جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..

جـوهـرة الـونشريس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جـوهـرة الـونشريس

حـيث يلتـقي الـحلم بالـواقع


    ●|▓[ لغتنا إكسير وجودنا.مقاومة دون سلاح.]▓|●

    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    ●|▓[ لغتنا إكسير وجودنا.مقاومة دون سلاح.]▓|● 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    منقول ●|▓[ لغتنا إكسير وجودنا.]▓|●

    مُساهمة من طرف In The Zone الأحد يناير 02, 2011 6:44 pm

    لغتنا إكسير وجودنا




    خطورة أعمال فريق هدم اللغة من الطابور الخامس.



    تجزئة لغوية تجزّئ الأمة
    وحّدوا ألسنتكم تتوحدوا
    مقاومة دون سلاح


    ترددت لحظات قبيل نشر هذا الموضوع باحثا عن مناسبة زمنية يرتبط بها،
    وكانت قد مرت بنا قبل فترة وجيزة مناسبة ما يسمّى "اليوم العالمي للغة
    الأم"، ويمرّ بنا بين حين وحين خبر عابر كما كان عند الحديث عما سمي عام
    اللغة العربية في كل من مصر والأردن، وتحدث أحد الرؤساء العرب قبل فترة في
    خطبة رسمية على غير المعتاد عن ضرورة الاهتمام باللغة العربية، هذا فضلا عن
    أخبار عديدة تمس موقع هذه اللغة العربية فيما "يسمّى" الجامعات العربية،
    بل حتى موقعها في تنشئة أطفالنا وشبيبة بلادنا في مدارسنا "العربية" يتعرض
    للزلزلة والزعزعة، ناهيك عما لا ينقطع من إسفاف أقرب إلى الإجرام بحق هذه
    اللغة واهلها. كنت أبحث عن مناسبة ما لأربط بها الموضوع، فوجدت نفسي بعد
    قليل من البحث غاضبا من نفسي، متسائلا كيف تسرّب إليها ما أشكو منه وأتمنى
    لو عمّت الشكوى منه، أن جعلنا من هذه اللغة العربية أو الحديث عنها مسألة
    مناسبات زمنية ما أو أحداث عابرة ما، وموضوعا من المواضيع كسواه، مما لا
    نكاد نطرحه إلا لماما على هامش المناسبات والأحداث، أو كما لو أنها لغة
    أجنبية علينا أن نتعلمها، وليست لغتنا الأم التي إن فقدناها فقدنا ركيزة
    وجودنا!..
    أو ليس المطلوب أمام ما نعرفه جميعا، هو أن يكون حديثنا عن
    لغتنا وسعينا للذود عنها وهي تحت القصف المستمرّ، ومن خلال ذلك الذود عن
    وجودنا ومستقبلنا.. أن يكون أمرا دائما لا يحتاج إلى مناسبات وقتية؟!..
    أو
    لسنا نساهم من حيث لا ندري أو لا نقصد في التمكين من إقصاء لغتنا عن
    الإسهام في صناعة واقعنا على أسس سليمة قويمة، عندما لا تكون مكانتها ولا
    يكون دورها من الثوابت الراسخة في أذهاننا وعلى أقلامنا وفي حواراتنا وفي
    تصرفاتنا اليومية والمستديمة، الخاصة والعامة، وهي محور أساسي لا غنى عنه
    في ذاته ولا يجوز أن نستغني عنه واقعا لا كلاما، من بين المحاور التي تقوم
    عليها صناعة واقعنا؟..

