانت الجائزة لكاتبة مشهورة قالت: "إنّه التشجيع!"، وقالت: "إنّها في تلك السن، بعد تلك الشهرة والمكانة، تدفعها كلمة التشجيع حتى تمضى إلى الأمام، وتقعد بها كلمة التثبيط عن المسير".
المصدر: كتاب زاد الآباء في تربية الأبناء
* رضا المصري
* فاتن عمارة
يقولون بأنّ التشجيع يعتبر وقود الحياة والحافز الأساس للإبتكارات والإختراعات، ولكلمات التشجيع حافز قوي في تحريك وفعالية المجتمع كاملاً بمختلف فئاته وأعماره لدفعه لتحقيق الغايات المطلوبة منه، فالتشجيع يولد الرغبة والإستعداد للعمل، ويمنح العطاء السخي والقوة والطاقة، وللتشجيع سحر عظيم في حفز الهمم وتحريك الطاقات، حيث يعمل التشجيع على شحن الإنسان بقوة كهربائية تحركه دون أن يدري، لقد أضافه رجال الحكمة إلى صفوف المال والذهب وأدمن عليه القادة والزعماء والولاة والأمراء وجميع المستويات العاملة والفاعلة بالمجتمع، كلمة إطراء أو خطاب شكر تجعل الإنسان يقتل نفسه ليعطى وينتج، وإذا كان الكبار يموتون حماساً وهمة بدافع التشجيع فكيف بالأطفال والشباب، وللتشجيع دوره المؤثر في قطاعات العمل المتنوعة وفي الملاعب والمنازل وفي كل مكان في البيت، وفلسفة ذلك تكمن في حاجة الجسم لهذا النوع من الغداء الذي يولد الحماس ويقوى القدرات في تحقيق المطلوب، إذا قابلت ولداً مهملاً وأردت دفعه إلى الأمام امدح محاولاته المتواضعة وجهوده الضعيفة لكي يقوى الحافز لديه بفضل إشباع حاجته من الكلمات الدافعة المقوية.
يقول بعض المختصين: ابنك يسير حسب ما تضعه، إذا قلت له: أنت غبي أحس بالغباء وأخذ يتلمس الجوانب التي تضعه على هذا الموقع ويتصيد الخلل في شخصيته لاسيما أنّه يتصوّر أن حكم الكبار قطعي، وإذا قلت لإبنك: أنت ذكي ذهب لكي يستثمر كل إمكانيات الذكاء لديه ليثبت أنّه كذلك.
وبعض الآباء يمدح ابنه الكسول بأنّه تحسن كثيراً، وابنه العاق بأنّه أصبح باراً بأهله لكي يلبسه هذا الثوب الحسن لعله يحافظ عليه ويستمر في لبسه ويحس أنّه يملكه، هذه الطريقة تقود الأولاد إلى المسالك الجيِّدة وتبعث فيهم العزم والتصميم وملازمة الصفات الجميلة التي يسعون إلى إثبات وجودها من خلال عطائهم وتعاملهم.
الإهتمام في بناء جسور الثقة المتبادلة التي تعتمد على غرس إنطباع عندهم يفضى بتعريفهم بحجم المحبة والعواطف التي يكنها لهم الآباء، بحيث نطمئن كآباء على أنّهم شعروا بدورنا من خلال هذه الأحاسيس، لابدّ أن يحس أولادنا بأنّنا نحبهم ونسعى لمساعدتهم ونضحي من أجلهم.
حسن الإصغاء للأولاد لمعرفة المعوقات والعقبات التي تحول بينهم وبين تحقيق أهدافهم لكي نستطيع مساعدتهم بطريقة سهلة وواضحة، وهذا نوع من التشخيص السليم الذي يساعد على معرفة كل منّا الآخر.
معالجة مشاكل الأولاد بطريقة سليمة تعتمد على أنّ كل إنسان معرض للخطأ حتى لا يجفل الأولاد من نقل مشاكلهم إلى أهلهم ثمّ يتعرضون بعد ذلك لمشاكل أكبر أو للضياع.
