جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..

جـوهـرة الـونشريس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جـوهـرة الـونشريس

حـيث يلتـقي الـحلم بالـواقع


    مكانة المرأة و موقعها في الإسلام...تحت المجهر.

    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    مكانة المرأة و موقعها في الإسلام...تحت المجهر. 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    مكانة المرأة و موقعها في الإسلام...تحت المجهر. Empty مكانة المرأة و موقعها في الإسلام...تحت المجهر.

    مُساهمة من طرف In The Zone الجمعة ديسمبر 10, 2010 11:40 am

    يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَ مَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَ مَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ.البقرة269.
    ....
    إخوتي الكرام أعضاء و زوار منتديات جوهرة تيسمسيلت.
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
    ........
    مكانة المرأة وموقعها في الإسلام.
    {وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَ يُطِيعُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} التوبة71.

    من المسائل التي كثر الجدل و النقاش حولها مسألة المرأة و مكانتها في الإسلام و أي دور و قيمة منحها هذا الدين السماوي الخاتم للمرأة؟
    و ما هو موقف الإسلام من حقوق المرأة؟
    و قد اتهم الإسلام بأنه لم ينصف المرأة و انه اعتبرها مخلوق تابع للرجل مهيمنا عليها،و قد استند هؤلاء في ادعاءهم على أمرين أساسيين:
    الأمر الأول : التأويل الخاطئ لبعض الآيات و الأحاديث التي تناولت المرأة.
    الأمر الثاني: الحكم على الإسلام كنظرية من خلال محاكمة بعض الممارسات اللاإنسانية و العنف المفرط بشتى أشكاله الذي تمارسه بعض المجتمعات أو الأفراد المنتمون إلى الإسلام.
    و قبل مناقشة هذين الأمرين و توضيح موقف الإسلام و رؤيته للمرأة لا بد لنا أن نتعرف على واقع المرأة في الجاهلية (ما قبل الإسلام) و نقارنه بواقعها الجديد الذي عاشته في ظل الإسلام، بحيث تكشف لنا هذه المقارنة حقيقة النظرة الإسلامية للمرأة و تبعد عنها كل لبس و افتراء.
    ......
    المرأة في الجاهلية: كانت المرأة عند العرب تباع و تشترى كالمتاع،و كانت محرومة من جميع الحقوق الفردية و الاجتماعية،حتى حق الإرث.و كانت عند أعراب الجاهلية تعتبر جزءا من الأثاث و تعامل معاملة الرياش و الفراش حتى سار فيهم المثل المعروف: "و إنما أمهات الناس أوعية " و كان الرجل يرث إمرأة ذي قرابته إذا مات عنها تماما كما يرث ما خلف من أمتعة المنزل،زاعما انه أحق بها من غيره،و في رواية إن كانت جميلة تزوجها و ان كانت دميمة حبسها حتى تموت.
    .كما أنهم غالبا ما يقتلون بناتهم في اليوم الأول من ميلادهن خشية الفقر تارة،و دفعا للعار و الشنآن تارة أخرى.
    و قد تعرض القرآن الكريم لهذه الظاهرة في سورة النحل حيث قال:" و إذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا و هو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون."
    و لم يكن للمرأة حق في تقرير مصيرها و اختيار شريك حياتها بل كان اختيار الزوج من حق الأب أو الأخ أو ابن العم أحيانا و بكل الأحوال كان الصهر المحبب للعربي الجاهلي هو القبر الذي يأد مولودته فيه و قد قال شاعرهم:
    لكل أبي بنت يراعي شؤونها - ثلاثة أصهار إذا حمد الصهر
    فبعل يراعيها و خـدر يكـنها - و قبر يواريها و أفضلها القبر.
    و هكذا كان واقع المرأة في المجتمع الجاهلي حتى بزغ فجر الدعوة الإسلامية و سطع النور المحمدي ليخرج الناس من ظلمات الجهل و الخرافة إلى نور الإيمان و المعرفة و ليستنقذ الإنسان من أسر القيود التي كبلته بها الأعراف و التقاليد المقيتة،و كان للمرأة نصيبها الوافر من إشعاعات الرسالة و بركاتها،فإذا بالقرآن الكريم المعجزة و الدستور يتحدث عن المرأة بوصفها كائنا مستقلا له من الاحترام و التقدير ما له،و يتوجه إليها بالخطاب و التكليف و يحملها أمانة الدعوة إلى الله تعالى كما الرجل على قدم و ساق،و يجعلها مع الرجل خليفة الله في أرضه بوصفها إنسان كامل،هذا في جانب الاعتبار و الرؤية أما في جانب الأحكام و التشريعات فإننا نرى الرسالة الإسلامية تتوجه بأكثر التكاليف مساوية بين الرجل و المرأة دون ميزة أو فرق،فعلى سبيل المثال: الدعوة إلى الله و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر تكليف مشترك يتساوى فيه الرجل و المرأة على حد سواء بدليل قوله تعالى (وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَ يُطِيعُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)،و كذلك في الصلاة و الصوم و العبادة و الصدقة و الذكر.
    {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِمَاتِ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْقَانِتِينَ وَ الْقَانِتَاتِ وَ الصَّادِقِينَ وَ الصَّادِقَاتِ وَ الصَّابِرِينَ وَ الصَّابِرَاتِ وَ الْخَاشِعِينَ وَ الْخَاشِعَاتِ وَ الْمُتَصَدِّقِينَ وَ الْمُتَصَدِّقَاتِ وَ الصَّائِمِينَ وَ الصَّائِمَاتِ وَ الْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَ الْحَافِظَاتِ وَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَ الذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً} الأحزاب 35.

