باكستان: العنف الطائفي يخرج عن السيطرة في بلوشستان.
شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين).
............
تواجه الأقليات العرقية و الدينية في إقليم بلوشستان الذي يقع جنوب غرب باكستان الترهيب و العنف على نحو متزايد منذ عام 2009،وفقاً لبعثة تقصي الحقائق التي أرسلتها لجنة حقوق الإنسان في باكستان في الآونة الأخيرة.
و يقصد بـ "المستوطنين" الذين يتم استهدافهم،الناس الذين استقروا في الإقليم و لكنهم ليسوا من جماعة البلوش العرقية (و هو مصطلح يستخدمه القوميون البلوشيون في إشارة إلى الأشخاص الذين جاء أسلافهم إلى المنطقة قبل إنشاء الدولة الباكستانية في 1947).
و مع تزايد العنف في عام 2010،أبلغت الحكومة المركزية مجلس الشيوخ في البلاد أن 100,000 شخص قد فروا من بلوشستان.
و وفقاً للجنة حقوق الإنسان في باكستان،فر الآلاف غيرهم منذ ذلك الحين.
كما أخرج آباء من "المستوطنين" على الأقل 2,000 من أطفالهم من المدارس منذ عام 2011،بحسب تقرير لجنة حقوق الإنسان في باكستان.
و تجدر الإشارة إلى أن ما يقرب من نصف سكان بلوشستان البالغ عددهم 7.8 مليون نسمة من غير البلوش،و هم يعيشون أساساً في "كويتا" و المناطق التي يسيطر عليها "البختون".
....
و أفاد خوار جهاندرو،الذي ينتمي إلى العرق السندي: "لقد عاشت عائلتي في كويتا منذ ثلاثينيات القرن الماضي.و هذا هو الوطن الوحيد الذي أعرفه،لكن الأمور تزداد خطورة بالنسبة لغير البلوش.".
و قال هذا الأستاذ،الذي يبلغ من العمر 40 عاماً،أنه سبق و نقل أسرته إلى كراتشي،مضيفاً "شعرت بالرعب بشأن سلامة أطفالي الذين سئلوا عن عرقهم حتى في المدرسة".
و وفقاً لطاهر حسين خان،و هو محام من كويتا و ناشط في مجال حقوق الإنسان،ترتبط هذه المشكلة بالنضال القومي من قبل الجماعات البلوشية،الذي بدأ في خمسينيات القرن الماضي و لكنه تصاعد بعد مقتل الزعيم القومي البلوشي البارز،نواب أكبر بوغتي في عام 2006.
و قال بلوش بلوش،المتحدث باسم الجيش الجمهوري البلوشي القومي،و هو عبارة عن ميليشيا مسلحة تحارب من أجل الحصول على الحكم الذاتي للمنطقة،في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية عبر الهاتف: "نحن نعتقد أنه على بلوشستان أن تكون أساساً للشعب البلوشي و لا يجدر بأولئك الذين انتقلوا إليها من الخارج و استقروا فيها أن يستولوا عليها...فقد استولى البنجابيون على موارد بلوشستان بمساعدة الحكومة المركزية".
و من جانبها،أعلنت لجنة حقوق الإنسان في باكستان أن نقص الوظائف هو أحد العوامل التي تدفع المظالم.
و وفقاً للإحصاءات الرسمية،بلوشستان هي أفقر إقليم في البلاد و يعاني من أدنى معدل إلمام بالقراءة و الكتابة (30 بالمائة).
كما ذكرت "بوابة الإرهاب في جنوب آسيا"،التي تبني بياناتها على أساس تقارير وسائل الإعلام و يديرها معهد إدارة الصراعات الذي يقع مقره في نيودلهي،أن 711 شخصاً،من بينهم مدنيون و متشددون قوميون و جنود من قوات الأمن قتلوا في بلوشستان في عام 2011،فضلاً عن مقتل 347 آخرين في العام السابق.
ذكرت لجنة حقوق الإنسان الباكستانية أنها اكتشفت 57 جثة لأشخاص كانوا قد فقدوا من مختلف أنحاء الإقليم في عام 2012 وحده.
........
الهزازة الأقلية الشيعية.
و قد بدأت أعمال العنف الطائفي تستهدف أيضاً الهزارة،و هي أقلية شيعية.
