الموهبة وتطويرها أمانة في عنق الإنسان.
.........................
شبكة النبأ: يتفق الجنس البشري عامة على ان المرحلة المتطورة التي وصلت إليها البشرية حاليا تعود بالدرجة الأساس الى المواهب التي حباها الله تعالى للانسان، بمعنى أن الاهتمام بالموهبة البشرية أصبح في عداد الأمانات التي يؤتمن بها الانسان وهي هبة إلهية كان الغرض منها ولايزال تطوير الحياة الى درجات أعلى بالتوافق مع النواميس المستقاة من تجارب الانسان الفكرية والعملية المتعددة.
ولعلنا لانخطئ لو شبهنا الموهبة بالوليد الذي يخلقه اللع تعالى ويدفع به الى رحبة الحياة فينشأ وينمو ويتطور بالرعاية والتعليم والصقل والتقويم، فصار أمانة عند امه وأبيه ومحيطه الاجتماعي حتى يبلغ أشده فيأخذ دوره في تطوير الحياة وتهذيبها في آن واحد.
ولكن كيف ننمي مواهبنا، سؤال يطرحه أحد الكتاب ويجيب قائلا:
الموهبة هي اسـتعداد طبيعي لدى الانسان، فالانسان يولَد وهو مُزوَّد بها، وليس له دخل في وجودها.. كالذكاء والحفظ والقابلية الفنية، مثل القدرة على الرسم والخط، أو الموهبة الشعرية والكتابية والخطابية، أو القدرة على الاختراع والعمل والابتكار، وتعلّم الأشياء، واكتساب الخبرات...إلخ.
إنّ كلّ تلك المواهب والقابليات هي هبة من الله سبحانه.. وإنّ هذه المواهب الراقية هي التي صنعت من أصحابها مشاهير وعظماء وقادة كباراً، أحدثوا تغـييراً عظيماً في أوضاع البشرية الفكرية والسياسية والعلمية والاقتصادية والعسكرية والفنية والاجتماعية... إلخ .
وهكذا يتوضح لنا جانب مهم من جوانب الموهبة ودورها في تغيير وتطوير الحياة البشرية، ولعل الدور التطويري لا يقتصرعلى فرد دون غيره او على هذا الانسان دون الآخر، فمهمة التطوير والرقي جماعية الطابع، حيث تتعاضد المواهب الفردية كروافد أصيلة فاعلة تصب في الرافد الأكبر لصالح الحياة، ويقول الكاتب نفسه:
ان كلّ إنسان قد اُعطي موهبة من المواهب، وزُوِّدَ بقابليـة واستعدادات، ولكن بدرجات متفاوتة، فهي تبدأ من مستوى النوابغ والعباقرة، وتتدرّج إلى مستويات أقلّ درجة.. وتلك المواهب والقابليات هي نعمة من الله سبحانه، وفضل منه..
إنّ كلّ واحد منّا يحمل مواهب واستعدادات، ولكن الكثير منّا لم يكتشف تلك القابليات والمواهب المتوفرة لديه.. إنّها كنز ثمين يختبئ في نفس الانسان، كما يختبئ البلاتين والذهب والماس في المناجم.. وما لم يكتشف العلماء والخبراء هذه المناجم، لا يمكن الاستفادة من تلك المواد الثمينة..
وهكذا نستطيع القول بأن مواهبنا وقدراتنا العقلية أو الفنية أو الجسدية أو التصنيعية أمانة بأيدينا، علينا أن نكتشف هذه المواهب الذاتية الكامنة فينا، كما يكتشف العلماء المعادن الثمينة..
إنّ الطالب يدرس في مراحله الدراسية علوم الرياضيات والهندسة والفيزياء والكيمياء والشعر والتاريخ والفقه والقرآن الكريم والاقتصاد والرسم والخط والإنشاء والنحو... إلخ، ويشعر في نفسه أنّ له ميلاً وقدرة متفوِّقة على فهم بعض هذه الدروس والعلوم والرغبة فيها أكثر من غيرها.. وعن هذا الطريق يكتشف قدرته بصورة أوّلية..
فعندما ترى قدرتك على الخط، وأنّك تملك خطّاً جميلاً، حاوِل أن تُنمِّي هذه القدرة بتقليد الخطّاطين، ودراسة أصول الخط والمشاركة في المعارض المدرسية... إلخ
وعندما ترى قدرتك الفنية على الرسم أو التخريم أو بعض الفنون.. حاوِل أن تنمِّي هذه الموهبة بالرسم والتخريم والاستفادة من خبرات الرسّامين والفنّانين ورسم اللّوحات الفنية..
