ما هي احتمالات النجاح في ضرب سورية ؟
و هل ستتم ضربة عسكرية لسورية؟
...........
أولاً : الأوراق السياسية الاستراتيجية السورية.
1) جيش سوري متماسك و قوي
2) اكتفاء غذائي و مخزون استراتيجي من القمح و بعض الحبوب.
3) الطبيعة الجغرافية و الديموغرافية لسورية(التوزع الجغرافي للمدن السورية و قربها من بعضها مما يعزز من نجاح عمليات المقاومة،تضاريس الأرض السورية الصعبة في المناطق الجبلية في ريف دمشق و الساحل السوري).
4) طبيعة الشعب السوري و تركيبته النفسية و الأخلاقية و الذاكرة الجماعية المقاومة.
.........
ثانياً : الوضع التركي :
تركيا دولة لديها قوة عسكرية لا يستهان بها (و رغم رغبة أردوغان باقتسام الكعكة السورية على خلاف ما حدث في العراق) لكن في حال حربها مع سورية فلديها عدة مشاكل من أهمها :
1) ثاني أكبر حزب في تركيا (حزب الشعب) اليساري الاتجاه هو ضد أي تدخل عسكري في سورية و هو بالإجمال ضد سياسات أردوغان الداخلية و الخارجية.
2) الجنرالات الأتراك المعارضين لأي نجاح لأردوغان.
3) عرب لواء الإسكندرون المعارضين لأي تدخل عسكري في سورية.
4) الأكراد.
5) الضغوط الخارجية الروسية و التنافس الروسي التركي و الروسي الأطلسي
6) الضغوط الخارجية الإيرانية والإنذار شديد اللهجة الإيراني للأتراك.
7) الضغوط الخارجية الروسية و التنافس الروسي التركي و الروسي الأطلسي،و عدم تقبل الروس لخسارة بعدهم الاستراتيجي في الوحيد في منطقة الشرق الأوسط.
ثامنا) الهاجس التركي مما سيدونه التاريخ،فلم يتخلص الأتراك إلى الآن من لعنة المجازر التي ارتكبوها بحق الأرمن و بحق ثوار سوريا في الثورة العربية الكبرى و بحق الأكراد و التي تؤرق الذاكرة التاريخية و الثقافية و الحضارية للأمة التركية.
...........
ثالثاً : الوضع الكردي :
و هنا موضوع الأكراد موضوع معقد :
1) الأكراد الأتراك : من جهة يرون أن إضعاف الدولة المركزية في سورية هو من صالحهم و من صالح إخوانهم في سورية اقتداء بالنموذج العراقي و من جهة أخرى يرون ضعف الدولة المركزية في سورية هو بالتالي قوة للأتراك أكبر أعدائهم و تخوفهم من قيام الأتراك في حال نجاحهم بتهجير مئات الآلاف منهم إلى الأراضي السورية و هذا ما يدفعهم للعمل ضد التدخل العسكري في سورية (علما أن التوزع الجغرافي للأكراد يخدمهم حيث يتوزعون في المناطق الجنوبية الشرقية من تركيا)
2) الأكراد السوريون : من جهة يرون أن إضعاف الدولة المركزية في سورية هو من صالحهم اقتداء بالنموذج العراقي و من جهة أخرى يرون ضعف الدولة المركزية في سورية هو بالتالي قوة للأتراك أكبر أعدائهم و تخوفهم من قيام الأتراك في حال نجاحهم بتهجير مئات الآلاف من الأكراد الأتراك إلى الأراضي السورية،بالإضافة إلى تحالفهم التاريخي مع سورية منذ ستينيات القرن المنصرم هذا
التحالف الذي حافظ على توازن استراتيجي بين سورية و تركيا و حقق العديد من المكاسب للأكراد الأتراك،و يضاف إلى ذلك التلاحم الاجتماعي و الاقتصادي بينهم و بين العرب السوريين و شعورهم بوطنيتهم السورية و بتميز وضعهم في سورية – رغم بعض أوجه الظلم الاجتماعي و الاقتصادي - عن وضع إخوانهم في تركيا أو في العراق الذين تعرضوا للعديد من المذابح و القتل كل هذا يدفعهم لمقاومة أي تدخل عسكري تركي في سورية (علما أن التوزع الجغرافي للأكراد يخدمهم حيث يتوزعون في المناطق الشمالية الشرقية من سورية).
