الهند...ازدهار اقتصادي لا يخفي بؤس متفشي.
كمال عبيد.
.....
تشهد الهند نموا معتدلا في المجالين السياسي و الاقتصادي،فربما سيستمر ازدهار الاقتصاد الهندي طالما السياسة الديمقراطية الهندية تسمح بذلك،لكن الأداء القوي خلال السنوات الأخيرة قد يعرقل دفع أجندة الإصلاح إلى الأمام و لاسيما معالجة القضايا التي تعرقل الاستثمارات،إذ وافق مجلس الوزراء الهندي على معالجة سوء التغذية المنتشر على نطاق واسع بتقديم دعم للمواد الغذائية لثلثي سكان البلاد البالغ عددهم 1.2 مليار نسمة و هي خطوة قد تزيد التأييد للحكومة لكنها تنطوي على مخاطر بالنسبة الى اقتصاد البلاد المتعثر،كما دعمت التنمية الزراعية في البلاد من خلال زراعة الفراولة الوافد الجديد في الهند الى جنب المحاصيل ألاخرى مثل القمح و الارز و الخضر،من جانبها تسعى الحكومة الهندية بتشريع قوانين جديدة تمنح الأقليات حصة "كوتا" في التعيينات و التعليم من المسلمين لاجتذاب أصوات الناخبين و تعد هذه الطبقة الاشد فقرا،إذ يحتل الصوت المسلم أهمية كبيرة في الانتخابات الهندية المرتقبة عام 2012،و خاصة في ولاية "ايتار براديش" الأكبر حجماً بين ولايات الهند.
بينما اختارت بريانكا غاندي الدخول الى عالم السياسة فانضمت الى حملة الانتخابات في أهم ولاية سياسيا في الهند لتضفي بريقا علي سباق يشهد تنافسا صعبا هذا العام.
و على الرغم من هذا الازدهار الاقتصادي النسبي يعاني هذا البلد من عدة ازمات في المجال الاجتماعي كالفقر المدقع الذي يتركز في طبقات اجتماعية معينة،و الطقوس العشائرية التي تسجل من وقت لاخر عمليات تقديم اضاحي بشرية في الهند المتجذرة بالدين و الخرافات و لا سيما في المناطق الفقيرة حيث يؤمن بعض السكان بالسحر.
ناهيك عن الظواهر العنف و القمع للنساء خاصة من خلال الضرب و الاعتداء الجنسي و الاغتصاب و غيرها من الآفات الاجتماعية الاخرى،كما وصفه كتاب "بيهايند ذي بيوتيفل فوريفرز" للصحافية الأميركية كاثرين بو التي أمضت وقتا طويلا في مدينة الصفيح يبين الوجه الآخر للهند الحديثة.
في حين شكل قانون اعتمار الخوذة جدلا واسعا بين مكونات المجتمع الهندي الذي يعرض حياة النساء للخطر.
....
الوجه الآخر للهند الحديثة.
جرذان مقلية للعشاء و أم تقتل طفلها بإغراقه و عمليات انتحار و فساد و إدمان كحول... إنها يوميات سكان مدينة صفيح في بومباي كما يصفها كتاب رحب به النقاد يظهر الوجه الاخر للهند الناشئة،و بعد شهر على صدور كتاب "بيهايند ذي بيوتيفل فوريفرز" للصحافية الأميركية كاثرين بو التي أمضت وقتا طويلا في مدينة الصفيح أناوادي بين العامين 2007 و2011،يتساءل السكان عن التأثير الذي سيحدثه الكتاب،و تقول الهندية مانجو واغيكار البالغة من العمر 23 عاما و التي يروي الكتاب قصتها "قرأت الكتاب و أحببته مع أنه أبكاني،في الكتاب نقرأ أن والدها غائب و مدمن كحول و أن صديقتها المفضلة توفيت بعد ابتلاعها السم و أن والدتها آشا هي من المسؤولين المحليين و تقيم علاقات مع رجال عدة لتزيد نفوذها و تعاشر عناصر من الشرطة عنيفين و سياسيين فاسدين،و تضيف الشابة التي تسكن مدينة الصفيح المؤلفة من حوالى 330 كوخا و الواقعة قرب مطار بومباي الدولي خلف فندق حياة ريجنسي "إنه واقع و ليس خيالا"،و تعلم مانجو في مدرسة خمس ساعات يوميا و تعطي دروسا مجانية في اللغة و تدرس الأدب الانكليزي بالمراسلة في جامعة بومباي،و تشير مانجو إلى إنها تماما كسكان أناوادي البالغ عددهم ثلاثة آلاف،تثق بكتابات الصحافية كاثرين بو التي حصدت جوائز عدة و التي تكتب اليوم في مجلة "نيويوركر" بعدما عملت في صحيفة "واشنطن بوست".
و تقول "لقد وصفت حالي كما هي"،و تضيف بخجل أن ما يذكره الكتاب عن والدتها و عن "علاقاتها و الفساد صحيح أيضا.هكذا هي الحياة هنا.إنها أم عزباء و فعلت ذلك لأنها مسيرة.هي تحمينا"، و أشادت الصحافة الأجنبية و الهندية بالكتاب،فاعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه "عمل مذهل" فيما كتبت صحيفة "بيزنيس ستاندرد" الهندية أنه "أجمل نص وثائقي عن حياة الأكثر فقرا في الهند الحديثة"،و لا تكترث والدة مانجو كثيرا لطريقة وصفها في الكتاب الذي يروي أنها تستغل الجمعية التي أنشأتها للحصول على آلاف الدولارات من الحكومة بغية تمويل مدارس...غير موجودة،و تقول بينما تجلس في كوخها مرتدية ثوبا تقليديا رائعا و مجوهرات من ذهب "هذا لا يغير شيئا بالنسبة إلينا،حياتنا ستبقى كما هي.بغياب زوج يدعمني،أفعل كل ما يمكنني فعله من أجل عائلتي.إنها قصة أم تربي ثلاثة أولاد بمفردها في مدينة صفيح".بحسب فرانس برس.
و من القصص الأخرى المذكورة في الكتاب قصة عائلة حسين المتهمة ظلما بقتل جارتها فاطمة خلال شجار حول ترميم الحاجز الذي يفصل بين الكوخين،و يروي أختار حسين أن والديه و شقيقه عبدول مثلوا أمام المحكمة طوال سنوات و خسروا كل أموالهم بسبب النفقات القانونية و الرشاوى المقدمة إلى الشرطة،و يقول هذا المراهق أن الكتاب لن يغير حياة المشردين و العمال في مدينة الصفيح "فوحدهم الأجانب هم الذين سيقرأونه و ليس السياسيين المحليين"،و قد حرصت كاثرين بو الحائزة جائزة بوليتزر التي تعتبر أهم جائزة في مجال الصحافة الأميركية على ذكر أسماء كل الأشخاص الذين شملهم كتابها.
و تقول "ذكرت الأسماء و كتبت عن الفساد بالتفصيل كي أسلط الضوء على الظلم و أساهم في تحسين الوضع على المدى الطويل"،و أضافت "عندما كانت مدينة الصفيح هذه مجهولة،كانت أعمال العنف فظيعة تمر بلا عقاب و الأبرياء يتهمون بارتكاب جرائم شنيعة و المرضى يرسلون إلى مستشفيات يسعى الأطباء فيها إلى سرقة أموالهم".
........
مكافحة الجوع.
