مصر: ما هي خيارات الإخوان المسلمين بعد الأربعاء الأسود؟
......
لقي المئات من الإخوان المسلمين و أنصار تحالف الشرعية مصرعهم من جراء تدخل قوات الأمن لفض اعتصامي رابعة العدوية و النهضة،ليدخل المشهد المصري منعطفا خطيرا ينذر بمصير مجهول.
لم يُبد الإخوان المسلمون أي استعداد للتنازل في صراعهم مع الجيش المصري،فقد خرج المئات منهم يوم الخميس الماضي (15 أغسطس/ آب 2013) للتظاهر و نشبت مواجهات مسلحة بينهم و بين قوات الأمن المصرية.
من جهته،دعا جهاد الحداد المتحدث باسم جماعة الإخوان في تغريدة على توتير،إلى مليونية "غضب" تقام بعد صلاة الجمعة،مؤكدا على الالتزام بسلمية المظاهرات.
الحكومة المصرية من جهتها،لم تظهر أيضا أيّ تسامح مع الطرف الآخر،و دافعت عن قراراتها بفض اعتصامات مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي.
......
تداعيات الأربعاء الأسود
و بعد فض الاعتصامات و ما نجم عنه من مقتل المئات من المصريين،قررت الحكومة المؤقتة إعلان حالة الطوارئ لمدة شهر كامل مع فرض منع حق التجول ليلا.
في غضون ذلك،تمّ اعتقال قيادات جماعة الإخوان المسلمين،بما في ذلك الرئيس المنتخب محمد مرسي الذي عزله الجيش في الثالث من تموز/ يوليو الماضي،عقب خروج مظاهرات شعبية حاشدة طالبت بتنحيته.و يأتي هذا،أمام انتقادات شديدة اللهجة وجهتها منظمة العفو الدولية للسلطات المصرية،نظرا لـ"العنف الشديد" الذي مورس في حق أنصار الإخوان.
و إلى غاية يوم الأربعاء الأسود،الذي شهد فض اعتصامي رابعة العدوية و النهضة،دعا الساسة الغربيون إلى طرق باب الحوار؛بيد أن جميع المحاولات باءت بالفشل بعد أن رفع الفرقاء،أي الجيش و الحكومة الانتقالية من جهة و جماعة الإخوان المسلمين من جهة أخرى "سقف المطالب إلى أقصاه"،كما جاء في كلمة نجوى الأشول من مركز القاهرة لفض المنازعات و حفظ السلام.
و حسب الأشول،لم يكن الجيش "مستعدا للحوار مع الإخوان المسلمين و إنما قرر مواجهتهم.ما جعل الوضع في غاية التعقيد،لأن جماعة الإخوان المسلمين منظمة بشكل جيد جدا،و لديها دائما عدد كبير من الأنصار.أما الجيش،حتى و إن كان يحظى بشعبية داخل المجتمع المصري،فإنه لن يستطيع استئصال الإخوان،و لو حتى بالعنف".
.....
الإخوان و العنف
و تعتقد الخبيرة السياسية أن الإخوان المسلمين سيواصلون اعتصاماتهم،و سيحاولون السيطرة على ميادين و ساحات أخرى في مدن مصرية عدة.
و لأن أعداد القتلى تجاوز الستمائة حسب التقارير الرسمية،و أزيد من ثلاثة آلاف حسب قيادات الإخوان،فإن الأنصار سيخرجون دعما للجماعة،حسب الأشول.
و في الوقت الذي أكدت فيه قيادات الإخوان على سلمية تحركاتهم و اعتصاماتهم،يعرض التلفزيون المصري صورا لمتظاهرين مسلحين و لذخائر و أسلحة رصّت على ميدان رابعة،حيث اعتصم الإخوان لنحو شهر.
الهجوم و إحراق كنائس مصر،و الذي جاء بعيد عملية فض الاعتصام،حمل التلفزيون الرسمي مسؤوليتها أيضا للإخوان المسلمين.
