اليمن...ثورة بين العنف و التقسيم
.........
اليمن و على الرغم من الثورة الشعبية التي اسهمت بإسقاط الرئيس السابق علي عبد الله صالح،لايزال يعاني الكثير من المشاكل و الأزمات السياسية و الاقتصادية و الأمنية و التي تفاقمت بشكل كبير بسبب اشتداد المنافسة بين الفصائل السياسية و القبلية في هذه البلاد الفقيرة،و هو امر خطير قد يسهم بتقسيم اليمن او دخولها في دوامة الحرب الأهلية خصوصاً و ان هناك اطراف اخرى تسعى الى ذلك في سبيل تحقيق بعض المكاسب الخاصة،هذا بالإضافة الى ان اليمن لاتزال معقل مهم من معاقل تنظيم القاعدة و باقي الجماعات المتشددة و التي لاتزال تواصل تكثيف هجماتها المسلحة في مختلف انحاء البلاد لأجل عرقلة و افشال العملية السياسية و اضعاف قدرة الحكومة اليمنية المدعومة دوليا كما يقول بعض المراقبين.
.....
و شن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يعد الاكثر نشاطا بين فروع التنظيم، العديد من الهجمات ضد قوات الامن في اليمن. الا ان تصاعد الاضطرابات يعتبر كذلك محاولة لعرقلة عملية المصالحة الوطنية المتعثرة التي تهدف الى صياغة دستور و الاعداد للانتخابات.
و قتلت طائرات امريكية بدون طيار العشرات من اعضاء القاعدة في جزيرة العرب و استعاد الجيش اليمني مساحات واسعة من الاراضي من سيطرة المتمردين مما جعل وزير الخارجية اليمني يصف هجمات بأنها علامة على اليأس المتزايد.
و قال علي الصراري المستشار السياسي لرئيس الوزراء ان الهجمات تهدف الى احباط جهود المصالحة في الحوار الوطني الذي بدأ بين الفصائل المتناحرة بعد انتفاضة شعبية عام 2011.
و يمثل الحفاظ على الاستقرار في اليمن الفقير اولوية بالنسبة لواشنطن و دول الخليج بسبب موقعه المطل على مسارات رئيسية لحركة ناقلات النفط و بالقرب من السعودية اكبر مصدر للنفط في العالم.
و كانت الهجمات الاخيرة هي الاكثر دموية ضد الجيش اليمني منذ مايو ايار 2012 حين قتل مفجر انتحاري في زي عسكري اكثر من 90 جنديا في استعراض عسكري بالعاصمة صنعاء.
و وقعت الهجمات في محافظة شبوة الجنوبية وهي منطقة وعرة يغيب عنها القانون كانت مسرحا لكثير من القتال في السنوات القليلة الماضية بين المتشددين الاسلاميين وقوات الأمن.
و برز تنظيم القاعدة في جزيرة العرب كواحد من اشرس الفروع الدولية للقاعدة و كتهديد مباشر للولايات المتحدة حين اعلن مسؤوليته عن محاولة النيجيري عمر فاروق عبد المطلب تفجير طائرة ركاب متجهة الى ديترويت يوم 25 ديسمبر كانون الاول 2009 باستخدام قنبلة خبأها في ملابسه الداخلية.
و استغل المتشددون الفوضى السياسية في اليمن اثناء الربيع العربي في 2011 لينتزعوا السيطرة على بعض البلدات و المناطق المحيطة في جنوب البلاد. و ردتهم القوات اليمنية بمساعدة من الولايات المتحدة العام الماضي ليتفرقوا الى جماعات صغيرة انتشرت في انحاء الجنوب النائية الوعرة.بحسب رويترز.
و رغم ذلك نفذوا سلسلة من الهجمات ضد اهداف حكومية و عسكرية باستخدام اساليب عدة تراوحت من الهجمات الانتحارية و السيارات الملغومة الى اطلاق الرصاص من سيارات مسرعة.و يواجه اليمن مجموعة من التهديدات الداخلية الى جانب تنظيم القاعدة في جزيرة العرب و منها حركة انفصالية متنامية في الجنوب وتمرد في الشمال للحوثيين.
......
تخريب جديد
من جانب اخر اقدم مسلحون على تفجير انبوب النفط الرئيسي في وسط اليمن ما ادى الى توقف عمليات ضخ الخام عبر الانبوب بحسبما افاد مصدر من القطاع النفطي و آخر قبلي.
