العراق...فشل الساسة يسهم بحصد ارواح الابرياء.
........
لا تزال الخلافات السياسية في العراق قائمة بين الكتل و الاحزاب التي ابتعدت عن هموم الشارع العراقي الذي تأثر كثيرا بهذا الفشل السياسي بسبب الخلافات و التناحر المستمر لأجل الحصول على بعض الامتيازات و المكاسب الشخصية،و يرى بعض المراقبين ان الصراع السياسي في العراق هو اليوم صراع سلطوي بين بعض الرموز و القادة يضاف الى ذلك وجود بعض المخططات الخارجية من دول اقليمية و عربية بهدف زيادة حدة الخلاف و افتعال المزيد من الازمات من خلال تسخير جميع امكانياتها لجعل العراق بلد تابع لها و راضخ لكل قرارتها التي تنفذ بواسطة اجندة سياسية ذات ثقل في الساحة العراقية،و في ما يخص الازمة السياسية الاخيرة و التي تدعو الى سحب الثقة من الحكومة الحالية و التي اسهمت بخلق حالة من عدم الاستقرار في البلاد و يرى بعض الخبراء ان خصوم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد فشلوا في حشد تأييد كاف لسحب الثقة من حكومته مما يطيل أمد الأزمة التي تواجهها الحكومة بشأن تقاسم السلطة بين الكتل السُنية و الشيعية و الكُردية.
و كان من شأن نجاح هذه الخطوة أن يواجه المالكي أكبر تحد على مدى ست سنوات في الحكم إذ كانت ستؤدي الى سقوط الحكومة و تصاعد حدة التوتر الطائفي في بلد ما زال يتعافى من سنوات الحرب.
و قال الرئيس العراقي جلال الطالباني -الزعيم الكردي المخضرم- ان معارضي المالكي فشلوا في جمع ما يكفي من توقيعات النواب في البرلمان لإقناعه بمطالبة البرلمان بالتصويت على سحب الثقة من الحكومة.
و دعا الطالباني إلى جمع التوقيعات كدليل على ان خصوم المالكي يملكون ما يكفي من الدعم قبل ان يرسل رسالة إلى البرلمان يدعوه إلى التصويت.
و ينص الدستور العراقي على ضرورة تصويت أكثر من نصف اعضاء البرلمان الذي يبلغ عدد اعضائه 325 نائبا ضد المالكي لإسقاط حكومته.
و قال مكتب الطالباني في بيان "في ضوء ذلك و نظرا لعدم اكتمال النصاب فإن رسالة فخامة رئيس الجمهورية - رغم جاهزية نصها - لم تبلغ الى مجلس النواب الموقر." و قال البيان ان اللجنة التي كلفها الرئيس بالتدقيق "قد استلمت توقيعات 160 نائبا من ائتلاف العراقية و تحالف القوى الكردستانية و كتلة الأحرار و عدد من النواب المستقلين.
و أُضيفت اليهم لاحقا قائمة بأسماء عدد من نواب الاتحاد الوطني الكردستاني.و لاحقا قام 11 من النواب الموقعين سابقا بإبلاغ مكتب رئيس الجمهورية بسحب تواقيعهم بينما طلب نائبان آخران تعليق توقيعيهما.".
......
و منذ انسحاب آخر جندي أمريكي من العراق في ديسمبر كانون الاول بعد نحو تسع سنوات من الغزو الذي أطاح بصدام حسين يشهد العراق اضطرابا سياسيا بين الكتل المشاركة في الائتلاف الهش متعدد الطوائف الحاكم للبلاد.
و يقود السنة و الاكراد حملة لسحب الثقة لكن نواب البرلمان المتحالفين مع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر انضموا اليهم مؤخرا.
و من بين الخيارات أمام خصوم المالكي محاولة دعوة رئيس الحكومة للاستجواب أمام البرلمان أملا في ان يؤدي بشكل سيء مما يعزز الدعوة إلى سحب الثقة منه.لكن ذلك سيتطلب تصويت أغلبية النواب ضده فضلا عن ضيق الوقت مع اقتراب شهر رمضان الشهر القادم و هو وقت تتوقف فيه الانشطة السياسية في العراق بشكل شبه كامل.بحسب رويترز.
و قال ريدار فيسر محرر موقع هيستوريا على الانترنت "لم يبق للمعارضة سوى الخيار الاكثر استهلاكا للوقت و هو استجواب المالكي امام البرلمان ثم طرح الثقة بناء على ذلك.و يملك التحالف الوطني الذي يقوده المالكي العدد الاكبر من النواب في مجلس النواب العراقي و لم ينجح خصومه في تشكيل جبهة موحدة ضد رئيس الوزراء الذي يجيد بناء التحالفات و استغلال الانقسامات التي خلفها عهد صدام حسين.