وعندما تجد فيك ميلاً وموهبة لتلقِّي علوم الرياضيات أو الهندسة أو الفيزياء أو الكيمياء، وحلّ المسائل والمعادلات، أكثر من قدرتك على تلقِّي علوم التاريخ واللّغة.. حاوِل أن تُركِّز جهدك على دراسة الرياضيات أو الفيزياء أو الكيمياء أو الهندسة، حسب ميلك النفسيّ، ومقدرتك العقلية..
وعندما تختار فرعك الدراسيّ في المستقبل، إختر الفرع الذي تتفوّق فيه، وتجد في نفسك ميلاً إليه.. إنّك إذا اخترت فرعاً من فروع الدراسة الذي لا يناسب قدرتك العقلية، وليس لديك رغبة نفسية فيه، قد تفشل في المستقبل، وتُضيِّع موهبتك، ولن تكون متفوِّقاً في تلك المادّة.
وقد تكون لديك قدرة مبكِّرة على الاختراع وصناعة بعض الأجهزة واصلاحها.. فحاوِل أن تُمارِس ذلك وتنمِّيه بتجميع بعض قطع تلك الأجهزة، كشراء بعضها من السوق، أو الحصول عليها من بعض الأجهزة القديمة.. وباشِر بصناعة الجهاز الذي تستطيع صناعته، أو مارِس عملية إصلاح الأجهزة التي لديك مَيْل إلى إصلاحها.. فانّها مقدِّمة لاكتشاف موهبتك وتنمية قدرتك على الاختراع والصناعة.
وبهذا الفهم للموهبة وبهذه الرعاية نستطيع أن نصل الى المستوى المطلوب من الرقي الإنساني وهكذا نعود الى عنوان هذه الكلمة فنقول أن كل موهبة لدى الانسان مهما كبرت قيمتها او صغرت هي ملك جماعي وهي أمانة ينبغي الحفاظ عليها من لدن الانسان وتطويرها بما يجعلها عاملا فاعلا في تطوير الحياة الانسانية نحو الأفضل.
.........................
شبكة النبأ: يتفق الجنس البشري عامة على ان المرحلة المتطورة التي وصلت إليها البشرية حاليا تعود بالدرجة الأساس الى المواهب التي حباها الله تعالى للانسان، بمعنى أن الاهتمام بالموهبة البشرية أصبح في عداد الأمانات التي يؤتمن بها الانسان وهي هبة إلهية كان الغرض منها ولايزال تطوير الحياة الى درجات أعلى بالتوافق مع النواميس المستقاة من تجارب الانسان الفكرية والعملية المتعددة.
ولعلنا لانخطئ لو شبهنا الموهبة بالوليد الذي يخلقه اللع تعالى ويدفع به الى رحبة الحياة فينشأ وينمو ويتطور بالرعاية والتعليم والصقل والتقويم، فصار أمانة عند امه وأبيه ومحيطه الاجتماعي حتى يبلغ أشده فيأخذ دوره في تطوير الحياة وتهذيبها في آن واحد.
ولكن كيف ننمي مواهبنا، سؤال يطرحه أحد الكتاب ويجيب قائلا:
الموهبة هي اسـتعداد طبيعي لدى الانسان، فالانسان يولَد وهو مُزوَّد بها، وليس له دخل في وجودها.. كالذكاء والحفظ والقابلية الفنية، مثل القدرة على الرسم والخط، أو الموهبة الشعرية والكتابية والخطابية، أو القدرة على الاختراع والعمل والابتكار، وتعلّم الأشياء، واكتساب الخبرات...إلخ.
إنّ كلّ تلك المواهب والقابليات هي هبة من الله سبحانه.. وإنّ هذه المواهب الراقية هي التي صنعت من أصحابها مشاهير وعظماء وقادة كباراً، أحدثوا تغـييراً عظيماً في أوضاع البشرية الفكرية والسياسية والعلمية والاقتصادية والعسكرية والفنية والاجتماعية... إلخ .
