عدوى الثورات..متى يفهمها السياسيون؟
.........
الحكومة (أية حكومة) يمثلها مجموعة من الاشخاص،و هم موظفون يقدمون خدماتهم للشعب مقابل أجر يُصرف لهم من خزينة الدولة كما هو حال جميع الموظفين،لذلك يجب ان تفكر الحكومة رئيسا و وزراء،بأنهم يعملون لدى الشعب و ليس العكس،و عليهم أن يتوقعوا محاسبة الشعب لهم في اية لحظة كما حدث في مصر،عندما خرجت الملايين الى الشارع و الميادين و أطاحت بالرئيس السابق محمد مرسي،و لاشك ان هذه الثورات ستنتقل الى دول عربية اخرى بالعدوى.
و المعروف أن العدوى مصطلح او لفظة طبية،يتداولها الاطباء و يصفون بها الامراض التي تنتقل من شخص الى آخر،بعضها سريع الانتقال و بعضها بطيء،و لكن في كلتا الحالتين العدوى قائمة،ينطبق هذا على الثورات الجماهيرية،و هي قابلة للعدوى و الانتقال بين الامم و الشعوب،و لكن بدرجات متفاوتة،ربما بعضها يكون اسرع،و لكن في جميع الاحوال تبقى العدوى قائمة.
إننا نتذكر جميعا الشرارة الصغيرة الاولى التي اشعلت حريق الانتفاضات و الاحتجاجات و الثورات الكبرى في الشرق الاوسط و المنطقة العربية،و اطاحت برؤوس ما كان بالامكان الاطاحة بها حتى في الحلم،مثل رأس القذافي و حسني و زين التونسي،هل يمكن ان ننسى الشاب التونسي (البوعزيزي) الذي اشعل النار في جسده قربانا لهذه الثورات،و هل بإمكان احد أن ينكر فضله و دوره في اذكاء نار الاحتجاج على الانظمة الظالمة.
.......
إذاً العدوى لا تزال سارية و مستمرة،و هي في حالة انتقال مستمر،يتسارع احيانا،و يبطئ في احيان اخرى،و لكن العدوى لا تتوقف،و لعل المشهد المصري الذي خلع رئيسين في سنة واحدة (حسني و مرسي)،هو اسرع الشعوب و اكثرها استعدادا لاستقبال عدوى الثورات،فها هو يحتج و يثور في سنة واحدة يطيح فيها بنظامين .
.......
يرى مراقبون سياسيون أن عدوى ثورة الشعب المصري سوف تنتقل بقوة الى شعوب أخرى قريبة،عربية و غير عربية،لذلك على ساسة الدول المرشحة لعدوى الثورة أن تقرأ هذا الدرس جيدا،و أن تستفيد من الوقت بصورة ذكية و جيدة،و أن لا تتردد قيد أنملة في تصحيح الاخطاء السياسية او غيرها،و أن تباشر فورا بمعالجة النواقص التي ارتكبتها بحق الشعوب،خاصة تلك التي كانت و لا تزال تقع تحت وطأة الفقر و الحرمان و التجويع و الاذلال المتعمد من لدن الانظمة السياسية التي تقودها بالحديد و النار و المخادعة و التخدير و ما شابه من اساليب لم تعد تنطلي على تلك الشعوب،التي بدأت تعد العدة للقيام بثورات شبيهة بالثورة المصرية العارمة التي قلعت عرشيّ حسني و مرسي من الجذور.
.......
لا تزال الفرصة قائمة امام الانظمة السياسية التي استهانت بشعوبها،يمكنها الشروع منذ هذه اللحظة بالتغيير الفوري لصالح الشعب،عبر اتخاذ التدابير و القرارات النظرية و العملية الفورية لتصحيح الاخطاء التي تجاوزت على حقوق الشعب و كرامته،و منتهى الغباء أن لا ينظر القادة السياسيون لهذه العدوى بالجدية المطلوبة،لأن عروشهم و رؤوسهم و مناصبهم هي الاهداف التي ستطيح بها الجماهير المنتفضة.
ليس هذا الكلام ضربا من اللغو..انه نتاج قراءة دقيقة و معمقة لما يحدث في الساحة السياسية للمنطقة العربية و العالم،ربما يكون بعض القادة السياسيين مطمئنا لوضعه و مستندا في ذلك الى ما تقدمه الدول الكبرى او سواها من ضمانات تسنده لاسباب مصلحية معروفة،بيد أن التجارب كلها تؤكد تخلي تلك الدول عن حلفائها،عندما يكون صوت الشعوب اقوى و ارادتهم اعلى بكثير من ارادة اي قوة اخرى في العالم.
لذلك على السياسيين الاذكياء دراسة الواقع بصورة جيدة،و تجنب العدوى القادمة لا ريب..و ذلك من خلال استيعاب الدرس بصورة صحيحة،و الايمان بأن الشعوب اذا ما استيقظت لا يقف في وجهها أحد.
..........
شبكة النبأ المعلوماتية-السبت 6/تموز/2013
هل يمكن ان ننسى الشاب التونسي (البوعزيزي) الذي اشعل النار في جسده قربانا لهذه الثورات
.........