و تراجع العنف بشكل كبير في العراق لكن الاسلاميين السنة الذين تربطهم صلات بتنظيم القاعدة ما زالوا قادرين على شن هجمات و يستهدفون غالبا اهدافا شيعية في محاولة لإشعال صراع طائفي دفع البلاد الى شفا حرب أهلية عامي 2006 و2007 .
..........
منع المسيرات ذات الطابع العسكري.
من جهة اخرى امر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بمنع المسيرات التي تحمل "طابعا عسكريا"، و عدم "استغلال" المناسبات الدينية للقيام بممارسات "لا تتعلق بهذه الزيارات".
و جاء في بيان وزعه المكتب الاعلامي للمالكي ان رئيس الوزراء اعلن خلال اجتماع لخلية الازمة بحضور كبار المسؤولين الامنيين "تمنع منعا باتا و بشكل مشدد التجمعات و المظاهرات و المسيرات ذات الطابع العسكري".
و امر المالكي ايضا ب"عدم السماح باستغلال المناسبات الدينية و القيام باية ممارسات لا تتعلق بالزيارات في بغداد و جميع المحافظات،و محاسبة المخالفين لهذه التعليمات".
و تنظم بعض التيارات الشيعية مسيرات ذات طابع عسكري خلال احياء ذكرى وفاة الامام موسى الكاظم،سابع الائمة الاثني عشر لدى الشيعة،و كان التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر نظم خلال الاشهر الماضية عدة مسيرات لم تكن مسلحة لكنها حملت طابعا عسكريا اذ ارتدى المشاركون فيها لباسا عسكريا و ساروا ضمن مجوعات.كما ان جماعة عصائب الحق المنشقة عن التيار الصدري نظمت استعراضا عسكريا في الكاظمية لدى افتتاح مكتب لها هناك.
......
مقتدى الصدر.
طالب الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر الامم المتحدة التدخل لمعالجة الازمة السياسية التي يمر فيها العراق منذ اشهر،بحسب مصدر مقرب منه.و قال المصدر رافضا الكشف عن اسمه ان "الصدر بعث رسالة الى الامين العام للامم المتحدة عبر ممثلها في العراق مارتن كوبلر يطالبها بان تضطلع بدورها في الازمة الحالية التي يمر بها العراق خصوصا في مجال انعدام الشراكة و التفرد بادارة الدولة و التعدي على الحريات و اجراءات المعتقلات".بحسب فرنس برس.
كما اشار الصدر في رسالته الى "انعدام العدالة و التدخل في مؤسسات الدولة العراقية".
و انضم الصدر الذي يمثل تياره 40 نائبا في البرلمان ضمن التحالف الشيعي الحاكم،الى خصوم رئيس الوزراء نوري المالكي المطالبين بسحب الثقة منه و اتهمه بالتفرد بالسلطة و سوء ادارة البلاد. و نقل الرسالة الى ممثل الامين العام في بغداد وفدا من كبار قيادات التيار الصدري بينهم السيد مصطفى اليعقوبي و حيدر الجابري و النائب بهاء الاعرجي،وفقا للمصدر نفسه.
...........
يوم دموي.
في السياق ذاته و فيما يخص الجانب الامني فقد استهدف مهاجمون زوارا شيعة يحيون ذكرى دينية في بغداد و في أنحاء العراق مما أسفر عن سقوط أكثر من 70 قتيلا في واحد من أكثر الأيام دموية منذ انسحاب آخر قوات امريكية من البلاد في ديسمبر كانون الأول.و نفذ التفجيرات فيما يبدو مقاتلون من السنة كثيرا ما يهاجمون أهدافا شيعية لمحاولة تجديد العنف الطائفي الذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف في 2006-2007.
و مع نشوء أزمة بين الأحزاب السنية و الشيعية و الكردية تهدد بانهيار اتفاق تقسيم السلطة أحيت الهجمات مخاوف من أن العراق ربما يعود إلى العنف الطائفي.
و يعد هذا أسوأ ايام العنف منذ أوائل يناير كانون الثاني عندما انفجرت أربع قنابل في بغداد مما أسفر عن مقتل 73 كما تمثل الهجمات أحدث موجة من التفجيرات التي تستهدف مواقع دينية شيعية.
