يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَ مَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَ مَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ.البقرة269.
....
إخوتي الكرام أعضاء و زوار منتديات جوهرة تيسمسيلت.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
........
مكانة المرأة وموقعها في الإسلام.
{وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَ يُطِيعُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} التوبة71.
من المسائل التي كثر الجدل و النقاش حولها مسألة المرأة و مكانتها في الإسلام و أي دور و قيمة منحها هذا الدين السماوي الخاتم للمرأة؟
و ما هو موقف الإسلام من حقوق المرأة؟
و قد اتهم الإسلام بأنه لم ينصف المرأة و انه اعتبرها مخلوق تابع للرجل مهيمنا عليها،و قد استند هؤلاء في ادعاءهم على أمرين أساسيين:
الأمر الأول : التأويل الخاطئ لبعض الآيات و الأحاديث التي تناولت المرأة.
الأمر الثاني: الحكم على الإسلام كنظرية من خلال محاكمة بعض الممارسات اللاإنسانية و العنف المفرط بشتى أشكاله الذي تمارسه بعض المجتمعات أو الأفراد المنتمون إلى الإسلام.
و قبل مناقشة هذين الأمرين و توضيح موقف الإسلام و رؤيته للمرأة لا بد لنا أن نتعرف على واقع المرأة في الجاهلية (ما قبل الإسلام) و نقارنه بواقعها الجديد الذي عاشته في ظل الإسلام، بحيث تكشف لنا هذه المقارنة حقيقة النظرة الإسلامية للمرأة و تبعد عنها كل لبس و افتراء.
......
المرأة في الجاهلية: كانت المرأة عند العرب تباع و تشترى كالمتاع،و كانت محرومة من جميع الحقوق الفردية و الاجتماعية،حتى حق الإرث.و كانت عند أعراب الجاهلية تعتبر جزءا من الأثاث و تعامل معاملة الرياش و الفراش حتى سار فيهم المثل المعروف: "و إنما أمهات الناس أوعية " و كان الرجل يرث إمرأة ذي قرابته إذا مات عنها تماما كما يرث ما خلف من أمتعة المنزل،زاعما انه أحق بها من غيره،و في رواية إن كانت جميلة تزوجها و ان كانت دميمة حبسها حتى تموت.
.كما أنهم غالبا ما يقتلون بناتهم في اليوم الأول من ميلادهن خشية الفقر تارة،و دفعا للعار و الشنآن تارة أخرى.
و قد تعرض القرآن الكريم لهذه الظاهرة في سورة النحل حيث قال:" و إذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا و هو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون."
و لم يكن للمرأة حق في تقرير مصيرها و اختيار شريك حياتها بل كان اختيار الزوج من حق الأب أو الأخ أو ابن العم أحيانا و بكل الأحوال كان الصهر المحبب للعربي الجاهلي هو القبر الذي يأد مولودته فيه و قد قال شاعرهم:
لكل أبي بنت يراعي شؤونها - ثلاثة أصهار إذا حمد الصهر
فبعل يراعيها و خـدر يكـنها - و قبر يواريها و أفضلها القبر.
و هكذا كان واقع المرأة في المجتمع الجاهلي حتى بزغ فجر الدعوة الإسلامية و سطع النور المحمدي ليخرج الناس من ظلمات الجهل و الخرافة إلى نور الإيمان و المعرفة و ليستنقذ الإنسان من أسر القيود التي كبلته بها الأعراف و التقاليد المقيتة،و كان للمرأة نصيبها الوافر من إشعاعات الرسالة و بركاتها،فإذا بالقرآن الكريم المعجزة و الدستور يتحدث عن المرأة بوصفها كائنا مستقلا له من الاحترام و التقدير ما له،و يتوجه إليها بالخطاب و التكليف و يحملها أمانة الدعوة إلى الله تعالى كما الرجل على قدم و ساق،و يجعلها مع الرجل خليفة الله في أرضه بوصفها إنسان كامل،هذا في جانب الاعتبار و الرؤية أما في جانب الأحكام و التشريعات فإننا نرى الرسالة الإسلامية تتوجه بأكثر التكاليف مساوية بين الرجل و المرأة دون ميزة أو فرق،فعلى سبيل المثال: الدعوة إلى الله و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر تكليف مشترك يتساوى فيه الرجل و المرأة على حد سواء بدليل قوله تعالى (وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَ يُطِيعُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)،و كذلك في الصلاة و الصوم و العبادة و الصدقة و الذكر.