    و في الوعد الإلهي لمن آمن و صدق بالفوز بالجنة و الرضوان نجد أن البشرى تعم المؤمنين و المؤمنات دونما تفاوت {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَ يُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَ كَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً} الفتح 5،و {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} الحديد 12.
    نعم قد يتحدث البعض عن استثناء المرأة من بعض التكاليف و اختصاص الرجل بها كحرمانها من الجهاد في سبيل الله {الَّذِينَ آمَنُواْ وَ هَاجَرُواْ وَ جَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَ أَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} التوبة 20.
    و لا بد هنا من الإشارة إلى أن المرأة استثنيت من الجهاد بالنفس و لم تستثن بالجهاد بالمال،و في تاريخ الدعوة لا بد من ذكر الدور الكبير للمرأة و جهادها بمالها في سبيل نصرة الدين هذا الدور الذي جسدته زوجة النبي (صلى الله عليه و سلم) خديجة بنت خويلد الذي آثرت النبي و دينه على نفسها و وهبت كل ما تملك من مال في سبيل الله حتى قال رسول الله (صلى الله عليه و سلم): "بني الإسلام على ثلاث: مال خديجة و سيف علي و دين محمد ".
    غير أن حرمان المرأة من جهاد السيف و اختصاص الرجل به لا يدل على تفضيل الرجل و أهليته دونها و إنما للتمايز التكويني بين الرجل و المرأة و القدرات الجسمية التي يملكها الرجل بحيث يكون قادرا على تحمل المشاق و الأذى دون المرأة التي لا تملك تلك المؤهلات و عليه يصبح تكليفها بالجهاد تكليفا بما لا يطاق و هو محال على الله تعالى لأنه يدخل في دائرة الظلم و التكليف بما لا يطاق،و حتى لا تحرم المرأة من أجر الجهاد فقد جعل الله لها جهادا تؤجر عليه كأجر الرجل المجاهد في ساحة المعركة هذا الجهاد هو حسن التبعل يؤكد هذا المعنى ما ورد عن النبي في جوابه لأسماء بنت يزيد التي جاءت إلى النبي (صلى الله عليه و على آله و صحبه) قائلة: يا رسول الله أنا وافدة النساء إليك،ثم خاطبت الرسول عليه الصلاة و السلام و هو بين أصحابه،فقالت: (إن الله عز و جل بعثك إلى الرجال و النساء كافة،فآمنا بك و بإلهك،إننا معشر النساء مقصورات محصورات،قواعد بيوتكم و حاملات أولادكم،و إنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع و الجماعات،و شهود الجنائز و الحج،و أفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله عز و جل،و إن أحدكم إذا خرج حاجاً أو معتمراً أو مجاهداً حفظنا لكم أموالكم،و غزلنا أثوابكم،و ربينا لكم أولادكم،أفنشارككم في هذا الأجر و الخير؟ فالتفت النبي صلى الله عليه و سلم إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال: هل سمعتم مسألة امرأة قط أحسن من مسألتها في أمر دينها؟ فقالوا: يا رسول الله! ما ظننا أن امرأة تهتدي لمثل هذا،فالتفت النبي صلى الله عليه و سلم و قال: افهمي -أيتها المرأة- و أعلمي من ورائك من النساء أن حسن تبعل المرأة لزوجها يعدل ذلك كله.فانصرفت المرأة و هي تهلل).
    أما في مجال الحقوق التي ضمنها الإسلام للمرأة فيأتي في مقدمتها حق الملكية الفردية و حق الإرث اللذين كانا ممنوعين عليها في الجاهلية {يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَ إِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَ لأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَ وَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَ أَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيماً} النساء 11.
    يتبع.
    ........
    إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب.هود88.




