أحـبتي الـكرام...
رواد ومحبي...
** منـتدى همـس القافـية**
إلى المبدعين المتميزين..
في هذا الصرح الرائع...
مبدعين...
بحضوركم...
وبحبكم...
وببوحكم...
وبأحلامكم...
وبأقلامكم....
أود أن أتشرف...وأطرح هنا بما يسمى
!!!،،،بيـت شعـر شـارد،،،!!!
هذه أبيات تجمع بين قوة المبنى وجزالة المعنى، سرت مسرى الأمثال، واستشهد بها الخطباء والكتّاب، جيلا بعد جيل..
ولا تعرف سوى قلّة متمكّنة من ذوي الباع في الشعر العربي أصحاب هذه الأبيات رغم ذيوعها على الألسنة، فجمعها الأديب العلامة الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله،في كتيب بعنوان "من شوارد الشواهد"، ونسب كلا منها إلى قائله،وذكر غالبا مناسبته..
وسنقف بإذن الله وقفات قصيرة في ظلالها، ومع ما فيها من معاني الحكمة، بيتا بعد بيت، في حلقة بعد حلقة،في هذه الزاوية.
بيت شعر شارد-6-نعم القرين وبئس القرين.
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه
فكل قرين بالمقارن يقتدي
تبدأ القصيدة كمعظم قصائد العصر الجاهلي بأبيات الأطلال والغزل ، فيقول مطلعها :
أتعرف رسم الدار من أم معبد
نعم ورماك الشوق قبل التجلد
وفيها البيت الشارد الذي نتحدّث عنه هنا ، ننقله عن كتاب الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله: "من شوارد الشواهد":
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه
فكل قرين بالمقارن يقتدي
والمعنى الذي يريده الشاعر عن صلة القرين بالقرين هو من المعاني التي أكثر العرب التعبير عنها في الأدب من نثر وشعر وأمثال وحكم وغيرها.
وفي كلمات البيت دعوة ضمنية إلى حسن اختيار القرين، ويصرّح الشاعر بتلك الدعوة في البيت التالي من القصيدة نفسها:
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم
ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي
ورغم صلته بالمعنى المطلوب لم يذكر الطنطاوي هذا البيت، ربما للضعف الظاهر في صياغة شطره الثاني، وقد جاء ذكره في كتاب "أدب الدنيا والدين" للماوردي.
ولم يكن الشاعر عديّ بن زيد العبادي -وهو من العصر الجاهلي- شاعرا من فحول الشعراء، بل نقل خير الدين الزركلي صاحب "الأعلام" عن الأصمعي شهادته بوجود ضعف في اللغة في شعر عديّ، ربما لطول إقامته في حاشية كسرى كما يؤخذ من الأخبار الواردة من سيرته(1).
ولئن كان عدي بن زيد يحذّر من الردى -وهو هنا الهلاك- عاقبة لمن يصاحب القرين الرديّ، الفاسد، فإن التحذير أولى وأدعى إذا كانت صحبة قرين السوء تؤدّي إلى الإغواء والضلالة، فذاك ما يشدّد القرآن الكريم على النهي عنه، مبيّنا أن المدخل إليه هو الغفلة، وأن عاقبته وخيمة في الدار الآخرة، فيقول تعالى:
{ومن يعشُ عن ذكر الرحمن نُقَيّضْ له شيطانا فهو له قرين • وإنهم ليصدّونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون • حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بُعْدُ المشرقين فبئس القرين} -63-38 الزخرف-
وهذا المشهد من يوم القيامة عن الحوار بين الطرفين، لا سيما عندما يتخلّى المتبوعون عن التابعين، كثير الورود في االقرآن الكريم الذي يحذّر من عواقب اتخاذ شياطين الجنّ أو الإنس قرناء سوء(2)، ومن الندم على ذلك يوم لا ينفع ندم، فيومذاك يكون قد فات الأوان، ومضت دنيا كان للإرادة البشرية فيها القدرة على الإختيار، ومضى معها ما نقف في هذه السطور عنده، من بعض ما تداولته وتتداوله الألسن والأقلام عن القرين واختياره.
(1)- هو عدي بن زيد بن حماد بن زيد العبادي التميمي، كما جاء في "الأعلام"، اشتغل "ترجمانا" عند كسرى، وصاهر النعمان بن المنذر في الحيرة، ولكن اختلفا من بعدُ فسجنه وأمر بقتله في السجن، وقيل إن ذاك كان على الأرجح عام 35 هـ /590م. ويستشهد الأصمعي على ضعف شعر عديّ بوصفه للفرس بالتتابع، وهي صفة تعني اللجاجة والتهافت، فلا تُستخدم في مدح الخيل، وينكر أحمد أمين في كتابه (فجر الإسلام) ذلك ويطرح نظرية تقول إنّه ربّما كان للعرب لغة في الحيرة تختلف عن لغة قريش التي سادت بعد أن نزل القرآن بها.
(2)- قال تعالى في سورة النساء {ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا}-الآية 38- وفي سورة الصافات {قال قائل منهم إنّي كان لي قرين} -الآية 51- وورد معنى القرين بألفاظ أخرى، مثل الصحبة {قال لصـاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا..} -34 الكهف- {إذ يقول لصاحبه لا تحزن إنّ الله معنا} -40 التوبة- ومثل الخلّة {يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا} -28 الفرقان- {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدوّ إلاّ المتقين} -67 الزخرف- كما وردت لفظة الرفقة في موضع واحد هو أعلى المراتب مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين {وحسن أولئك رفيقا} - 69 النساء- ولفظة الصداقة في موضع واحد أيضا {فمالنا من شافعين ولا صديق حميم} -101 الشعراء- وكذلك لفظة الأخوّة {وإخوانهم يمدّونهم في الغيّ ثم لا يقصرون} -202 الأعراف-
(2)- قال تعالى في سورة النساء {ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا}-الآية 38- وفي سورة الصافات {قال قائل منهم إنّي كان لي قرين} -الآية 51- وورد معنى القرين بألفاظ أخرى، مثل الصحبة {قال لصـاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا..} -34 الكهف- {إذ يقول لصاحبه لا تحزن إنّ الله معنا} -40 التوبة- ومثل الخلّة {يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا} -28 الفرقان- {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدوّ إلاّ المتقين} -67 الزخرف- كما وردت لفظة الرفقة في موضع واحد هو أعلى المراتب مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين {وحسن أولئك رفيقا} - 69 النساء- ولفظة الصداقة في موضع واحد أيضا {فمالنا من شافعين ولا صديق حميم} -101 الشعراء- وكذلك لفظة الأخوّة {وإخوانهم يمدّونهم في الغيّ ثم لا يقصرون} -202 الأعراف-
__________________