.........
رابعاً : وضع العدو الصهيوني :
إن وضع هذا الكيان الغاصب في حال اندلاع أي حرب مع سورية هو وضع لا يحسد عليه،فهو مدرك تمام الإدراك أنه في حال قرر الاعتداء على سورية فسيخوض الحرب على ثلاث جبهات هي الجبهة السورية بجيشها الصاروخي القوي و الجبهة اللبنانية (المقاومة الإسلامية بقيادة حزب الله و القوى الوطنية اللبنانية متمثلة بالوطنيين المستقلين و الناصريين و السوريين القوميين و الشيوعيين و العونيين و سائر اليساريين و غيرهم من الأحزاب الوطنية التي ستنضم إلى المعركة لأنها تدرك أنه في حال سقوط سورية فهو سقوط لمشاريعها الوطنية رغم اختلاف بعضها مع النظام السوري) و الجبهة الفلسطينية (حماس و الجهاد الإسلامي و الجبهة الشعبية و الجبهة الشعبية القيادة العامة و الجبهة الديمقراطية و الوطنيين في حركة فتح و سائر المقاومين الفلسطينيين) هذا بالإضافة إلى بدو سيناء اللذين لن يسلم من عملياتهم،و بالإضافة إلى إيران التي لن تقف مكتوفة اليدين عن
التدخل الأمريكي و الدعم الأمريكي للكيان الغاصب،و يضاف إلى ذلك إحراج العدو الصهيوني لحكام الخليج أمام شعوبهم في حال الاعتداء على سورية.
...........
خامساً : الوضع الأمريكي :
من حيث توازن القوى الدولية فعام 2011 هو بلا شك مختلف عن عام 2003 ،فروسيا و الصين و إيران 2011 غير روسيا و الصين و إيران 2003
والمقاومة العراقية 2011 غير المقاومة العراقية 2003
كما أن التجربة العراقية كانت مريرة بالنسبة للأمريكان (فلم تحقق سوى هدف واحد من أهدافها الثلاثة و هو بداية تقسيم العراق و تفتيته خدمة لمشروع الشرق الأوسط الجديد أما الهدفين الآخرين و هما إيجاد موطئ قدم على الحدود السورية التركية الأردنية و تحقيق المكاسب المادية لشركاتها و لخزائنها من النفط العراقي فلم تنجح في تحقيقهما لأن كلفة الحرب المادية و البشرية كانت فوق المتوقع و نهبا لنفط العراق لم يوازي هذه الكلفة و وجودها بات مسألة أشهر و كل هذا بفضل المقاومة العراقية،فما بالنا بسورية التي تعد ثروتها النفطية أقل بخمس مرات من نظيرتها العراقية).
........
سادساً : الوضع الروسي :
تعد سورية البعد الاستراتيجي الوحيد في منطقة الشرق الأوسط بالنسبة للروس كما تعد مستورد مهم للأسلحة الروسية كما تعد إيران مستورد مهم بالنسبة للأسلحة الروسية و دولة مهمة بالنسبة لها في صد التمدد الأمريكي كما تعد تركيا من أكبر الهموم الروسية على حدودها الجنوبية و خصوصا بعد الكلام عن احتمالية نشر الدرع الصاروخية الأمريكية في تركيا و لهذه الأسباب فهي تقف ضد أي تدخل عسكري في سورية.
.............
سابعاً : الوضع الإيراني :
رغم العداء الإيراني الأمريكي و معارضتها دخول القوات الأمريكية من أراضيها لاحتلال العراق إلا أنها كانت المستفيد الأكبر من غزو العراق و استطاعت تثبيت أقدامها كقوة إقليمية لا يستهان بها في الشرق الأوسط،مما زاد في وتيرة تنافسها مع القوتين الإقليميتين التركية و الصهيونية للسيطرة على المنطقة و كانت سورية هي الحليف الاستراتيجي و البعد الاستراتيجي الوحيد لإيران في المنطقة و زاد هذا التحالف العداء المشترك للصهيونية و لذلك فإن ضرب سورية يعني نهاية إيران كقوة إقليمية في المنطقة و الإيرانيين يعلمون ذلك جيداً و يستميتون في الدفاع عن سورية،حتى وصل بهم الأمر لتهديد شبه مباشر للأتراك :
(في مقال نشرته الصحف التركية بتاريخ 14/11/2011 بقلم احمت غولير الجيش التركي حسم الأمر،لن نتدخل في سورية لأننا سندخل في حرب مع إيران و لا حاجة لتركيا إلى حروب مع دولة بحجم إيران.)