    عدل سابقا من قبل In The Zone في الأحد مايو 27, 2012 3:28 pm عدل 2 مرات
    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    مكانة المرأة و موقعها في الإسلام...تحت المجهر. 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    مكانة المرأة و موقعها في الإسلام...تحت المجهر. Empty مكانة المرأة و موقعها في الإسلام...تحت المجهر.

    مُساهمة من طرف In The Zone الجمعة ديسمبر 10, 2010 11:41 am

    كما ضمن الإسلام للمرأة حق العلم و قد امتدح القرآن الكريم العلماء دونما تمييز بين رجل و امرأة {وَ مِنَ النَّاسِ وَ الدَّوَابِّ وَ الْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} فاطر 28،و في الحديث النبوي: "طلب العلم فريضة على كل مسلم و مسلمة"،و قد أولى الإسلام مسألة تعليم المرأة و تثقيفها و تعريفها بأمور دينها أهمية كبير حتى اعتبر تعليم الزوجة من الواجبات المترتبة على الزوج لأن العلم و المعرفة ضمانة أكيدة لحياة زوجية متينة و حياة أسرية تتمكن من خلالها الأم تربية جيل مؤمن صالح مثقف بثقافة الإسلام متخلقا بأخلاقه السامية.
    كذلك ضمن الإسلام للمرأة حق العمل و اثبات الذات من خلال مزاولتها للإعمال و المهن التي لا تتعارض مع شروط العفة و الستر،و حفظ الأنوثة و صونها من السقوط في مهاوي الرذيلة،كذلك إذا لم يتعارض العمل مع الدور السامي الذي شرف الله به المرأة و هو تربية الأطفال و تنشئتهم و رفد المجتمع بالنموذج الصالح للإنسان.
    و الى الحقوق المتقدمة التي ضمنها الإسلام للمرأة،فقد ضمن لها أيضا حق التعبير عن الرأي فيما يتعلق بتحديد مصيرها و اختيار شريك حياتها دون إجبار أو إكراه من أحد،و قد اعتبر الفقه الإسلامي أن عقد الزواج القائم على الإكراه و الجبر هو عقد باطل لا اثر له و لا شرعية لأنه فاقد لشرط أساسي مصحح و هو رضا الطرفين،و قد جسد النبي (صلى الله عليه و على آله و صحبه) هذا الموقف الإسلامي الإنساني الراقي عند زواج ابنته الصديقة فاطمة الزهراء من الإمام علي بن أبي طالب،فعندما جاءه علي خاطبا دخل حجرة فاطمة و ذكر لها الأمر مستطلعا رأيها فلما أطرقت و سكتت قال (صلى الله عليه و على آله و صحبه): "الله أكبر سكوتها علامة رضاها".
    و قد ضمن الإسلام للمرأة حق التعبير عن الرأي في مختلف القضايا و الشؤون الاجتماعية و الثقافية و السياسية و الفكرية لأنه رأى فيها نصف المجتمع و شريكة للرجل في صناعة الحياة و كتابة التاريخ و التخطيط للمستقبل،و ضمان هذا الحق و تثبيته جسده الرسول الأكرم في حادثة بيعة النساء التي يحدثنا عنها القرآن الكريم {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَ لَا يَسْرِقْنَ وَ لَا يَزْنِينَ وَ لَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَ لَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَ أَرْجُلِهِنَّ وَ لَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} الممتحنة 12.
    إن هذه البيعة التي أخذها النبي من النساء حين استدعاهن و عاهدنه على الدخول في دينه و ترك الشرك و المحرمات تدل على النظرة الإسلامية للمرأة بوصفها إنسان معني و مسؤول تمثل ذاتها و تتحمل مسؤوليتها أمام الله و الرسالة و لا يلغيها الرجل أو يمثلها في ذلك.