وافق مجلس الوزراء الهندي على معالجة سوء التغذية المنتشر على نطاق واسع بتقديم دعم للمواد الغذائية لثلثي سكان البلاد البالغ عددهم 1.2 مليار نسمة و هي خطوة قد تزيد التأييد للحكومة لكنها تنطوي على مخاطر بالنسبة الى اقتصاد البلاد المتعثر،و قال وزير كبير طلب عدم نشر اسمه ان مشروع القانون سيرسل الى البرلمان،و أضاف "أجيز مشروع قانون الامن الغذائي،و يحظى الائتلاف الحكومي بقيادة حزب المؤتمر بأغلبية برلمانية تهيئ فرصة جيدة لاقرار مشروع القانون الذي تقدر كلفته بمليارات الدولارات قبل الانتخابات المقررة أوائل العام القادم في ولاية أوتار براديش الفقيرة و المهمة سياسيا،و يهدف البرنامج الجديد الى التصدي لمعدلات سوء التغذية لدى الاطفال التي تعد أسوأ من مثيلاتها في افريقيا جنوبي الصحراء لكن منتقدين يقولون انه مع تباطؤ النمو و زيادة العجز المالي في ثالث أكبر اقتصاد في اسيا يتسم توقيت مشروع القانون بعدم تقدير المسؤولية،و قال دي.اتش. باي بانانديكار رئيس مؤسسة ار.بي.جي الخاصة للابحاث الاقتصادية قبل موافقة مجلس الوزراء على مشروع القانون "الاقتصاد قد يكون في حالة سيئة لكن الحقيقة هي ان الانتخابات قادمة،"أي سياسة يقرونها الان سترمي الى تحقيق بعض المكاسب السياسية. حين تفكر في تأثير ذلك على المالية العامة تعرف ان الحكومة لا تفكر في الغد،و ساعدت برامج خاصة بالرفاهة الاجتماعية في المناطق الريفية حزب المؤتمر و حلفاءه على العودة للسلطة قبل ثلاث سنوات.بحسب رويترز.
و يقدم مشروع القانون الجديد حبوبا مدعومة الى 75 في المئة من سكان الريف و نصف سكان المناطق الحضرية الذين يعتبرون فقراء الى حد لا يطيقون معه كلفة التغذية السليمة.و قد يصل العدد الاجمالي للمستفيدين من البرنامج الى 810 ملايين نسمة،و تدعم سونيا غاندي زعيمة حزب المؤتمر و ابنها راهول غاندي الذي يقود حملة الحزب الانتخابية في ولاية اوتار براديش مشروع قانون الامن الغذائي و قوانين أخرى لها أهداف خاصة بالرفاهية الاجتماعية،و تقول وزارة الزراعة ان الدعم المقترح يضاعف تكلفة برنامج قائم حاليا تباع بموجبه حبوب و بقوليات بأسعار رخيصة لقرابة 180 مليون أسرة فقيرة،و أنفقت الحكومة الهندية العام الماضي 12 مليار دولار أو واحد في المئة من الناتج المحلي الاجمالي على ذلك البرنامج،و تسعى الهند الى خفض العجز المالي الى 4.6 في المئة في 2011/2012 الا ان صانعي السياسة يقولون انه سيكون من الصعب تحقيق هذا الهدف.
........
الفراولة تبحث عن مكان في الهند.
للمزارع الهندي شريباتي نانا جادهاف أسباب وجيهة كي يكون مغرما بالفراولة..فقد مولت بناء منزله البسيط الشاسع المساحة قرب محطة بانتشجاني الجبلية بغرب البلاد و سمحت له بالحاق أبنائه الاربعة بالجامعة،ظل جادهاف يزرع الفراولة لأكثر من 30 عاما مستغلا الطقس المعتدل و قال المزارع البالغ من العمر 62 عاما و هو يجلس على فراش في منزله يحتسي الشاي "الارباح التي جنيتها من الفراولة ساعدتني على جعل أبنائي الذكور الثلاثة مهندسين،و مضى يقول "في البداية قمت ببناء غرفة و عندما بدأت الفراولة تحقق لي أرباحا وسعت منزلي من خلال بناء غرف (اضافية)،و الهند واحدة من أكبر الدول المنتجة للقمح و الارز و الذرة لكن انتاجها لا يذكر في السوق العالمية من الفراولة اذ يبلغ انتاجها أكثر من أربعة ملايين طن سنويا بينما الولايات المتحدة هي أكبر منتج و واحدة من أكبر المستهلكين في العالم،و من أسباب الانتاج المحدود للهند من هذه النوعية من الفاكهة قلة المناطق التي بها مناخ معتدل و أيضا لان نقلها يمثل صعوبة بالغة في ظل الطرق المليئة بالحفر و الاختناقات المرورية و شبكة السكك الحديدية التي لا يعتمد عليها. بحسب رويترز.
و قال جادهاف "طوال أكثر من 30 عاما ظللت أزرع الفراولة.ظل هذا المحصول يعطيني بشكل متواصل أرباحا طيبة..أفضل من محاصيل أخرى مثل القمح و الارز و الخضر،و شهد انتاج الفراولة في الهند ما يشبه الثورة عام 1992 مع ادخال بذور من كاليفورنيا مما حسن من انتاج المحصول و جودة الثمار.كما تحسن الري،و يقول كريشنا بهيلاري نائب رئيس رابطة عموم الهند لزارعي الفراولة ان زيادة شعبية الفراولة في الهند مسألة وقت فقط لدى الهنود الذين يشتهرون بولعهم بكل ما هو حلو المذاق لكن بالنسبة للفراولة حتى الان فان كل ما يفعلوه هو استخدامها في المربى للسائحين حتى يتناولونها على خبز التوست،و قال "لم تعد فاكهة غريبة بالنسبة للمستهلكين.انهم يعرفونها و يريدون أكلها."
......
أصوات المسلمين.
أقرت الحكومة الهندية قانوناً جديداً يمنح الأقليات حصة "كوتا" في التعيينات و التعليم،في خطوة ينظر إليها على أنها وسيلة من قبل الحزب الحاكم لاجتذاب أصوات الناخبين المسلمين في الولايات الرئيسية،و بموجب القرار الجديد ستحصل الأقليات على حصة 4.5 في المائة من فرص التوظيف و التعليم ضمن الحصة المخصصة حالياً للطبقات الأشد فقراً،و المقدرة بنحو 27 في المائة،و التي كانت بشكل عام مخصصة لطبقة "داليت" الأشد فقراً في البلاد وفق التقسيم الهندي التقليدي،و يحظر الدستور الهندي التمييز بين الأفراد على أساس الدين،و لكن القرار الجديد سيمنح الأقليات الأقل حظوة اقتصادياً و اجتماعياً،على غرار المسلمين و السيخ و المسيحيين و البوذيين و الزرداشتيين، فرصة الانخراط في برامج تعود بالنفع عليهم،و يتوقع أن تستفيد الشريحة الإسلامية أكثر من سواها من القرار الذي جاء بناء على توصية من "الهيئة الوطنية للأقليات الدينية و اللغوية".بحسب السي ان ان.
إذ يسجل بين المسلمين وجود عدد كبير ممن يمكن تصنيفهم ضمن الطبقات الفقيرة،و يحتل الصوت المسلم أهمية كبيرة في الانتخابات الهندية المرتقبة عام 2012،و خاصة في ولاية "ايتار براديش" الأكبر حجماً بين ولايات الهند،و قد سبق لحزب "المؤتمر" الحاكم في الهند أن فاز بـ21 مقعداً من مقاعد الولايات بالانتخابات الأخيرة عام 2009،و لكن شعبيته فيها تشهد تراجعاً مستمرا،و يشكل المسلمون 18 في المائة من سكان الولاية الذين يتجاوز عددهم 200 مليون شخص.
....
طقوس عشائرية.
قتلت طفلة هندية في السابعة من عمرها في طقوس عشائرية و قدم كبدها الى الالهة لتحسين المحاصيل على ما قالت الشرطة في ولاية شاتيسغاره في وسط البلاد،و عثر على جثة لاليتا تاتي بعد اسبوع على ابلاغ عائلتها عن اختفائها،و قال ناريان داس مسؤول الشرطة في اقليم بيجابور "تمت التضحية بالفتاة البالغة سبع سنوات من قبل شخصين يعتقدان ان فعلتهما ستؤدي الى محاصيل افضل"،و اوقف الرجلان للاشتباه بقتلهما الطفلة و تقديم كبدها الى الالهة في مراسم رهيبة.
