جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..

جـوهـرة الـونشريس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جـوهـرة الـونشريس

حـيث يلتـقي الـحلم بالـواقع


    الطموحات العالية و ضمانة الوصول الى بر الأمان

    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    الطموحات العالية  و ضمانة الوصول الى بر الأمان 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    هام الطموحات العالية و ضمانة الوصول الى بر الأمان

    مُساهمة من طرف In The Zone الجمعة مارس 28, 2014 7:13 pm

    الطموحات العالية و ضمانة الوصول الى بر الأمان
    محمد علي جواد تقي

    .........
    كل فرد في المجتمع يحمل ميولاً من واقع الفطرة، الى العمل بهدف الحيازة والبقاء، كلٌ حسب قدراته واستيعابه للعلوم والمعارف ما يساعده على القيام بالأفضل، لذا نجد الطموح أمرٌ شائع بين الجميع و بأشكال متفاوتة، فهو يعزز الشعور بالقيمة و الفائدة من الوجود في الحياة.
    و ليس إلا القليل ممن يعيش على هامش الحياة، و لا يحمل طموحاً في حياته و هدفاً مرسوماً لمستقبله.
    هذا التوجه الانساني نراه مواكباً لحركة المجتمعات و الأمم عبر التاريخ، و يظهر جلياً اكثر في حركات التغيير المدعومة سماوياً، حيث تواترت الرسالات السماوية يصدح بها الانبياء و المرسلون بغية تحقيق التغيير و التطوير لمجتمعاتهم، و حملهم على الاسهام في المسيرة الحضارية للبشرية الداعية للعمل و البناء في الاصعدة كافة، سواءً البناء الذاتي، أو الاجتماعي.
    بيد أن المشكلة في هذا الطريق؛ أن البعض من الطامحين ربما يتعرضون لكبوة و إخفاق، يبعدهم عن المسيرة و عن طموحاتهم و اهدافهم الحقيقية. و هذا يتمثل في أمرين من جملة أمور:
    ....
    أولاً: فقدان المعايير
    اذا عرفنا أن العمل والنشاط و الحيوية، كلها تعبر بصدق عن إنسانية الإنسان، و هي امر بديهي، فان المشكلة لن تكون في أن يعمل الانسان او لا يعمل، او ان يكون صاحب طموح كبير وتطلع نحو المستقبل أو لا يكون، فالغالبية العظمى من الناس يحرصون على ان يكونوا ضمن هذه الفئة و الطبقة، إنما المشكلة في احتمال أن يصبح الطموح طريقاً للتردّي و العاقبة السوأى، بسبب فقدان المعيار او البوصلة التي تحدد الوجهة الصحيحة لهذا الطموح الذي يكون احياناً مجنحاً وعالياً.
    فهنالك الكثير من الطامحين حققوا اهدافهم في كسب المال او العلم، بيد ان النتائج ربما لم تكن كما توقعوا، و هي خدمة الناس و إسعادهم.. فيكونوا وقوداً للحروب و السياسات الديكتاتورية القمعية، و أداة لتدمير البلاد و العباد، و ليس العكس، و أدلّ على ذلك من المثال العراقي في عهد النظام الصدامي، إذ لم يهنأ العراق - إلا في فترة وجيزة- بالعقلية العلمية المبدعة لابنائه، لانهم سيقوا الى الحروب الكارثية، و من نجا كانت الغربة و الهجرة خياره الوحيد.
    من هنا؛ يكون الصلاح، المعيار الأساس لأي عمل يقوم الإنسان مهما كان صغيراً، مثال ذلك مصنع صغير للمواد الغذائية، و هو مشروع صغير وبسيط من الناحية الاقتصادية، بيد أنه قد يتحول الى بذرة حسنة و صالحة للنمو و تكون من عوامل الاكتفاء الذاتي و دعم الإنتاج المحلي، و بالنتيجة تقوية الاقتصاد الوطني أمام التحديات العالمية الموجودة. في المقابل ربما تكون هنالك مشاريع و إعمال من شأنها هدر الثروة الوطنية و تكريس التبعية الاقتصادية و حتى التسبب في البطالة و غيرها من الآثار السيئة، و ربما ايضاً يكون مشروعاً مربحاً لصاحبه يحصل من خلاله على عمولات و مكاسب مادية كبيرة.
    .........
    ثانياً: عراقيل في الطريق
    هناك مشكلة مهمة اخرى عانت منها المجتمعات البشرية على طول التاريخ، و هي وجود الأغلال الكثيرة أمام العمل الايجابي و الحركة الهادفة، فبالرغم من وجود الطموح و الاقدام على العمل، نجد هنالك الاغلال الاجتماعية التي ربما تتحول إلى أغلال نفسية و فكرية تجمّد الانسان و تعرقل حركته.
    و عندما نتأمل الآية القرآنية الكريمة التي تتحدث عن المهمة الحضارية للرسول الأكرم، صلى الله عليه وآله، {..وَ يَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَ الاَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ}، نجد أنها تتجاوز مفهوم الحرية التي يبحث عنها الانسان و يسعى لتحقيقها، لتشمل كل العقبات و العراقيل التي من شأنها ان تعيق الانسان في حركته نحو العمل و التقدم. منها:
    1- الخشية من السلطة أو أصحاب القوة المالية و السياسية، و الشعور الغامر بالضعة و الحاجة الى الأقوى لدعم مشروعه او الحفاظ على بعض المكاسب.
    و اذا ما جانبنا الحقيقة، نقول: من أخطر ما يرتكبه البعض في اعمالهم ومشاريعهم، اعتمادهم على مصادر القوة في شقيها؛ المال و السلطة، فهو بذلك لا يعرض للطرف المقابل مشروعه وما يحمل من رسالة انسانية واهداف كبيرة وحضارية، إنما يبين المصالح الضيقة والاهداف القصيرة الاجل، مما يجعل هكذا مشروع مهما كان اسمه وشعاراته، أداة تضاف الى أدوات وعوامل اخرى لتسطيح الوعي وتكريس حالة التخلف والمعاناة في المجتمع والأمة.