{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِمَاتِ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْقَانِتِينَ وَ الْقَانِتَاتِ وَ الصَّادِقِينَ وَ الصَّادِقَاتِ وَ الصَّابِرِينَ وَ الصَّابِرَاتِ وَ الْخَاشِعِينَ وَ الْخَاشِعَاتِ وَ الْمُتَصَدِّقِينَ وَ الْمُتَصَدِّقَاتِ وَ الصَّائِمِينَ وَ الصَّائِمَاتِ وَ الْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَ الْحَافِظَاتِ وَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَ الذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً} الأحزاب 35.
و في الوعد الإلهي لمن آمن و صدق بالفوز بالجنة و الرضوان نجد أن البشرى تعم المؤمنين و المؤمنات دونما تفاوت {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَ يُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَ كَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً} الفتح 5،و {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} الحديد 12.
نعم قد يتحدث البعض عن استثناء المرأة من بعض التكاليف و اختصاص الرجل بها كحرمانها من الجهاد في سبيل الله {الَّذِينَ آمَنُواْ وَ هَاجَرُواْ وَ جَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَ أَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} التوبة 20.
و لا بد هنا من الإشارة إلى أن المرأة استثنيت من الجهاد بالنفس و لم تستثن بالجهاد بالمال،و في تاريخ الدعوة لا بد من ذكر الدور الكبير للمرأة و جهادها بمالها في سبيل نصرة الدين هذا الدور الذي جسدته زوجة النبي (صلى الله عليه و سلم) خديجة بنت خويلد الذي آثرت النبي و دينه على نفسها و وهبت كل ما تملك من مال في سبيل الله حتى قال رسول الله (صلى الله عليه و سلم): "بني الإسلام على ثلاث: مال خديجة و سيف علي و دين محمد ".
غير أن حرمان المرأة من جهاد السيف و اختصاص الرجل به لا يدل على تفضيل الرجل و أهليته دونها و إنما للتمايز التكويني بين الرجل و المرأة و القدرات الجسمية التي يملكها الرجل بحيث يكون قادرا على تحمل المشاق و الأذى دون المرأة التي لا تملك تلك المؤهلات و عليه يصبح تكليفها بالجهاد تكليفا بما لا يطاق و هو محال على الله تعالى لأنه يدخل في دائرة الظلم و التكليف بما لا يطاق،و حتى لا تحرم المرأة من أجر الجهاد فقد جعل الله لها جهادا تؤجر عليه كأجر الرجل المجاهد في ساحة المعركة هذا الجهاد هو حسن التبعل يؤكد هذا المعنى ما ورد عن النبي في جوابه لأسماء بنت يزيد التي جاءت إلى النبي (صلى الله عليه و على آله و صحبه) قائلة: يا رسول الله أنا وافدة النساء إليك،ثم خاطبت الرسول عليه الصلاة و السلام و هو بين أصحابه،فقالت: (إن الله عز و جل بعثك إلى الرجال و النساء كافة،فآمنا بك و بإلهك،إننا معشر النساء مقصورات محصورات،قواعد بيوتكم و حاملات أولادكم،و إنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع و الجماعات،و شهود الجنائز و الحج،و أفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله عز و جل،و إن أحدكم إذا خرج حاجاً أو معتمراً أو مجاهداً حفظنا لكم أموالكم،و غزلنا أثوابكم،و ربينا لكم أولادكم،أفنشارككم في هذا الأجر و الخير؟ فالتفت النبي صلى الله عليه و سلم إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال: هل سمعتم مسألة امرأة قط أحسن من مسألتها في أمر دينها؟ فقالوا: يا رسول الله! ما ظننا أن امرأة تهتدي لمثل هذا،فالتفت النبي صلى الله عليه و سلم و قال: افهمي -أيتها المرأة- و أعلمي من ورائك من النساء أن حسن تبعل المرأة لزوجها يعدل ذلك كله.فانصرفت المرأة و هي تهلل).
أما في مجال الحقوق التي ضمنها الإسلام للمرأة فيأتي في مقدمتها حق الملكية الفردية و حق الإرث اللذين كانا ممنوعين عليها في الجاهلية {يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَ إِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَ لأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَ وَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَ أَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيماً} النساء 11.
يتبع.
........
إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب.هود88.
....