و يقول الجنرال التركي المتقاعد كميل كسلرين في حديثه :
الإيرانيون يعتبرون إسقاط النظام السوري بالقوة العسكرية الخارجية مجرد مقدمة لضرب إيران لذا فهم اتخذوا القرار و سينفذونه و قد أبلغوا الأتراك و الأميركيين بهذا الأمر و لم يبلغوا الخليجيين لاستخفافهم بالدول العربية الكرتونية الخاضعة بشكل مطلق للإرادة الأميركية،و القرار الإيراني يقضي بدخول حرب شاملة مع تركيا و مع الوجود الأميركي في دول الخليج إذا تحركت أي
قوة أطلسية بما - فيها تركية - ضد سورية).
..........
ثامناً : الوضع الخليجي :
حقيقة إن الوضع الخليجي وضع مأساوي و نحن نحزن على إخواننا في الخليج فقد أقحمهم حكامهم في أوضاع لا ناقة لهم فيها و لا جمل فهم بين مطرقة الأمريكي و سندان الإيراني و لم يستطع حكامهم بناء علاقات سوية مع البعد الاستراتيجي الطبيعي و الوحيد لهم العراق و سورية و اليمن (لا حكومات و لا شعوب) هذا بالنسبة للوضع الخارجي أما بالنسبة للوضع الداخلي فمعظم دول الخليج ما عدا السعودية هي أصلا محتلة من قبل عمالة أجنبية (طبعا العربي عندهم يعتبر أجنبيا من حيث العمالة و شروط الإقامة) و لا يشكل أصحاب هذه البلاد سوى 10
%أو 15% من نسبة السكان و يعد العدوان على سورية تعزيزاً لمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي سيطاولهم حكماً نظراً للتركيبة الديموغرافية المتواجدة لدى بعض دولهم و لكن رغم ذلك ففي حالة ضرب سورية فإننا كسوريين نتوقع أن يسهم حكام الخليج بمطاراتهم و أموالهم بضرب سورية،كيف لا و قد ساهمو بضرب العراق عام 2003 رغم انسحابه من الكويت عام 1991
و مع العلم أن العراق هو دولة أكثر أهمية من سورية بالنسبة للخليج في وقف التمدد الإيراني و رغم ذلك قاموا بضربه؟!
.........
إمكانية و سيناريوهات الحرب :
رغم كل ما سبق فإن إمكانية الحرب ما تزال قائمة بشكل كبير لعدة أسباب :
تهور و حماقة القرارات الأمريكية و غياب الدور العربي و لذلك فلنبحث إمكانية الحرب على سورية من حيث جبهات القتال.
الجبهة العراقية..لا أظن أنه بإمكان الولايات المتحدة استخدامها بفضل المقاومة العراقية و وقوف الشعب العراقي ضد أي تدخل في سورية (فهم خبروا ديمقراطية و حقوق إنسان الأمريكان جيداً) أما الجبهة التركية فهناك عدة أشكال للمقاومة ( الأكراد السوريون و العرب السوريون و الجيش السوري،هذا
بالإضافة للأكراد الأتراك ) أما الجبهة الغربية على المتوسط حيث الكثافة السكانية المرتفعة و حيث التضاريس الجبلية التي ستحد بشكل كبير من التفوق التقني الأمريكي (فلذلك ستكون مقبرة للأمريكان و لنا مثال صغير ما حدث في قرية أم القصور الصغيرة على الخليج العربي في العراق) أما الجبهة الجنوبية فهنالك الأردن و من المستحيل أن يتم غزو عن طريق هذا البلد لسببين ( الرفض الشعبي و الملكي القاطع بالإضافة لخوف الملك من فقدان السيطرة على بلاده ).