    تجزئة لغوية تجزّئ الأمة


    اللغة العربية إكسير وجودنا، ليس لأنها "العربية" فحسب، بل هي كذلك على
    كل حال لكون كل لغة قوم تمثل إكسير وجودهم، إن هي ذهبت ذهبوا، وكأني
    بالشاعر القائل إنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا،
    كان يقرر -ربما دون قصد- أن لغة الأمة تضيع عندما تضيع قيمها أو يضعف
    مفعولها في حياتها، فتتخلى فيما تتخلى عن إكسير حياتها، عن الرابط المعرفي
    والانتمائي الواصل ما بين أعضاء جسدها التاريخي الواحد عبر آفاق الأزمان من
    أجيال غابرة وأجيال حاضرة معاصرة وأخرى قادمة في علم الغيب، والواصل ما
    بين أعضاء جسدها الواحد في عالم معاصر، ليتميز بهويته الحضارية بين أمم
    أخرى متميزة بانتماءاتها الحضارية، وليوحد عناصر الأمة جميعا عبر آفاق
    الأمكنة من المعمورة، فوجودهم فيها وجود مشترك على أرض لغة ينتسبون إليها،
    وحيثما كانت بينهم لغة مشتركة للتفاهم والإبداع وللعلم والإنجاز، كان
    لوجودهم ذاك قيمة، وكلما غيّبوا مفعولها فيما بينهم اضمحلت معه قيمتهم
    كأمة، وتفرّقوا فسلّم كل فريق منهم الزمام لأمة من الأمم مع تسليم ألسنة
    أطفالهم للغتها، وجامعاتها، وآدابها، وعلومها، وحتى لمصادرها في صياغة
    تاريخهم وأخلاقهم وقيمهم وأذواقهم.
    أو ليس هذا بعض ما آل إليه وضع من
    يريدون لأهليهم أن يتأمركوا وهم خليجيون، أو يتفرنسوا وهم مغاربة، أو
    يذوبوا بتمزيق الهوية الواحدة إلى هويات محلية، شامية هنا، نبطية هناك،
    مصرية هنالك، ثم تمزيق "النتف" التي سترت بعض عوراتهم المحلية حينا، إلى
    لبنانية ودمشقية وحلبية، أو نبطية حجازية وأخرى يمنية وثالثة كويتية وربما
    سبعة لهجات أخرى في سبع إمارات، ومصرية دلتاوية وأخرى صعيدية وثالثة نوبية
    في السودان؟!..
    ثم يتساءل المتسائلون: ما أسباب انفراد القوى الدولية
    بزعيم بعد زعيم، أو دولة بعد دولة، أو ميدان بعد ميدان، حتى صارت شؤوننا
    جميعا، لا شأننا الواحد المشترك، بضائع مستباحة عند كل طامع؟..
    أو لسنا
    نحن الذين زهدنا ببعضنا وبتواصلنا فزهد عالمنا المعاصر بنا جميعا، ومضينا
    -أو تجمّدنا- منفردين فكل حزب بما لديهم فرحون، أو مجتمعين أحيانا، إنما
    على ترسيخ كل ما لا يجمعنا ولا يوحدنا؟..
    ليست اللغة حروفا وكلمات
    وقواعد وبلاغة، إنما هي المعاني التي تصوغها الحروف والكلمات!..
    وليست
    اللغة أداة لصب المداد في بيانات سياسية وغير سياسية تذاع، ولا لتشحيم آلات
    الترويج والتسويق لبضاعة من البضائع السياسية وغير السياسية في لحظة
    التجزئة العابرة من لحظات تاريخ الأمم.. إنما هي دعامة من دعائم الوعاء
    الحضاري الممتد عبر العصور لكل أمة من الأمم.
    أفلا نرى كيف يتحدث كل
    مسؤول سياسي بلغة سياسية لا يفهمها أو لا يتفهم ما يقول بها سامعوه في قمة
    ولا خارجها، وإننا لو أمعنّا النظر لرأينا من وراء ذلك كيف سبق وانفرد من
    قبلُ بلغة من اللغات أو لهجة من اللهجات، فإذا بها عنده في بلدٍ سيطر فيه
    وشعب تسلّط عليه، هي لغة ما يوصف بفنون وعلوم، ومعصرة ما يسوّق من أفكار
    وآداب، وطاحونة ما يخبز من مناهج للتصورات المسموحة والمحظورة والإبداعات
    الطائشة في كل صوب، وقد يظن من يظنّ أنه يشرّق بها أو يغرّب كما يقال، وما
    حصيلتها إلا أن سيادته انفرد بفرض ما رأى فوق سيادة بلده وإرادة شعبه،
    فانحصرت المناهج في حدود ما يرى، بلغة تئن تحت سياط اعوجاج فكره ولسانه،
    وإعلام قابع بين جدران مخاوفه ومطامعه.
    لهذا يترافق تشعّبُ السبل
    بألسنة مناهجهم ومدارسهم، مع تشعّب السياسات في أحزابهم وأقطارهم، ثم ينفرط
    العقد المصطنع مرة أخرى فتتشعب بهم النزاعات داخل كل قطر من الأقطار وداخل
    كل حزب من الأحزاب.
    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    ●|▓[ لغتنا إكسير وجودنا.مقاومة دون سلاح.]▓|● 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    منقول رد: ●|▓[ لغتنا إكسير وجودنا.مقاومة دون سلاح.]▓|●