و لقي 30 شخصا على الأقل حتفهم عندما استهدفت أربعة تفجيرات الزوار في أنحاء بغداد بينما كانوا ينظمون مسيرات في أنحاء المدينة لإحياء ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم.
و انفجرت سيارة ملغومة امام مسجد للشيعة في بغداد بينما وقع تفجير آخر وسط مجموعات من الزوار بينما كانوا يأخذون قسطا من الراحة في خيام على امتداد الطريق إلى مزار في حي الكاظمية.
و قال الشرطي واثق مهنى الذي كانت دوريته متمركزة قرب موقع الانفجار في منطقة الكرادة إن مجموعة من الزوار كانوا يسيرون و مروا على خيمة تقدم الطعام و المشروبات حين انفجرت فجأة سيارة بالقرب منهم.
و أضاف ان الناس كانوا يركضون مخضبين بالدماء و الجثث متناثرة على الأرض.و في هجوم منفصل في مدينة الحلة التي تسكنها أغلبية شيعية في جنوب البلاد قالت الشرطة إن سيارتين ملغومتين انفجرتا بشكل متزامن أمام مطعمين يرتادهما أفراد في قوات أمنية مما أسفر عن سقوط 22 قتيلا.
و افادت ان احد التفجيرين نفذه انتحاري.و قال ميثم صاحب الذي يملك مطعما في الحلة قرب موقع الانفجار إنه عندما توقفت حافلة صغيرة تقل رجال شرطة قرب المطاعم انفجرت سيارة قريبة من الحافلة.و أضاف "كان مشهدا موجعا.ضج المان بصفارات سيارات الإسعاف و صراخ الجرحى." بحسب رويترز.
و قال مصدر في وزارة الداخلية ان "تسعة اشخاص قتلوا في انفجار سيارة مفخخة مركونة على جانب الطريق قرب مجمع المشن في جنوب بغداد"،فيما "قتل سبعة اشخاص و اصيب 20 بجروح بانفجار سيارة مفخخة في الكاظمية" في شمال بغداد.
و اضاف ان "ثلاثة عناصر من الشرطة قتلوا في هجومين مسلحين في منطقة السيدية" في جنوب بغداد، كما اصيب اربعة اشخاص في انفجار اربع عبوات ناسفة استهدفت منزلين في العامرية و حي الجامعة في غرب بغداد.
و اعلن المصدر الامني عن مقتل شخص و اصابة 10 في انفجار سيارة مفخخة قرب حسينية في الكريعات في شمال بغداد،بينما اكد مصدر طبي رسمي مقتل ستة اشخاص و اصابة 25 في الهجوم.
و في المدائن (30 كلم جنوب غرب بغداد) قتل ثلاثة اشخاص و اصيب 12 بجروح في انفجار سيارة مفخخة،و قتل شخصان آخران و اصيب سبعة بجروح في النهروان على الطرف الجنوبي لبغداد،فيما اصيب ثلاثة بجروح بانفجار عبوة قرب حسينية في المحمودية (30 كلم جنوب غرب بغداد)،بحسب المصدر في وزارة الداخلية.
و اعلن نقيب في الشرطة عن "مقتل شخصين و اصابة ستة بجروح في انفجار سيارة مفخخة قرب مطعم في العزيزية" (70 كلم جنوب بغداد)،و قد اكد مصدر طبي في المستشفى تلقي جثتين.
و ذكر مقدم في الشرطة ان "خمسة اشخاص قتلوا و اصيب 30 بانفجار سيارتين مفخختين في وسط بلد" (70 كلم شمال بغداد)،و قد اكد مسؤول محلي الحصيلة،مشيرا الى ان احدى السيارتين استهدفت مقرا للوقف الشيعي.
و في الحلة (95 كلم جنوب بغداد) قال نقيب في الشرطة ان "سيارتين مفخختين انفجرتا في وسط الحلة ما ادى الى مقتل 19 شخصا واصابة 48".و اكد الطبيب علي الخفاجي من مستشفى الحلة الجراحي تلقي جثث 19 ضحية.
و اعلن مسؤول في وزارة الصحة ان "24 شخصا اصيبوا بجروح في انفجار سيارة مفخخة في منطقة طويريج على بعد نحو 10 كلم من شمال كربلاء" (110 كلم جنوب بغداد).
