أحـبتي الـكرام...
رواد ومحبي...
** منـتدى دوحة الأدب و الشعر**
إلى المبدعين المتميزين..
في هذا الصرح الرائع...
مبدعين...
بحضوركم...
وبحبكم...
وببوحكم...
وبأحلامكم...
وبأقلامكم....
أود أن أتشرف...وأطرح هنا بما يسمى
!!!،،،بيـت شعـر شـارد،،،!!!
بيت شعر شارد (4)..عيوب و عيوب.
فَعَيْنُ الرّضا عَنْ كُلِّ عَيْبٍ كَليلَةٌ
وَلكِنَّ عَيْنَ السّخْطِ تُبْدي المَساوِيا
هذه أبيات تجمع بين قوة المبنى وجزالة المعنى، سرت مسرى الأمثال، واستشهد بها الخطباء والكتّاب، جيلا بعد جيل..ولا تعرف سوى قلّة متمكّنة من ذوي الباع في الشعر العربي أصحاب هذه الأبيات رغم ذيوعها على الألسنة، فجمعها الأديب العلامة الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله، في كتيب بعنوان "من شوارد الشواهد"، ونسب كلا منها إلى قائله، وذكر غالبا مناسبته.. وسنقف بإذن الله وقفات قصيرة في ظلالها، ومع ما فيها من معاني الحكمة، بيتا بعد بيت، في حلقة بعد حلقة، في هذه الزاوية.
نسب الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله البيت التالي إلى عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وما أكرمه من نسب، نسب البيت ونسب قائله.
فَعَيْنُ الرّضا عَنْ كُلِّ عَيْبٍ كَليلَةٌ
وَلكِنَّ عَيْنَ السّخْطِ تُبْدي المَساوِيا
والقصيدة التي ورد فيها هذا البيت حافلة بالمعاني القريبة من معناه والمكملة له، ومن ذلك قول الشاعر:
فَلَسْتَ بِـراءٍ عَيْبَ ذي الودّ كُلَّهِ
ولا بَعْضَ ما فيهِ إذا كُنْتَ راضيا
وقوله:
فَأنْتَ أخي ما لَمْ تَكُنْ لي حاجَةٌ
فَإنْ عَرَضَتْ أيْقَنْتُ أنْ لا أخاً لِيا
وأيّ أخوّة تلك التي أصبحت على حرف، فإن ألمّت حاجة تستدعي الاستناد إليها، سقطت في الامتحان، وأي أخوّة تلك التي تتقلّب مع الأهواء فلا ترى عيبا ولو كان كبيرا ساعة الرضى، وترى صغار العيوب ساعة السخط!..
في الأبيات تنبيه بالغ اللطف إلى سلوك مرفوض، فلم يطرح الشاعر مطلبا مباشرا بالإقلاع عن ذلك السلوك، ولكن جعل التعبير عنه يشير إلى أنّه مرفوض، فالعاقل لا يستمسك به، وهو ينطلق من أنّ من يخاطبه صديق ودود يصغي إليه ويتقبّل ما يرى فيه نصيحة خالصة.
وفي الأبيات ما ينبي بخلوص النصيحة بعد عتاب الودود المتودّد، وحريّ بذلك أن يعيد الأخ إلى صوابه إذا زلّت به قدم في موقع يتنافى مع روابط الأخوّة، ولئن لم تسلك أنت في تلك الحالة مسلك الصدق والود والنصيحة، ألا يعني أن قدّمك زلّت بك أيضا حيث لا ينبغي أن تزلّ، وأنّك ترى في أخيك مثلبا لا تريد أن ترى مثيله في نفسك!..
ومحاسبة النفس أوّل ما يحفظ علاقة الأخوّة وهي حصن يقيها من السقوط ضحية حدث عابر أو هزّة طارئة، كما أنّها أوّل ما يقوّم الزلل في التعامل مع الآخرين قبل أن يستفحل فيتحوّل الودّ إلى جفاء، والجفاء إلى خصومة، والخصومة إلى كيد وعداء!..
وكثير ممّا يبدو كبيرا على مستوى وجودنا كأمّة، يمكن أن يبدأ في ساعة التربية السلوكية لنا كأفراد!..
فما ذاك الذي نحتاج إليه من علاقة أخوية يحفظها الودّ ويجدّدها النصح، على مستوى الأفراد، والأسر، والأحياء في قرية، والطوائف في بلد، إلاّ عين ما نحتاج إليه بشروطه المناسبة على مستوى تيارات وأحزاب وجماعات ودول وحكومات، فكم من خلاف على قضية جانبية حوّل ما نسمّيه دولا شقيقة إلى أعداء ألدّاء، وكم من مصلحة أنانية كان التراجع عنها -لو حصل- كفيلا بحفظ الطاقات والأرواح وتجميعها وتعبئتها وتنميتها، لتكون بها المواجهة الفعلية حيث يفرضها علينا فرضا عدوّ خارجي، فكأنّنا لا ندرك أفرادا وجماعات ودولا، أنّ كلّ ما نحن فيه إلى زوال، فإمّا أن نوظّفه الآن لما يعود بالنفع المشترك، أو نوظفه لما يسبب الضرر، ثم لا يبقى منه شيء ولا نبقى، وذاك ممّا يعبّر عنه صاحب البيت الشاهد أعلاه بقوله في القصيدة نفسها:
كِلانا غَنيّ عَنْ أخيهِ حَياتَهُ
وَنَحْنُ إذا متْنا أشدُّ تَغانِيا
نبيل شبيب.مداد القلم
رواد ومحبي...