    مُساهمة من طرف In The Zone الأحد يناير 02, 2011 6:47 pm

    وحّدوا ألسنتكم تتوحدوا
    ها نحن -كالمعتاد- نغفل عما تعنيه مقولة كما تكونوا يولّ عليكم، فنفرّ
    من مواجهة مسؤولياتنا إلى صبّ جام غضب أقلامنا على من يحمل المسؤولية أكثر
    منها، ويتحكم بمصائرنا دون حق، إلا بقدر ما أعطيناه نحن، طائعين أو مكرهين،
    وفي الحالتين مخطئين، من حبل التمكّن منا ومن مصائرنا.
    إنما هو الإناء
    ينضح بما فيه، ولا نكاد ننضح إلا بمعاول تهدم بيتنا اللغوي المشترك.
    منذا
    الذي يرغم أستاذا جامعيا عندما يتكلّم بالعربية -وقد أصبحت بضاعة نادرة في
    جامعاتنا- ألا يتكلم بها فعلا، فيلجأ إلى العامية، ويأبى أن يتعلم فصاحة
    لغته، مثلما يتعلم مادته الدراسية ليعلمها لسواه، فلا يستوعب لغة قومه
    وتاريخه ولا يستوعب حجم مسؤوليته تجاه أبناء أمته وقد يكون فيهم، بعض
    أبنائه وبناته!..
    إنما هو الإناء ينضح بما فيه، وبات بعضنا يفخر
    بإبداعه أكثر من سواه فيما ينضح عنه!..
    ولننظر إلى أولئك الذين يرون
    أنفسهم مبدعين في أدب أو فن وفي علم أو تقنية وفي تأليف كتاب أو صياغة
    مقال، فهم يسعون سعيا حثيثا -وربما يتوهمون توهما على الأقل- ليبرزوا عبر
    قدرتهم فيما يبدعون من قصة أو مسرحية، وقصيدة شعرية أو ما يسمونه قصيدة،
    ولوحة فنية أو تجربة علمية، وفي كتاب جريء بفكرته أو مقال يتطاول على ثوابت
    الأمة، ولكن -على افتراض أنهم مبدعون حقا- علام تنقطع حدود قدرتهم على
    الإبداع عندما تمسّ قرائحهم لغة أمتهم وهم لها يبدعون، وعما تتأثر به
    مسؤولون!..
    إنما هو الإناء ينضح بما فيه، ولا يفيد أن نحمّل المسؤولية
    سوانا ممّن يصنع بلغتنا شبيه ما نصنع!..
    إذا قيل عن بعض المذيعات في
    الفضائيات وعبر أثير الإذاعات إن اعوجاج ألسنتهن كان مقصودا وفق سياسة
    مرسومة من جانب بعض من يعبثون بثروات الأمة ليفسدوا الأمة في مختلف
    الميادين، فما الذي يمكن قوله عن بعض من تلتقي بهم مذيعة فاتنة أو غير
    فاتنة -أو مذيع قد يبحث عن أسلوب ينافس به زميلته- من مسؤولين سياسيين،
    وخبراء اجتماعيين، وأساتذة جامعيين، وكتاب مبدعين، وغير هؤلاء من فئات
    المثقفين والموهوبين والنخبويين، فتسمع أحدهم أو تراه يخلط خلطا بين عبارة
    ركيكة وبسمة رقيقة، ويتصوّر أن كل ذي لهجة من اللهجات العربية يجب أن يفهم
    لهجته أو ربما يهمه الظهور في لقاء إعلامي أكثر من أن "يُعلم" ما يريد قوله
    عبر الوسيلة "الإعلامية".
    المسؤولية عن إكسير حياتنا مسؤوليتنا جميعا،
    قارئين وكتّابا، أساتذة وطلابا، جمهورا ومبدعين، محكومين وحكاما، فمن أدّى
    ما عليه حيثما استطاع، وما يستطيعه كثير إن صدق نفسه وأمته، أدّى
    مسؤوليته، وربما دفع سواه إلى المشاركة بالمزيد، أما من يشارك في تقاذف
    الاتهامات زاعما تطبيق مقولة "من كان بيته من زجاج فليس له أن يرمي الناس
    بالحجارة"، فلن يفيده عذره عندما تصيب الحجارة بيته الذي يؤويه!..


