فكر بالمستقبل بعين التفاؤل و الأمل.
لا يمكنك أن تفكِّر بالمستقبل دون أن تنظر إليه بعين التفاؤل والأمل،
فالترابط بين الاثنين وثيق، ذلك أنّ الإنسان بطبيعته يحاول أن يخرج من
الإطار الضيِّق لحياته ليتّجه نحو الأفق الواسع الرّحب، حتّى ولو كان ذلك
بالتحليق على بساط الأماني وأجنحة الخيال.
فحتّى السجين الذي لا يملك حرِّيته، والذي ينظر فيجد الأبواب والمنافذ من
حوله مغلقة، وإذا حدّق في مصيره رآه مجهولاً، أو مخيفاً مرعباً، لكنّه رغم
ذلك كلّه لا يعدم نفحة الأمل.
يقول سجين كان يعيش في ظروف خانقة لا توحي إلّا باليأس والتشاؤم والانغلاق
التام لدرجة أنّ زملاءه السجناء كانوا يتمنّون أن يكون الحكم عليهم بالسجن
المؤبّد. لأنّ الحكم الغالب حينئذ هو الإعدام..
خاطبهم بروح ملؤها التفاؤل والثقة برحمة الله تعالى، فقال: لماذا لا تطلبون
من الله ذلك؟ لماذا لا تطلبون الفرج؟! أنا حتّى لو وضعوا الحبل في عنقي
فإنّني أعتقد بقدرة الله على تغيير الوضع في أيّة لحظة!!
الأمل والمستقبل إذاً متلازمان، كحصانين في عربة واحدة، فلا مستقبل بلا أمل
يحدوه ويقود إليه، ويخفف ذلك من وطأة المعاناة في بلوغه.
لكنّنا في العادة نقلق على المستقبل، أما جرّبت ذلك في حياتك الدراسية وفي
عملك وفي تفكيرك بمشاريع الإعمار والإنتاج والزواج وغيرها؟
إنّ طالب الثانوية قلق على مستقبله الدراسيّ في الجامعة التي ستحتضن آماله
وتطلّعاته.. والجامعيّ قلق على مستقبله العملي والوظيفي، والشاب أو الشابّة
قلقان على شريك الحياة وعلى بيت الزوجية، والأبوان قلقان على مستقبل
أطفالها، والقائد الحريص المخلص الغيور قلق على مستقبل بلاده وأمّته..وهكذا..
فهل هذا النوع من القلق مخيف؟
هل هو قلق من النوع الذي يكون كالعقبة في الطريق؟
كلّا..إنّه قلق محبّب أو مستحب، أو لنقل إنّه قلق لا خوف منه، فهو قلق
إيجابي يدفع إلى النشاط والحيويّة والسعي لتحقيق الأهداف المرجوّة.
إنّه
قلق البحث عمّا يرفع من شأن الذات وينمّي الشخصيّة فإنّ "قيمة كلٌ امرئ ما
يحسنه".
حتّى جهاد الإنسان المؤمن وتضحياته من أجل غيره، أو من أجل صناعة مستقبل
أفضل لأمّته يصبّ في النهاية في مجرى طمأنينته النفسية.
ألا ترى إلى والديك يتفانيان ويضحّيان ويبذلان كلٌ ما في وسعهما، بل
ويسخِّران حاضرهما من أجل مستقبلك ومستقبل إخوانك وأخواتك؟ وغاية السعادة
بالنسبة لهما أن تكونوا جميعاً سعداء، فإذا كانا لم يوفّقا لتحقيق بعض
آمالهما في المستقبل، فأنتم مستقبلهما الذي يريان فيه وجه سعادتهما.
إذاً، هو قلق الأمل.. وقلق البحث عن الأفضل..وقلق النظر بعين الرّجاء إلى
المستقبل الأكمل والأجمل. ذلك أنّ فقدان الأمل يعني فقدان الحياة لكقّ ما
يطرّيها ويلوّنها وينعشها ويخفِّف من وطأة المعاناة فيها.
تقول مصابة بسرطان العظام: "سأعيش في كلّ يوم يمنحه الله لي وكأنّه يومي
الأخير في هذه الحياة، وإلى يوم مماتي سأعيش حياتي حتّى الامتلاء"!
إنّها لا تنظر إلى السرطان – هذا المرض الخبيث – كمعمول بهدم بناء حياتها،
بل تقاومه بما حفلت به نفسها من الإيمان أنّ كلّ يوم حادث جديد، ومن يدري
فلعلّ الله – الذي بيده كلّ شيء – يغيِّر أموراً كثيرة لم تكن في الحسبان:
(كُلَّ يَومٍ هُوَ فِي شَأْنٍ). (الرّحمن/ 29)
جاء رجل إلى رسول الله(ص) فقال له: لقد أمضيت ليلة ليلاء (ثقيلة مؤلمة
قاسية) يا رسول الله. فقال له الرسول(ص): "الحمد لله" فتعجّب الرجل قائلاً:
أقول ليلة ليلاء وتقول الحمد لله! فقال له (ص): "الحمد لله لأنّها
انقضت"!!
