أحـبتي الـكرام...
رواد ومحبي...
** منـتدى همـس القافـية**
إلى المبدعين المتميزين..
في هذا الصرح الرائع...
مبدعين...
بحضوركم...
وبحبكم...
وببوحكم...
وبأحلامكم...
وبأقلامكم....
أود أن أتشرف...وأطرح هنا بما يسمى
!!!،،،بيـت شعـر شـارد،،،!!!
هذه أبيات تجمع بين قوة المبنى وجزالة المعنى، سرت مسرى الأمثال، واستشهد بها الخطباء والكتّاب، جيلا بعد جيل..
ولا تعرف سوى قلّة متمكّنة من ذوي الباع في الشعر العربي أصحاب هذه الأبيات رغم ذيوعها على الألسنة، فجمعها الأديب العلامة الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله،في كتيب بعنوان "من شوارد الشواهد"، ونسب كلا منها إلى قائله،وذكر غالبا مناسبته..
وسنقف بإذن الله وقفات قصيرة في ظلالها، ومع ما فيها من معاني الحكمة، بيتا بعد بيت، في حلقة بعد حلقة،في هذه الزاوية.
بيت شعر شارد(1)..بين يدي الشيخ ..
لا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ
عارٌ عَلَيْكَ إذا فَعَلْتَ عَظيمُ
كان الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله نموذجا فريدا، فلا غرابة أن يفقد فيه الأهل الأقربون أباً رؤوما، وجدّاً عطوفا، وصديقا متواضعا، ومربيا بصيرا، كما فقد فيه الدعاة داعية مجاهدا، والقضاة قاضيا عادلا، والفقهاء فقيها مجتهدا، والأمّة بأسرها محدّثا قديرا كان يأسر الأسماع والأبصار بحديثه، سيّان فيم تحدّث، فقد أعطاه الله موهبة فذة، حتى وجد البلغاء مقاصدهم في كلامه كما وجدها العوام، في آن واحد، ثم هو إلى جانب ذلك كلّه أديب الفقهاء وفقيه الأدباء كما قال عنه هؤلاء وهؤلاء.
وودّت لو كنت على جانب من القدرة يسمح لي بالتوقف عند كل حدث من الأحداث وموقف من المواقف وعطاء من العطاءات التي حفلت بها حياته شاهدا على عصره، وأن أعود بالحديث إلى كل كتاب من كتبه وما فيها من معين أفادت منه أجيال ثلاثة، وما يزال -بإذن الله- يفيد المزيد فيكتب في صفحة حسناته إلى يوم القيامة.
ولكن ما دمت لا أملك تلك القدرة فلا أقلّ من وقفات قصيرة بين يدي الشيخ، أصحبه فيها، حلقة بعد حلقة، ما بين صفحات كتيب صغير واحد من كتبه، لم يصل عدد صفحاته إلى خمسين صفحة، ولكنّها أشبه بالدرر في كنز ثمين، وقد أعطاه عنوان "من شوارد الشواهد"، وضبط فيه أنساب 64 بيتا من بيوت الشعر، التي يستشهد بها أو ببعضها كثير منّا، وقد لا يعرف لِما يستشهد به نَسَبا أو مناسبة، وهي أبيات جديرة بالتوقف عند معانيها، فاختيار الشيخ الجليل رحمه الله تعالى لها لم يكن اعتباطا، كما أنّ سريانها على الألسنة مسرى الحكم والأمثال دليل على عمق ما تعبّر عنه، وعلى امتداد أثره من وراء الأجيال والعصور، وذاك ما أحاول أن أتفيّأ في ظلاله، لأنقل ما أستطيع نقله من مشاعر وخواطر تعاودني كلما عاودت النظر في ذلك الكتيب الصغير الكبير!..
1
لا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ
عارٌ عَلَيْكَ إذا فَعَلْتَ عَظيمُ
ذكر الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله أنّ هذا البيت الشارد للشاعر الإسلامي، المتوكّل الليثي، من قصيدة مدح بها معاوية بن أبي سفيان وابنه يزيدا بن معاوية، ومطلعها:
للغانيات بذي المجاز رسوم
فببطن مكة عهدهنّ قدي
وليس في هذا البيت لفظ غريب، وذاك من العوامل المساعدة على سريانه حكمة، وعلى تناقله من جيل إلى جيل، فقوّته في المعنى الذي يعبّر عنه، والذي يحدّد صفة من المفروض أن تكون صفة إنسانية مشتركة، وعلى أي حال فلا غنى للمسلم عنها إذا أراد صادقا أن يكون من خير أمّة أخرجت للناس، فمن شروط ذلك الانتساب النهي عن المنكر، وفي مقدّمة المنكرات سيِّئ الأخلاق وذميمها.
وكم يتصدّى خطيب مفوّه أو كاتب ضليع أو حتى داعية مشهور لأداء تلك المهمّة، فينهى عن منكرات معروفة، ثمّ لا يتجنّب ارتكابها، من حيث يعي ذلك وعواقبه أو لا يعي، وآنذاك لا تتجاوز بلاغته الآذان والعيون، ولا تصل إلى القلوب والأفئدة، فمن يسمع قوله يسمع بسيرته، ومن يبصر ما يخطّ قلمه يبصر سلوكه، وللفعل تأثير أبلغ من تأثير القول قطعا!..
الأمثلة عديدة، يكفي التنويه ببعضها ممّا تحجم عن ذكره الأقلام أحيانا، وكأنّه ليس من المنكرات التي يجب النهي عنها أيضا..