    بعد هذه المقارنة الموجزة بين واقع المرأة في الجاهلية و واقعها في ظل الإسلام نعود إلى مناقشة المتهمين للإسلام بأنه ظلم المرأة و ألغى كيانها و كرّس الذكورية التي كانت تحكم المجتمع في الجاهلية،و قد تذرع هؤلاء بتأويل بعض الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية أولا،و بمحاكمة بعض الممارسات العنيفة ضد المرأة في بعض المجتمعات الإسلامية ثانيا.
    مناقشة الأمر الأول: التأويل الخاطئ لبعض الآيات و الأحاديث التي تناولت المرأة:
    استدل الطاعنون على الإسلام في موضوع المرأة و اتهامهم له بظلمها و احتقارها ببعض الآيات كقوله تعالى {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَ بِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَ اللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَ اهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَ اضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً} فقد فهموا من القيمومة التي افترضها الله للرجل على المرأة أنها شكلا من أشكال التسلط و الإلغاء و لكنها في الحقيقة ليست كذلك و إنما تعني قبول الرجل لإدارة شؤون الأسرة على أساس المعايير الحقوقية و الأخلاقية،أي الرجال قيمون على النساء بمعنى معنيون بإدارة شؤونهم في دائرة الحياة الزوجية و السرية دون سواها و يؤكد هذا المعنى قوله تعالى (بما أنفقوا من أموالهم) لأن هذه القيمومة تفرضها العلقة الزوجية القائمة على مسؤولية الرجل في الإنفاق،إذا فمسألة القوامة هنا ليست مسألة شخصية و لكنها مسالة شخص يتحمل مسؤولية إدارة البيت الزوجي،لأن الدائرة الزوجية لا تتسع لشخصين،بل لا بد من شخص واحد في هذا المجال،و لذلك كانت الولاية للرجل باعتبار بعض الخصائص التي تمثل حالة التنوع في أكثر من جانب من جوانب الحالة التكوينية للرجل و المرأة، الخصوصية الجسدية في بعض الحالات و الخصوصيات النفسية في حالات أخرى كذلك في الإنفاق.
    و من القيمومة إلى الضرب الذي اعتبره هؤلاء شاهدا على ظلم الإسلام للمرأة و تسليط الرجل عليها {وَ اللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَ اهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَ اضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً} و في الرد لا بد من القول إن الضرب الوارد في الآية هو الأسلوب الثالث،من أساليب ردع المرأة عن نشوزها و هو لا يمثل الضرب اللامعقول الذي يمارسه الإنسان بطريقة انفعالية،على أساس المزاج الحاد و العقدة النفسية،و الحاجة إلى التنفيس عن الغيظ،بل هو الضرب التأديبي الهادئ،و قد وردت الأحاديث التي تظهر أنه الضرب غير المبرّح الذي لا يدمي لحماً و لا يهشم عظماً؛مما يوحي بأنه يمثّل أسلوباً نفسياً أكثر مما يمثّل أسلوباً مادّيا،و لنا أن نسأل هل أن أسلوب العقوبات التأديبية،من السجن و الضرب و نحوهما،يتنافى مع كرامة الإنسان كإنسان،لتكون الدعوة إلى إلغاء العقوبات من أساس التشريع،دون فرق بين الرجل و المرأة؟ و هذا ما لا تتقبله كل الأمم و الشعوب التي تريد أن تحفظ حياتها،من خلال حفظ نظامها الذي يعتبر العقوبات جزءاً من الخطة العامة للقانون،باعتبارها العنصر الرادع للمجرمين و المنحرفين عن السير بعيداً في ميدان الإجرام و الانحراف.
    و نحن لا ننكر أن مثل هذا الأمر قد يجعل التطبيق خاضعاً لبعض ألوان الاستغلال الذاتي من قبل الزوج؛و لكن الذنب في ذلك ليس ذنب التشريع،بل هي مشكلة المجتمع،و الذي لا يتحرك لتطبيق الخطة الشاملة بشكل متوازن ضاغط؛و لعل من أبرز الشواهد على ذلك،ما نلاحظه من ألوان الظلم الشخصي و الاجتماعي على الفرد و المجتمع.
    يتبع.