هناك أربعة عناصر للكفاءة يمكن أن يدعمها الوالدان بالتعليم، والتشجيع، والقدوة:
1- الإبقاء على اتّجاه "أستطيع أن أفعل"، إن أكثر الخطوات أهمية في القيام بما تريد هو الثقة في إنّك يمكن أن تقوم به.
2- افتراض المسؤولية، طالما تملك قوة الإختيار في الحياة، فإنّك تملك القدرة في صنع التغييرات في حياتك.
3- إظهار المثابرة، استمر في محاولة الطرق المختلفة، وستحتفظ بإمكانية أن تجد طريقاً ما مفتوحة.
4- تعلم التمكن، استمر في التدريب وتكون الفرص هي إنّك ستصل إلى التغلب بصورة فعالة.
* شجِّع طفلك على المشاركة في كل أوجه الحياة، المدرسة والطقوس الدينية، والرياضية، والنوادي، والهوايات والعمل، والأصدقاء مثل هذه المشاركات تساعده على أن يصبح أكثر حزماً وتعلمه صفة القيادة وتكسبه مهارات وهو يتقاسم الخبرات والتجارب مع دائرة رحبة من الأصدقاء.
* شجِّع أبناءك على إتّخاذ القرارات، عوِّد نفسك على أن تقول لهم عندما يطرحون أسئلة: ماذا تعتقد أنت، أو قرر أنت، يقوم الكثير من الآباء والأُمّهات باتّخاذ القرارات لأبنائهم وحتى أبسط القرارات لأبناء هم قادرون تماماً على اتّخاذ قراراتهم بأنفسهم، أيضاً أستخدم سؤال: ماذا ترى في؟ فسؤال كهذا يشعرهم أنك تقدر آراءهم وترغب في الاستماع لما يريدون قوله.
* شجِّع ابنك على مواجهة التحديات سواء كان ذلك بالإنضمام إلى فريق رياضي، أو التطّلع إلى القيادة أو حتى تحدى فتوة المدرسة، شجِّعه على ذلك واستمر فيه حتى يبذل أقصى جهد لديه، ولا تقلق بشأن النتيجة، فالأطفال يتمتعون بمرونة.
* التشجيع على أداء بعض الألعاب الرياضية اليومية بالمنزل مثل رفع الأثقال، السوستة، ألعاب سويدية.
* التشجيع المستمر للإبن على مساعدة الغير وذلك كما يلي:
- شراء ما تحتاجه الأُم من السوق.
- المساعدة في تنظيف البيت وإعداد الطعام.
- مساعدة خادم المسجد في تنظيف المسجد.
- المذاكرة لإخوته الصغار.
- الصدقة على الفقراء.
- الإصلاح بين المتخاصمين.
- تقديم الطعام للجيران.
- إماطة الأذى عن الطريق.
- صلة الرحم.
* شجِّع طفلك على طريقته في القراءة، فبعد كل عبارة يقرأها أو نحو ذلك ألق على سمعه كلمة تشجيع واستحسان، وبعد الإنتهاء من قراءة قصته، اسأل طفلك عن أفضل الأحداث التي أعجبته وما سبب إعجابه بها، ولكن لا تجعل سؤالك له في صورة امتحان.
أخيراً، فائدة التشجيع عند التربية: يقول الأستاذ علي الطنطاوي – أحسن الله عاقبته –:
(قرأت مرّة أن مجلة إنجليزية كبيرة سألت الأدباء عن الأمر الذي يتوقف عليه نمو العلوم وإزدهار الآداب، وجعلت لمن يحسن الجواب جائزة قيمة، فكانت الجائزة لكاتبة مشهورة قالت: "إنّه التشجيع!"، وقالت: "إنّها في تلك السن، بعد تلك الشهرة والمكانة، تدفعها كلمة التشجيع حتى تمضى إلى الأمام، وتقعد بها كلمة التثبيط عن المسير".
المصدر: كتاب زاد الآباء في تربية الأبناء