المشير السيسي - بطل قومي أم فرعون جديد؟
راينر زوليش
..........
أعلن القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية عبد الفتاح السيسي ترشحه للرئاسة.
بالنسبة للكثيرين فهو "منقذ البلاد و العباد"، لكن في الوقت نفسه من الصعب التنبؤ باستقرار مصر و ديمقراطيتها، على ما يرى راينر زوليش في هذا التعليق.
جنرال بنظارات شمسية داكنة اللون وقبعة عسكرية في طريقه إلى أعلى منصب في الدولة.
بالنسبة للكثير من المصريين، فإن ذلك ليس مدعاة للقلق، وإنما على العكس استبشار بمستقبل أفضل.
وسائل الإعلام تطلق على هذه الظاهرة مصطلح "سيسيمانيا" – وهو نوع من التقديس للذات الشخصية على طريقة تتراوح بين هوليود و كوريا الشمالية.
فمنذ أشهر يزين وجه عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع السابق الذي تمت ترقيته و قبل فترة وجيزة بشكل لافت إلى مشير، ليس فقط ملصقات البروباغاندا الوطنية، و إنما أيضاً القمصان و قطع الشوكولاتة.
....
هوليود أم كوريا الشمالية؟
و مكنته المبايعات الكثيرة و التطبيل لشخصه – و كما كان متوقعاً – من موقع خادم الأمة الواعي بمسؤولياته و المستجيب لـ"دعوات شعبه".
خلع الجنرال بدلته العسكرية ليترشح للانتخابات الرئاسية. و لا شك من أنه سيفوز بها أيضاً.
و لكن السؤال يبقى قائماً حول ما إذا كان بإمكان الجنرال أن يقود البلاد فعلاً إلى مستقبل أفضل.
و من يرفعه إلى درجة "منقذ البلاد و العباد من مشاكلهم" على غرار أنصاره، فإنه لا يدرك بأن السيسي في الوقت الراهن هو من يحرك الخيوط وراء الكواليس: الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي و الإخماد الدموي للاحتجاجات و أحكام الإعدام الجماعية على أنصار للإخوان المسلمين، و كذلك الممارسات القمعية المتزايدة لنشطاء من الليبراليين و اليساريين و العلمانيين، كل هذه الأمور تحمل توقيع عبد الفتاح السيسي.
....
ثورة خالية مفعول
و هكذا من الطبيعي أن ترى الأقلية المسيحية و العديد من المسلمين المصريين في السيسي حصناً منيعاً ضد التطرف الديني.
كما أن سياسة القبضة الحديدية لم تتمخض حتى الآن عن تطور مستقر، و إنما زادت من حدة الانقسام الإيديولوجي في المجتمع و تتسبب في اندلاع موجات عنف جديدة متكررة، في وقت يزداد فيه الوضع الاقتصادي سوءا رغم المساعدات المالية المنتظرة من السعودية.
و هذا لا يشكل خطراً على مستقبل مصر لوحدها، و إنما أيضاً على المنطقة بأسرها. و إذا لم يفاجئنا السيسي بمقاربات سياسية جديدة، فمن شأن بقية الطريق أن تكون مرسومة منذ الآن: مصر ستعود بسرعة و بخطى ثابتة باتجاه الماضي. أما ثورة عام 2011 فلن يتم تفنيدها، و إنما إبطال مفعولها.
..........
27.03.2014
موقع صوت ألمانيا
عودة الجيش إلى الواجهة تؤكد مركزية المؤسسة العسكرية في مصر،إلا أن ذلك يطرح أكثر من سؤال حول المستقبل الديمقراطي للبلاد
راينر زوليش
..........
أعلن القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية عبد الفتاح السيسي ترشحه للرئاسة.
بالنسبة للكثيرين فهو "منقذ البلاد و العباد"، لكن في الوقت نفسه من الصعب التنبؤ باستقرار مصر و ديمقراطيتها، على ما يرى راينر زوليش في هذا التعليق.
جنرال بنظارات شمسية داكنة اللون وقبعة عسكرية في طريقه إلى أعلى منصب في الدولة.
بالنسبة للكثير من المصريين، فإن ذلك ليس مدعاة للقلق، وإنما على العكس استبشار بمستقبل أفضل.
وسائل الإعلام تطلق على هذه الظاهرة مصطلح "سيسيمانيا" – وهو نوع من التقديس للذات الشخصية على طريقة تتراوح بين هوليود و كوريا الشمالية.
فمنذ أشهر يزين وجه عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع السابق الذي تمت ترقيته و قبل فترة وجيزة بشكل لافت إلى مشير، ليس فقط ملصقات البروباغاندا الوطنية، و إنما أيضاً القمصان و قطع الشوكولاتة.
....
هوليود أم كوريا الشمالية؟
و مكنته المبايعات الكثيرة و التطبيل لشخصه – و كما كان متوقعاً – من موقع خادم الأمة الواعي بمسؤولياته و المستجيب لـ"دعوات شعبه".
خلع الجنرال بدلته العسكرية ليترشح للانتخابات الرئاسية. و لا شك من أنه سيفوز بها أيضاً.
و لكن السؤال يبقى قائماً حول ما إذا كان بإمكان الجنرال أن يقود البلاد فعلاً إلى مستقبل أفضل.
و من يرفعه إلى درجة "منقذ البلاد و العباد من مشاكلهم" على غرار أنصاره، فإنه لا يدرك بأن السيسي في الوقت الراهن هو من يحرك الخيوط وراء الكواليس: الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي و الإخماد الدموي للاحتجاجات و أحكام الإعدام الجماعية على أنصار للإخوان المسلمين، و كذلك الممارسات القمعية المتزايدة لنشطاء من الليبراليين و اليساريين و العلمانيين، كل هذه الأمور تحمل توقيع عبد الفتاح السيسي.
....
ثورة خالية مفعول
و هكذا من الطبيعي أن ترى الأقلية المسيحية و العديد من المسلمين المصريين في السيسي حصناً منيعاً ضد التطرف الديني.
كما أن سياسة القبضة الحديدية لم تتمخض حتى الآن عن تطور مستقر، و إنما زادت من حدة الانقسام الإيديولوجي في المجتمع و تتسبب في اندلاع موجات عنف جديدة متكررة، في وقت يزداد فيه الوضع الاقتصادي سوءا رغم المساعدات المالية المنتظرة من السعودية.
و هذا لا يشكل خطراً على مستقبل مصر لوحدها، و إنما أيضاً على المنطقة بأسرها. و إذا لم يفاجئنا السيسي بمقاربات سياسية جديدة، فمن شأن بقية الطريق أن تكون مرسومة منذ الآن: مصر ستعود بسرعة و بخطى ثابتة باتجاه الماضي. أما ثورة عام 2011 فلن يتم تفنيدها، و إنما إبطال مفعولها.
..........
27.03.2014
موقع صوت ألمانيا
عودة الجيش إلى الواجهة تؤكد مركزية المؤسسة العسكرية في مصر،إلا أن ذلك يطرح أكثر من سؤال حول المستقبل الديمقراطي للبلاد
عدل سابقا من قبل In The Zone في السبت مارس 29, 2014 7:32 pm عدل 1 مرات