و تبقى الجبهة الجنوبية الغربية حيث الكيان الصهيوني و هنا ستكون معركة شاملة لا معركة تكتيكية معركة تحرير لا معركة تحريك و الأمر رهن بمدى قدرة الطرفين على الصمود الطويل,و لا أعتقد العدو قادر على الصمود في معركة طويلة الأجل.
السيناريو الأول : حرب على الجبهة الشمالية من قبل الجيوب السورية المدعومة
من تركية : و في هذه الحالة لن تكون هناك معركة بالمعنى الحقيقي و إنما عمليات عسكرية و ستخبو تدريجياً بغضون أشهر.
السيناريو الثاني : حرب شاملة :
ربما ستكون النتائج كالتالي :
1) تدمير الأسطول الأمريكي في الخليج.
2) بداية تفكك الدولة التركية.
3) تدمير و ضرب البنى التحتية و الاقتصاد التركي.
4) تدمير و ضرب البنى التحتية و الاقتصاد الإيراني.
5) تدمير و ضرب البنى التحتية و الاقتصاد السوري.
6) تدمير و ضرب البنى التحتية و الاقتصاد الصهيوني.
7) تدمير البنى التحتية و الاقتصاد الخليجي.
ثامنا) أعداد من ضحايا الحرب الصهاينة(الآلاف و ربما عشرات الآلاف) لن يتحمله العدو الصهيوني بأي شكل من الأشكال.
9) إمكانية احتلال الأتراك بعض المناطق الحدودية السورية.
10)إمكانية تحرير بعض الأراضي السورية المحتلة من قبل العدو الصهيوني.
.........
و في النهاية نقول أن الحرب هي دمار لجميع الأطراف،و من هنا كان دفاعنا و محاولتنا كسوررين العمل على عدم قيام الحرب،و لكن بالرغم من أن الحرب هي دمار لكل الأطراف هنالك نتائج ما بعد الحرب فدول مثل سورية و تركيا و إيران هي دول قوية بمخزونها الشعبي و الديموغرافي و الغذائي أما خسارة الأمريكان و دول الخليج و الكيان الصهيوني فهي خسارة لا يمكن تعويضها رغم احتمالية ضخ الأموال من دول العالم لصالح العدو الصهيوني.
...........
بقلم علاء غانم 29/12/2011
و هل ستتم ضربة عسكرية لسورية؟
...........
أولاً : الأوراق السياسية الاستراتيجية السورية.
1) جيش سوري متماسك و قوي
2) اكتفاء غذائي و مخزون استراتيجي من القمح و بعض الحبوب.
3) الطبيعة الجغرافية و الديموغرافية لسورية(التوزع الجغرافي للمدن السورية و قربها من بعضها مما يعزز من نجاح عمليات المقاومة،تضاريس الأرض السورية الصعبة في المناطق الجبلية في ريف دمشق و الساحل السوري).
4) طبيعة الشعب السوري و تركيبته النفسية و الأخلاقية و الذاكرة الجماعية المقاومة.
.........
ثانياً : الوضع التركي :
تركيا دولة لديها قوة عسكرية لا يستهان بها (و رغم رغبة أردوغان باقتسام الكعكة السورية على خلاف ما حدث في العراق) لكن في حال حربها مع سورية فلديها عدة مشاكل من أهمها :
1) ثاني أكبر حزب في تركيا (حزب الشعب) اليساري الاتجاه هو ضد أي تدخل عسكري في سورية و هو بالإجمال ضد سياسات أردوغان الداخلية و الخارجية.
2) الجنرالات الأتراك المعارضين لأي نجاح لأردوغان.
3) عرب لواء الإسكندرون المعارضين لأي تدخل عسكري في سورية.
4) الأكراد.
5) الضغوط الخارجية الروسية و التنافس الروسي التركي و الروسي الأطلسي
6) الضغوط الخارجية الإيرانية والإنذار شديد اللهجة الإيراني للأتراك.
7) الضغوط الخارجية الروسية و التنافس الروسي التركي و الروسي الأطلسي،و عدم تقبل الروس لخسارة بعدهم الاستراتيجي في الوحيد في منطقة الشرق الأوسط.
ثامنا) الهاجس التركي مما سيدونه التاريخ،فلم يتخلص الأتراك إلى الآن من لعنة المجازر التي ارتكبوها بحق الأرمن و بحق ثوار سوريا في الثورة العربية الكبرى و بحق الأكراد و التي تؤرق الذاكرة التاريخية و الثقافية و الحضارية للأمة التركية.