و شكا سردار سعدات علي،رئيس مجتمع الهزارة في بلوشستان،في حوار مع شبكة الأنباء الإنسانية من أنه يتم تجاهل احتجاجاتهم،و المتطرفون الذين يستهدفونهم على أساس طائفي يفلتون بجرائمهم دون عقاب".
..........
البلوش أيضاً مستهدفون.
و قد أصبح القوميون البلوشيون أنفسهم مستهدفين و الكثير منهم في عداد المفقودين.
فأخبر بلوش بلوش شبكة الأنباء الإنسانية أن "هناك ما لا يقل عن 500 شخص أو أكثر مفقودين في الإقليم".
و لكن وفقاً لتقرير لجنة حقوق الإنسان الباكستانية،تم تسجيل 198 حالة اختفاء فقط بشكل رسمي منذ عام 2000.
و قال تقرير صدر عام 2010 عن منظمة هيومن رايتس ووتش أن قوات حرس الحدود،و هي منظمة شبه عسكرية يقودها الجيش الباكستاني،كانت وراء العديد من حالات الاختفاء.
........
الخوف.
الخوف هو النتيجة المحتومة لهذه الفوضى الإدارية.و قد تضرر عشرات الآلاف في جميع أنحاء بلوشستان.
و قالت شايستا بيبي،و هي أم لثلاثة و تنتمي إلى قبائل البلوش، أن "الخروج من المنزل بعد الساعة الرابعة أو الخامسة مساءً ليس آمناً.في الواقع،أنا أحاول ألا أدع أبنائي الطلاب في الجامعة يغادرون المنزل في أي وقت،باستثناء مواعيد دراستهم،لأنني أخشى أن يقبض عليهم بذريعة أنهم من القوميين أو يتعرضون لأحداث إرهابية".
كما عبرت أم تنتمي لعرقية "البختون" عن نفس المخاوف.."سوف نضطر إلى الرحيل عن هنا قريباً.لم يعد هذا المكان آمناً لأطفالي الأربعة الصغار،"
كما قالت أميرة غول (30 عاماً) التي انتقلت إلى بلوشستان من إقليم خيبر باختونخوا منذ عشرة أعوام..و تخطط أسرتها الآن لمغادرة بلوشستان في أسرع وقت ممكن.
.......
16/سبتمبر/2012
ايرين.
شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين).
............
تواجه الأقليات العرقية و الدينية في إقليم بلوشستان الذي يقع جنوب غرب باكستان الترهيب و العنف على نحو متزايد منذ عام 2009،وفقاً لبعثة تقصي الحقائق التي أرسلتها لجنة حقوق الإنسان في باكستان في الآونة الأخيرة.
و يقصد بـ "المستوطنين" الذين يتم استهدافهم،الناس الذين استقروا في الإقليم و لكنهم ليسوا من جماعة البلوش العرقية (و هو مصطلح يستخدمه القوميون البلوشيون في إشارة إلى الأشخاص الذين جاء أسلافهم إلى المنطقة قبل إنشاء الدولة الباكستانية في 1947).
و مع تزايد العنف في عام 2010،أبلغت الحكومة المركزية مجلس الشيوخ في البلاد أن 100,000 شخص قد فروا من بلوشستان.
و وفقاً للجنة حقوق الإنسان في باكستان،فر الآلاف غيرهم منذ ذلك الحين.
كما أخرج آباء من "المستوطنين" على الأقل 2,000 من أطفالهم من المدارس منذ عام 2011،بحسب تقرير لجنة حقوق الإنسان في باكستان.
و تجدر الإشارة إلى أن ما يقرب من نصف سكان بلوشستان البالغ عددهم 7.8 مليون نسمة من غير البلوش،و هم يعيشون أساساً في "كويتا" و المناطق التي يسيطر عليها "البختون".
....
و أفاد خوار جهاندرو،الذي ينتمي إلى العرق السندي: "لقد عاشت عائلتي في كويتا منذ ثلاثينيات القرن الماضي.و هذا هو الوطن الوحيد الذي أعرفه،لكن الأمور تزداد خطورة بالنسبة لغير البلوش.".
و قال هذا الأستاذ،الذي يبلغ من العمر 40 عاماً،أنه سبق و نقل أسرته إلى كراتشي،مضيفاً "شعرت بالرعب بشأن سلامة أطفالي الذين سئلوا عن عرقهم حتى في المدرسة".