إخوتي الكرام أعضاء و زوار منتديات جوهرة تيسمسيلت.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
........
مكانة المرأة وموقعها في الإسلام.
{وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَ يُطِيعُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} التوبة71.
من المسائل التي كثر الجدل و النقاش حولها مسألة المرأة و مكانتها في الإسلام و أي دور و قيمة منحها هذا الدين السماوي الخاتم للمرأة؟
و ما هو موقف الإسلام من حقوق المرأة؟
و قد اتهم الإسلام بأنه لم ينصف المرأة و انه اعتبرها مخلوق تابع للرجل مهيمنا عليها،و قد استند هؤلاء في ادعاءهم على أمرين أساسيين:
الأمر الأول : التأويل الخاطئ لبعض الآيات و الأحاديث التي تناولت المرأة.
الأمر الثاني: الحكم على الإسلام كنظرية من خلال محاكمة بعض الممارسات اللاإنسانية و العنف المفرط بشتى أشكاله الذي تمارسه بعض المجتمعات أو الأفراد المنتمون إلى الإسلام.
و قبل مناقشة هذين الأمرين و توضيح موقف الإسلام و رؤيته للمرأة لا بد لنا أن نتعرف على واقع المرأة في الجاهلية (ما قبل الإسلام) و نقارنه بواقعها الجديد الذي عاشته في ظل الإسلام، بحيث تكشف لنا هذه المقارنة حقيقة النظرة الإسلامية للمرأة و تبعد عنها كل لبس و افتراء.
......
المرأة في الجاهلية: كانت المرأة عند العرب تباع و تشترى كالمتاع،و كانت محرومة من جميع الحقوق الفردية و الاجتماعية،حتى حق الإرث.و كانت عند أعراب الجاهلية تعتبر جزءا من الأثاث و تعامل معاملة الرياش و الفراش حتى سار فيهم المثل المعروف: "و إنما أمهات الناس أوعية " و كان الرجل يرث إمرأة ذي قرابته إذا مات عنها تماما كما يرث ما خلف من أمتعة المنزل،زاعما انه أحق بها من غيره،و في رواية إن كانت جميلة تزوجها و ان كانت دميمة حبسها حتى تموت.
.كما أنهم غالبا ما يقتلون بناتهم في اليوم الأول من ميلادهن خشية الفقر تارة،و دفعا للعار و الشنآن تارة أخرى.
و قد تعرض القرآن الكريم لهذه الظاهرة في سورة النحل حيث قال:" و إذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا و هو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون."
و لم يكن للمرأة حق في تقرير مصيرها و اختيار شريك حياتها بل كان اختيار الزوج من حق الأب أو الأخ أو ابن العم أحيانا و بكل الأحوال كان الصهر المحبب للعربي الجاهلي هو القبر الذي يأد مولودته فيه و قد قال شاعرهم:
لكل أبي بنت يراعي شؤونها - ثلاثة أصهار إذا حمد الصهر
فبعل يراعيها و خـدر يكـنها - و قبر يواريها و أفضلها القبر.
و هكذا كان واقع المرأة في المجتمع الجاهلي حتى بزغ فجر الدعوة الإسلامية و سطع النور المحمدي ليخرج الناس من ظلمات الجهل و الخرافة إلى نور الإيمان و المعرفة و ليستنقذ الإنسان من أسر القيود التي كبلته بها الأعراف و التقاليد المقيتة،و كان للمرأة نصيبها الوافر من إشعاعات الرسالة و بركاتها،فإذا بالقرآن الكريم المعجزة و الدستور يتحدث عن المرأة بوصفها كائنا مستقلا له من الاحترام و التقدير ما له،و يتوجه إليها بالخطاب و التكليف و يحملها أمانة الدعوة إلى الله تعالى كما الرجل على قدم و ساق،و يجعلها مع الرجل خليفة الله في أرضه بوصفها إنسان كامل،هذا في جانب الاعتبار و الرؤية أما في جانب الأحكام و التشريعات فإننا نرى الرسالة الإسلامية تتوجه بأكثر التكاليف مساوية بين الرجل و المرأة دون ميزة أو فرق،فعلى سبيل المثال: الدعوة إلى الله و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر تكليف مشترك يتساوى فيه الرجل و المرأة على حد سواء بدليل قوله تعالى (وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَ يُطِيعُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)،و كذلك في الصلاة و الصوم و العبادة و الصدقة و الذكر.