و قالت الشرطة ان الرجلين اعترفا بجريمتهما،و تسجل من وقت لاخر عمليات تقديم اضاحي بشرية في الهند المتجذرة بالدين و الخرافات و لا سيما في المناطق الفقيرة حيث يؤمن بعض السكان بالسحر. بحسب فرانس برس.
.......
مراحيض الجيش الهندي.
المراحيض التي تصممها هيئة ابحاث الدفاع الهندية للقوات المسلحة المنتشرة على الكتل الجليدية في اعالي جبال الهملايا،لا تحتاج الى طرادة مياه و تعرف باسم "بايو-دايجستر" و هي باتت متوافرة الان للشركات و الولايات الفقيرة،و هذه المراحيض هي من بين 200 تقنية طورتها منظمة البحث و التطوير في مجال الدفاع و وافق اتحاد غرف التجارة و الصناعة الهندية على عرضها للبيع،و منذ تشرين الأول/أكتوبر،دخلت المنظمة في شراكة مع غرفة التجارة الوطنية تمتد على أربع سنوات بهدف ترويج الاستخدام المزدوج للمنتجات العسكرية في إطار مبادرة تعهد بتنفيذها رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ في العام 2008 و ترمي إلى إفادة الشعب من منافع تكنولوجيا الدفاع،على حد قول مسؤولين حكوميين،و سرعان ما طرحت مراحيض "بايو-دايجستر" للبيع في أوساط الحكومات الإقليمية و الشركات الخاصة،شأنها في ذلك شأن 10 منتجات أخرى ابتكرتها منظمة البحث و التطوير في مجال الدفاع،بحسب ما شرح أحد المسؤولين في وزارة الدفاع،و قال نيرانكر ساكينا المدير التنفيذي لمركز تسويق التكنولوجيات التابع لاتحاد غرف التجارة و الصناعة الهندية الذي يدير هذا المشروع "نسعى إلى ان نطرح في الأسواق أي تقنية غير مصنفة قد تعود بالنفع على المجتمع"، و قد قامت وحدة تابعة للمنظمة في مدينة غواليور الهندية بتصميم هذا المرحاض الذي يمزج ما بين الجراثيم المتكاثرة ذاتيا و روث البشر في أحواض خاصة لانتاج الماء و غاز الميثان،و هو قد صمم خصيصا للقوات الهندية المنتشرة في منطقة سياشن الجبلية الواقعة على علو 6300 متر في منطقة كشمير المتنازع عليها حيث قد تتدنى الحرارة إلى 50 درجة مئوية تحت الصفر،و بحسب الخبراء،ينتشر خمسة آلاف جندي في هذه المناطق الجليدية حيث استتب الأمن منذ العام 2003 بعد إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار مع باكستان،و قد ابتكرت هذه الفكرة "منذ 15 عاما بسبب تلوث الأنهر الناجم عن ذوبان الثلوج التي كان الروث يطمر فيها"،على ما شرح العالم فيجاي فير من إحدى الوحدات التابعة لمنظمة البحث و التطوير في مجال الدفاع.بحسب فرانس برس.
و قد تم العثور في الأصل على الجراثيم المستخدمة في المراحيض الجبلية في انتاركتيكا لكن من الممكن أيضا اعتماد سلسلة أخرى من الجراثيم تتماشى مع المناخ الحار في السهول المدارية الهندية حيث تشتد الحاجة إلى مرافق صحية،و أفاد نيرانكر ساكينا المدير التنفيذي لمركز تسويق التكنلوجيات التابع لاتحاد غرف التجارة و الصناعة الهندية بأن إقليم لكشديب الهندي و هو أرخبيل يضم عدة جزر طلب 12 ألف مرحاض بسعر 550 دولارا للوحدة في إطار مشروع إعمار واسع،و من بين المنتجات الأخرى التي تعتزم المنظمة تسويقها دروع حرارية للقطارات و السيارات و نوافذ تتحكم بالضوء و مواد طاردة للبعوض و رزم طبية لمكافحة حمى الضنك و حمى شيكونغونيا.كذلك،تعتزم المنظمة تسويق رذاذ ضد العث و طفايات حريق بأسعار معقولة بالإضافة إلى مرهم يدهن ليلا ضد البعوض.و تعلق المنظمة آمالها على أنسجة من شأنها أن تحسن المطاطية قد تستخدم بحسب الباحثين العسكريين في الصدريات أيضا.
........
بريانكا ابنة راجيف غاندي.
انضمت بريانكا غاندي الى حملة الانتخابات في أهم ولاية سياسيا في الهند لتضفي بريقا علي سباق يشهد تنافسا صعبا و تجتذب الاضواء من شقيقها راهول الوريث الواضح لسلالة نهرو-غاندي الحاكمة، و بقيت بريانكا (40 عاما) التي تحمل أوجه شبه شديدة مع جدتها رئيسة الوزراء السابقة انديرا غاندي التي كانت تعرف بلقب "المرأة الحديدية في الهند" بعيدة في الاغلب حتى الان عن أروقة السياسة الهندية،و ترأس والدتها سونيا غاندي الايطالية المولد حزب المؤتمر الحاكم.
و يجري اعداد شقيقها الاكبر راهول لتولي القيادة حيث يراهن بقوة على اداء الحزب في ولاية اوتار براديش في الانتخابات و ستكون مؤشرا حاسما في الانتخابات العامة التي ستجري في غضون عامين،و لم تجتذب حملة راهول في منطقة يعصف بها الفقر بولاية اوتار براديش اهتماما اعلاميا كبيرا حيث ركزت شبكات الاخبار على اخته التي يرى كثيرون انها الزعيم الطبيعي للحزب الذي فقد منذ فترة طويلة هيمنته على الساحة السياسية في الهند.بحسب رويترز.
لكن بريانكا اوضحت انها ستقوم بحملة في اكبر الولايات تعدادا للسكان (200 مليون نسمة) من اجل شقيقها،و قالت في اجتماع مرتجل مع عمال مصنع عاطلين في دائرة امها الانتخابية راي باريلي "اذا اراد راهول ان اقوم بالحملة فانني سأفعل ذلك".و أضافت "سوف أفعل أي شيء يريد مني ان أفعله."
.........
مدرسة لتعليم آداب السلوك.
ففي مدرسة خاصة في الهند،يقلد منتسبون يطمحون إلى دخول عالم السياسة هتافات حشد خيالي من المؤيدين فيفتحون أذرعهم و يضغطون راحات أيديهم فوق رؤوسهم،و تشرح مديرة مدرسة بريا ووريك لتعليم آداب السلوك في العاصمة الهندية نيو دلهي أن "هذه الحركة تعني أنك تريد أن تعترف بالحشود و بانتمائها إليك،و بعد أن كانت المدرسة مخصصة في الأساس للمتزوجات حديثا و لزوجات رجال الأعمال الراغبات في تطوير مهاراتهن الخاصة بحسن الضيافة،أصبحت مؤخرا تستقطب السياسيين الراغبين في استقطاب عدد كبير من الأصوات،و تقول بريا ووريك "نستقبل مؤخرا أشخاصا كثيرين ينتمون إلى أحزاب سياسة مختلفة"،و تضيف "لا يدركون مدى أهمية لغة الجسد لكنهم متحمسون للتعلم"،و تشير ووريك إلى أن السياسيين الهنود الذين يلجأون إلى مستشارين لتحسين صورتهم هم قلائل و أن معظمهم يعتمدون على نصائح الموظفين الحكوميين الذي هم "أذكياء جدا لكنهم لا يملكون أدنى فكرة عن آداب السلوك المهنية"،في الصف،يؤدي المنتسبون أدوارا مختلفة بغية اختبار طريقة التصرف في مواقف مختلفة خلال الحملات الانتخابية،مثل زيارة مؤيد صاحب نفوذ أو مزارع فقير، و تقول ووريك التي تعلمت أصول المهنة في مدرسة سويسرية من الطراز الأول،"يشعر بعضهم بأنهم يفتقرون إلى سرعة البديهة خلال إجابتهم عن الأسئلة"،و تتابع "نعلمهم كيف يتهربون من الأسئلة المحرجة و كيف يجيبون بثقة و بودية في الوقت نفسه".