و ذكر عقيد في شرطة بعقوبة (60 كلم شمال بغداد) ان "اربعة اشخاص قتلوا و اصيب سبعة آخرون في انفجار تسع عبوات ناسفة في اطراف بعقوبة،بينما اصيب اربعة من الشرطة في سيارة مفخخة استهدفت دوريتهم شرق المدينة و قتل رجل و اصيب ثلاثة من افراد عائلته بهجوم مسلح شمال بعقوبة".
و اكد مصدر طبي في مستشفى بعقوبة تلقي جثث خمسة اشخاص.و في وقت لاحق،اعلن عقيد في الجيش العراقي عن وقوع سلسلة هجمات جديدة في بعقوبة،قتل فيها اربعة اشخاص و اصيب 30 بجروح،و شملت انفجار سيارة مفخخة و هجومين مسلحين و انفجار عبوتين ناسفتين.
و في الموصل (350 كلم شمال بغداد) انفجرت سيارة مفخخة شرق المدينة ما ادى الى اصابة ثلاثة اشخاص بجروح،وفقا لمصدر امني.و قتل شخص على الاقل و اصيب 17 في انفجار ثلاث سيارات مفخخة في كركوك (240 كلم شمال بغداد).بحسب فرنس برس.
و في حين تراجع العنف بصورة كبيرة منذ اوج الصراع الطائفي الذي اعقب الغزو الأمريكي عام 2003 فما يزال المسلحون قادرين على شن هجمات.و ما زالت تفجيرات كبيرة تحدث مرة واحدة على الأقل في الشهر و عادة ما تستهدف قوات الامن أو مصالح حكومية أو أهدافا شيعية.
و منذ انسحاب آخر جندي امريكي في ديسمبر كانون الأول تصاعدت ايضا التوترات السياسية.
........
تنظيم القاعدة يتبنى.
على صعيد متصل تبنى تنظيم القاعدة الاحد الهجوم الانتحاري الذي استهدف مقر الوقف الشيعي في بغداد قبل نحو اسبوع و قتل فيه 25 شخصا،بحسب ما جاء في بيان نشره موقع "سايت" المتخصص في الجماعات الاسلامية و مواقع تعنى باخبار التنظيم.
و جاء في البيان الذي حمل توقيع تنظيم دولة العراق الاسلامية،الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، "انطلق احد ابناء السنة الغيارى في صولة سريعة على الوكر الخبيث المسمى +دائرة الوقف الشيعي+ بمنطقة باب المعظم في رصافة بغداد،و الذي كان حتى وقت قريب جزءا من اوقاف اهل السنة قبل ان يغتصبه الرافضة المشركون".
و اضاف "تمكن اخونا الاستشهادي البطل بتيسير و توفيقٍ رباني من اقتحام المقر الذي تم تحصينه و احاطته بالقواعد العسكرية و نقاط التفتيش و الجدران الاسمنتية،و تفجير سيارته في الباحة الداخلية".
و ذكر البيان الذي نشره موقع "شبكة الجهاد العالمي" ان الهجوم ادى الى "تدمير معظم الهيكل الداخلي للبناية و اجزاء كبيرة من هيكله الخارجي و لم يخرج من انقاض المقر بفضل الله احد سالما في جسده او عقله".
و اعتبر التنظيم في بيانه ان هذا الهجوم يشكل "رسالة اولى بلون الدم و رائحة الموت و صوت يصم آذانكم" موجهة الى "الرافضة الصفويين"،في اشارة الى الشيعة،محذرا من ان "ما سيأتيكم باذن الله اشد منه و انكى".
و قتل 25 شخصا على الاقل و اصيب العشرات بجروح في هجوم انتحاري استهدف مقر الوقف الشيعي في بغداد،ما اثار مخاوف و تحذيرات من امكان انزلاق البلاد مجددا نحو العنف الطائفي.
و دعا الوقف الشيعي عقب الهجوم ابناء الطائفة الى "وأد الفتنة" لتجنب اندلاع "حرب اهلية" في العراق،رافضا اتهام جهة محددة،فيما سارع ديوان الوقف السني الى ادانة العملية "الجبانة و المتطرفة". بحسب فرنس برس.
و جاء الهجوم بعدما اثار قرار الوقف الشيعي بتملك اوقاف مدينة سامراء (110 كلم شمال بغداد) استياء قيادات سنية،لاسيما مرقد الامامين العسكريين الذي تعرض للتفجير العام 2006 ما دفع البلاد نحو نزاع طائفي دام.
و امر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بايقاف الاستملاكات التابعة للوقفين السني و الشيعي في انحاء البلاد،و دعا الوقفين للجوء الى المحكمة الاتحادية في حال الخلاف.
.........