و كان الانبوب تعرض لهجوم مماثل في وقت سابق دون ان يسفر ذلك عن توقف عمليات الضخ، بحسب مصدر قبلي آخر.و يربط الانبوب الذي يبلغ طوله 435 كيلومترا بين حقول صافر في مأرب و ميناء رساس عيسى على البحر الاحمر في الغرب.
و يتعرض هذا الانبوب باستمرار لعمليات تخريب في هذه المنطقة القبلية.بحسب فرانس برس.
و كانت السلطات أطلقت حملة عسكرية ضد القبائل المتهمة بتنفيذ هذه الهجمات في مارب،و اتهم وزير الكهرباء عدة مرات افراد قبيلة موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح بشن هذه الهجمات بهدف زعزعة استقرار البلاد و تراجع انتاج النفط بشكل كبير في اليمن بسبب الوضع الامني و سوء الصيانة و تراجع الاستثمارات في التنقيب. و كان انتاج اليمن في 2001 بحدود 440 الف برميل يوميا. و في 2010،صدر اليمن 103 الاف برميل يوميا بحسب ارقام وكالة الطاقة العالمية.
.......
جهود تتعثر
في السياق ذاته فالجدل المثار حول مطالبة جنوبيين بالانفصال يعطل الجهود المبذولة في أهم تجمع سياسي يعقد في اليمن منذ عقود لحل الصراع المتشعب و اصلاح اقتصاد البلاد المعتمد على النفط.
و اعادة الاستقرار الى اليمن حليف الولايات المتحدة الذي يتصدى لمتشددين من القاعدة و انفصاليين جنوبيين و متمردين في الشمال هو أولوية للمجتمع الدولي خوفا من حدوث فوضى في الدولة المتاخمة للسعودية أكبر منتج للنفط في العالم و لممرات شحن بحرية هامة.
و كان من المقرر ان ينهي مؤتمر الحوار الوطني الشامل مداولاته المستمرة منذ ستة اشهر باصدار توصياته عن الدستور الجديد و النظام الانتخابي مما يمهد الطريق لاجراء انتخابات ديمقراطية كاملة عام 2014.
و قالت وزارة الدفاع اليمنية في بيان ان منظمي المؤتمر قرروا تمديد عمله لإعطاء الأعضاء فسحة من الوقت لمناقشة شكل اليمن الجديد.
و يريد الانفصاليون الجنوبيون تقسيم اليمن الى قسمين ليتمتع الجنوب بسيطرة ملموسة على شؤونه.
و تفضل بعض الاحزاب الشمالية اتحادا متعدد المناطق.
و اندلعت حرب اهلية بين اليمن الشمالي و اليمن الجنوبي الشيوعي السابق عام 1994 بعد أربع سنوات من اندماج شطري اليمن في دولة واحدة.
و تمكن الرئيس اليمني حين ذاك علي عبد الله صالح من الحاق الهزيمة بقوات الجنوب الانفصالية و حافظ على الاتحاد.
و خلال العقود التي تلت و العواقب الناجمة عن الصراع تصاعدت من جديد مطالب الجنوبيين بالانفصال.
و يشكو الجنوبيون من التمييز ضدهم من قبل الشماليين و فصل عشرات الالاف من وظائف الدولة و السيطرة على أصول الدولة و الممتلكات الخاصة و حرمان أسر جنود قتلوا في الصراع من معاشات الدولة.بحسب رويترز.
و توجد معظم الاحتياطيات النفطية في اليمن الاخذة في التراجع بسرعة في الجنوب.و اليمن هو ثاني أفقر الدول العربية بعد موريتانيا و تعتمد كثير من الاسر على تحويلات اليمنيين العاملين في السعودية.
و تنفي حكومة اليمن المركزية وجود اي نوع من التمييز.و قال أحمد الخولاني و هو وزير سابق و زعيم المؤتمر الشعبي العام حزب الرئيس السابق انه سيرفض تقسيم اليمن الى شمال و جنوب و قال ان هذه جريمة بحق الأمة لا يمكن القبول بها.
و قال وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي ان كل الاحزاب المشاركة في المحادثات قبلت فكرة الدولة الاتحادية.و خلال زيارته لدبي قال القربي انه يتصور ان يوافق مؤتمر الحوار الوطني الشامل على أربعة او خمسة أقاليم.
............
شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 24/أيلول/2013 - 17/ذو القعدة/1434
.........