الحكومة (أية حكومة) يمثلها مجموعة من الاشخاص،و هم موظفون يقدمون خدماتهم للشعب مقابل أجر يُصرف لهم من خزينة الدولة كما هو حال جميع الموظفين،لذلك يجب ان تفكر الحكومة رئيسا و وزراء،بأنهم يعملون لدى الشعب و ليس العكس،و عليهم أن يتوقعوا محاسبة الشعب لهم في اية لحظة كما حدث في مصر،عندما خرجت الملايين الى الشارع و الميادين و أطاحت بالرئيس السابق محمد مرسي،و لاشك ان هذه الثورات ستنتقل الى دول عربية اخرى بالعدوى.
و المعروف أن العدوى مصطلح او لفظة طبية،يتداولها الاطباء و يصفون بها الامراض التي تنتقل من شخص الى آخر،بعضها سريع الانتقال و بعضها بطيء،و لكن في كلتا الحالتين العدوى قائمة،ينطبق هذا على الثورات الجماهيرية،و هي قابلة للعدوى و الانتقال بين الامم و الشعوب،و لكن بدرجات متفاوتة،ربما بعضها يكون اسرع،و لكن في جميع الاحوال تبقى العدوى قائمة.
إننا نتذكر جميعا الشرارة الصغيرة الاولى التي اشعلت حريق الانتفاضات و الاحتجاجات و الثورات الكبرى في الشرق الاوسط و المنطقة العربية،و اطاحت برؤوس ما كان بالامكان الاطاحة بها حتى في الحلم،مثل رأس القذافي و حسني و زين التونسي،هل يمكن ان ننسى الشاب التونسي (البوعزيزي) الذي اشعل النار في جسده قربانا لهذه الثورات،و هل بإمكان احد أن ينكر فضله و دوره في اذكاء نار الاحتجاج على الانظمة الظالمة.
.......
إذاً العدوى لا تزال سارية و مستمرة،و هي في حالة انتقال مستمر،يتسارع احيانا،و يبطئ في احيان اخرى،و لكن العدوى لا تتوقف،و لعل المشهد المصري الذي خلع رئيسين في سنة واحدة (حسني و مرسي)،هو اسرع الشعوب و اكثرها استعدادا لاستقبال عدوى الثورات،فها هو يحتج و يثور في سنة واحدة يطيح فيها بنظامين .
.......
يرى مراقبون سياسيون أن عدوى ثورة الشعب المصري سوف تنتقل بقوة الى شعوب أخرى قريبة،عربية و غير عربية،لذلك على ساسة الدول المرشحة لعدوى الثورة أن تقرأ هذا الدرس جيدا،و أن تستفيد من الوقت بصورة ذكية و جيدة،و أن لا تتردد قيد أنملة في تصحيح الاخطاء السياسية او غيرها،و أن تباشر فورا بمعالجة النواقص التي ارتكبتها بحق الشعوب،خاصة تلك التي كانت و لا تزال تقع تحت وطأة الفقر و الحرمان و التجويع و الاذلال المتعمد من لدن الانظمة السياسية التي تقودها بالحديد و النار و المخادعة و التخدير و ما شابه من اساليب لم تعد تنطلي على تلك الشعوب،التي بدأت تعد العدة للقيام بثورات شبيهة بالثورة المصرية العارمة التي قلعت عرشيّ حسني و مرسي من الجذور.
.......
لا تزال الفرصة قائمة امام الانظمة السياسية التي استهانت بشعوبها،يمكنها الشروع منذ هذه اللحظة بالتغيير الفوري لصالح الشعب،عبر اتخاذ التدابير و القرارات النظرية و العملية الفورية لتصحيح الاخطاء التي تجاوزت على حقوق الشعب و كرامته،و منتهى الغباء أن لا ينظر القادة السياسيون لهذه العدوى بالجدية المطلوبة،لأن عروشهم و رؤوسهم و مناصبهم هي الاهداف التي ستطيح بها الجماهير المنتفضة.
ليس هذا الكلام ضربا من اللغو..انه نتاج قراءة دقيقة و معمقة لما يحدث في الساحة السياسية للمنطقة العربية و العالم،ربما يكون بعض القادة السياسيين مطمئنا لوضعه و مستندا في ذلك الى ما تقدمه الدول الكبرى او سواها من ضمانات تسنده لاسباب مصلحية معروفة،بيد أن التجارب كلها تؤكد تخلي تلك الدول عن حلفائها،عندما يكون صوت الشعوب اقوى و ارادتهم اعلى بكثير من ارادة اي قوة اخرى في العالم.
لذلك على السياسيين الاذكياء دراسة الواقع بصورة جيدة،و تجنب العدوى القادمة لا ريب..و ذلك من خلال استيعاب الدرس بصورة صحيحة،و الايمان بأن الشعوب اذا ما استيقظت لا يقف في وجهها أحد.
..........
شبكة النبأ المعلوماتية-السبت 6/تموز/2013
هل يمكن ان ننسى الشاب التونسي (البوعزيزي) الذي اشعل النار في جسده قربانا لهذه الثورات