شبكة النبأ المعلوماتية-السبت 16/حزيران/2012
........
لا تزال الخلافات السياسية في العراق قائمة بين الكتل و الاحزاب التي ابتعدت عن هموم الشارع العراقي الذي تأثر كثيرا بهذا الفشل السياسي بسبب الخلافات و التناحر المستمر لأجل الحصول على بعض الامتيازات و المكاسب الشخصية،و يرى بعض المراقبين ان الصراع السياسي في العراق هو اليوم صراع سلطوي بين بعض الرموز و القادة يضاف الى ذلك وجود بعض المخططات الخارجية من دول اقليمية و عربية بهدف زيادة حدة الخلاف و افتعال المزيد من الازمات من خلال تسخير جميع امكانياتها لجعل العراق بلد تابع لها و راضخ لكل قرارتها التي تنفذ بواسطة اجندة سياسية ذات ثقل في الساحة العراقية،و في ما يخص الازمة السياسية الاخيرة و التي تدعو الى سحب الثقة من الحكومة الحالية و التي اسهمت بخلق حالة من عدم الاستقرار في البلاد و يرى بعض الخبراء ان خصوم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد فشلوا في حشد تأييد كاف لسحب الثقة من حكومته مما يطيل أمد الأزمة التي تواجهها الحكومة بشأن تقاسم السلطة بين الكتل السُنية و الشيعية و الكُردية.
و كان من شأن نجاح هذه الخطوة أن يواجه المالكي أكبر تحد على مدى ست سنوات في الحكم إذ كانت ستؤدي الى سقوط الحكومة و تصاعد حدة التوتر الطائفي في بلد ما زال يتعافى من سنوات الحرب.
و قال الرئيس العراقي جلال الطالباني -الزعيم الكردي المخضرم- ان معارضي المالكي فشلوا في جمع ما يكفي من توقيعات النواب في البرلمان لإقناعه بمطالبة البرلمان بالتصويت على سحب الثقة من الحكومة.
و دعا الطالباني إلى جمع التوقيعات كدليل على ان خصوم المالكي يملكون ما يكفي من الدعم قبل ان يرسل رسالة إلى البرلمان يدعوه إلى التصويت.
و ينص الدستور العراقي على ضرورة تصويت أكثر من نصف اعضاء البرلمان الذي يبلغ عدد اعضائه 325 نائبا ضد المالكي لإسقاط حكومته.
و قال مكتب الطالباني في بيان "في ضوء ذلك و نظرا لعدم اكتمال النصاب فإن رسالة فخامة رئيس الجمهورية - رغم جاهزية نصها - لم تبلغ الى مجلس النواب الموقر." و قال البيان ان اللجنة التي كلفها الرئيس بالتدقيق "قد استلمت توقيعات 160 نائبا من ائتلاف العراقية و تحالف القوى الكردستانية و كتلة الأحرار و عدد من النواب المستقلين.
و أُضيفت اليهم لاحقا قائمة بأسماء عدد من نواب الاتحاد الوطني الكردستاني.و لاحقا قام 11 من النواب الموقعين سابقا بإبلاغ مكتب رئيس الجمهورية بسحب تواقيعهم بينما طلب نائبان آخران تعليق توقيعيهما.".
......
و منذ انسحاب آخر جندي أمريكي من العراق في ديسمبر كانون الاول بعد نحو تسع سنوات من الغزو الذي أطاح بصدام حسين يشهد العراق اضطرابا سياسيا بين الكتل المشاركة في الائتلاف الهش متعدد الطوائف الحاكم للبلاد.
و يقود السنة و الاكراد حملة لسحب الثقة لكن نواب البرلمان المتحالفين مع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر انضموا اليهم مؤخرا.
و من بين الخيارات أمام خصوم المالكي محاولة دعوة رئيس الحكومة للاستجواب أمام البرلمان أملا في ان يؤدي بشكل سيء مما يعزز الدعوة إلى سحب الثقة منه.لكن ذلك سيتطلب تصويت أغلبية النواب ضده فضلا عن ضيق الوقت مع اقتراب شهر رمضان الشهر القادم و هو وقت تتوقف فيه الانشطة السياسية في العراق بشكل شبه كامل.بحسب رويترز.
و قال ريدار فيسر محرر موقع هيستوريا على الانترنت "لم يبق للمعارضة سوى الخيار الاكثر استهلاكا للوقت و هو استجواب المالكي امام البرلمان ثم طرح الثقة بناء على ذلك.و يملك التحالف الوطني الذي يقوده المالكي العدد الاكبر من النواب في مجلس النواب العراقي و لم ينجح خصومه في تشكيل جبهة موحدة ضد رئيس الوزراء الذي يجيد بناء التحالفات و استغلال الانقسامات التي خلفها عهد صدام حسين.