وهكذا يتوضح لنا جانب مهم من جوانب الموهبة ودورها في تغيير وتطوير الحياة البشرية، ولعل الدور التطويري لا يقتصرعلى فرد دون غيره او على هذا الانسان دون الآخر، فمهمة التطوير والرقي جماعية الطابع، حيث تتعاضد المواهب الفردية كروافد أصيلة فاعلة تصب في الرافد الأكبر لصالح الحياة، ويقول الكاتب نفسه:
ان كلّ إنسان قد اُعطي موهبة من المواهب، وزُوِّدَ بقابليـة واستعدادات، ولكن بدرجات متفاوتة، فهي تبدأ من مستوى النوابغ والعباقرة، وتتدرّج إلى مستويات أقلّ درجة.. وتلك المواهب والقابليات هي نعمة من الله سبحانه، وفضل منه..
إنّ كلّ واحد منّا يحمل مواهب واستعدادات، ولكن الكثير منّا لم يكتشف تلك القابليات والمواهب المتوفرة لديه.. إنّها كنز ثمين يختبئ في نفس الانسان، كما يختبئ البلاتين والذهب والماس في المناجم.. وما لم يكتشف العلماء والخبراء هذه المناجم، لا يمكن الاستفادة من تلك المواد الثمينة..
وهكذا نستطيع القول بأن مواهبنا وقدراتنا العقلية أو الفنية أو الجسدية أو التصنيعية أمانة بأيدينا، علينا أن نكتشف هذه المواهب الذاتية الكامنة فينا، كما يكتشف العلماء المعادن الثمينة..
إنّ الطالب يدرس في مراحله الدراسية علوم الرياضيات والهندسة والفيزياء والكيمياء والشعر والتاريخ والفقه والقرآن الكريم والاقتصاد والرسم والخط والإنشاء والنحو... إلخ، ويشعر في نفسه أنّ له ميلاً وقدرة متفوِّقة على فهم بعض هذه الدروس والعلوم والرغبة فيها أكثر من غيرها.. وعن هذا الطريق يكتشف قدرته بصورة أوّلية..
فعندما ترى قدرتك على الخط، وأنّك تملك خطّاً جميلاً، حاوِل أن تُنمِّي هذه القدرة بتقليد الخطّاطين، ودراسة أصول الخط والمشاركة في المعارض المدرسية... إلخ
وعندما ترى قدرتك الفنية على الرسم أو التخريم أو بعض الفنون.. حاوِل أن تنمِّي هذه الموهبة بالرسم والتخريم والاستفادة من خبرات الرسّامين والفنّانين ورسم اللّوحات الفنية..
وعندما تجد فيك ميلاً وموهبة لتلقِّي علوم الرياضيات أو الهندسة أو الفيزياء أو الكيمياء، وحلّ المسائل والمعادلات، أكثر من قدرتك على تلقِّي علوم التاريخ واللّغة.. حاوِل أن تُركِّز جهدك على دراسة الرياضيات أو الفيزياء أو الكيمياء أو الهندسة، حسب ميلك النفسيّ، ومقدرتك العقلية..
وعندما تختار فرعك الدراسيّ في المستقبل، إختر الفرع الذي تتفوّق فيه، وتجد في نفسك ميلاً إليه.. إنّك إذا اخترت فرعاً من فروع الدراسة الذي لا يناسب قدرتك العقلية، وليس لديك رغبة نفسية فيه، قد تفشل في المستقبل، وتُضيِّع موهبتك، ولن تكون متفوِّقاً في تلك المادّة.
وقد تكون لديك قدرة مبكِّرة على الاختراع وصناعة بعض الأجهزة واصلاحها.. فحاوِل أن تُمارِس ذلك وتنمِّيه بتجميع بعض قطع تلك الأجهزة، كشراء بعضها من السوق، أو الحصول عليها من بعض الأجهزة القديمة.. وباشِر بصناعة الجهاز الذي تستطيع صناعته، أو مارِس عملية إصلاح الأجهزة التي لديك مَيْل إلى إصلاحها.. فانّها مقدِّمة لاكتشاف موهبتك وتنمية قدرتك على الاختراع والصناعة.
وبهذا الفهم للموهبة وبهذه الرعاية نستطيع أن نصل الى المستوى المطلوب من الرقي الإنساني وهكذا نعود الى عنوان هذه الكلمة فنقول أن كل موهبة لدى الانسان مهما كبرت قيمتها او صغرت هي ملك جماعي وهي أمانة ينبغي الحفاظ عليها من لدن الانسان وتطويرها بما يجعلها عاملا فاعلا في تطوير الحياة الانسانية نحو الأفضل.