رواد ومحبي...
** منـتدى همـس القافـية**
إلى المبدعين المتميزين..
في هذا الصرح الرائع...
مبدعين...
بحضوركم...
وبحبكم...
وببوحكم...
وبأحلامكم...
وبأقلامكم....
أود أن أتشرف...وأطرح هنا بما يسمى
!!!،،،بيـت شعـر شـارد،،،!!!
هذه أبيات تجمع بين قوة المبنى وجزالة المعنى، سرت مسرى الأمثال، واستشهد بها الخطباء والكتّاب، جيلا بعد جيل..
ولا تعرف سوى قلّة متمكّنة من ذوي الباع في الشعر العربي أصحاب هذه الأبيات رغم ذيوعها على الألسنة، فجمعها الأديب العلامة الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله،في كتيب بعنوان "من شوارد الشواهد"، ونسب كلا منها إلى قائله،وذكر غالبا مناسبته..
وسنقف بإذن الله وقفات قصيرة في ظلالها، ومع ما فيها من معاني الحكمة، بيتا بعد بيت، في حلقة بعد حلقة،في هذه الزاوية.
بيت شعر شارد(1)..بين يدي الشيخ ..
لا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ
عارٌ عَلَيْكَ إذا فَعَلْتَ عَظيمُ
كان الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله نموذجا فريدا، فلا غرابة أن يفقد فيه الأهل الأقربون أباً رؤوما، وجدّاً عطوفا، وصديقا متواضعا، ومربيا بصيرا، كما فقد فيه الدعاة داعية مجاهدا، والقضاة قاضيا عادلا، والفقهاء فقيها مجتهدا، والأمّة بأسرها محدّثا قديرا كان يأسر الأسماع والأبصار بحديثه، سيّان فيم تحدّث، فقد أعطاه الله موهبة فذة، حتى وجد البلغاء مقاصدهم في كلامه كما وجدها العوام، في آن واحد، ثم هو إلى جانب ذلك كلّه أديب الفقهاء وفقيه الأدباء كما قال عنه هؤلاء وهؤلاء.
وودّت لو كنت على جانب من القدرة يسمح لي بالتوقف عند كل حدث من الأحداث وموقف من المواقف وعطاء من العطاءات التي حفلت بها حياته شاهدا على عصره، وأن أعود بالحديث إلى كل كتاب من كتبه وما فيها من معين أفادت منه أجيال ثلاثة، وما يزال -بإذن الله- يفيد المزيد فيكتب في صفحة حسناته إلى يوم القيامة.
ولكن ما دمت لا أملك تلك القدرة فلا أقلّ من وقفات قصيرة بين يدي الشيخ، أصحبه فيها، حلقة بعد حلقة، ما بين صفحات كتيب صغير واحد من كتبه، لم يصل عدد صفحاته إلى خمسين صفحة، ولكنّها أشبه بالدرر في كنز ثمين، وقد أعطاه عنوان "من شوارد الشواهد"، وضبط فيه أنساب 64 بيتا من بيوت الشعر، التي يستشهد بها أو ببعضها كثير منّا، وقد لا يعرف لِما يستشهد به نَسَبا أو مناسبة، وهي أبيات جديرة بالتوقف عند معانيها، فاختيار الشيخ الجليل رحمه الله تعالى لها لم يكن اعتباطا، كما أنّ سريانها على الألسنة مسرى الحكم والأمثال دليل على عمق ما تعبّر عنه، وعلى امتداد أثره من وراء الأجيال والعصور، وذاك ما أحاول أن أتفيّأ في ظلاله، لأنقل ما أستطيع نقله من مشاعر وخواطر تعاودني كلما عاودت النظر في ذلك الكتيب الصغير الكبير!..
1
لا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ
عارٌ عَلَيْكَ إذا فَعَلْتَ عَظيمُ
ذكر الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله أنّ هذا البيت الشارد للشاعر الإسلامي، المتوكّل الليثي، من قصيدة مدح بها معاوية بن أبي سفيان وابنه يزيدا بن معاوية، ومطلعها:
للغانيات بذي المجاز رسوم
فببطن مكة عهدهنّ قدي
وليس في هذا البيت لفظ غريب، وذاك من العوامل المساعدة على سريانه حكمة، وعلى تناقله من جيل إلى جيل، فقوّته في المعنى الذي يعبّر عنه، والذي يحدّد صفة من المفروض أن تكون صفة إنسانية مشتركة، وعلى أي حال فلا غنى للمسلم عنها إذا أراد صادقا أن يكون من خير أمّة أخرجت للناس، فمن شروط ذلك الانتساب النهي عن المنكر، وفي مقدّمة المنكرات سيِّئ الأخلاق وذميمها.
وكم يتصدّى خطيب مفوّه أو كاتب ضليع أو حتى داعية مشهور لأداء تلك المهمّة، فينهى عن منكرات معروفة، ثمّ لا يتجنّب ارتكابها، من حيث يعي ذلك وعواقبه أو لا يعي، وآنذاك لا تتجاوز بلاغته الآذان والعيون، ولا تصل إلى القلوب والأفئدة، فمن يسمع قوله يسمع بسيرته، ومن يبصر ما يخطّ قلمه يبصر سلوكه، وللفعل تأثير أبلغ من تأثير القول قطعا!..
الأمثلة عديدة، يكفي التنويه ببعضها ممّا تحجم عن ذكره الأقلام أحيانا، وكأنّه ليس من المنكرات التي يجب النهي عنها أيضا..