    عدل سابقا من قبل In The Zone في الأحد مايو 27, 2012 8:34 pm عدل 1 مرات
    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    مكانة المرأة و موقعها في الإسلام...تحت المجهر. 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    مكانة المرأة و موقعها في الإسلام...تحت المجهر. Empty مكانة المرأة وموقعها في الإسلام...تحت المجهر.

    مُساهمة من طرف In The Zone الجمعة ديسمبر 10, 2010 11:43 am

    و من جملة ما تذرع به المتهمون للإسلام بظلم المرأة و الانتقاص من مكانتها ما ورد عن الإمام علي "إن النساء نواقص العقول،نواقص الحظوظ،نواقص الإيمان"،و ربما نسب هذا الحديث للنبي،و عندما ندرس هذا النص،على فرض صحته نجد أنه ليس انتقاصاً من المرأة و لو بنسبة واحد في المئة.
    فلو صحت الرواية فما المقصود من نقص الإيمان؟ يعني هو القعود عن الصلاة أيام الحيض،و المرأة لا تصلي أيام الحيض،هذا من جهة إيمانها بأنه حرام،فهي لا تترك الصلاة لنقص في إيمانها،بل لأن الله أمرها بذلك،و الرجال يتركون الصوم حال السفر،فهل ينقص إيمانهم بذلك؟
    فنقصان الإيمان هو حالة في العقل و القلب و الممارسة،من حيث ترك الواجب و فعل الحرام.
    و أما نقصان الحظوظ من جهة أنّ للذكر مثل حظ الأنثيين،فنحن نقول كطرفة إنه لا بد للرجال من أن يطالبوا بالمساواة،لأن حصة المرأة في النهاية تكون أكثر من حصة الرجل،فعلى عاتق الرجل الإنفاق على البيت و على الزوجة و على الأولاد في حين تحتفظ المرأة لوحدها بنصيبها من الميراث.
    و أما نقصان العقول،كشهادة امرأتين مقابل شهادة رجل،فنقول أولاً ما علاقة الشهادة بالعقل؟
    فمفاد شهادة الرجل هو إما أن يكذب أو أن يصدق،ثم إن القرآن فصّل المسألة باعتبار أن هذا لا يمثل نقصاناً في المرأة،و لكنه احتياط للعدالة: {أن تضل إحداهما فتذكِّر إحداهما الأخرى}،فإذا كانت المرأة صفراً فهل الصفر يكمّل صفراً؟ فإذا كانت هي ناقصة العقل و الثانية ناقصة العقل، فكيف يكمِّل الناقص الناقص؟ هذا احتياط للعدالة،و مثالٌ على ذلك الشهادات في القضاء،حيث إنّ البيّنة يلزمها رجلان و لا يكفي رجل واحد،و في الدعاوى أيضاً يلزمها رجلان عدلان،فهل عدم قبول شهادة رجلٍ واحد في هذه الأمور يجعل الرجل ناقصاً؟ إن هذا أيضاً احتياط للعدالة،و كما في الأمور التي جعل الله فيها أربعة شهود كمسألة الزنا، فهذا أيضاً نظام يحتاط للعدالة.
    فالمرأة ليست ناقصة عقل،فهي كالرجل كاملة العقل،و الدليل على ذلك أنّ الله حمّلها المسؤولية بالمستوى الذي حمّلها للرجل،ففي المحرمات {الزانية و الزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة}،فإذا كانت المرأة أنقص عقلاً من الرجل،فكيف يساويها به،و أيضاً مثل: {السارق و السارقة فاقطعوا أيديهما}.
    و الى غير ذلك من الآيات و الأحاديث التي أولها هؤلاء و ابتعدوا بها عن مضامينها الحقيقية خدمة لأهدافهم في ضرب الإسلام و تشويه صورته من بوابة المرأة،لقد كان حريا بهؤلاء أن يلتفتوا إلى الآيات التي قدمت المرأة على أنها صاحبة عقل و حكمة كما جاء عن بلقيس {إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَ أُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَ لَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} النمل 23،
    {قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَ جَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَ كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ(34) وَ إِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35)}
    و قدمت المرأة بوصفها قدوة للنساء و الرجال معا {وَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَ نَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَ عَمَلِهِ وَ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} التحريم 11.