اليمن و على الرغم من الثورة الشعبية التي اسهمت بإسقاط الرئيس السابق علي عبد الله صالح،لايزال يعاني الكثير من المشاكل و الأزمات السياسية و الاقتصادية و الأمنية و التي تفاقمت بشكل كبير بسبب اشتداد المنافسة بين الفصائل السياسية و القبلية في هذه البلاد الفقيرة،و هو امر خطير قد يسهم بتقسيم اليمن او دخولها في دوامة الحرب الأهلية خصوصاً و ان هناك اطراف اخرى تسعى الى ذلك في سبيل تحقيق بعض المكاسب الخاصة،هذا بالإضافة الى ان اليمن لاتزال معقل مهم من معاقل تنظيم القاعدة و باقي الجماعات المتشددة و التي لاتزال تواصل تكثيف هجماتها المسلحة في مختلف انحاء البلاد لأجل عرقلة و افشال العملية السياسية و اضعاف قدرة الحكومة اليمنية المدعومة دوليا كما يقول بعض المراقبين.
.....
و شن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يعد الاكثر نشاطا بين فروع التنظيم، العديد من الهجمات ضد قوات الامن في اليمن. الا ان تصاعد الاضطرابات يعتبر كذلك محاولة لعرقلة عملية المصالحة الوطنية المتعثرة التي تهدف الى صياغة دستور و الاعداد للانتخابات.
و قتلت طائرات امريكية بدون طيار العشرات من اعضاء القاعدة في جزيرة العرب و استعاد الجيش اليمني مساحات واسعة من الاراضي من سيطرة المتمردين مما جعل وزير الخارجية اليمني يصف هجمات بأنها علامة على اليأس المتزايد.
و قال علي الصراري المستشار السياسي لرئيس الوزراء ان الهجمات تهدف الى احباط جهود المصالحة في الحوار الوطني الذي بدأ بين الفصائل المتناحرة بعد انتفاضة شعبية عام 2011.
و يمثل الحفاظ على الاستقرار في اليمن الفقير اولوية بالنسبة لواشنطن و دول الخليج بسبب موقعه المطل على مسارات رئيسية لحركة ناقلات النفط و بالقرب من السعودية اكبر مصدر للنفط في العالم.
و كانت الهجمات الاخيرة هي الاكثر دموية ضد الجيش اليمني منذ مايو ايار 2012 حين قتل مفجر انتحاري في زي عسكري اكثر من 90 جنديا في استعراض عسكري بالعاصمة صنعاء.
و وقعت الهجمات في محافظة شبوة الجنوبية وهي منطقة وعرة يغيب عنها القانون كانت مسرحا لكثير من القتال في السنوات القليلة الماضية بين المتشددين الاسلاميين وقوات الأمن.
و برز تنظيم القاعدة في جزيرة العرب كواحد من اشرس الفروع الدولية للقاعدة و كتهديد مباشر للولايات المتحدة حين اعلن مسؤوليته عن محاولة النيجيري عمر فاروق عبد المطلب تفجير طائرة ركاب متجهة الى ديترويت يوم 25 ديسمبر كانون الاول 2009 باستخدام قنبلة خبأها في ملابسه الداخلية.
و استغل المتشددون الفوضى السياسية في اليمن اثناء الربيع العربي في 2011 لينتزعوا السيطرة على بعض البلدات و المناطق المحيطة في جنوب البلاد. و ردتهم القوات اليمنية بمساعدة من الولايات المتحدة العام الماضي ليتفرقوا الى جماعات صغيرة انتشرت في انحاء الجنوب النائية الوعرة.بحسب رويترز.
و رغم ذلك نفذوا سلسلة من الهجمات ضد اهداف حكومية و عسكرية باستخدام اساليب عدة تراوحت من الهجمات الانتحارية و السيارات الملغومة الى اطلاق الرصاص من سيارات مسرعة.و يواجه اليمن مجموعة من التهديدات الداخلية الى جانب تنظيم القاعدة في جزيرة العرب و منها حركة انفصالية متنامية في الجنوب وتمرد في الشمال للحوثيين.
......
تخريب جديد
من جانب اخر اقدم مسلحون على تفجير انبوب النفط الرئيسي في وسط اليمن ما ادى الى توقف عمليات ضخ الخام عبر الانبوب بحسبما افاد مصدر من القطاع النفطي و آخر قبلي.