و هو ما تفنده نجوى الأشول،باعتبار أن من مصلحة الإخوان حاليا كسب تعاطف العالم،و هذا يتطلب أن يُظهروا أنهم يتظاهرون سلميا،و رغم ذلك يقتلون من قبل الجيش".
و تضيف "سيكون من الغباء أن يقوم الإخوان بحرق الكنائس،لأنهم يعلمون جيدا أنهم إذا ما قاموا بذلك،فإن أصابع الاتهام ستوجه إليهم على الفور".
و لا تستبعد الأشول تورط مكاتب الاستخبارات المصرية في الهجوم على الكنائس،حتى تمنح شرعية لتحركات الجيش.
.......
الجماعة "فقدت القدرة على التنسيق المركزي"
سيناريو ثالث غير مستبعد أيضا،يكمن في تورط عناصر من تنظيم الإخوان أو الجماعات الإسلامية الموالية،لكن دون التنسيق مع الجماعة نفسها.
و في هذا الإطار،قال جهاد الحداد المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين إن الجماعة و حلفاءها تلقوا ضربة قوية من حملة أجهزة الأمن ضدهم،أفقدتهم القدرة على التنسيق المركزي و إن الغضب "خرج عن نطاق السيطرة" الآن.
و لم يستبعد حداد وجود مؤيدين غاضبين أو جماعات مسلحة تعمل بشكل فردي،و من دون أي تنسيق مع القطر.
و يحذر المراقبون من انضمام عناصر سلفية متطرفة إلى مثل تلك الجماعات،في ما تؤكد الخبيرة الأشول أن "لا انفراج للأزمة في مصر،طالما لم يطلق سراح قيادات الإخوان.لأنها ستكون بمثابة بادرة حسن نية للجلوس على طاولة الحوار".
لكن المشهد المصري اليوم،يشير إلى أن القطبين معا اختارا تصعيدا غير مسبوق،و أن المعالجة الأمنية باتت سيدة الموقف في اللحظة الراهنة.
........
18.08.2013
موقع صوت ألمانيا
......
لقي المئات من الإخوان المسلمين و أنصار تحالف الشرعية مصرعهم من جراء تدخل قوات الأمن لفض اعتصامي رابعة العدوية و النهضة،ليدخل المشهد المصري منعطفا خطيرا ينذر بمصير مجهول.
لم يُبد الإخوان المسلمون أي استعداد للتنازل في صراعهم مع الجيش المصري،فقد خرج المئات منهم يوم الخميس الماضي (15 أغسطس/ آب 2013) للتظاهر و نشبت مواجهات مسلحة بينهم و بين قوات الأمن المصرية.
من جهته،دعا جهاد الحداد المتحدث باسم جماعة الإخوان في تغريدة على توتير،إلى مليونية "غضب" تقام بعد صلاة الجمعة،مؤكدا على الالتزام بسلمية المظاهرات.
الحكومة المصرية من جهتها،لم تظهر أيضا أيّ تسامح مع الطرف الآخر،و دافعت عن قراراتها بفض اعتصامات مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي.
......
تداعيات الأربعاء الأسود
و بعد فض الاعتصامات و ما نجم عنه من مقتل المئات من المصريين،قررت الحكومة المؤقتة إعلان حالة الطوارئ لمدة شهر كامل مع فرض منع حق التجول ليلا.
في غضون ذلك،تمّ اعتقال قيادات جماعة الإخوان المسلمين،بما في ذلك الرئيس المنتخب محمد مرسي الذي عزله الجيش في الثالث من تموز/ يوليو الماضي،عقب خروج مظاهرات شعبية حاشدة طالبت بتنحيته.و يأتي هذا،أمام انتقادات شديدة اللهجة وجهتها منظمة العفو الدولية للسلطات المصرية،نظرا لـ"العنف الشديد" الذي مورس في حق أنصار الإخوان.