البلاغ
لا يمكنك أن تفكِّر بالمستقبل دون أن تنظر إليه بعين التفاؤل والأمل،
فالترابط بين الاثنين وثيق، ذلك أنّ الإنسان بطبيعته يحاول أن يخرج من
الإطار الضيِّق لحياته ليتّجه نحو الأفق الواسع الرّحب، حتّى ولو كان ذلك
بالتحليق على بساط الأماني وأجنحة الخيال.
فحتّى السجين الذي لا يملك حرِّيته، والذي ينظر فيجد الأبواب والمنافذ من
حوله مغلقة، وإذا حدّق في مصيره رآه مجهولاً، أو مخيفاً مرعباً، لكنّه رغم
ذلك كلّه لا يعدم نفحة الأمل.
يقول سجين كان يعيش في ظروف خانقة لا توحي إلّا باليأس والتشاؤم والانغلاق
التام لدرجة أنّ زملاءه السجناء كانوا يتمنّون أن يكون الحكم عليهم بالسجن
المؤبّد. لأنّ الحكم الغالب حينئذ هو الإعدام..
خاطبهم بروح ملؤها التفاؤل والثقة برحمة الله تعالى، فقال: لماذا لا تطلبون
من الله ذلك؟ لماذا لا تطلبون الفرج؟! أنا حتّى لو وضعوا الحبل في عنقي
فإنّني أعتقد بقدرة الله على تغيير الوضع في أيّة لحظة!!
الأمل والمستقبل إذاً متلازمان، كحصانين في عربة واحدة، فلا مستقبل بلا أمل
يحدوه ويقود إليه، ويخفف ذلك من وطأة المعاناة في بلوغه.
لكنّنا في العادة نقلق على المستقبل، أما جرّبت ذلك في حياتك الدراسية وفي
عملك وفي تفكيرك بمشاريع الإعمار والإنتاج والزواج وغيرها؟
إنّ طالب الثانوية قلق على مستقبله الدراسيّ في الجامعة التي ستحتضن آماله
وتطلّعاته.. والجامعيّ قلق على مستقبله العملي والوظيفي، والشاب أو الشابّة
قلقان على شريك الحياة وعلى بيت الزوجية، والأبوان قلقان على مستقبل
أطفالها، والقائد الحريص المخلص الغيور قلق على مستقبل بلاده وأمّته..وهكذا..
فهل هذا النوع من القلق مخيف؟
هل هو قلق من النوع الذي يكون كالعقبة في الطريق؟
كلّا..إنّه قلق محبّب أو مستحب، أو لنقل إنّه قلق لا خوف منه، فهو قلق
إيجابي يدفع إلى النشاط والحيويّة والسعي لتحقيق الأهداف المرجوّة.
إنّه
قلق البحث عمّا يرفع من شأن الذات وينمّي الشخصيّة فإنّ "قيمة كلٌ امرئ ما
يحسنه".
حتّى جهاد الإنسان المؤمن وتضحياته من أجل غيره، أو من أجل صناعة مستقبل
أفضل لأمّته يصبّ في النهاية في مجرى طمأنينته النفسية.
ألا ترى إلى والديك يتفانيان ويضحّيان ويبذلان كلٌ ما في وسعهما، بل
ويسخِّران حاضرهما من أجل مستقبلك ومستقبل إخوانك وأخواتك؟ وغاية السعادة
بالنسبة لهما أن تكونوا جميعاً سعداء، فإذا كانا لم يوفّقا لتحقيق بعض
آمالهما في المستقبل، فأنتم مستقبلهما الذي يريان فيه وجه سعادتهما.
إذاً، هو قلق الأمل.. وقلق البحث عن الأفضل..وقلق النظر بعين الرّجاء إلى
المستقبل الأكمل والأجمل. ذلك أنّ فقدان الأمل يعني فقدان الحياة لكقّ ما
يطرّيها ويلوّنها وينعشها ويخفِّف من وطأة المعاناة فيها.
تقول مصابة بسرطان العظام: "سأعيش في كلّ يوم يمنحه الله لي وكأنّه يومي
الأخير في هذه الحياة، وإلى يوم مماتي سأعيش حياتي حتّى الامتلاء"!
إنّها لا تنظر إلى السرطان – هذا المرض الخبيث – كمعمول بهدم بناء حياتها،
بل تقاومه بما حفلت به نفسها من الإيمان أنّ كلّ يوم حادث جديد، ومن يدري
فلعلّ الله – الذي بيده كلّ شيء – يغيِّر أموراً كثيرة لم تكن في الحسبان:
(كُلَّ يَومٍ هُوَ فِي شَأْنٍ). (الرّحمن/ 29)
جاء رجل إلى رسول الله(ص) فقال له: لقد أمضيت ليلة ليلاء (ثقيلة مؤلمة
قاسية) يا رسول الله. فقال له الرسول(ص): "الحمد لله" فتعجّب الرجل قائلاً:
أقول ليلة ليلاء وتقول الحمد لله! فقال له (ص): "الحمد لله لأنّها
انقضت"!!
البلاغ