و كان الانبوب تعرض لهجوم مماثل في وقت سابق دون ان يسفر ذلك عن توقف عمليات الضخ، بحسب مصدر قبلي آخر.و يربط الانبوب الذي يبلغ طوله 435 كيلومترا بين حقول صافر في مأرب و ميناء رساس عيسى على البحر الاحمر في الغرب.
و يتعرض هذا الانبوب باستمرار لعمليات تخريب في هذه المنطقة القبلية.بحسب فرانس برس.
و كانت السلطات أطلقت حملة عسكرية ضد القبائل المتهمة بتنفيذ هذه الهجمات في مارب،و اتهم وزير الكهرباء عدة مرات افراد قبيلة موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح بشن هذه الهجمات بهدف زعزعة استقرار البلاد و تراجع انتاج النفط بشكل كبير في اليمن بسبب الوضع الامني و سوء الصيانة و تراجع الاستثمارات في التنقيب. و كان انتاج اليمن في 2001 بحدود 440 الف برميل يوميا. و في 2010،صدر اليمن 103 الاف برميل يوميا بحسب ارقام وكالة الطاقة العالمية.
.......
جهود تتعثر
في السياق ذاته فالجدل المثار حول مطالبة جنوبيين بالانفصال يعطل الجهود المبذولة في أهم تجمع سياسي يعقد في اليمن منذ عقود لحل الصراع المتشعب و اصلاح اقتصاد البلاد المعتمد على النفط.
و اعادة الاستقرار الى اليمن حليف الولايات المتحدة الذي يتصدى لمتشددين من القاعدة و انفصاليين جنوبيين و متمردين في الشمال هو أولوية للمجتمع الدولي خوفا من حدوث فوضى في الدولة المتاخمة للسعودية أكبر منتج للنفط في العالم و لممرات شحن بحرية هامة.
و كان من المقرر ان ينهي مؤتمر الحوار الوطني الشامل مداولاته المستمرة منذ ستة اشهر باصدار توصياته عن الدستور الجديد و النظام الانتخابي مما يمهد الطريق لاجراء انتخابات ديمقراطية كاملة عام 2014.
و قالت وزارة الدفاع اليمنية في بيان ان منظمي المؤتمر قرروا تمديد عمله لإعطاء الأعضاء فسحة من الوقت لمناقشة شكل اليمن الجديد.
و يريد الانفصاليون الجنوبيون تقسيم اليمن الى قسمين ليتمتع الجنوب بسيطرة ملموسة على شؤونه.
و تفضل بعض الاحزاب الشمالية اتحادا متعدد المناطق.
و اندلعت حرب اهلية بين اليمن الشمالي و اليمن الجنوبي الشيوعي السابق عام 1994 بعد أربع سنوات من اندماج شطري اليمن في دولة واحدة.
و تمكن الرئيس اليمني حين ذاك علي عبد الله صالح من الحاق الهزيمة بقوات الجنوب الانفصالية و حافظ على الاتحاد.
و خلال العقود التي تلت و العواقب الناجمة عن الصراع تصاعدت من جديد مطالب الجنوبيين بالانفصال.
و يشكو الجنوبيون من التمييز ضدهم من قبل الشماليين و فصل عشرات الالاف من وظائف الدولة و السيطرة على أصول الدولة و الممتلكات الخاصة و حرمان أسر جنود قتلوا في الصراع من معاشات الدولة.بحسب رويترز.
و توجد معظم الاحتياطيات النفطية في اليمن الاخذة في التراجع بسرعة في الجنوب.و اليمن هو ثاني أفقر الدول العربية بعد موريتانيا و تعتمد كثير من الاسر على تحويلات اليمنيين العاملين في السعودية.
و تنفي حكومة اليمن المركزية وجود اي نوع من التمييز.و قال أحمد الخولاني و هو وزير سابق و زعيم المؤتمر الشعبي العام حزب الرئيس السابق انه سيرفض تقسيم اليمن الى شمال و جنوب و قال ان هذه جريمة بحق الأمة لا يمكن القبول بها.
و قال وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي ان كل الاحزاب المشاركة في المحادثات قبلت فكرة الدولة الاتحادية.و خلال زيارته لدبي قال القربي انه يتصور ان يوافق مؤتمر الحوار الوطني الشامل على أربعة او خمسة أقاليم.
............
شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 24/أيلول/2013 - 17/ذو القعدة/1434