و تراجع العنف بشكل كبير في العراق لكن الاسلاميين السنة الذين تربطهم صلات بتنظيم القاعدة ما زالوا قادرين على شن هجمات و يستهدفون غالبا اهدافا شيعية في محاولة لإشعال صراع طائفي دفع البلاد الى شفا حرب أهلية عامي 2006 و2007 .
..........
منع المسيرات ذات الطابع العسكري.
من جهة اخرى امر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بمنع المسيرات التي تحمل "طابعا عسكريا"، و عدم "استغلال" المناسبات الدينية للقيام بممارسات "لا تتعلق بهذه الزيارات".
و جاء في بيان وزعه المكتب الاعلامي للمالكي ان رئيس الوزراء اعلن خلال اجتماع لخلية الازمة بحضور كبار المسؤولين الامنيين "تمنع منعا باتا و بشكل مشدد التجمعات و المظاهرات و المسيرات ذات الطابع العسكري".
و امر المالكي ايضا ب"عدم السماح باستغلال المناسبات الدينية و القيام باية ممارسات لا تتعلق بالزيارات في بغداد و جميع المحافظات،و محاسبة المخالفين لهذه التعليمات".
و تنظم بعض التيارات الشيعية مسيرات ذات طابع عسكري خلال احياء ذكرى وفاة الامام موسى الكاظم،سابع الائمة الاثني عشر لدى الشيعة،و كان التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر نظم خلال الاشهر الماضية عدة مسيرات لم تكن مسلحة لكنها حملت طابعا عسكريا اذ ارتدى المشاركون فيها لباسا عسكريا و ساروا ضمن مجوعات.كما ان جماعة عصائب الحق المنشقة عن التيار الصدري نظمت استعراضا عسكريا في الكاظمية لدى افتتاح مكتب لها هناك.
......
مقتدى الصدر.
طالب الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر الامم المتحدة التدخل لمعالجة الازمة السياسية التي يمر فيها العراق منذ اشهر،بحسب مصدر مقرب منه.و قال المصدر رافضا الكشف عن اسمه ان "الصدر بعث رسالة الى الامين العام للامم المتحدة عبر ممثلها في العراق مارتن كوبلر يطالبها بان تضطلع بدورها في الازمة الحالية التي يمر بها العراق خصوصا في مجال انعدام الشراكة و التفرد بادارة الدولة و التعدي على الحريات و اجراءات المعتقلات".بحسب فرنس برس.
كما اشار الصدر في رسالته الى "انعدام العدالة و التدخل في مؤسسات الدولة العراقية".
و انضم الصدر الذي يمثل تياره 40 نائبا في البرلمان ضمن التحالف الشيعي الحاكم،الى خصوم رئيس الوزراء نوري المالكي المطالبين بسحب الثقة منه و اتهمه بالتفرد بالسلطة و سوء ادارة البلاد. و نقل الرسالة الى ممثل الامين العام في بغداد وفدا من كبار قيادات التيار الصدري بينهم السيد مصطفى اليعقوبي و حيدر الجابري و النائب بهاء الاعرجي،وفقا للمصدر نفسه.
...........
يوم دموي.
في السياق ذاته و فيما يخص الجانب الامني فقد استهدف مهاجمون زوارا شيعة يحيون ذكرى دينية في بغداد و في أنحاء العراق مما أسفر عن سقوط أكثر من 70 قتيلا في واحد من أكثر الأيام دموية منذ انسحاب آخر قوات امريكية من البلاد في ديسمبر كانون الأول.و نفذ التفجيرات فيما يبدو مقاتلون من السنة كثيرا ما يهاجمون أهدافا شيعية لمحاولة تجديد العنف الطائفي الذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف في 2006-2007.
و مع نشوء أزمة بين الأحزاب السنية و الشيعية و الكردية تهدد بانهيار اتفاق تقسيم السلطة أحيت الهجمات مخاوف من أن العراق ربما يعود إلى العنف الطائفي.
و يعد هذا أسوأ ايام العنف منذ أوائل يناير كانون الثاني عندما انفجرت أربع قنابل في بغداد مما أسفر عن مقتل 73 كما تمثل الهجمات أحدث موجة من التفجيرات التي تستهدف مواقع دينية شيعية.