يذكر أن التثاؤب و التجشؤ و حك الأنف هي من الممنوعات بالنسبة إلى الطبقة السياسية،و تشرح ووريك "ينبغي توخي الحذر الشديد لأن أية حركة قد تفسر على أنها انعكاس للأفكار التي تدور في الذهن،و تحرص ووريك على حماية طلابها فتأبى الكشف عن أسمائهم و لا تسمح لأي كان بطرح أسئلة عليهم مباشرة،و على الرغم من أن المدرسة تستقطب عددا كبيرا من السياسيين،إلا أن نشاطها الأساسي ما زال يتركز على الزبائن الراغبين في تطوير مهاراتهم الاجتماعية،و لا سيما النساء، و قد ارتفع الطلب على خبرة ووريك نتجية الازدهار الاقتصادي السريع و نمو الطبقة الوسطى و ارتفاع عدد الهنود الذين يشغلون مناصب في الخارج في شركات كبيرة متعددة الجنسيات.بحسب فرانس برس.
و من الحصص المتوافرة في المدرسة حصة تتضمن محاضرات حول أهمية "الأحاديث الصغيرة" و معلومات مفيدة حول آداب المائدة،و في البلدة،تستعد مدرسة أخرى تحمل اسم المدرسة الدولية لآداب السلوك،لإطلاق حصة مماثلة لكن المنتسبين إليها هم نساء يسعين إلى تأسيس شركاتهن الخاصة،و تدير المدرسة مونيكا غارغ التي تنظم ورش عمل حول آداب السلوك في الشركات و المؤسسات لكليات الأعمال و طلاب إدارة الأعمال و العاملين في قطاعي الضيافة و البيع بالمفرق اللذين يشهدان انتشارا في الهند حاليا،و تشير غارغ إلى أن المنتسبين إلى مدرستها يتمتعون بمستوى علمي جيد و بكفاءة مهنية لكن معظمهم يشعرون بأنهم يفتقرون إلى مهارات التواصل الاجتماعي،و تقول إن "مستوى الوعي في ما يتعلق بالصورة و الثقة بالنفس أكبر بكثير اليوم مما كان قبل عشر سنوات، و تشير نامراتا خانا (24 عاما) إلى أن الحصة شملت مسائل لم يتم التطرق إليها مطلقا في كلية الأعمال،مثل اللباس الملائم لاجتماع مع زبون في فندق خمس نجوم و التبرج المناسب،و تختم بالقول "تعلمت الكثير هنا،بما في ذلك الأمور البديهية مثل المصافحة".
........
قانون يعرض حياة النساء للخطر.
صباح كل يوم،تنسل بريا ماهيندرو (25 عاما) بدراجتها النارية في زحمة سير نيودلهي الخانقة، متوجهة إلى عملها..و في حين يفرض القانون على الرجال اعتمار الخوذة،يحق للشابة عدم ذلك كونها امرأة،لكن الأصوات بدأت تتعالى على خلفية النتائج المترتبة عن هذه الخاصية القانونية..ففي كل عام،تقضي آلاف النساء أو تتأذى في حوادث سير بعد تعرضهن لإصابات دماغية رضحية،و يرى بعض المراقبين أن هذا القانون يشكل مجرد انعكاس مؤسف للقيم الأبوية في المجتمع الهندي حيث يفضل الفتيان على الفتيات،لافتين إلى أن المرأة تعتبر بالتالي أقل شأنا من الرجل و أن حياتها أقل قيمة من حياته،بالنسبة إلى نساء من أمثال بريا ماهيندرو،يتعلق الأمر باعتبارات جمالية.
و إلى حين يلزمهن القانون باعتمار خوذة،فإن الشابة سوف تبقي شعرها متدليا على الطرقات التي تعتبر من الأشد خطورة حول العالم.
و تبرر قائلة عند وصولها إلى مكان عملها في وسط العاصمة،أن الخوذة "تتلف تسريحتي"،و تشرح "لا أعتمر خوذة لأنها تجعلني أشعر بأنني أختنق.تجعلني أشعر بالحر،لذا لا أفكر حقا بموضوع السلامة"،في العام 1988 وضع قانون فدرالي للمركبات الآلية،اشترط ضرورة أن يعتمر سائقو الدراجات خوذة. لكن ذلك أثار استنكارا في أوساط السيخ إذ يتعارض مع ديانتهم التي تحرم اعتمار أي غطاء للرأس باستثناء العمامة،و في ما بعد،رأت حكومة ولاية نيودلهي أنه يستحيل تمييز امرأة من السيخ (التي نادرا ما تعتمر عمامة) عن أخرى من أتباع ديانة مختلفة.
و بالتالي جعلت اعتمار الخوذة اختياريا لجميع النساء،في العام 2010،قضى نحو 134 ألف شخص في حوادث سير في الهند،أي ما يعادل نحو 370 ضحية في اليوم الواحد،بحسب ما تفيد البيانات الأعلى عالميا و التي أصدرها المكتب الوطني للجريمة،في نيودلهي،حيث تسجل نسبا كبير من القيادة المتهورة و القيادة تحت تأثير الكحول،قضت 64 امرأة خلال العام 2010 في حوادث سير دراجات نارية و50 امرأة خلال العام الذي سبقه،و يوضح سانجيف بهوي و هو طبيب في مستشفى "أيمس" الحكومي،ان لهذا القانون أثره على عدد النساء اللواتي يتعرضن لحوادث سير،من دون أدنى شك،فيقول لوكالة فرانس برس "نستقبل يوميا حالات إصابات دماغية رضحية خطيرة،خصوصا من النساء و الأطفال".بحسب فرانس برس.
و يشدد على أنه "لا بد أن تعتمر النساء خوذة،ليس فقط لمصلحتهن الشخصية،بل من أجل عائلاتهن أيضا"،بالنسبة إلى الكاتبة أنتارا دف سن،يأتي هذا القانون ليترجم إلى أي حد تعتبر النساء مواطنات من الدرجة الثانية،فتقول "في الهند،تتم برمجة النساء حتى لا يعرن أنفسهن أي انتباه". و توجز "كي تكون المرأة صالحة،عليها أن تهمل نفسها"،و الكاتبة منخرطة إلى جانب عدد من الناشطين في حملة تهدف إلى تحسين الوضع القائم،في حين أن الشرطة و وجوه من الوسط الطبي قدموا التماسا أمام المحكمة العليا في دلهي،و كانت حكومة نيودلهي قد عمدت الشهر الماضي إلى تشديد التشريعات الخاصة بالسلامة على الطرقات،و قد رفعت كذلك قيمة الغرامات المتعلقة بعدم اعتمار سائقي الدراجات خوذا تحترم المواصفات المناسبة،فاعتبرت هذه الخطوة تقدما نحو تغيير في القانون، لكن أي شيء لم يتحقق في نهاية المطاف.
و يعود ذلك بجزء منه إلى الخوف من أن يعمد السيخ إلى تصويت معارض خلال الانتخابات المحلية المقبلة،و قد أكد باراجميت سينغ سارنا و هو رئيس منظمة بارزة للسيخ في دلهي،أنهم سوف يعترضون بشكل قاطع على أي تغيير تشريعي في هذا الإطار،و قال "نعتبر الخوذة قبعة كسواها من القبعات، و هذا أمر تحظره ديانتنا".
و أكد أنه في حال رغبت امرأة من السيخ بدافع السلامة،أن تعتمر خوذة،"فلن يكون هناك اعتراض"..لكن ضوءا أخضر عاما سيؤدي إلى عملية استنكار واسعة.
........
