أحـبتي الـكرام...
رواد ومحبي...
** منـتدى همـس القافـية**
إلى المبدعين المتميزين..
في هذا الصرح الرائع...
مبدعين...
بحضوركم...
وبحبكم...
وببوحكم...
وبأحلامكم...
وبأقلامكم....
أود أن أتشرف...وأطرح هنا بما يسمى
!!!،،،بيـت شعـر شـارد،،،!!!
هذه أبيات تجمع بين قوة المبنى وجزالة المعنى، سرت مسرى الأمثال، واستشهد بها الخطباء والكتّاب، جيلا بعد جيل..
ولا تعرف سوى قلّة متمكّنة من ذوي الباع في الشعر العربي أصحاب هذه الأبيات رغم ذيوعها على الألسنة، فجمعها الأديب العلامة الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله،في كتيب بعنوان "من شوارد الشواهد"، ونسب كلا منها إلى قائله،وذكر غالبا مناسبته..
وسنقف بإذن الله وقفات قصيرة في ظلالها، ومع ما فيها من معاني الحكمة، بيتا بعد بيت، في حلقة بعد حلقة،في هذه الزاوية.
بيت شعر شارد (2)..أين أنت يا أخي؟..
أخاكَ أخاكَ إنّ مَنْ لا أخاً لَهُ
كَساعٍ إلى الهَيْجا بِغَيْرِ سِلاحِ.
لم تعد الغربة في زماننا هذه غربة الأجساد عن الأوطان فحسب، وما أصعبها من غربة، بل زاد عليها أنّ يكون المرء في غربة وهو يعيش بين أصدقائه وإخوانه، بل ربّما في القلب من دائرة أقربائه وأفراد أسرته!.
ولم تعد الغربة في زماننا هذه غربة بين الأفراد فحسب -ولا يستهان بها- إنّما أصبح من الشعوب من يتعرّض نتيجة الطلاق بين السياسة والأخلاق، للعيش في غربة -إن صحّ وصف ذلك عيشا- وهي تحرمه من التواصل مع جيرانه أو من مواكبة عالمه وعصره، فضلا عن حرمانه الأشد من لقمة طعام وجرعة دواء!..
وفي مثل تلك الغربة الشديدة للأفراد والشعوب تبدو قيمة الأخوّة، التي يهيب بك أن ترعاها بيتُ شعر يقول:
أخاكَ أخاكَ إنّ مَنْ لا أخاً لَهُ
كَساعٍ إلى الهَيْجا بِغَيْرِ سِلاحِ
أرأيتَ إن دقت طبول الحرب، وأحاط بك المعتدون، ودنّسوا حرمات أرضك، وفتكوا بأحبابك، فوجب عليك القتال وبين يديك سلاح فعّال، ولكن خرجتَ لتقاتل بيديك المجرّدتين من سلاح تردّ به فجور المعتدي المدجّج بالسلاح؟..
إنّ حالك آنذاك أشبه بحال من لا يستشعر رابطة الأخوّة في حياته، ولا يتذوّق طعمها في مختلف أيامه، فيفتقدها لحظة الحاجة الماسة إليها، ويدرك آنذاك متأخّرا أنّها هي السلاح الذي لا غنى عنه ساعة الخطر، ولا يفيد في معترك الحياة كمثله صلة أخرى من الصلات الدنيوية!.
هذا البيت الشاهد بمعناه على معنى كريم، الشارد في أذهان الناس عن قائله وهم يستشهدون به، أورده الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله في كتابه "من شوارد الشواهد"، ناسبا إياه للشاعر ربيعة بن عامر بن أنيف المعروف باسم "مسكين الدارمي"، والبيت من قصيدة يقول فيها أيضا:
وَإنّ ابْنَ عَمّ المَرْءِ -فَاعْلَمْ- جَناحُه
وَهَلْ يَنْهَضُ البازي بِغَيْرِ جَناح
نبيل شبيب.
يتبع
م.القلم