و لقي 30 شخصا على الأقل حتفهم عندما استهدفت أربعة تفجيرات الزوار في أنحاء بغداد بينما كانوا ينظمون مسيرات في أنحاء المدينة لإحياء ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم.
و انفجرت سيارة ملغومة امام مسجد للشيعة في بغداد بينما وقع تفجير آخر وسط مجموعات من الزوار بينما كانوا يأخذون قسطا من الراحة في خيام على امتداد الطريق إلى مزار في حي الكاظمية.
و قال الشرطي واثق مهنى الذي كانت دوريته متمركزة قرب موقع الانفجار في منطقة الكرادة إن مجموعة من الزوار كانوا يسيرون و مروا على خيمة تقدم الطعام و المشروبات حين انفجرت فجأة سيارة بالقرب منهم.
و أضاف ان الناس كانوا يركضون مخضبين بالدماء و الجثث متناثرة على الأرض.و في هجوم منفصل في مدينة الحلة التي تسكنها أغلبية شيعية في جنوب البلاد قالت الشرطة إن سيارتين ملغومتين انفجرتا بشكل متزامن أمام مطعمين يرتادهما أفراد في قوات أمنية مما أسفر عن سقوط 22 قتيلا.
و افادت ان احد التفجيرين نفذه انتحاري.و قال ميثم صاحب الذي يملك مطعما في الحلة قرب موقع الانفجار إنه عندما توقفت حافلة صغيرة تقل رجال شرطة قرب المطاعم انفجرت سيارة قريبة من الحافلة.و أضاف "كان مشهدا موجعا.ضج المان بصفارات سيارات الإسعاف و صراخ الجرحى." بحسب رويترز.
و قال مصدر في وزارة الداخلية ان "تسعة اشخاص قتلوا في انفجار سيارة مفخخة مركونة على جانب الطريق قرب مجمع المشن في جنوب بغداد"،فيما "قتل سبعة اشخاص و اصيب 20 بجروح بانفجار سيارة مفخخة في الكاظمية" في شمال بغداد.
و اضاف ان "ثلاثة عناصر من الشرطة قتلوا في هجومين مسلحين في منطقة السيدية" في جنوب بغداد، كما اصيب اربعة اشخاص في انفجار اربع عبوات ناسفة استهدفت منزلين في العامرية و حي الجامعة في غرب بغداد.
و اعلن المصدر الامني عن مقتل شخص و اصابة 10 في انفجار سيارة مفخخة قرب حسينية في الكريعات في شمال بغداد،بينما اكد مصدر طبي رسمي مقتل ستة اشخاص و اصابة 25 في الهجوم.
و في المدائن (30 كلم جنوب غرب بغداد) قتل ثلاثة اشخاص و اصيب 12 بجروح في انفجار سيارة مفخخة،و قتل شخصان آخران و اصيب سبعة بجروح في النهروان على الطرف الجنوبي لبغداد،فيما اصيب ثلاثة بجروح بانفجار عبوة قرب حسينية في المحمودية (30 كلم جنوب غرب بغداد)،بحسب المصدر في وزارة الداخلية.
و اعلن نقيب في الشرطة عن "مقتل شخصين و اصابة ستة بجروح في انفجار سيارة مفخخة قرب مطعم في العزيزية" (70 كلم جنوب بغداد)،و قد اكد مصدر طبي في المستشفى تلقي جثتين.
و ذكر مقدم في الشرطة ان "خمسة اشخاص قتلوا و اصيب 30 بانفجار سيارتين مفخختين في وسط بلد" (70 كلم شمال بغداد)،و قد اكد مسؤول محلي الحصيلة،مشيرا الى ان احدى السيارتين استهدفت مقرا للوقف الشيعي.
و في الحلة (95 كلم جنوب بغداد) قال نقيب في الشرطة ان "سيارتين مفخختين انفجرتا في وسط الحلة ما ادى الى مقتل 19 شخصا واصابة 48".و اكد الطبيب علي الخفاجي من مستشفى الحلة الجراحي تلقي جثث 19 ضحية.
و اعلن مسؤول في وزارة الصحة ان "24 شخصا اصيبوا بجروح في انفجار سيارة مفخخة في منطقة طويريج على بعد نحو 10 كلم من شمال كربلاء" (110 كلم جنوب بغداد).
و ذكر عقيد في شرطة بعقوبة (60 كلم شمال بغداد) ان "اربعة اشخاص قتلوا و اصيب سبعة آخرون في انفجار تسع عبوات ناسفة في اطراف بعقوبة،بينما اصيب اربعة من الشرطة في سيارة مفخخة استهدفت دوريتهم شرق المدينة و قتل رجل و اصيب ثلاثة من افراد عائلته بهجوم مسلح شمال بعقوبة".