و وفقاً لطاهر حسين خان،و هو محام من كويتا و ناشط في مجال حقوق الإنسان،ترتبط هذه المشكلة بالنضال القومي من قبل الجماعات البلوشية،الذي بدأ في خمسينيات القرن الماضي و لكنه تصاعد بعد مقتل الزعيم القومي البلوشي البارز،نواب أكبر بوغتي في عام 2006.
و قال بلوش بلوش،المتحدث باسم الجيش الجمهوري البلوشي القومي،و هو عبارة عن ميليشيا مسلحة تحارب من أجل الحصول على الحكم الذاتي للمنطقة،في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية عبر الهاتف: "نحن نعتقد أنه على بلوشستان أن تكون أساساً للشعب البلوشي و لا يجدر بأولئك الذين انتقلوا إليها من الخارج و استقروا فيها أن يستولوا عليها...فقد استولى البنجابيون على موارد بلوشستان بمساعدة الحكومة المركزية".
و من جانبها،أعلنت لجنة حقوق الإنسان في باكستان أن نقص الوظائف هو أحد العوامل التي تدفع المظالم.
و وفقاً للإحصاءات الرسمية،بلوشستان هي أفقر إقليم في البلاد و يعاني من أدنى معدل إلمام بالقراءة و الكتابة (30 بالمائة).
كما ذكرت "بوابة الإرهاب في جنوب آسيا"،التي تبني بياناتها على أساس تقارير وسائل الإعلام و يديرها معهد إدارة الصراعات الذي يقع مقره في نيودلهي،أن 711 شخصاً،من بينهم مدنيون و متشددون قوميون و جنود من قوات الأمن قتلوا في بلوشستان في عام 2011،فضلاً عن مقتل 347 آخرين في العام السابق.
ذكرت لجنة حقوق الإنسان الباكستانية أنها اكتشفت 57 جثة لأشخاص كانوا قد فقدوا من مختلف أنحاء الإقليم في عام 2012 وحده.
........
الهزازة الأقلية الشيعية.
و قد بدأت أعمال العنف الطائفي تستهدف أيضاً الهزارة،و هي أقلية شيعية.
و شكا سردار سعدات علي،رئيس مجتمع الهزارة في بلوشستان،في حوار مع شبكة الأنباء الإنسانية من أنه يتم تجاهل احتجاجاتهم،و المتطرفون الذين يستهدفونهم على أساس طائفي يفلتون بجرائمهم دون عقاب".
..........
البلوش أيضاً مستهدفون.
و قد أصبح القوميون البلوشيون أنفسهم مستهدفين و الكثير منهم في عداد المفقودين.
فأخبر بلوش بلوش شبكة الأنباء الإنسانية أن "هناك ما لا يقل عن 500 شخص أو أكثر مفقودين في الإقليم".
و لكن وفقاً لتقرير لجنة حقوق الإنسان الباكستانية،تم تسجيل 198 حالة اختفاء فقط بشكل رسمي منذ عام 2000.
و قال تقرير صدر عام 2010 عن منظمة هيومن رايتس ووتش أن قوات حرس الحدود،و هي منظمة شبه عسكرية يقودها الجيش الباكستاني،كانت وراء العديد من حالات الاختفاء.
........
الخوف.
الخوف هو النتيجة المحتومة لهذه الفوضى الإدارية.و قد تضرر عشرات الآلاف في جميع أنحاء بلوشستان.
و قالت شايستا بيبي،و هي أم لثلاثة و تنتمي إلى قبائل البلوش، أن "الخروج من المنزل بعد الساعة الرابعة أو الخامسة مساءً ليس آمناً.في الواقع،أنا أحاول ألا أدع أبنائي الطلاب في الجامعة يغادرون المنزل في أي وقت،باستثناء مواعيد دراستهم،لأنني أخشى أن يقبض عليهم بذريعة أنهم من القوميين أو يتعرضون لأحداث إرهابية".
كما عبرت أم تنتمي لعرقية "البختون" عن نفس المخاوف.."سوف نضطر إلى الرحيل عن هنا قريباً.لم يعد هذا المكان آمناً لأطفالي الأربعة الصغار،"
كما قالت أميرة غول (30 عاماً) التي انتقلت إلى بلوشستان من إقليم خيبر باختونخوا منذ عشرة أعوام..و تخطط أسرتها الآن لمغادرة بلوشستان في أسرع وقت ممكن.
.......
16/سبتمبر/2012
ايرين.