    عدل سابقا من قبل أن تعرف أكثر في الأحد يناير 02, 2011 6:51 pm عدل 1 مرات
    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    ●|▓[ لغتنا إكسير وجودنا.مقاومة دون سلاح.]▓|● 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    منقول رد: ●|▓[ لغتنا إكسير وجودنا.مقاومة دون سلاح.]▓|●

    مُساهمة من طرف In The Zone الأحد يناير 02, 2011 6:49 pm

    مقاومة
    دون سلاح



    إننا نهرب من تحمّل المسؤولية وأدائها كما ينبغي، عندما تفرغ جعبتنا -أو
    نتردد خشية من سطوة حكوماتنا داخل حدود بلادنا- من مزاعم حصر المسؤولية
    فيها، وإن كانت تحمل من ذلك قسطا كبيرا، وهنا نبحث عن خصم بديل، لنستهدفه
    بسهامنا، فنوجّهها إلى العدو الأمريكي وقد أصبح عدو الجميع، في كل مكان وفي
    كل ميدان، وقد يستحق أكثر من ذلك، أما أن نقول إن مأساتنا مع إكسير
    حياتنا، وهواننا على أنفسنا بهوان لغتنا الأم علينا، أمر يعود إلى ما
    جعلناه مثل عقيدة حتمية جدلية بقولنا إن لغة المسيطر عالميا تفرض نفسها،
    فتسيطر علينا، فليس ذاك سوى من قبيل أن يكذب المرء على الآخرين مرة
    فيصدقوه، ثم يكرر كذبته مرارا حتى يصدق نفسه، وما أصعب أن تنزعه من جلده
    آنذاك!..
    كم استنجد بعضنا بواقع سوانا ليقنع بعضنا الآخر، بأن هذا الذي
    نقول عن ضرورة الأخذ بلغتنا في كل ميدان على طريق النهوض، يعرقل نهوضنا
    وتقدمنا، فلا سقطت لغة الألمان ولا لغة اليابان مع من سقط من ضحايا قنابل
    هيروشيما وناجازاكي ودرسدن وبرلين في الحرب العالمية الثانية المدمّرة، ولا
    بلغ الأمر بين الحلفاء المتنافسين في بسط الهيمنة على العالم من فرنسيين
    وأمريكيين وروس وصينيين، أن وضعوا ألسنتهم في قالب واحد وفق تركيبة ملائمة
    لزعامة انفرادية أو دولة حليفة كبيرة!..
    إنّما صارت هذه الحجج وأمثالها
    التي يمكن أن نستخرج الردود عليها من بطون السجلات التاريخية لنهوض الأمم
    وزوالها، وظهور الحضارات واضمحلالها، حججا لا تؤدي مفعولها في مواجهة من
    يحملون معاول الهدم لينالوا من لغتنا العربية وهي إكسير وجودنا، فالمسألة
    ليست مسألة إقناع، وهم لا يصنعون ذلك "اضطرارا" تحت وطأة ما يفرضه المسيطر
    عالميا، بل يفعلون ذلك "استخذاء" عسى يجدوا لأنفسهم زاوية من الزوايا بين
    أقدام من يعتبرون الخضوع لهيمنته عالميا، غاية تُرتجى وهدفا يهون معه مصير
    أمتهم بأسرها!..
    إن لغتنا العربية إكسير حياتنا، وهؤلاء بات استخذاؤهم
    التبعي إكسير وجودهم على هامش الهامش، وسبب تحوّل الحوار معهم إلى حوار
    طرشان!!
    ألا نرى كيف أن معظم من يساهم في توجيه الطعنات إلى القلب