شبكة النبأ المعلوماتية-21/نيسان/2012
كمال عبيد.
.....
تشهد الهند نموا معتدلا في المجالين السياسي و الاقتصادي،فربما سيستمر ازدهار الاقتصاد الهندي طالما السياسة الديمقراطية الهندية تسمح بذلك،لكن الأداء القوي خلال السنوات الأخيرة قد يعرقل دفع أجندة الإصلاح إلى الأمام و لاسيما معالجة القضايا التي تعرقل الاستثمارات،إذ وافق مجلس الوزراء الهندي على معالجة سوء التغذية المنتشر على نطاق واسع بتقديم دعم للمواد الغذائية لثلثي سكان البلاد البالغ عددهم 1.2 مليار نسمة و هي خطوة قد تزيد التأييد للحكومة لكنها تنطوي على مخاطر بالنسبة الى اقتصاد البلاد المتعثر،كما دعمت التنمية الزراعية في البلاد من خلال زراعة الفراولة الوافد الجديد في الهند الى جنب المحاصيل ألاخرى مثل القمح و الارز و الخضر،من جانبها تسعى الحكومة الهندية بتشريع قوانين جديدة تمنح الأقليات حصة "كوتا" في التعيينات و التعليم من المسلمين لاجتذاب أصوات الناخبين و تعد هذه الطبقة الاشد فقرا،إذ يحتل الصوت المسلم أهمية كبيرة في الانتخابات الهندية المرتقبة عام 2012،و خاصة في ولاية "ايتار براديش" الأكبر حجماً بين ولايات الهند.
بينما اختارت بريانكا غاندي الدخول الى عالم السياسة فانضمت الى حملة الانتخابات في أهم ولاية سياسيا في الهند لتضفي بريقا علي سباق يشهد تنافسا صعبا هذا العام.
و على الرغم من هذا الازدهار الاقتصادي النسبي يعاني هذا البلد من عدة ازمات في المجال الاجتماعي كالفقر المدقع الذي يتركز في طبقات اجتماعية معينة،و الطقوس العشائرية التي تسجل من وقت لاخر عمليات تقديم اضاحي بشرية في الهند المتجذرة بالدين و الخرافات و لا سيما في المناطق الفقيرة حيث يؤمن بعض السكان بالسحر.
ناهيك عن الظواهر العنف و القمع للنساء خاصة من خلال الضرب و الاعتداء الجنسي و الاغتصاب و غيرها من الآفات الاجتماعية الاخرى،كما وصفه كتاب "بيهايند ذي بيوتيفل فوريفرز" للصحافية الأميركية كاثرين بو التي أمضت وقتا طويلا في مدينة الصفيح يبين الوجه الآخر للهند الحديثة.
في حين شكل قانون اعتمار الخوذة جدلا واسعا بين مكونات المجتمع الهندي الذي يعرض حياة النساء للخطر.
....
الوجه الآخر للهند الحديثة.
جرذان مقلية للعشاء و أم تقتل طفلها بإغراقه و عمليات انتحار و فساد و إدمان كحول... إنها يوميات سكان مدينة صفيح في بومباي كما يصفها كتاب رحب به النقاد يظهر الوجه الاخر للهند الناشئة،و بعد شهر على صدور كتاب "بيهايند ذي بيوتيفل فوريفرز" للصحافية الأميركية كاثرين بو التي أمضت وقتا طويلا في مدينة الصفيح أناوادي بين العامين 2007 و2011،يتساءل السكان عن التأثير الذي سيحدثه الكتاب،و تقول الهندية مانجو واغيكار البالغة من العمر 23 عاما و التي يروي الكتاب قصتها "قرأت الكتاب و أحببته مع أنه أبكاني،في الكتاب نقرأ أن والدها غائب و مدمن كحول و أن صديقتها المفضلة توفيت بعد ابتلاعها السم و أن والدتها آشا هي من المسؤولين المحليين و تقيم علاقات مع رجال عدة لتزيد نفوذها و تعاشر عناصر من الشرطة عنيفين و سياسيين فاسدين،و تضيف الشابة التي تسكن مدينة الصفيح المؤلفة من حوالى 330 كوخا و الواقعة قرب مطار بومباي الدولي خلف فندق حياة ريجنسي "إنه واقع و ليس خيالا"،و تعلم مانجو في مدرسة خمس ساعات يوميا و تعطي دروسا مجانية في اللغة و تدرس الأدب الانكليزي بالمراسلة في جامعة بومباي،و تشير مانجو إلى إنها تماما كسكان أناوادي البالغ عددهم ثلاثة آلاف،تثق بكتابات الصحافية كاثرين بو التي حصدت جوائز عدة و التي تكتب اليوم في مجلة "نيويوركر" بعدما عملت في صحيفة "واشنطن بوست".
و تقول "لقد وصفت حالي كما هي"،و تضيف بخجل أن ما يذكره الكتاب عن والدتها و عن "علاقاتها و الفساد صحيح أيضا.هكذا هي الحياة هنا.إنها أم عزباء و فعلت ذلك لأنها مسيرة.هي تحمينا"، و أشادت الصحافة الأجنبية و الهندية بالكتاب،فاعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه "عمل مذهل" فيما كتبت صحيفة "بيزنيس ستاندرد" الهندية أنه "أجمل نص وثائقي عن حياة الأكثر فقرا في الهند الحديثة"،و لا تكترث والدة مانجو كثيرا لطريقة وصفها في الكتاب الذي يروي أنها تستغل الجمعية التي أنشأتها للحصول على آلاف الدولارات من الحكومة بغية تمويل مدارس...غير موجودة،و تقول بينما تجلس في كوخها مرتدية ثوبا تقليديا رائعا و مجوهرات من ذهب "هذا لا يغير شيئا بالنسبة إلينا،حياتنا ستبقى كما هي.بغياب زوج يدعمني،أفعل كل ما يمكنني فعله من أجل عائلتي.إنها قصة أم تربي ثلاثة أولاد بمفردها في مدينة صفيح".بحسب فرانس برس.
و من القصص الأخرى المذكورة في الكتاب قصة عائلة حسين المتهمة ظلما بقتل جارتها فاطمة خلال شجار حول ترميم الحاجز الذي يفصل بين الكوخين،و يروي أختار حسين أن والديه و شقيقه عبدول مثلوا أمام المحكمة طوال سنوات و خسروا كل أموالهم بسبب النفقات القانونية و الرشاوى المقدمة إلى الشرطة،و يقول هذا المراهق أن الكتاب لن يغير حياة المشردين و العمال في مدينة الصفيح "فوحدهم الأجانب هم الذين سيقرأونه و ليس السياسيين المحليين"،و قد حرصت كاثرين بو الحائزة جائزة بوليتزر التي تعتبر أهم جائزة في مجال الصحافة الأميركية على ذكر أسماء كل الأشخاص الذين شملهم كتابها.
و تقول "ذكرت الأسماء و كتبت عن الفساد بالتفصيل كي أسلط الضوء على الظلم و أساهم في تحسين الوضع على المدى الطويل"،و أضافت "عندما كانت مدينة الصفيح هذه مجهولة،كانت أعمال العنف فظيعة تمر بلا عقاب و الأبرياء يتهمون بارتكاب جرائم شنيعة و المرضى يرسلون إلى مستشفيات يسعى الأطباء فيها إلى سرقة أموالهم".
........
مكافحة الجوع.
