قصيدة للشاعر الكبير أحمدعبد المعطي حجازي بعنوان "خارج الوقت"!!
خارج الوقت...!
أنا أعرفُ بالطبعِ أن زمانى هذا غريمى
وأنَّ الذى لي فيه قليلْ
لي فيه الذي فاتني أن أحصله
والذي فر من قبضتي
والذي أتذكره وأحنُّ له
والذي هو حلمٌ جميل
اكتفى بزياراته المتقطعة الآنَ،
فالوقت ما عاد يسعفنا
والذي لم يكن لم يكن
والذي قيل من قبلُ قيلْ!
وأنا لم أعد أعرفُ الوقت
فالشمسُ تُفلت من بين كفيَّ
والأرضُ تحتيَ دائرةٌ كالرحى
والليالى شكولْ!
وأنا راحلٌ أبدا
لا أفكر في أن أعود إلى حيث كنت
ولا أتمنى الوصولْ!
لا أريد من الحلم أن يتحقق
كيلاً يشاركنى الوقت فيهُ!
وتلفحَه الشمس مني،
وتطفئَه المتعة العابرة
لا أريد من الحلم شيئًا،
سوى أن يظلَّ كما هو حلماً،
يرفرف فوق الزمانِِِ،
ويعبر لجته الفائرة؟
ليحط على جبهتي فجأة ويباغتني بالهديلْ
ثم يرحل في سره خارج الوقتِ،
مستغرقا في الرحيلْ!
وأنا الآنَ حُرٌّ
لأن الزمان غريمي،
وأن الذي لي فيه قليلْ
ولهذا أسير على حافة منه،
اقرأ أوجه أهليهِ
مستغربا أن أكون هنا!!
أتذكر وجهي الذي كان لي!!
في المرايا التي تنطفي في طريقيَ،
واحدةً بعد واحدةٍ
وأميل مع الدمع حيث يميلْ
وأنا لم أعد أطلب المستحيلْ
لم أعد أتحدث عن مدنٍ حرة
أتسقَّطُ أخبارها
وأسائلُ عنها المسافرَ
والقارئَ الغيب
وابن السبيلْ
ويخيل لي وأنا أتحدث عنها، كأني أراها
وأسمع أصداءها
مترددة في اخضرار السهولْ
لم أعد أطلب المستحيلْ
ولم يبق لي أن أفكر في بشر سعداءَ
يعيشون في زمن كالطفولةِ
لا يهرمون به أبداً
فهمو يولدون مع الصبحِ
حتى إذا أقبل الليل ناموا..!!
لكي يولدوا في غدٍ من جديد،
كما يتفتح وردٌ نديٌّ على عتباتِ الفصولْ
وأنا لم أعد أتوقَّع زائرةً
تطرق الباب في آخر الليل
نافضةً عطرها في دمي
لم أعد أتوقع أن يرجع الأصدقاء الحميمونَ
من ليلهم لندير الشمولْ
ونبكي الطلولْ...!!
خارج الوقت...!
أنا أعرفُ بالطبعِ أن زمانى هذا غريمى
وأنَّ الذى لي فيه قليلْ
لي فيه الذي فاتني أن أحصله
والذي فر من قبضتي
والذي أتذكره وأحنُّ له
والذي هو حلمٌ جميل
اكتفى بزياراته المتقطعة الآنَ،
فالوقت ما عاد يسعفنا
والذي لم يكن لم يكن
والذي قيل من قبلُ قيلْ!
وأنا لم أعد أعرفُ الوقت
فالشمسُ تُفلت من بين كفيَّ
والأرضُ تحتيَ دائرةٌ كالرحى
والليالى شكولْ!
وأنا راحلٌ أبدا
لا أفكر في أن أعود إلى حيث كنت
ولا أتمنى الوصولْ!
لا أريد من الحلم أن يتحقق
كيلاً يشاركنى الوقت فيهُ!
وتلفحَه الشمس مني،
وتطفئَه المتعة العابرة
لا أريد من الحلم شيئًا،
سوى أن يظلَّ كما هو حلماً،
يرفرف فوق الزمانِِِ،
ويعبر لجته الفائرة؟
ليحط على جبهتي فجأة ويباغتني بالهديلْ
ثم يرحل في سره خارج الوقتِ،
مستغرقا في الرحيلْ!
وأنا الآنَ حُرٌّ
لأن الزمان غريمي،
وأن الذي لي فيه قليلْ
ولهذا أسير على حافة منه،
اقرأ أوجه أهليهِ
مستغربا أن أكون هنا!!
أتذكر وجهي الذي كان لي!!
في المرايا التي تنطفي في طريقيَ،
واحدةً بعد واحدةٍ
وأميل مع الدمع حيث يميلْ
وأنا لم أعد أطلب المستحيلْ
لم أعد أتحدث عن مدنٍ حرة
أتسقَّطُ أخبارها
وأسائلُ عنها المسافرَ
والقارئَ الغيب
وابن السبيلْ
ويخيل لي وأنا أتحدث عنها، كأني أراها
وأسمع أصداءها
مترددة في اخضرار السهولْ
لم أعد أطلب المستحيلْ
ولم يبق لي أن أفكر في بشر سعداءَ
يعيشون في زمن كالطفولةِ
لا يهرمون به أبداً
فهمو يولدون مع الصبحِ
حتى إذا أقبل الليل ناموا..!!
لكي يولدوا في غدٍ من جديد،
كما يتفتح وردٌ نديٌّ على عتباتِ الفصولْ
وأنا لم أعد أتوقَّع زائرةً
تطرق الباب في آخر الليل
نافضةً عطرها في دمي
لم أعد أتوقع أن يرجع الأصدقاء الحميمونَ
من ليلهم لندير الشمولْ
ونبكي الطلولْ...!!