** منـتدى دوحة الأدب و الشعر**
إلى المبدعين المتميزين..
في هذا الصرح الرائع...
مبدعين...
بحضوركم...
وبحبكم...
وببوحكم...
وبأحلامكم...
وبأقلامكم....
أود أن أتشرف...وأطرح هنا بما يسمى
!!!،،،بيـت شعـر شـارد،،،!!!
بيت شعر شارد (4)..عيوب و عيوب.
فَعَيْنُ الرّضا عَنْ كُلِّ عَيْبٍ كَليلَةٌ
وَلكِنَّ عَيْنَ السّخْطِ تُبْدي المَساوِيا
هذه أبيات تجمع بين قوة المبنى وجزالة المعنى، سرت مسرى الأمثال، واستشهد بها الخطباء والكتّاب، جيلا بعد جيل..ولا تعرف سوى قلّة متمكّنة من ذوي الباع في الشعر العربي أصحاب هذه الأبيات رغم ذيوعها على الألسنة، فجمعها الأديب العلامة الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله، في كتيب بعنوان "من شوارد الشواهد"، ونسب كلا منها إلى قائله، وذكر غالبا مناسبته.. وسنقف بإذن الله وقفات قصيرة في ظلالها، ومع ما فيها من معاني الحكمة، بيتا بعد بيت، في حلقة بعد حلقة، في هذه الزاوية.
نسب الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله البيت التالي إلى عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وما أكرمه من نسب، نسب البيت ونسب قائله.
فَعَيْنُ الرّضا عَنْ كُلِّ عَيْبٍ كَليلَةٌ
وَلكِنَّ عَيْنَ السّخْطِ تُبْدي المَساوِيا
والقصيدة التي ورد فيها هذا البيت حافلة بالمعاني القريبة من معناه والمكملة له، ومن ذلك قول الشاعر:
فَلَسْتَ بِـراءٍ عَيْبَ ذي الودّ كُلَّهِ
ولا بَعْضَ ما فيهِ إذا كُنْتَ راضيا
وقوله:
فَأنْتَ أخي ما لَمْ تَكُنْ لي حاجَةٌ
فَإنْ عَرَضَتْ أيْقَنْتُ أنْ لا أخاً لِيا
وأيّ أخوّة تلك التي أصبحت على حرف، فإن ألمّت حاجة تستدعي الاستناد إليها، سقطت في الامتحان، وأي أخوّة تلك التي تتقلّب مع الأهواء فلا ترى عيبا ولو كان كبيرا ساعة الرضى، وترى صغار العيوب ساعة السخط!..
في الأبيات تنبيه بالغ اللطف إلى سلوك مرفوض، فلم يطرح الشاعر مطلبا مباشرا بالإقلاع عن ذلك السلوك، ولكن جعل التعبير عنه يشير إلى أنّه مرفوض، فالعاقل لا يستمسك به، وهو ينطلق من أنّ من يخاطبه صديق ودود يصغي إليه ويتقبّل ما يرى فيه نصيحة خالصة.
وفي الأبيات ما ينبي بخلوص النصيحة بعد عتاب الودود المتودّد، وحريّ بذلك أن يعيد الأخ إلى صوابه إذا زلّت به قدم في موقع يتنافى مع روابط الأخوّة، ولئن لم تسلك أنت في تلك الحالة مسلك الصدق والود والنصيحة، ألا يعني أن قدّمك زلّت بك أيضا حيث لا ينبغي أن تزلّ، وأنّك ترى في أخيك مثلبا لا تريد أن ترى مثيله في نفسك!..
ومحاسبة النفس أوّل ما يحفظ علاقة الأخوّة وهي حصن يقيها من السقوط ضحية حدث عابر أو هزّة طارئة، كما أنّها أوّل ما يقوّم الزلل في التعامل مع الآخرين قبل أن يستفحل فيتحوّل الودّ إلى جفاء، والجفاء إلى خصومة، والخصومة إلى كيد وعداء!..
وكثير ممّا يبدو كبيرا على مستوى وجودنا كأمّة، يمكن أن يبدأ في ساعة التربية السلوكية لنا كأفراد!..
فما ذاك الذي نحتاج إليه من علاقة أخوية يحفظها الودّ ويجدّدها النصح، على مستوى الأفراد، والأسر، والأحياء في قرية، والطوائف في بلد، إلاّ عين ما نحتاج إليه بشروطه المناسبة على مستوى تيارات وأحزاب وجماعات ودول وحكومات، فكم من خلاف على قضية جانبية حوّل ما نسمّيه دولا شقيقة إلى أعداء ألدّاء، وكم من مصلحة أنانية كان التراجع عنها -لو حصل- كفيلا بحفظ الطاقات والأرواح وتجميعها وتعبئتها وتنميتها، لتكون بها المواجهة الفعلية حيث يفرضها علينا فرضا عدوّ خارجي، فكأنّنا لا ندرك أفرادا وجماعات ودولا، أنّ كلّ ما نحن فيه إلى زوال، فإمّا أن نوظّفه الآن لما يعود بالنفع المشترك، أو نوظفه لما يسبب الضرر، ثم لا يبقى منه شيء ولا نبقى، وذاك ممّا يعبّر عنه صاحب البيت الشاهد أعلاه بقوله في القصيدة نفسها:
كِلانا غَنيّ عَنْ أخيهِ حَياتَهُ
وَنَحْنُ إذا متْنا أشدُّ تَغانِيا
نبيل شبيب.مداد القلم