    والظهر من لغة الشعراء والأدباء والعلماء والفقهاء والمؤرخين والقادة
    والزعماء والنوابغ وغيرهم من العظماء على مر التاريخ.. ألا نرى أن معظمهم
    إن لم نقل جميعهم، هم أنفسهم الذي يعبّئون أقلامهم بأي لغة من اللغات ولهجة
    من اللهجات وأي أسلوب من أساليب التعبير، ليجعلوا منها سيوفا ورماحا
    ورشاشات وقاذفات حمم، ضد كل من يمارس المقاومة، أو يدافع عن المقاومة، أو
    يدعم المقاومة، أو يتحدث بصورة من الصور عما انتشر الاصطلاع على وصفه
    بثقافة المقاومة؟..
    هم يدركون أن ثقافة المقاومة، كثقافة النهوض،
    كثقافة الوحدة، كثقافة البناء، كثقافة الإبداع، لا يتحقق أي منها وأمثالها،
    دون اللغة القويمة السليمة، سلاحا يدافع وعطاء يبني، ومناعة تحفظ ووعاء
    يجمع، ويريدون تجريدنا من سلاحنا في ثقافة المقاومة وسواها.
    إن لغتنا
    العربية إكسير حياتنا، وهؤلاء بات استخذاؤهم التبعي إكسير وجودهم على هامش
    الهامش، ولهذا أصبحت معاول هدم اللغة في أيديهم بعضا من أسلحة الطابور
    الخامس داخل صفوف من يسعى للتحرر من قيود الهيمنة الأجنبية بمختلف أشكالها
    وفي جميع ميادينها!..
    بالمقابل لا بد من الإقرار بأن في صفوف من يقاوم
    التغرّب السياسي والاقتصادي والأمني، بلسانه وقلمه على الأقل، ومن ننطلق من
    إخلاصه وإن تعددت الاتجاهات والتصورات والمشارب والانتماءات، كثيرين يأبون
    عمدا أو يجهلون فعلا خطورة التغرّب اللغوي على ثقافة المقاومة، وثقافة
    النهوض، وثقافة الصمود، وثقافة بناء حاضر الأمة ومستقبلها، فلا يجعلون من
    ذلك محورا من محاور مناهجهم ودعواتهم ومشاريعهم وفعالياتهم، وهم يساهمون
    بذلك من حيث يشعرون أو لا يشعرون، في تجزئة شعوب يرفعون شعارات توحيدها،
    وتمزيق صفوف يزعمون العمل لجمعها، وضياع فرص حوار وتفاهم وتعايش وتلاقٍ على
    أرضية مشتركة، لا يمكن من دونها تحقيق الأهداف الجليلة الكبيرة، التي قد
    نتحدث عنها جميعا، ولن تجد إكسير حياتها ليفعل مفعوله على أرض الواقع، ما
    دمنا نتحدث عنها بألف لغة ولغة وألف لهجة ولهجة، فالحروف إذا اجتمعت على
    معانيها العقول وعبرت عن الأفكار جمعت على مفعولها الخطى، ومن دون ذلك
    سنبقى نهتف بأكثر من عشرين لسانا نحن أمة واحدة، وقد نزيد عدد الألسنة
    ونرفع نبرة الهتافات دون أن نصنع على أرض الواقع ما يقتضيه وجودنا فعلا
    ويفرضه مصيرنا المشترك، لو صدّقنا ما نقول عن أنفسنا، أننا أمة واحدة.





    نبيل شبيب
    مداد القلم


      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 15, 2024 3:29 am