...........
ثالثاً : الوضع الكردي :
و هنا موضوع الأكراد موضوع معقد :
1) الأكراد الأتراك : من جهة يرون أن إضعاف الدولة المركزية في سورية هو من صالحهم و من صالح إخوانهم في سورية اقتداء بالنموذج العراقي و من جهة أخرى يرون ضعف الدولة المركزية في سورية هو بالتالي قوة للأتراك أكبر أعدائهم و تخوفهم من قيام الأتراك في حال نجاحهم بتهجير مئات الآلاف منهم إلى الأراضي السورية و هذا ما يدفعهم للعمل ضد التدخل العسكري في سورية (علما أن التوزع الجغرافي للأكراد يخدمهم حيث يتوزعون في المناطق الجنوبية الشرقية من تركيا)
2) الأكراد السوريون : من جهة يرون أن إضعاف الدولة المركزية في سورية هو من صالحهم اقتداء بالنموذج العراقي و من جهة أخرى يرون ضعف الدولة المركزية في سورية هو بالتالي قوة للأتراك أكبر أعدائهم و تخوفهم من قيام الأتراك في حال نجاحهم بتهجير مئات الآلاف من الأكراد الأتراك إلى الأراضي السورية،بالإضافة إلى تحالفهم التاريخي مع سورية منذ ستينيات القرن المنصرم هذا
التحالف الذي حافظ على توازن استراتيجي بين سورية و تركيا و حقق العديد من المكاسب للأكراد الأتراك،و يضاف إلى ذلك التلاحم الاجتماعي و الاقتصادي بينهم و بين العرب السوريين و شعورهم بوطنيتهم السورية و بتميز وضعهم في سورية – رغم بعض أوجه الظلم الاجتماعي و الاقتصادي - عن وضع إخوانهم في تركيا أو في العراق الذين تعرضوا للعديد من المذابح و القتل كل هذا يدفعهم لمقاومة أي تدخل عسكري تركي في سورية (علما أن التوزع الجغرافي للأكراد يخدمهم حيث يتوزعون في المناطق الشمالية الشرقية من سورية).
.........
رابعاً : وضع العدو الصهيوني :
إن وضع هذا الكيان الغاصب في حال اندلاع أي حرب مع سورية هو وضع لا يحسد عليه،فهو مدرك تمام الإدراك أنه في حال قرر الاعتداء على سورية فسيخوض الحرب على ثلاث جبهات هي الجبهة السورية بجيشها الصاروخي القوي و الجبهة اللبنانية (المقاومة الإسلامية بقيادة حزب الله و القوى الوطنية اللبنانية متمثلة بالوطنيين المستقلين و الناصريين و السوريين القوميين و الشيوعيين و العونيين و سائر اليساريين و غيرهم من الأحزاب الوطنية التي ستنضم إلى المعركة لأنها تدرك أنه في حال سقوط سورية فهو سقوط لمشاريعها الوطنية رغم اختلاف بعضها مع النظام السوري) و الجبهة الفلسطينية (حماس و الجهاد الإسلامي و الجبهة الشعبية و الجبهة الشعبية القيادة العامة و الجبهة الديمقراطية و الوطنيين في حركة فتح و سائر المقاومين الفلسطينيين) هذا بالإضافة إلى بدو سيناء اللذين لن يسلم من عملياتهم،و بالإضافة إلى إيران التي لن تقف مكتوفة اليدين عن
التدخل الأمريكي و الدعم الأمريكي للكيان الغاصب،و يضاف إلى ذلك إحراج العدو الصهيوني لحكام الخليج أمام شعوبهم في حال الاعتداء على سورية.
...........