وافق مجلس الوزراء الهندي على معالجة سوء التغذية المنتشر على نطاق واسع بتقديم دعم للمواد الغذائية لثلثي سكان البلاد البالغ عددهم 1.2 مليار نسمة و هي خطوة قد تزيد التأييد للحكومة لكنها تنطوي على مخاطر بالنسبة الى اقتصاد البلاد المتعثر،و قال وزير كبير طلب عدم نشر اسمه ان مشروع القانون سيرسل الى البرلمان،و أضاف "أجيز مشروع قانون الامن الغذائي،و يحظى الائتلاف الحكومي بقيادة حزب المؤتمر بأغلبية برلمانية تهيئ فرصة جيدة لاقرار مشروع القانون الذي تقدر كلفته بمليارات الدولارات قبل الانتخابات المقررة أوائل العام القادم في ولاية أوتار براديش الفقيرة و المهمة سياسيا،و يهدف البرنامج الجديد الى التصدي لمعدلات سوء التغذية لدى الاطفال التي تعد أسوأ من مثيلاتها في افريقيا جنوبي الصحراء لكن منتقدين يقولون انه مع تباطؤ النمو و زيادة العجز المالي في ثالث أكبر اقتصاد في اسيا يتسم توقيت مشروع القانون بعدم تقدير المسؤولية،و قال دي.اتش. باي بانانديكار رئيس مؤسسة ار.بي.جي الخاصة للابحاث الاقتصادية قبل موافقة مجلس الوزراء على مشروع القانون "الاقتصاد قد يكون في حالة سيئة لكن الحقيقة هي ان الانتخابات قادمة،"أي سياسة يقرونها الان سترمي الى تحقيق بعض المكاسب السياسية. حين تفكر في تأثير ذلك على المالية العامة تعرف ان الحكومة لا تفكر في الغد،و ساعدت برامج خاصة بالرفاهة الاجتماعية في المناطق الريفية حزب المؤتمر و حلفاءه على العودة للسلطة قبل ثلاث سنوات.بحسب رويترز.
و يقدم مشروع القانون الجديد حبوبا مدعومة الى 75 في المئة من سكان الريف و نصف سكان المناطق الحضرية الذين يعتبرون فقراء الى حد لا يطيقون معه كلفة التغذية السليمة.و قد يصل العدد الاجمالي للمستفيدين من البرنامج الى 810 ملايين نسمة،و تدعم سونيا غاندي زعيمة حزب المؤتمر و ابنها راهول غاندي الذي يقود حملة الحزب الانتخابية في ولاية اوتار براديش مشروع قانون الامن الغذائي و قوانين أخرى لها أهداف خاصة بالرفاهية الاجتماعية،و تقول وزارة الزراعة ان الدعم المقترح يضاعف تكلفة برنامج قائم حاليا تباع بموجبه حبوب و بقوليات بأسعار رخيصة لقرابة 180 مليون أسرة فقيرة،و أنفقت الحكومة الهندية العام الماضي 12 مليار دولار أو واحد في المئة من الناتج المحلي الاجمالي على ذلك البرنامج،و تسعى الهند الى خفض العجز المالي الى 4.6 في المئة في 2011/2012 الا ان صانعي السياسة يقولون انه سيكون من الصعب تحقيق هذا الهدف.
........
الفراولة تبحث عن مكان في الهند.
للمزارع الهندي شريباتي نانا جادهاف أسباب وجيهة كي يكون مغرما بالفراولة..فقد مولت بناء منزله البسيط الشاسع المساحة قرب محطة بانتشجاني الجبلية بغرب البلاد و سمحت له بالحاق أبنائه الاربعة بالجامعة،ظل جادهاف يزرع الفراولة لأكثر من 30 عاما مستغلا الطقس المعتدل و قال المزارع البالغ من العمر 62 عاما و هو يجلس على فراش في منزله يحتسي الشاي "الارباح التي جنيتها من الفراولة ساعدتني على جعل أبنائي الذكور الثلاثة مهندسين،و مضى يقول "في البداية قمت ببناء غرفة و عندما بدأت الفراولة تحقق لي أرباحا وسعت منزلي من خلال بناء غرف (اضافية)،و الهند واحدة من أكبر الدول المنتجة للقمح و الارز و الذرة لكن انتاجها لا يذكر في السوق العالمية من الفراولة اذ يبلغ انتاجها أكثر من أربعة ملايين طن سنويا بينما الولايات المتحدة هي أكبر منتج و واحدة من أكبر المستهلكين في العالم،و من أسباب الانتاج المحدود للهند من هذه النوعية من الفاكهة قلة المناطق التي بها مناخ معتدل و أيضا لان نقلها يمثل صعوبة بالغة في ظل الطرق المليئة بالحفر و الاختناقات المرورية و شبكة السكك الحديدية التي لا يعتمد عليها. بحسب رويترز.
و قال جادهاف "طوال أكثر من 30 عاما ظللت أزرع الفراولة.ظل هذا المحصول يعطيني بشكل متواصل أرباحا طيبة..أفضل من محاصيل أخرى مثل القمح و الارز و الخضر،و شهد انتاج الفراولة في الهند ما يشبه الثورة عام 1992 مع ادخال بذور من كاليفورنيا مما حسن من انتاج المحصول و جودة الثمار.كما تحسن الري،و يقول كريشنا بهيلاري نائب رئيس رابطة عموم الهند لزارعي الفراولة ان زيادة شعبية الفراولة في الهند مسألة وقت فقط لدى الهنود الذين يشتهرون بولعهم بكل ما هو حلو المذاق لكن بالنسبة للفراولة حتى الان فان كل ما يفعلوه هو استخدامها في المربى للسائحين حتى يتناولونها على خبز التوست،و قال "لم تعد فاكهة غريبة بالنسبة للمستهلكين.انهم يعرفونها و يريدون أكلها."
......
أصوات المسلمين.
أقرت الحكومة الهندية قانوناً جديداً يمنح الأقليات حصة "كوتا" في التعيينات و التعليم،في خطوة ينظر إليها على أنها وسيلة من قبل الحزب الحاكم لاجتذاب أصوات الناخبين المسلمين في الولايات الرئيسية،و بموجب القرار الجديد ستحصل الأقليات على حصة 4.5 في المائة من فرص التوظيف و التعليم ضمن الحصة المخصصة حالياً للطبقات الأشد فقراً،و المقدرة بنحو 27 في المائة،و التي كانت بشكل عام مخصصة لطبقة "داليت" الأشد فقراً في البلاد وفق التقسيم الهندي التقليدي،و يحظر الدستور الهندي التمييز بين الأفراد على أساس الدين،و لكن القرار الجديد سيمنح الأقليات الأقل حظوة اقتصادياً و اجتماعياً،على غرار المسلمين و السيخ و المسيحيين و البوذيين و الزرداشتيين، فرصة الانخراط في برامج تعود بالنفع عليهم،و يتوقع أن تستفيد الشريحة الإسلامية أكثر من سواها من القرار الذي جاء بناء على توصية من "الهيئة الوطنية للأقليات الدينية و اللغوية".بحسب السي ان ان.
إذ يسجل بين المسلمين وجود عدد كبير ممن يمكن تصنيفهم ضمن الطبقات الفقيرة،و يحتل الصوت المسلم أهمية كبيرة في الانتخابات الهندية المرتقبة عام 2012،و خاصة في ولاية "ايتار براديش" الأكبر حجماً بين ولايات الهند،و قد سبق لحزب "المؤتمر" الحاكم في الهند أن فاز بـ21 مقعداً من مقاعد الولايات بالانتخابات الأخيرة عام 2009،و لكن شعبيته فيها تشهد تراجعاً مستمرا،و يشكل المسلمون 18 في المائة من سكان الولاية الذين يتجاوز عددهم 200 مليون شخص.
....
طقوس عشائرية.
قتلت طفلة هندية في السابعة من عمرها في طقوس عشائرية و قدم كبدها الى الالهة لتحسين المحاصيل على ما قالت الشرطة في ولاية شاتيسغاره في وسط البلاد،و عثر على جثة لاليتا تاتي بعد اسبوع على ابلاغ عائلتها عن اختفائها،و قال ناريان داس مسؤول الشرطة في اقليم بيجابور "تمت التضحية بالفتاة البالغة سبع سنوات من قبل شخصين يعتقدان ان فعلتهما ستؤدي الى محاصيل افضل"،و اوقف الرجلان للاشتباه بقتلهما الطفلة و تقديم كبدها الى الالهة في مراسم رهيبة.
