هروب الشباب من مشاكلهم
الهروب من المشكلة كالهروب من المرض ، أي تركه يستفحل من غير علاج، فقد
يكون العلاج سهلاً في البداية، لكنّه مع الترك والإهمال قد تحدث مضاعفات
ليست بالبال ولا بالحسبان.
وكذلك هي المشكلة فقد يهرب صاحبها من مواجهتها بأساليب متعدِّدة قد يكلّفه
بعضها حياته، ولو كان أعطاها جهده ووقته وتفكيره لكان اهتدى إلى ما يخرجه
من قبضتها.
إنّ البعض من الشبّان يلجأ ـ في سبيل التخلّص من مشكلته ـ إلى بعض الأساليب
المنكرة والمستهجنة وغير الجائزة شرعاً لينجو منها ولو لفترة، فهو يكذب
مثلاً لينال مأربه، أو لينفذ بجلده ، أو يسرق ليلبّي بعض احتياجاته
المادّية ، أو يسدّد بعض ديونه ، أو تراه يغشّ ليجتاز امتحاناً لم يستعد له
بشكل جيِّد ، وأحياناً ينفّس عن مشكلته الخانقة بالعدوان والانفعال
والسباب والشتائم وبغير ذلك من طرق العنف التي تزيد الطين بلّة.
وأخطر من ذلك أن يهرب الشاب من وجه مشكلته ليطمس وجهه وصحّته في المخدّرات
أو المسكّرات ظنّاً منه أ نّها العلاج الشافي والحل الوافي بما تنسيه ـ ولو
بنحو مؤقّت ـ شيئاً من همومه ، في حين أ نّها تجرّ عليه من الهموم
والمشاكل ما يجعله أسير المسكّرات ومدمناً للمخدّرات ومرتكباً للمحرّمات
فيما بقيت مشكلته الأصليّة تراوح مكانها من غير حلّ ، فسرعان ما تتبخّر
المؤثرات المخدّرة أو المسكرة وتطفح المشكلة أو تطفو على السطح من جديد.
ولعلّ أشد وسائل الهروب خطورة هي اقدام صاحب المشكلة على وضع نهاية مأساوية
لحـياته بالانتحار الذي يعتبره بعض اليائسين الفاشلين الحل الأنسب لمشكلة
عويصة أو عدّة مشاكل تعصف بهم ، فلا يرون من سبيل للخلاص من ضغط هذه
المشاكل إلاّ بالخلاص من الحياة نفسها.
فلقد لوحظ في بعض إحصـائيّات الانتحار أنّ حوادثه تقع في السنوات ما بين
( 16 ـ 20 ) سنة وهو عمر المراهقة والبلوغ والشباب، وأ نّه يحصل أحـياناً
لأتفه الأسباب إمّا للانتقام من الآخرين الذين كانوا السـبب في نشوء
المشكلة أو تفاقمها ، أو للتعويض عن حالة كالحـرمان الشديد الذي كان
المنتحر يقاسيه قبل اتّخاذ هذه الخطوة الجنونية أو للفرار من الصعوبات التي
يتصوّر المنتحر في مرحلة ما أنّها غير قابلة للتحمّل وأنّه لم يعد له طاقة
أو قبل بها.
ومع أنّ بعض علماء النفس يرون أنّ الانتحار هو تعبير عن حبّ المنتحر لنفسه
لأ نّه يسعى لتخليصها من عذابها ، إلاّ أ نّنا نعتبر ذلك حبّاً مريضاً
قاتلاً ، فالحياة التي خلقها الله بحكمته وبرحمته كانت وما زالت وسوف تكون
مدرسة يمكن أن نتعلّم منها حلولاً عديدة وليس حلاًّ واحداً للمشاكل التي
نواجهها ، فلماذا نختار أسوأ الحلول أو الحل الوهمي لمشاكلنا..؟
البلاغ
الهروب من المشكلة كالهروب من المرض ، أي تركه يستفحل من غير علاج، فقد
يكون العلاج سهلاً في البداية، لكنّه مع الترك والإهمال قد تحدث مضاعفات
ليست بالبال ولا بالحسبان.
وكذلك هي المشكلة فقد يهرب صاحبها من مواجهتها بأساليب متعدِّدة قد يكلّفه
بعضها حياته، ولو كان أعطاها جهده ووقته وتفكيره لكان اهتدى إلى ما يخرجه
من قبضتها.
إنّ البعض من الشبّان يلجأ ـ في سبيل التخلّص من مشكلته ـ إلى بعض الأساليب
المنكرة والمستهجنة وغير الجائزة شرعاً لينجو منها ولو لفترة، فهو يكذب
مثلاً لينال مأربه، أو لينفذ بجلده ، أو يسرق ليلبّي بعض احتياجاته
المادّية ، أو يسدّد بعض ديونه ، أو تراه يغشّ ليجتاز امتحاناً لم يستعد له
بشكل جيِّد ، وأحياناً ينفّس عن مشكلته الخانقة بالعدوان والانفعال
والسباب والشتائم وبغير ذلك من طرق العنف التي تزيد الطين بلّة.
وأخطر من ذلك أن يهرب الشاب من وجه مشكلته ليطمس وجهه وصحّته في المخدّرات
أو المسكّرات ظنّاً منه أ نّها العلاج الشافي والحل الوافي بما تنسيه ـ ولو
بنحو مؤقّت ـ شيئاً من همومه ، في حين أ نّها تجرّ عليه من الهموم
والمشاكل ما يجعله أسير المسكّرات ومدمناً للمخدّرات ومرتكباً للمحرّمات
فيما بقيت مشكلته الأصليّة تراوح مكانها من غير حلّ ، فسرعان ما تتبخّر
المؤثرات المخدّرة أو المسكرة وتطفح المشكلة أو تطفو على السطح من جديد.
ولعلّ أشد وسائل الهروب خطورة هي اقدام صاحب المشكلة على وضع نهاية مأساوية
لحـياته بالانتحار الذي يعتبره بعض اليائسين الفاشلين الحل الأنسب لمشكلة
عويصة أو عدّة مشاكل تعصف بهم ، فلا يرون من سبيل للخلاص من ضغط هذه
المشاكل إلاّ بالخلاص من الحياة نفسها.
فلقد لوحظ في بعض إحصـائيّات الانتحار أنّ حوادثه تقع في السنوات ما بين
( 16 ـ 20 ) سنة وهو عمر المراهقة والبلوغ والشباب، وأ نّه يحصل أحـياناً
لأتفه الأسباب إمّا للانتقام من الآخرين الذين كانوا السـبب في نشوء
المشكلة أو تفاقمها ، أو للتعويض عن حالة كالحـرمان الشديد الذي كان
المنتحر يقاسيه قبل اتّخاذ هذه الخطوة الجنونية أو للفرار من الصعوبات التي
يتصوّر المنتحر في مرحلة ما أنّها غير قابلة للتحمّل وأنّه لم يعد له طاقة
أو قبل بها.
ومع أنّ بعض علماء النفس يرون أنّ الانتحار هو تعبير عن حبّ المنتحر لنفسه
لأ نّه يسعى لتخليصها من عذابها ، إلاّ أ نّنا نعتبر ذلك حبّاً مريضاً
قاتلاً ، فالحياة التي خلقها الله بحكمته وبرحمته كانت وما زالت وسوف تكون
مدرسة يمكن أن نتعلّم منها حلولاً عديدة وليس حلاًّ واحداً للمشاكل التي
نواجهها ، فلماذا نختار أسوأ الحلول أو الحل الوهمي لمشاكلنا..؟
البلاغ