و إلى غاية يوم الأربعاء الأسود،الذي شهد فض اعتصامي رابعة العدوية و النهضة،دعا الساسة الغربيون إلى طرق باب الحوار؛بيد أن جميع المحاولات باءت بالفشل بعد أن رفع الفرقاء،أي الجيش و الحكومة الانتقالية من جهة و جماعة الإخوان المسلمين من جهة أخرى "سقف المطالب إلى أقصاه"،كما جاء في كلمة نجوى الأشول من مركز القاهرة لفض المنازعات و حفظ السلام.
و حسب الأشول،لم يكن الجيش "مستعدا للحوار مع الإخوان المسلمين و إنما قرر مواجهتهم.ما جعل الوضع في غاية التعقيد،لأن جماعة الإخوان المسلمين منظمة بشكل جيد جدا،و لديها دائما عدد كبير من الأنصار.أما الجيش،حتى و إن كان يحظى بشعبية داخل المجتمع المصري،فإنه لن يستطيع استئصال الإخوان،و لو حتى بالعنف".
.....
الإخوان و العنف
و تعتقد الخبيرة السياسية أن الإخوان المسلمين سيواصلون اعتصاماتهم،و سيحاولون السيطرة على ميادين و ساحات أخرى في مدن مصرية عدة.
و لأن أعداد القتلى تجاوز الستمائة حسب التقارير الرسمية،و أزيد من ثلاثة آلاف حسب قيادات الإخوان،فإن الأنصار سيخرجون دعما للجماعة،حسب الأشول.
و في الوقت الذي أكدت فيه قيادات الإخوان على سلمية تحركاتهم و اعتصاماتهم،يعرض التلفزيون المصري صورا لمتظاهرين مسلحين و لذخائر و أسلحة رصّت على ميدان رابعة،حيث اعتصم الإخوان لنحو شهر.
الهجوم و إحراق كنائس مصر،و الذي جاء بعيد عملية فض الاعتصام،حمل التلفزيون الرسمي مسؤوليتها أيضا للإخوان المسلمين.
و هو ما تفنده نجوى الأشول،باعتبار أن من مصلحة الإخوان حاليا كسب تعاطف العالم،و هذا يتطلب أن يُظهروا أنهم يتظاهرون سلميا،و رغم ذلك يقتلون من قبل الجيش".
و تضيف "سيكون من الغباء أن يقوم الإخوان بحرق الكنائس،لأنهم يعلمون جيدا أنهم إذا ما قاموا بذلك،فإن أصابع الاتهام ستوجه إليهم على الفور".
و لا تستبعد الأشول تورط مكاتب الاستخبارات المصرية في الهجوم على الكنائس،حتى تمنح شرعية لتحركات الجيش.
.......
الجماعة "فقدت القدرة على التنسيق المركزي"
سيناريو ثالث غير مستبعد أيضا،يكمن في تورط عناصر من تنظيم الإخوان أو الجماعات الإسلامية الموالية،لكن دون التنسيق مع الجماعة نفسها.
و في هذا الإطار،قال جهاد الحداد المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين إن الجماعة و حلفاءها تلقوا ضربة قوية من حملة أجهزة الأمن ضدهم،أفقدتهم القدرة على التنسيق المركزي و إن الغضب "خرج عن نطاق السيطرة" الآن.
و لم يستبعد حداد وجود مؤيدين غاضبين أو جماعات مسلحة تعمل بشكل فردي،و من دون أي تنسيق مع القطر.
و يحذر المراقبون من انضمام عناصر سلفية متطرفة إلى مثل تلك الجماعات،في ما تؤكد الخبيرة الأشول أن "لا انفراج للأزمة في مصر،طالما لم يطلق سراح قيادات الإخوان.لأنها ستكون بمثابة بادرة حسن نية للجلوس على طاولة الحوار".
لكن المشهد المصري اليوم،يشير إلى أن القطبين معا اختارا تصعيدا غير مسبوق،و أن المعالجة الأمنية باتت سيدة الموقف في اللحظة الراهنة.
........
18.08.2013
موقع صوت ألمانيا