    2- الخوف من المستقبل.. و هذه ايضاً قاتلة الكثير من الطامحين والعاملين، بيد ان التغلّب على هذه الحالة النفسية المريرة، ليس صعباً اذا عرف الانسان طريقه ووجهته في عمله، فانه سيشعر باندفاع كبير لإيمانه بصلاح ونجاح عمله مهما طال الزمن وقدم من تضحيات. فالمستقبل المجهول والخوف من القادم، ينشأ من مجهولية الهدف والغاية، والانفصال بين العمل وبعده المستقبلي.

    3- مجاراة مزاج الناس.. و هذه ايضاً تُعد من "الاغلال" والعراقيل، فالذي يحسب لكلام الناس ألف حساب، قبل أن يقوم بعمل ما، ويدرس مزاجاتهم وما يعجبهم او لا يعجبهم، فانه بالقطع واليقين سيفقد التركيز الى الهدف الاساس الذي من اجله يبذل جهده المالي والعضلي، وربما يضيع ما في يديه، كما لا يدرك غاية الناس ورضاهم، فهو انسان واحد، والناس اصناف شتى في المزاجات والطلبات والاهواء، حتى وإن كان بعضها على حق، فالصحيح من المطالبات ينبغي ان تنصهر في مشروع العمل الذي يعود في النهاية اليهم، لا أن يكون على شكل حجرات وعثرات تصدح بالنقد والقدح، ثم تتحول الى حاجز أمام تقدم العمل وتطوره.

    و لعل مثالنا العظيم في هذه النقطة، أمير المؤمنين،الذي أبهر العالم بصموده و تحديه للواقع الاجتماعي الفاسد في عهده، و محاولته الحثيثة للتغيير و الإصلاح، ".. و الله إني أعرف ما يُصلحكم، لكن هيهات أن أصلحكم بفساد نفسي". و كان بامكان الإمام، ان يجاري الناس في أذواقهم و أهوائهم و ما يريدون من راحة و دعة، و لا يضغط عليهم إلا بما يحقق مصالحه السياسية، بيد ان هذا النهج خاص بأولئك البعيدين عن المسيرة الحضارية و الاهداف الانسانية. و هو في ذلك يجسد التعبير القرآني عن المؤمنين الحقيقيين: {لا يخافون لومة لائم}.
    من هنا؛ فالانسان ربما تأتيه فرص كبيرة للعمل والتقدم، او قد يحصل عليها بجهده، فتكون الخطوة الثانية والأهم في توجيه هذه الفرصة لتحقيق أعظم النتائج واكثرها عطاءً للناس والمجتمع. واذا نظرنا الى الرسالات السماوية، وايضاً الرسالة الخاتمة، نجد أنها تدعو الى العمل والكدح وايضاً الى إثارة دفائن العقول ثم الاستفادة السليمة نحو الابداع والتطور.
    وامامنا أمثلة كثيرة من مشاريع و أعمال كبيرة في مجتمعاتنا وبلادنا، وقفت خلفها أموال طائلة وأفكار ورموز سياسية و دينية و شتى صنوف الامكانيات، لكن ماذا عن النتائج..؟ هنا تكمن العِبرة والاستحقاق الجماهيري – إن صحّ التعبير- و ليس فقط المنجز الذي ربما يتباهى به البعض، و قد يكون في هيئة مؤسسات ثقافية ضخمة، او مؤلفات او تنظيمات سياسية.
    دخل أمير المؤمنين، ذات مرة، على العلاء بن زياد الحارثي - و هو من أصحابه في البصرة - يعوده، فلما رأى الإمام سعة داره قال:
    "ما كنتَ تصنعُ بسعة هذه الدار في الدنيا، و أنت إليها في الآخرة كنتَ أحوج"؟
    فهل يعني هذا الكلام أنه كان على الحارثي أن يبيع داره وينفق ثمنها في سبيل الله حتى يكسب بذلك داراً في الآخرة؟
    يجيب الإمام، عليه السلام على هذا التساؤل في تتمة كلامه:
    "..بلى؛ إن شئت بلغتَ بها الآخرة؛ تُقري فيها الضيف، وتصل فيها الرحم، وتُطلِع منها الحقوق مطالعها، فإذا أنت قد بلغتَ بها الآخرة".
    ...............
    شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 25/آذار/2014


      الوقت/التاريخ الآن هو السبت سبتمبر 21, 2024 8:28 am