و قالت الشرطة ان الرجلين اعترفا بجريمتهما،و تسجل من وقت لاخر عمليات تقديم اضاحي بشرية في الهند المتجذرة بالدين و الخرافات و لا سيما في المناطق الفقيرة حيث يؤمن بعض السكان بالسحر. بحسب فرانس برس.
.......
مراحيض الجيش الهندي.
المراحيض التي تصممها هيئة ابحاث الدفاع الهندية للقوات المسلحة المنتشرة على الكتل الجليدية في اعالي جبال الهملايا،لا تحتاج الى طرادة مياه و تعرف باسم "بايو-دايجستر" و هي باتت متوافرة الان للشركات و الولايات الفقيرة،و هذه المراحيض هي من بين 200 تقنية طورتها منظمة البحث و التطوير في مجال الدفاع و وافق اتحاد غرف التجارة و الصناعة الهندية على عرضها للبيع،و منذ تشرين الأول/أكتوبر،دخلت المنظمة في شراكة مع غرفة التجارة الوطنية تمتد على أربع سنوات بهدف ترويج الاستخدام المزدوج للمنتجات العسكرية في إطار مبادرة تعهد بتنفيذها رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ في العام 2008 و ترمي إلى إفادة الشعب من منافع تكنولوجيا الدفاع،على حد قول مسؤولين حكوميين،و سرعان ما طرحت مراحيض "بايو-دايجستر" للبيع في أوساط الحكومات الإقليمية و الشركات الخاصة،شأنها في ذلك شأن 10 منتجات أخرى ابتكرتها منظمة البحث و التطوير في مجال الدفاع،بحسب ما شرح أحد المسؤولين في وزارة الدفاع،و قال نيرانكر ساكينا المدير التنفيذي لمركز تسويق التكنولوجيات التابع لاتحاد غرف التجارة و الصناعة الهندية الذي يدير هذا المشروع "نسعى إلى ان نطرح في الأسواق أي تقنية غير مصنفة قد تعود بالنفع على المجتمع"، و قد قامت وحدة تابعة للمنظمة في مدينة غواليور الهندية بتصميم هذا المرحاض الذي يمزج ما بين الجراثيم المتكاثرة ذاتيا و روث البشر في أحواض خاصة لانتاج الماء و غاز الميثان،و هو قد صمم خصيصا للقوات الهندية المنتشرة في منطقة سياشن الجبلية الواقعة على علو 6300 متر في منطقة كشمير المتنازع عليها حيث قد تتدنى الحرارة إلى 50 درجة مئوية تحت الصفر،و بحسب الخبراء،ينتشر خمسة آلاف جندي في هذه المناطق الجليدية حيث استتب الأمن منذ العام 2003 بعد إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار مع باكستان،و قد ابتكرت هذه الفكرة "منذ 15 عاما بسبب تلوث الأنهر الناجم عن ذوبان الثلوج التي كان الروث يطمر فيها"،على ما شرح العالم فيجاي فير من إحدى الوحدات التابعة لمنظمة البحث و التطوير في مجال الدفاع.بحسب فرانس برس.
و قد تم العثور في الأصل على الجراثيم المستخدمة في المراحيض الجبلية في انتاركتيكا لكن من الممكن أيضا اعتماد سلسلة أخرى من الجراثيم تتماشى مع المناخ الحار في السهول المدارية الهندية حيث تشتد الحاجة إلى مرافق صحية،و أفاد نيرانكر ساكينا المدير التنفيذي لمركز تسويق التكنلوجيات التابع لاتحاد غرف التجارة و الصناعة الهندية بأن إقليم لكشديب الهندي و هو أرخبيل يضم عدة جزر طلب 12 ألف مرحاض بسعر 550 دولارا للوحدة في إطار مشروع إعمار واسع،و من بين المنتجات الأخرى التي تعتزم المنظمة تسويقها دروع حرارية للقطارات و السيارات و نوافذ تتحكم بالضوء و مواد طاردة للبعوض و رزم طبية لمكافحة حمى الضنك و حمى شيكونغونيا.كذلك،تعتزم المنظمة تسويق رذاذ ضد العث و طفايات حريق بأسعار معقولة بالإضافة إلى مرهم يدهن ليلا ضد البعوض.و تعلق المنظمة آمالها على أنسجة من شأنها أن تحسن المطاطية قد تستخدم بحسب الباحثين العسكريين في الصدريات أيضا.
........
بريانكا ابنة راجيف غاندي.
انضمت بريانكا غاندي الى حملة الانتخابات في أهم ولاية سياسيا في الهند لتضفي بريقا علي سباق يشهد تنافسا صعبا و تجتذب الاضواء من شقيقها راهول الوريث الواضح لسلالة نهرو-غاندي الحاكمة، و بقيت بريانكا (40 عاما) التي تحمل أوجه شبه شديدة مع جدتها رئيسة الوزراء السابقة انديرا غاندي التي كانت تعرف بلقب "المرأة الحديدية في الهند" بعيدة في الاغلب حتى الان عن أروقة السياسة الهندية،و ترأس والدتها سونيا غاندي الايطالية المولد حزب المؤتمر الحاكم.
و يجري اعداد شقيقها الاكبر راهول لتولي القيادة حيث يراهن بقوة على اداء الحزب في ولاية اوتار براديش في الانتخابات و ستكون مؤشرا حاسما في الانتخابات العامة التي ستجري في غضون عامين،و لم تجتذب حملة راهول في منطقة يعصف بها الفقر بولاية اوتار براديش اهتماما اعلاميا كبيرا حيث ركزت شبكات الاخبار على اخته التي يرى كثيرون انها الزعيم الطبيعي للحزب الذي فقد منذ فترة طويلة هيمنته على الساحة السياسية في الهند.بحسب رويترز.
لكن بريانكا اوضحت انها ستقوم بحملة في اكبر الولايات تعدادا للسكان (200 مليون نسمة) من اجل شقيقها،و قالت في اجتماع مرتجل مع عمال مصنع عاطلين في دائرة امها الانتخابية راي باريلي "اذا اراد راهول ان اقوم بالحملة فانني سأفعل ذلك".و أضافت "سوف أفعل أي شيء يريد مني ان أفعله."
.........
مدرسة لتعليم آداب السلوك.
ففي مدرسة خاصة في الهند،يقلد منتسبون يطمحون إلى دخول عالم السياسة هتافات حشد خيالي من المؤيدين فيفتحون أذرعهم و يضغطون راحات أيديهم فوق رؤوسهم،و تشرح مديرة مدرسة بريا ووريك لتعليم آداب السلوك في العاصمة الهندية نيو دلهي أن "هذه الحركة تعني أنك تريد أن تعترف بالحشود و بانتمائها إليك،و بعد أن كانت المدرسة مخصصة في الأساس للمتزوجات حديثا و لزوجات رجال الأعمال الراغبات في تطوير مهاراتهن الخاصة بحسن الضيافة،أصبحت مؤخرا تستقطب السياسيين الراغبين في استقطاب عدد كبير من الأصوات،و تقول بريا ووريك "نستقبل مؤخرا أشخاصا كثيرين ينتمون إلى أحزاب سياسة مختلفة"،و تضيف "لا يدركون مدى أهمية لغة الجسد لكنهم متحمسون للتعلم"،و تشير ووريك إلى أن السياسيين الهنود الذين يلجأون إلى مستشارين لتحسين صورتهم هم قلائل و أن معظمهم يعتمدون على نصائح الموظفين الحكوميين الذي هم "أذكياء جدا لكنهم لا يملكون أدنى فكرة عن آداب السلوك المهنية"،في الصف،يؤدي المنتسبون أدوارا مختلفة بغية اختبار طريقة التصرف في مواقف مختلفة خلال الحملات الانتخابية،مثل زيارة مؤيد صاحب نفوذ أو مزارع فقير، و تقول ووريك التي تعلمت أصول المهنة في مدرسة سويسرية من الطراز الأول،"يشعر بعضهم بأنهم يفتقرون إلى سرعة البديهة خلال إجابتهم عن الأسئلة"،و تتابع "نعلمهم كيف يتهربون من الأسئلة المحرجة و كيف يجيبون بثقة و بودية في الوقت نفسه".