خامساً : الوضع الأمريكي :
من حيث توازن القوى الدولية فعام 2011 هو بلا شك مختلف عن عام 2003 ،فروسيا و الصين و إيران 2011 غير روسيا و الصين و إيران 2003
والمقاومة العراقية 2011 غير المقاومة العراقية 2003
كما أن التجربة العراقية كانت مريرة بالنسبة للأمريكان (فلم تحقق سوى هدف واحد من أهدافها الثلاثة و هو بداية تقسيم العراق و تفتيته خدمة لمشروع الشرق الأوسط الجديد أما الهدفين الآخرين و هما إيجاد موطئ قدم على الحدود السورية التركية الأردنية و تحقيق المكاسب المادية لشركاتها و لخزائنها من النفط العراقي فلم تنجح في تحقيقهما لأن كلفة الحرب المادية و البشرية كانت فوق المتوقع و نهبا لنفط العراق لم يوازي هذه الكلفة و وجودها بات مسألة أشهر و كل هذا بفضل المقاومة العراقية،فما بالنا بسورية التي تعد ثروتها النفطية أقل بخمس مرات من نظيرتها العراقية).
........
سادساً : الوضع الروسي :
تعد سورية البعد الاستراتيجي الوحيد في منطقة الشرق الأوسط بالنسبة للروس كما تعد مستورد مهم للأسلحة الروسية كما تعد إيران مستورد مهم بالنسبة للأسلحة الروسية و دولة مهمة بالنسبة لها في صد التمدد الأمريكي كما تعد تركيا من أكبر الهموم الروسية على حدودها الجنوبية و خصوصا بعد الكلام عن احتمالية نشر الدرع الصاروخية الأمريكية في تركيا و لهذه الأسباب فهي تقف ضد أي تدخل عسكري في سورية.
.............
سابعاً : الوضع الإيراني :
رغم العداء الإيراني الأمريكي و معارضتها دخول القوات الأمريكية من أراضيها لاحتلال العراق إلا أنها كانت المستفيد الأكبر من غزو العراق و استطاعت تثبيت أقدامها كقوة إقليمية لا يستهان بها في الشرق الأوسط،مما زاد في وتيرة تنافسها مع القوتين الإقليميتين التركية و الصهيونية للسيطرة على المنطقة و كانت سورية هي الحليف الاستراتيجي و البعد الاستراتيجي الوحيد لإيران في المنطقة و زاد هذا التحالف العداء المشترك للصهيونية و لذلك فإن ضرب سورية يعني نهاية إيران كقوة إقليمية في المنطقة و الإيرانيين يعلمون ذلك جيداً و يستميتون في الدفاع عن سورية،حتى وصل بهم الأمر لتهديد شبه مباشر للأتراك :
(في مقال نشرته الصحف التركية بتاريخ 14/11/2011 بقلم احمت غولير الجيش التركي حسم الأمر،لن نتدخل في سورية لأننا سندخل في حرب مع إيران و لا حاجة لتركيا إلى حروب مع دولة بحجم إيران.)
و يقول الجنرال التركي المتقاعد كميل كسلرين في حديثه :
الإيرانيون يعتبرون إسقاط النظام السوري بالقوة العسكرية الخارجية مجرد مقدمة لضرب إيران لذا فهم اتخذوا القرار و سينفذونه و قد أبلغوا الأتراك و الأميركيين بهذا الأمر و لم يبلغوا الخليجيين لاستخفافهم بالدول العربية الكرتونية الخاضعة بشكل مطلق للإرادة الأميركية،و القرار الإيراني يقضي بدخول حرب شاملة مع تركيا و مع الوجود الأميركي في دول الخليج إذا تحركت أي
قوة أطلسية بما - فيها تركية - ضد سورية).
..........
ثامناً : الوضع الخليجي :
حقيقة إن الوضع الخليجي وضع مأساوي و نحن نحزن على إخواننا في الخليج فقد أقحمهم حكامهم في أوضاع لا ناقة لهم فيها و لا جمل فهم بين مطرقة الأمريكي و سندان الإيراني و لم يستطع حكامهم بناء علاقات سوية مع البعد الاستراتيجي الطبيعي و الوحيد لهم العراق و سورية و اليمن (لا حكومات و لا شعوب) هذا بالنسبة للوضع الخارجي أما بالنسبة للوضع الداخلي فمعظم دول الخليج ما عدا السعودية هي أصلا محتلة من قبل عمالة أجنبية (طبعا العربي عندهم يعتبر أجنبيا من حيث العمالة و شروط الإقامة) و لا يشكل أصحاب هذه البلاد سوى 10
%أو 15% من نسبة السكان و يعد العدوان على سورية تعزيزاً لمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي سيطاولهم حكماً نظراً للتركيبة الديموغرافية المتواجدة لدى بعض دولهم و لكن رغم ذلك ففي حالة ضرب سورية فإننا كسوريين نتوقع أن يسهم حكام الخليج بمطاراتهم و أموالهم بضرب سورية،كيف لا و قد ساهمو بضرب العراق عام 2003 رغم انسحابه من الكويت عام 1991
و مع العلم أن العراق هو دولة أكثر أهمية من سورية بالنسبة للخليج في وقف التمدد الإيراني و رغم ذلك قاموا بضربه؟!