و اكد مصدر طبي في مستشفى بعقوبة تلقي جثث خمسة اشخاص.و في وقت لاحق،اعلن عقيد في الجيش العراقي عن وقوع سلسلة هجمات جديدة في بعقوبة،قتل فيها اربعة اشخاص و اصيب 30 بجروح،و شملت انفجار سيارة مفخخة و هجومين مسلحين و انفجار عبوتين ناسفتين.
و في الموصل (350 كلم شمال بغداد) انفجرت سيارة مفخخة شرق المدينة ما ادى الى اصابة ثلاثة اشخاص بجروح،وفقا لمصدر امني.و قتل شخص على الاقل و اصيب 17 في انفجار ثلاث سيارات مفخخة في كركوك (240 كلم شمال بغداد).بحسب فرنس برس.
و في حين تراجع العنف بصورة كبيرة منذ اوج الصراع الطائفي الذي اعقب الغزو الأمريكي عام 2003 فما يزال المسلحون قادرين على شن هجمات.و ما زالت تفجيرات كبيرة تحدث مرة واحدة على الأقل في الشهر و عادة ما تستهدف قوات الامن أو مصالح حكومية أو أهدافا شيعية.
و منذ انسحاب آخر جندي امريكي في ديسمبر كانون الأول تصاعدت ايضا التوترات السياسية.
........
تنظيم القاعدة يتبنى.
على صعيد متصل تبنى تنظيم القاعدة الاحد الهجوم الانتحاري الذي استهدف مقر الوقف الشيعي في بغداد قبل نحو اسبوع و قتل فيه 25 شخصا،بحسب ما جاء في بيان نشره موقع "سايت" المتخصص في الجماعات الاسلامية و مواقع تعنى باخبار التنظيم.
و جاء في البيان الذي حمل توقيع تنظيم دولة العراق الاسلامية،الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، "انطلق احد ابناء السنة الغيارى في صولة سريعة على الوكر الخبيث المسمى +دائرة الوقف الشيعي+ بمنطقة باب المعظم في رصافة بغداد،و الذي كان حتى وقت قريب جزءا من اوقاف اهل السنة قبل ان يغتصبه الرافضة المشركون".
و اضاف "تمكن اخونا الاستشهادي البطل بتيسير و توفيقٍ رباني من اقتحام المقر الذي تم تحصينه و احاطته بالقواعد العسكرية و نقاط التفتيش و الجدران الاسمنتية،و تفجير سيارته في الباحة الداخلية".
و ذكر البيان الذي نشره موقع "شبكة الجهاد العالمي" ان الهجوم ادى الى "تدمير معظم الهيكل الداخلي للبناية و اجزاء كبيرة من هيكله الخارجي و لم يخرج من انقاض المقر بفضل الله احد سالما في جسده او عقله".
و اعتبر التنظيم في بيانه ان هذا الهجوم يشكل "رسالة اولى بلون الدم و رائحة الموت و صوت يصم آذانكم" موجهة الى "الرافضة الصفويين"،في اشارة الى الشيعة،محذرا من ان "ما سيأتيكم باذن الله اشد منه و انكى".
و قتل 25 شخصا على الاقل و اصيب العشرات بجروح في هجوم انتحاري استهدف مقر الوقف الشيعي في بغداد،ما اثار مخاوف و تحذيرات من امكان انزلاق البلاد مجددا نحو العنف الطائفي.
و دعا الوقف الشيعي عقب الهجوم ابناء الطائفة الى "وأد الفتنة" لتجنب اندلاع "حرب اهلية" في العراق،رافضا اتهام جهة محددة،فيما سارع ديوان الوقف السني الى ادانة العملية "الجبانة و المتطرفة". بحسب فرنس برس.
و جاء الهجوم بعدما اثار قرار الوقف الشيعي بتملك اوقاف مدينة سامراء (110 كلم شمال بغداد) استياء قيادات سنية،لاسيما مرقد الامامين العسكريين الذي تعرض للتفجير العام 2006 ما دفع البلاد نحو نزاع طائفي دام.
و امر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بايقاف الاستملاكات التابعة للوقفين السني و الشيعي في انحاء البلاد،و دعا الوقفين للجوء الى المحكمة الاتحادية في حال الخلاف.
.........
شبكة النبأ المعلوماتية-السبت 16/حزيران/2012