{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِمَاتِ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْقَانِتِينَ وَ الْقَانِتَاتِ وَ الصَّادِقِينَ وَ الصَّادِقَاتِ وَ الصَّابِرِينَ وَ الصَّابِرَاتِ وَ الْخَاشِعِينَ وَ الْخَاشِعَاتِ وَ الْمُتَصَدِّقِينَ وَ الْمُتَصَدِّقَاتِ وَ الصَّائِمِينَ وَ الصَّائِمَاتِ وَ الْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَ الْحَافِظَاتِ وَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَ الذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً} الأحزاب 35.
و في الوعد الإلهي لمن آمن و صدق بالفوز بالجنة و الرضوان نجد أن البشرى تعم المؤمنين و المؤمنات دونما تفاوت {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَ يُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَ كَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً} الفتح 5،و {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} الحديد 12.
نعم قد يتحدث البعض عن استثناء المرأة من بعض التكاليف و اختصاص الرجل بها كحرمانها من الجهاد في سبيل الله {الَّذِينَ آمَنُواْ وَ هَاجَرُواْ وَ جَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَ أَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} التوبة 20.
و لا بد هنا من الإشارة إلى أن المرأة استثنيت من الجهاد بالنفس و لم تستثن بالجهاد بالمال،و في تاريخ الدعوة لا بد من ذكر الدور الكبير للمرأة و جهادها بمالها في سبيل نصرة الدين هذا الدور الذي جسدته زوجة النبي (صلى الله عليه و سلم) خديجة بنت خويلد الذي آثرت النبي و دينه على نفسها و وهبت كل ما تملك من مال في سبيل الله حتى قال رسول الله (صلى الله عليه و سلم): "بني الإسلام على ثلاث: مال خديجة و سيف علي و دين محمد ".
غير أن حرمان المرأة من جهاد السيف و اختصاص الرجل به لا يدل على تفضيل الرجل و أهليته دونها و إنما للتمايز التكويني بين الرجل و المرأة و القدرات الجسمية التي يملكها الرجل بحيث يكون قادرا على تحمل المشاق و الأذى دون المرأة التي لا تملك تلك المؤهلات و عليه يصبح تكليفها بالجهاد تكليفا بما لا يطاق و هو محال على الله تعالى لأنه يدخل في دائرة الظلم و التكليف بما لا يطاق،و حتى لا تحرم المرأة من أجر الجهاد فقد جعل الله لها جهادا تؤجر عليه كأجر الرجل المجاهد في ساحة المعركة هذا الجهاد هو حسن التبعل يؤكد هذا المعنى ما ورد عن النبي في جوابه لأسماء بنت يزيد التي جاءت إلى النبي (صلى الله عليه و على آله و صحبه) قائلة: يا رسول الله أنا وافدة النساء إليك،ثم خاطبت الرسول عليه الصلاة و السلام و هو بين أصحابه،فقالت: (إن الله عز و جل بعثك إلى الرجال و النساء كافة،فآمنا بك و بإلهك،إننا معشر النساء مقصورات محصورات،قواعد بيوتكم و حاملات أولادكم،و إنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع و الجماعات،و شهود الجنائز و الحج،و أفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله عز و جل،و إن أحدكم إذا خرج حاجاً أو معتمراً أو مجاهداً حفظنا لكم أموالكم،و غزلنا أثوابكم،و ربينا لكم أولادكم،أفنشارككم في هذا الأجر و الخير؟ فالتفت النبي صلى الله عليه و سلم إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال: هل سمعتم مسألة امرأة قط أحسن من مسألتها في أمر دينها؟ فقالوا: يا رسول الله! ما ظننا أن امرأة تهتدي لمثل هذا،فالتفت النبي صلى الله عليه و سلم و قال: افهمي -أيتها المرأة- و أعلمي من ورائك من النساء أن حسن تبعل المرأة لزوجها يعدل ذلك كله.فانصرفت المرأة و هي تهلل).
أما في مجال الحقوق التي ضمنها الإسلام للمرأة فيأتي في مقدمتها حق الملكية الفردية و حق الإرث اللذين كانا ممنوعين عليها في الجاهلية {يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَ إِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَ لأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَ وَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَ أَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيماً} النساء 11.
يتبع.
........
إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب.هود88.
عدل سابقا من قبل In The Zone في الأحد مايو 27, 2012 3:28 pm عدل 2 مرات