.........
إمكانية و سيناريوهات الحرب :
رغم كل ما سبق فإن إمكانية الحرب ما تزال قائمة بشكل كبير لعدة أسباب :
تهور و حماقة القرارات الأمريكية و غياب الدور العربي و لذلك فلنبحث إمكانية الحرب على سورية من حيث جبهات القتال.
الجبهة العراقية..لا أظن أنه بإمكان الولايات المتحدة استخدامها بفضل المقاومة العراقية و وقوف الشعب العراقي ضد أي تدخل في سورية (فهم خبروا ديمقراطية و حقوق إنسان الأمريكان جيداً) أما الجبهة التركية فهناك عدة أشكال للمقاومة ( الأكراد السوريون و العرب السوريون و الجيش السوري،هذا
بالإضافة للأكراد الأتراك ) أما الجبهة الغربية على المتوسط حيث الكثافة السكانية المرتفعة و حيث التضاريس الجبلية التي ستحد بشكل كبير من التفوق التقني الأمريكي (فلذلك ستكون مقبرة للأمريكان و لنا مثال صغير ما حدث في قرية أم القصور الصغيرة على الخليج العربي في العراق) أما الجبهة الجنوبية فهنالك الأردن و من المستحيل أن يتم غزو عن طريق هذا البلد لسببين ( الرفض الشعبي و الملكي القاطع بالإضافة لخوف الملك من فقدان السيطرة على بلاده ).
و تبقى الجبهة الجنوبية الغربية حيث الكيان الصهيوني و هنا ستكون معركة شاملة لا معركة تكتيكية معركة تحرير لا معركة تحريك و الأمر رهن بمدى قدرة الطرفين على الصمود الطويل,و لا أعتقد العدو قادر على الصمود في معركة طويلة الأجل.
السيناريو الأول : حرب على الجبهة الشمالية من قبل الجيوب السورية المدعومة
من تركية : و في هذه الحالة لن تكون هناك معركة بالمعنى الحقيقي و إنما عمليات عسكرية و ستخبو تدريجياً بغضون أشهر.
السيناريو الثاني : حرب شاملة :
ربما ستكون النتائج كالتالي :
1) تدمير الأسطول الأمريكي في الخليج.
2) بداية تفكك الدولة التركية.
3) تدمير و ضرب البنى التحتية و الاقتصاد التركي.
4) تدمير و ضرب البنى التحتية و الاقتصاد الإيراني.
5) تدمير و ضرب البنى التحتية و الاقتصاد السوري.
6) تدمير و ضرب البنى التحتية و الاقتصاد الصهيوني.
7) تدمير البنى التحتية و الاقتصاد الخليجي.
ثامنا) أعداد من ضحايا الحرب الصهاينة(الآلاف و ربما عشرات الآلاف) لن يتحمله العدو الصهيوني بأي شكل من الأشكال.
9) إمكانية احتلال الأتراك بعض المناطق الحدودية السورية.
10)إمكانية تحرير بعض الأراضي السورية المحتلة من قبل العدو الصهيوني.
.........
و في النهاية نقول أن الحرب هي دمار لجميع الأطراف،و من هنا كان دفاعنا و محاولتنا كسوررين العمل على عدم قيام الحرب،و لكن بالرغم من أن الحرب هي دمار لكل الأطراف هنالك نتائج ما بعد الحرب فدول مثل سورية و تركيا و إيران هي دول قوية بمخزونها الشعبي و الديموغرافي و الغذائي أما خسارة الأمريكان و دول الخليج و الكيان الصهيوني فهي خسارة لا يمكن تعويضها رغم احتمالية ضخ الأموال من دول العالم لصالح العدو الصهيوني.
...........
بقلم علاء غانم 29/12/2011