يذكر أن التثاؤب و التجشؤ و حك الأنف هي من الممنوعات بالنسبة إلى الطبقة السياسية،و تشرح ووريك "ينبغي توخي الحذر الشديد لأن أية حركة قد تفسر على أنها انعكاس للأفكار التي تدور في الذهن،و تحرص ووريك على حماية طلابها فتأبى الكشف عن أسمائهم و لا تسمح لأي كان بطرح أسئلة عليهم مباشرة،و على الرغم من أن المدرسة تستقطب عددا كبيرا من السياسيين،إلا أن نشاطها الأساسي ما زال يتركز على الزبائن الراغبين في تطوير مهاراتهم الاجتماعية،و لا سيما النساء، و قد ارتفع الطلب على خبرة ووريك نتجية الازدهار الاقتصادي السريع و نمو الطبقة الوسطى و ارتفاع عدد الهنود الذين يشغلون مناصب في الخارج في شركات كبيرة متعددة الجنسيات.بحسب فرانس برس.
و من الحصص المتوافرة في المدرسة حصة تتضمن محاضرات حول أهمية "الأحاديث الصغيرة" و معلومات مفيدة حول آداب المائدة،و في البلدة،تستعد مدرسة أخرى تحمل اسم المدرسة الدولية لآداب السلوك،لإطلاق حصة مماثلة لكن المنتسبين إليها هم نساء يسعين إلى تأسيس شركاتهن الخاصة،و تدير المدرسة مونيكا غارغ التي تنظم ورش عمل حول آداب السلوك في الشركات و المؤسسات لكليات الأعمال و طلاب إدارة الأعمال و العاملين في قطاعي الضيافة و البيع بالمفرق اللذين يشهدان انتشارا في الهند حاليا،و تشير غارغ إلى أن المنتسبين إلى مدرستها يتمتعون بمستوى علمي جيد و بكفاءة مهنية لكن معظمهم يشعرون بأنهم يفتقرون إلى مهارات التواصل الاجتماعي،و تقول إن "مستوى الوعي في ما يتعلق بالصورة و الثقة بالنفس أكبر بكثير اليوم مما كان قبل عشر سنوات، و تشير نامراتا خانا (24 عاما) إلى أن الحصة شملت مسائل لم يتم التطرق إليها مطلقا في كلية الأعمال،مثل اللباس الملائم لاجتماع مع زبون في فندق خمس نجوم و التبرج المناسب،و تختم بالقول "تعلمت الكثير هنا،بما في ذلك الأمور البديهية مثل المصافحة".
........
قانون يعرض حياة النساء للخطر.
صباح كل يوم،تنسل بريا ماهيندرو (25 عاما) بدراجتها النارية في زحمة سير نيودلهي الخانقة، متوجهة إلى عملها..و في حين يفرض القانون على الرجال اعتمار الخوذة،يحق للشابة عدم ذلك كونها امرأة،لكن الأصوات بدأت تتعالى على خلفية النتائج المترتبة عن هذه الخاصية القانونية..ففي كل عام،تقضي آلاف النساء أو تتأذى في حوادث سير بعد تعرضهن لإصابات دماغية رضحية،و يرى بعض المراقبين أن هذا القانون يشكل مجرد انعكاس مؤسف للقيم الأبوية في المجتمع الهندي حيث يفضل الفتيان على الفتيات،لافتين إلى أن المرأة تعتبر بالتالي أقل شأنا من الرجل و أن حياتها أقل قيمة من حياته،بالنسبة إلى نساء من أمثال بريا ماهيندرو،يتعلق الأمر باعتبارات جمالية.
و إلى حين يلزمهن القانون باعتمار خوذة،فإن الشابة سوف تبقي شعرها متدليا على الطرقات التي تعتبر من الأشد خطورة حول العالم.
و تبرر قائلة عند وصولها إلى مكان عملها في وسط العاصمة،أن الخوذة "تتلف تسريحتي"،و تشرح "لا أعتمر خوذة لأنها تجعلني أشعر بأنني أختنق.تجعلني أشعر بالحر،لذا لا أفكر حقا بموضوع السلامة"،في العام 1988 وضع قانون فدرالي للمركبات الآلية،اشترط ضرورة أن يعتمر سائقو الدراجات خوذة. لكن ذلك أثار استنكارا في أوساط السيخ إذ يتعارض مع ديانتهم التي تحرم اعتمار أي غطاء للرأس باستثناء العمامة،و في ما بعد،رأت حكومة ولاية نيودلهي أنه يستحيل تمييز امرأة من السيخ (التي نادرا ما تعتمر عمامة) عن أخرى من أتباع ديانة مختلفة.
و بالتالي جعلت اعتمار الخوذة اختياريا لجميع النساء،في العام 2010،قضى نحو 134 ألف شخص في حوادث سير في الهند،أي ما يعادل نحو 370 ضحية في اليوم الواحد،بحسب ما تفيد البيانات الأعلى عالميا و التي أصدرها المكتب الوطني للجريمة،في نيودلهي،حيث تسجل نسبا كبير من القيادة المتهورة و القيادة تحت تأثير الكحول،قضت 64 امرأة خلال العام 2010 في حوادث سير دراجات نارية و50 امرأة خلال العام الذي سبقه،و يوضح سانجيف بهوي و هو طبيب في مستشفى "أيمس" الحكومي،ان لهذا القانون أثره على عدد النساء اللواتي يتعرضن لحوادث سير،من دون أدنى شك،فيقول لوكالة فرانس برس "نستقبل يوميا حالات إصابات دماغية رضحية خطيرة،خصوصا من النساء و الأطفال".بحسب فرانس برس.
و يشدد على أنه "لا بد أن تعتمر النساء خوذة،ليس فقط لمصلحتهن الشخصية،بل من أجل عائلاتهن أيضا"،بالنسبة إلى الكاتبة أنتارا دف سن،يأتي هذا القانون ليترجم إلى أي حد تعتبر النساء مواطنات من الدرجة الثانية،فتقول "في الهند،تتم برمجة النساء حتى لا يعرن أنفسهن أي انتباه". و توجز "كي تكون المرأة صالحة،عليها أن تهمل نفسها"،و الكاتبة منخرطة إلى جانب عدد من الناشطين في حملة تهدف إلى تحسين الوضع القائم،في حين أن الشرطة و وجوه من الوسط الطبي قدموا التماسا أمام المحكمة العليا في دلهي،و كانت حكومة نيودلهي قد عمدت الشهر الماضي إلى تشديد التشريعات الخاصة بالسلامة على الطرقات،و قد رفعت كذلك قيمة الغرامات المتعلقة بعدم اعتمار سائقي الدراجات خوذا تحترم المواصفات المناسبة،فاعتبرت هذه الخطوة تقدما نحو تغيير في القانون، لكن أي شيء لم يتحقق في نهاية المطاف.
و يعود ذلك بجزء منه إلى الخوف من أن يعمد السيخ إلى تصويت معارض خلال الانتخابات المحلية المقبلة،و قد أكد باراجميت سينغ سارنا و هو رئيس منظمة بارزة للسيخ في دلهي،أنهم سوف يعترضون بشكل قاطع على أي تغيير تشريعي في هذا الإطار،و قال "نعتبر الخوذة قبعة كسواها من القبعات، و هذا أمر تحظره ديانتنا".
و أكد أنه في حال رغبت امرأة من السيخ بدافع السلامة،أن تعتمر خوذة،"فلن يكون هناك اعتراض"..لكن ضوءا أخضر عاما سيؤدي إلى عملية استنكار واسعة.
........
شبكة النبأ المعلوماتية-21/نيسان/2012