    مناقشة الأمر الثاني : محاكمة بعض الممارسات العنفية ضد المرأة في المجتمعات الإسلامية:
    من الطبيعي جدا أن يتخلف التطبيق عن النظرية لدى الأفراد و الجماعات و يرجع ذلك إلى مدى تبني النظرية و اعتناقها من جهة،و الى وعيها و فهمها من جهة أخرى،إننا نلحظ كثيرا من أتباع الشعارات و النظريات يمارسون في حياتهم و مواقفهم ما يبتعد بهم جدا عن النظرية التي يتبنونها و ربما يصل بهم الأمر إلى ارتكاب ما يناقض النظرية و الشعار الذي يرفعونه،فعلى سبيل المثال نجد الولايات المتحدة الأمريكية ترفع شعار الديمقراطية و تنادي بها و تسعى إلى تحقيقها في العالم.
    و هي في الوقت عينه تمارس أبشع أشكال القهر و الاستبداد و الهيمنة و التسلط على الشعوب المستضعفة،إذا ليس غريبا أن نجد تفاوتا هنا أو تمايزا عن النظرية هناك لأنه ليس كل من اعتنق الإسلام فهم الإسلام،و ليس كل من قرأ القرآن وعى القرآن،فقد تجد شخصا يعنف زوجته أو ابنته و يمارس عليهما أبشع أشكال التسلط الذكوري،و قد تجد مجتمعا لا يزال يتعبد بالعادات و التقاليد القبلية،و مجتمعا ينتشر فيه العنف ضد المرأة و تشرع فيه جرائم الشرف و غيرها من الموبقات البعيدة عن روح الشريعة السمحاء،غير أن هذا لا يضير الإسلام في شيء و ان هذه الممارسات التي يقوم بها المتسمون باسم الإسلام لا تعبر عن موقف الإسلام الحقيقي و لا تكشف عن نظرته لمكانة المرأة و حقوقها.
    إن الموضوعية و الإنصاف يفترض بالذين يوجهون سهام الافتراء للإسلام حقدا من عند أنفسهم أن يتورعوا و أن يتبينوا أما إنه قد يرمي الرامي و تخطئ السهام و يحيل الكلام،و باطل ذلك يبور و الله سميع و شهيد.
    أما انه ليس بين الحق و الباطل إلا أربعة أصابع: الباطل أن تقول سمعت و الحق أن تقول رأيت..
    .......
    موقع البلاغ.



      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 4:37 pm